10 تساؤلات تدور في ذهن كل حر يحلم بالتغيير.. إليك الإجابة عنها
إننا اليوم نخوض معركة كبيرة باختيارنا، نفتح فيها أبوابًا مغلقة، ولا ينبغي أبدًا أن تتردد في خوضها معنا، ليس ضروريًا لكي تخوضها أن تعرفنا ونعرفك، ولكن من الضروري أن تكون حرًا من داخلك، ولعلنا اخترنا هنا الحديث عن تلك التساؤلات التي طالما وضعتك في حيرة من أمرك بدون أن تجد لها إجابة، أو ربما تجد لها إجابات ولكنها مشوشة ناقصة؛ فتعود إلى نقطة انطلاقك من جديد، أو ربما تعود عن الطريق نفسه.
1-ما الذي يحدث في هذا العالم؟
بطرحك لهذا السؤال فقط أكدت لنا أنك في بداية الطريق الصحيح، وأن ما يحدث اليوم هو مُنافٍ لأبسط العقول السلمية، فهذا التساؤل رغم بساطته في الوهلة الأولى، إلا أنه يحمل الكثير من التفاصيل؛ فكيف يكون منطقيًا جوع الناس رغم ثراء بلادهم! بل كيف اقتنعت شعوبنا بأن وضعها اليوم هو الوضع الطبيعي! … وغيرها الكثير من التفاصيل التي تندرج تحت هذا السؤال.
نحن الآن نعيش فيما يسمى الخلافة الأمريكية، لا تستغرب التسمية فبعد توضيحها سيكون الأمر في غاية البساطة. إن ما يحدث في نظام الخلافة أن تكون هناك عاصمة يدير منها الخليفة كافة شؤون الخلافة، كما أنه يوجد منظمة عسكرية قوية تحمي حدود الخلافة وتنظم العلاقات بين ولايات الدولة، وبالطبع هناك نظام اقتصادي يحكم الدولة وعملة مرجعية لكافة الولايات مهما اختلفت طبيعة التعامل داخل الولاية، وبالتأكيد بداخل ذلك النظام الاقتصادي لا بد من وجود بيت للمال يخدم الأشخاص والولايات الضعيفة اقتصاديًا، كما أنه يوجد ديوان للمظالم يحكم بين الأفراد والولايات، ونظام للصحة وآخر مشرف على التعليم والثقافة. أليست هذه هي الصورة النمطية للدولة أو للخلافة؟
وهذا بالطبع ما نعيشه، فلقد كانت لدينا مملكتان متنافستان على الخلافة، وهما: المملكة الشرقية بنظامها الاشتراكي متمثلة في الاتحاد السوفيتي والصين والمملكة الغربية متمثلة في أمريكا وفرنسا وبريطانيا، وبعد سقوط المملكة الشرقية انفردت الغربية بالحكم والخلافة؛ فأصبحت واشنطن عاصمة الخلافة، والبيت الأبيض ديوان الخليفة، ومجلس الأمن مسؤول عن تنظيم العلاقات العسكرية، وأصبحت العملة المرجعية هي الدولار، وبيت المال العالمي هو صندوق النقد الدولي وسياساته هي المتبعة في توزيع الأموال، ومنظمة العفو الدولية مهمتها حقوق الإنسان، وكذلك اليونيسكو واليونيسف وباقي المنظمات التي تضمن شكل وهيئة الولايات وتشرف على باقي أمورها.
2-من الذي وضع قواعد اللعبة وعلى أي أساس وضعها؟
لقد اتفقنا على أننا نعيش تحت سطوة نظام عالمي يحكمه المعسكر الغربي بقيادة أمريكا، ذلك النظام هو المتحكم في مقاليد الأمور وتوزيع الأدوار بين الرعية؛ فمن أراد له هذا المخرج -النظام الحاكم- أن يظهر بصورة البطل المنزه سنراه كذلك، ومن أراد له أن يكون في صورة الوحش أو الخارج عن القانون فله ما أراد. ولكن يبقى السؤال: على أي أساس يتم توزيع تلك الأدوار؟ ولما لا يُسمح لنا بأخذ أي دور كيفما نشاء؟
لعل كلمة الفصل في هذا كله هي “الشرعية الدولية“، اللاعب الذي يمنح له هذه البطاقة -الشرعية الدولية- من حقه أن يقوم بالدور الذي وكِّل له، أما هذا الذي لا يملك تلك البطاقة حتى وإن كان الأجدر بالدور وقام بتنفيذه على الوجه الصحيح فهو غير معترف به في هذه المنظومة، كمن سجل هدفًا من تسلل.
يجب أن نفهم جيدًا أن اللاعب المرضيِّ عنه من النظام وظهر في صورة البطل هو في الحقيقة ليس إلا بطلًا للنظام، وما مُنِح تلك الشرعية إلا لتنازلات قدمها، أو خدمات وافق على تقديمها بعد منحه الشرعية المزعومة. ويقوم النظام بمنح تلك الشرعيات ومراقبتها عن طريق هيئاته الأممية -كالأمم المتحدة واليونيسكو واليونيسف وغيرها- وهو ما يسمى بالشرعية السياسية.
3-أين تذهب ثرواتنا؟
دعونا في البداية نتفق على أننا حين نتحدث عن “ثرواتنا” لا نتحدث فقط عن الثروة في مصر ولا العراق ولا الشام، ولكن نتحدث عن ثروتنا كأمة كاملة: فالبترول ثروتنا وقناة السويس ثروتنا ومياه النيل ثروتنا والمحصولات الزراعية ثروتنا…
لكي يضمن البيت الأبيض سيطرته التامة على مجريات الأمور الاقتصادية في بلادنا تم تسعير النفط بالدولار وكذلك الرسوم في قناة السويس؛ ليضمن أن عملة الخلافة هي المهيمنة في كل أنحاء العالم، وبعد بيع النفط وتحصيل الرسوم يتم إيداع تلك الدولارات بالبنوك الأمريكية لصالح الأمراء والحكام، ولا يحق لهؤلاء الحكام سحب تلك الودائع حتى لا ينهار الاقتصاد الأمريكي، نعم قد ينهار ذلك الاقتصاد بالفعل فكل هذا الثراء الفاحش الذي يتمتع به الأمراء والحكام العرب هو من الفوائد فقط، فما بالك بحجم الودائع نفسها؟!
إذا أردت أن تتبع ثروتك ما عليك إلا أن تنظر إلى الشركات الاستعمارية الموجودة في بلادنا وما تفعله تلك الشركات بداية من عقود الامتياز التي تحتكر بموجبها ثرواتنا الطبيعية والعمالة الرخيصة، مرورًا بالاتفاقيات التي تضمن السوق الحر والتي تستطيع من خلاله تلك الشركات من إغراق سوقك بالمنتجات العالمية بأسعار أقل من منتجك المحلي؛ لا تعتقد بذلك أنك أنت الرابح لأنك تشتري بثمن أقل؛ فلو نظرت من زاوية أخرى ستجد أن اقتصادك وصناعتك المحلية مدمرين لأنهما لا يستطيعان مواكبة ذلك التطور وتلك الأسعار، ناهيك عن الدعاية الفاحشة للأنظمة الرأسمالية التي جعلت قيمتك فيما يمكنك شراءه، وأدخلت إلينا مبدأ قياس الناس بعدد الماركات التي يرتدونها.
4-هل حقًا انتهى الاحتلال؟
الاحتلال العسكري بصورته النمطية المتداولة لدى الشعوب خرجت قواته من معظم بلادنا، ولكن ليس معنى ذلك أننا غير محتلين، فتلك النظم الاستعمارية التي رأت أن الاحتلال العسكري المباشر بتحريك قواتها العسكرية أمر باهظ الثمن لم تتخلَّ عن سياستها ولن تترك بتلك السهولة هذه الأنهار الجارية من الثروات الطبيعية والجغرافية في بلادنا؛ فقامت بالاحتلال بالوكالة من خلال الأنظمة المحلية العميلة، أو من خلال القواعد الأمريكية الموجودة على أرضنا أو قوات أجنبية مثل قوات ال MFO والتي تزعم الإشراف على معاهدة السلام، في حين أنها لا توجد إلا على الأراضي المصرية فيما رفضت إسرائيل تواجدها في أرضها.
5-ماذا تعني كلمة ثورة؟
قبل الإجابة على السؤال نحن بحاجة إلى التفريق بين القيمة والسلوك، فالقيم: هي الدوافع المحركة للسلوك، ولا يشترط للقيمة أن تكون شريفة وسامية، بل من الممكن أن تكون متدنية، فمن الممكن أن نحكم على نفس السلوك حكمين مختلفين، تبعًا للقيمة التي نبع منها ذلك السلوك، فالقتل كسلوك من الممكن أن يكون محمودًا لأنه نابع من قيمة محمودة وهي “الجهاد” ، ومن الممكن أن يكون مذمومًا تبعًا للقيمة التي ينبع منها وهي “الاعتداء”.
وانطلاقًا من هذا الطرح يمكن أن نوضح معنى الثورة كثورة حقيقية أم مجرد سلوك يمكن احتوائه. لكي يوصف السلوك بأنه ثوري حقيقي لا بد أن يكون نابعًا من ثلاثة عوامل: –
- استهداف التغيير الجذري: فلا ينبغي للثورات أن تكتفي بتغيير صورة النظام مع الإبقاء على أركان النظام، حتى لو كلف ذلك التغيير الجذري عشرات السنين.
- العمل من خارج المنظومة القائمة: لا يمكن لثورة أن تكون حقيقية ما لم تستهدف المنظومة الفاسدة، وترفض الاعتراف بوجودها، ثم تسعى للعمل من خارج تلك المنظومة بعيدًا عن قواعدها وقوانينها، فالمناهج الإصلاحية التي تعمل من داخل المنظومة هي أعداء الثورات، ولا يمكن لها أن تقوم بعمل ثورة مكتملة الأركان حتى إن استطاعت تغيير بعض الممارسات والسلوكيات.
- الجماهيرية أو الرسالية: كيف لثورة أن تنجح وهي لا تملك رسالة تعمل من أجلها؟! أي ثورة تلك؟! هذه لا تتعدى كونها صراخًا، ولا بد لتلك الرسالة أن تكون واضحة لدى الجمهور، وليست معروفة فقط في حدود الطليعة الثورية.
6-هل الهيمنة علينا حرب على الإسلام أم حرب مصالح؟
بداية هذا السؤال قد افترض أن هناك فرق بين أمرين ليسا متعارضين، فما المشكلة من كون الحرب بالأساس حرب مصالح والإسلام كدين يضع نفسه كبيئة خصبة لمقاومة هذه المصالح الاستعمارية من هيمنة وغيرها.
من جهتنا كمسلمين: أي حرب مشروعة هي حرب دينية بالأساس فما الدفاع عن النفس والمال والعرض والتي هي بالأساس أمور دنيوية إلا حربًا دينية، تأخذ فيها أجر الشهيد إن قُتِلت، وكذلك أيضًا التصدي للعدو الصائل الذي يفسد علينا الدين والدنيا هو عبادة سنُسأل عنها.
أما من جهة العدو فهم ثلاثة أقسام: قسم يحركه دوافع دينية، وقسم يحركه دوافع دنيوية محضة، وقسم يجمع بين الدوافع الدينية والدوافع الدنيوية:
- فأصحاب الدوافع الدينية هم في الأساس يحاربون الإسلام كدين مثل الحروب الصليبية.
- ومن تحركه الدوافع الدنيوية فقط: يجد أن الإسلام حائط صدٍ لتلك الدوافع؛ فتنطلق حربه ضد الإسلام.
- وأخيرًا أصحاب الأهداف الدينية والدنيوية فهم يحاربون الإسلام كدين وأيضًا يحاربونه كقواعد ونظام يعيق تحقيق مصالحهم.
7-لماذا يخافون من الإسلام؟
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ازدادت الإصدارات البحثية القائمة على دراسة المسلمين وما أطلقوا عليه “الإرهاب” وكذلك “الإسلام الديمقراطي”، وفي تتبع لتلك الأبحاث والدراسات ستجد أنهم حاولوا إفراغ الإسلام من أربعة عناصر رئيسية يرونها مصدر قوته:-
1- الاكتمال أو الاكتفاء الذاتي القيمي والتشريعي
تعد أحد أسباب قوة التشريع الإسلامي أنه تشريع متكامل فلديه تشريعاته التي تبدأ من أبسط الأمور الشخصية وصولًا إلى السياسات العامة والتشريعات الاقتصادية والعسكرية، هذا الاكتمال العجيب يعطي المسلم صلابة يستحيل معها اختراقه بأفكار مشبوهة؛ ومن هنا يأتي تخوفهم من الإسلام نابعًا من كونه بديلًا حضاريًا محتملًا، وبالطبع نحن نعترض على هذا فالإسلام ليس بديلًا بل هو “أصل” عاش به المسلمون وبنوا به حضارتهم.
2- المخالب
فالإسلام دين يوقظ روح العزة في حامليه، ويصحح مفاهيمهم حيث يجعل الموت في سبيل الله هو بداية الحياة، لذلك هم يخافون جدًا من محاربته عسكريًا؛ لذلك يقومون قبل المواجهات العسكرية بإفراغ الدين من نفوس حامليه عن طريق الحروب الفكرية عليهم.
3- الانتشار
الإسلام نفسه كدين يحمل عوامل انتشاره وتمدده، فهو دين الفطرة، كما أن المسلم ينشأ من صغره على عقلية لانتشار وحب الدعوة، ويرى أن الدعوة تكليف على حاملي هذا الدين يجب أن يقوم به بعضهم، ولما كان ذلك قاموا باختراع “حوار الأديان” لمواجهة ذلك الفكر الانتشاري حيث يركزون على المشتركات ويتغاضون عن المتناقضات التي هي بالأصل سمة هذا الدين وما يميزه، فينزعون بذلك أنيابه الحقيقية ويأتون بدين مسخ على هواهم.
4- أخوة الإسلام
مما ميز الإسلام كدين وميز المسلميين: أخوة الإسلام، التي جعلها الإسلام من أقوى الروابط، حيث نحفظ جميعًا قاعدة “فرق تسد”، هذه القاعدة التي يستخدمها أعداؤنا دائمًا، ولكن مع وجود هذه الأخوة يصعب عليهم جدًا السيادة علينا وهو ما يقلقهم رغم ضعفنا الحالي وعدم تمسكنا بتلك الأخوة؛ فهم يعلمون أننا إن عدنا فلا مكان ولا كلمة لهم على أرضنا وثرواتنا.
8-كيف يسقط الثوار جماهيريًا؟
ولأن معركتنا بالأساس هي معركة وعي، لذلك كان الجماهير سلاحًا قويًا لأي تحرك ثوري. ولما أدرك الطغاة ذلك حاولوا جاهدين فصل الثوار عن الجماهير لتحويل المعركة إلى معركة نخبوية عن طريق تشويه الثوار، ولعل ذلك التشويه -والذي يخلق حالة من الانفصال بين الجماهير والثوار- يسهل معالجة آثاره عن طريق الوصول إلى الناس والتعامل معهم على الأرض، ولكن الأشد خطورة منه هو الانفصال الوجداني أو الشعوري بين الطليعة الثورية والشعب، ويحدث هذا الانفصال بسبب: –
1- الخطاب: وهو مخاطبة الناس بما لا تعيه عقولهم، أو مخاطبتهم بما لا يدخل في نطاق اهتمامهم.
2- اختلاف الاهتمامات: من الطبيعي إذا أردت الوصول إلى شخص أن تهتم بالمشترك بينكما، وتعطي اهتمامًا لما يشغل تفكيره، ولكن هذا يجب أن يحدث داخل إطار المنهج الذي نحمله. ففي الحديث: “من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد”، فكل هؤلاء هم شهداء، والناس يتفاوتون في تقدير المال والأهل والدين والدم؛ ولذلك يجب مخاطبة كل واحد فيهم بما يشغل تفكيره ويسيطر عليه أكثر، ويقربه من الثورة.
3- اختلاف الشكل: من أكثر ما يؤثر في النفوس تآلفًا وتناكرًا هو الاختلاف الشكلي، لذلك نحن مطالبون بعدم التمايز الشكلي بما يخلق حالة من النفور لدى عامة الشعب، لا نقصد هنا الاختلاف الخلقي الذي لا دخل لنا به، ولا نقصد أيضًا الاختلاف الذي أمرنا به شرعًا كاللحية والحجاب والنهي عن القزع، ولكن نقصد عدم التوغل في تلك الاختلافات بما يصرف الناس عنا.
9-كيف نخاطب الجماهير برسالتنا؟
إننا مطالبون بمخاطبة الناس على قدر عقولهم، فلا يصح أن نحدِّث الناس حديثًا لا يفهمه أكثرهم ونزعم بذلك أننا أقمنا عليهم حجة، وأنهم من رفضوا الانضمام إلينا، بل في الحقيقة نحن أخطأنا في حقهم ولم نقم بما توهمنا أننا فعلناه، لأن حديثنا الناقص هذا فتنة لبعضهم، كما أنه لم يحقق مراد الله (لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ). ولكن علينا أن نحرص أن يكون إيضاحنا للناس وتغيير لغة خطابنا لهم ليس من أجل إرضائهم، ولكن حرصًا على إفهامهم بما لا يخالف المنهج الذي نسير به.
مراقبة كلماتنا وطريقة سردنا لا تقل أهمية أبدًا عن الحرص على إفهام الناس وسلامة المنهج الذي نريد إيصاله إليهم؛ لذلك لا يستقيم أن نقدم ما توصلنا إليه من نتائج عبر سنوات من دراسة المقدمات على أنه حقيقة ثابتة راسخة في الأذهان، لأن ذلك الجمهور لا يعلم أصلًا تلك المقدمات التي اعتمدت عليها صحة نتائجنا؛ لذلك -ومن الطبيعي- أن يقوم الجمهور باعتزال طرحنا أو مهاجمته لأنه لم يتوافق فطرة الناس في الفهم من تتبع المقدمات وصولًا للنتائج، هذا فيما يخص طريقة السرد، أما فيما يخص الكلمات والمصطلحات التي نستخدمها يجب أن نحرص على: –
1- تخطي المصطلحات الملغمة: وهي المصطلحات التي يفهم منها المستمع معنى آخر غير ما تقصد، بسبب تلغيمها بمعان أخرى غير مقصودة. فيُصدر المتلقي أحكامه القبلية على طرحك لأنه لا يعرف لتلك المصطلحات التي استخدمتها غير ذلك المعنى الذي رسخه عنده الإعلام.
2- تفسير المصطلحات المغلفة للناس قبل إنكارها ومهاجمتها: وهي تلك المصطلحات خبيثة المعنى في الأصل لكن تم تغليفها بمعان أخرى جميلة. فاحذر من مهاجمة النظام الديمقراطي -مثلًا- قبل أن تقوم بتفكيك ذلك الغلاف الذي ارتبط بالديمقراطية في أذهان الشعوب، فهم لا يعلمون عن الديمقراطية إلا أنها نظام سياسي عادل، يمنح الجميع حرية الاختيار والمشاركة الفاعلة، ويعطي للإنسان قيمته في وطنه؛ فلذلك حين تبدأ حديثك بمهاجمة الديمقراطية أنت تقوم بمهاجمة تلك الأفكار بداخلهم، ولا تقوم بمهاجمة ما تعرفه أنت عن الديمقراطية.
10-هل نحن مخيرون في خوض معركة التغيير؟
إنها ليست معركة سياسية تخص السياسيين وحدهم، وليست حربًا على السلطة بين طلاب الدنيا لتعلن اعتزالك لها، وليست فتنة اختلط فيها الحق بالباطل كما يزعم الزاعمون، إنها معركة معلومة الملامح، واضحة الأركان، هي معركة الأحرار التي لا يسعنا الفرار منها هاربين ببعض الحجج الواهية.
ولما كانت كذلك وجب علينا خوض النزال بما لدينا من أدوات شرط عدم مخالفة الثوابت والمناهج التي انطلقنا منها ألا وهي قيم الإسلام ومنهجه الذي ارتضاه لنا ربنا، غير أننا لسنا مكلفين في تلك المعركة بتحقيق النصر ولا حتى تحقيق التمكين، حيث أن النصر والتمكين قد تكفل بهما الله سبحانه وهما وعده لمن ينصره، فلا يجب الانشغال بالنتائج التي هي وعد الله على حساب الأسباب التي أُمرنا بالأخذ بها.
نصرنا الحقيقي هو النجاح في اتباع المنهج الحق ما استطعنا، وهزيمتنا هي التجرد من قيمنا والحياد عن الصراط المستقيم؛ لذلك لا يجب أبدًا أن ننظر إلى تكلفة ذلك الطريق الذي ليس لدينا خيارًا في أن نسلكه، ولا إلى قلة عدد سالكيه، يكفينا أننا ننتظر الأجر من الله، وأننا ننتصر للمستضعفين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلًا.
جزاكم الله خيرا
من اهم ما قرأت طوال حياتى .. فعلا جزاكم الله خيرا