الأمن بين حقيقة المفهوم وتوظيفه السلطوي
كثيرًا ما يُذكَر مصطلح الأمن في وسائل الإعلام الرَّسميَّة والخاصَّة والأجنبيَّة، على أنَّه جزء لا يتجزَّأ من الاستراتيجيَّات والمخطَّطات السِّياسيَّة، و عنصر شبه ثابت في البرامج الحزبيَّة، ودائمًا ما يكون هذا المحور قرين أي كلام عن نهضة اقتصاديَّة، كما يستأثر الخطاب الأمنيِّ بنصيب هام من المواد المُشَاهدة والمَسْمُوعة والمَقْرُوءة المقدَّمة لمختلف شرائح المتابعين، سواء على نطاق عالميّ عبر المواد العابرة للقارَّات الموجَّهة من منصَّة هوليوود وأخواتها، أو من مؤسَّسات الإعلام المحليَّة في البلدان العربيَّة، ويُتَرجَم الخطاب الأمنيُّ إلى سَيل من المسلسلات والأفلام المختصَّة في معالجة هذه القضية.
وفي الحقيقة يعتبر الأمن، إذا عرفناه من منطلق دين الفطرة، ركيزة من ركائز قيام المجتمع الإسلاميّ، تدلُّ على ذلك النُّصوص الكثيرة، منها قول الله سبحانه في سورة قريش: ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ✹ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ✹ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ✹ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾[قريش: 1-4]، قال السَّعدي في تفسير ﴿الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾: فرغد الرِّزق والأمن من المخاوف، من أكبر النِّعم الدُّنيويَّة، المُوجِبَة لِشُكر الله تعالى، ومنها دعاء سيِّدنا إبراهيم الوارد في سورة البقرة: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ﴾[البقرة: 126]، ومنها قول رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)، وحيزت بمعنى جُمِعَت، ففي هذا الحديث جمع النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم بين الأمن في الجماعة والطُّمأنينة لأفرادها وبين المعافاة في الأجساد وبين امتلاك قُوْتِ اليوم، وشبَّه توفُّر هذه النِّعم بحيازة الدُّنيا، وقد كان الأمن في السِّرب أوَّلها لما لنعمة الأمن من أهميَّة بالغة في شريعة الرَّحمن وفي تحقُّق مقاصدها في حياة النَّاس..
لكنَّ مفهوم الأمن في واقع الهيمنة الذي نحيا فيه مُخالف لظاهر معنى اللَّفظ، ومُصادم له ولمقاصده في كثير من الأحيان، فقد شُحِنَت عبارة الأمن بدلالات تاريخيَّة وسياسيَّة جاءت لتخدم هذه الهيمنة سواء عالميًّا أو محليًّا، ولتحقِّق أغراضًا هي أبعد ما تكون عن تلبية حاجيَّات الأفراد والمجتمعات في مختلف مناحي الحياة، وفي هذا المقال سنحاول تفكيك مفهوم “الأمن تحت الهيمنة” باستعراض نشأته وحقيقة تطبيقاته في عالمنا الإسلاميّ.
تأسيس النظام الأمني العالمي
تأسَّست سنة 1919 عُصْبَة اﻷمم على أثر مؤتمر فرساي، الذي قَدَّم غطاءً سياسيًّا وأخلاقيًّا للاستعمار، إذ بموجبه أُعطِيت الشَّرعيَّة للانتدابات التي فرضتها القوى الكبرى على بلاد المسلمين، ثمَّ تأسَّست سنة 1945 هيئة الأمم المتَّحدة في مدينة سان فرانسيسكو لترث النُّفوذ الدُّوليّ لعصبة الأمم، وتولَّت هذه الهيئة إدارة الصِّراع داخل النِّظام الدُّولي بين الأيديولوجيَّات المتنافسة حينها على الهيمنة، وهما الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة والاتِّحاد السُّوفياتيّ، ومنذ تأسيس هيئة الأمم المتَّحدة بدأت الحرب الباردة بين قُطبيّ الصِّراع، وفي سنة 1991 تفكَّك الاتِّحاد السُّوفياتي على يد المجاهدين في أفغانستان، لتبدأ حقبة تاريخيَّة تنفرد بها أمريكا بالهيمنة على العالم، وبقي الأمر على هذا الحال حتى استفاقت نشرات الأخبار العالميَّة يوم 11 سبتمبر 2001 على أوَّل صفعة لهذا النِّظام العالميّ الأمريكيّ مثَّلت هزَّة كبيرة لاستقرار سَطوة الهيمنة، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة عبر تأسيس نظام أمن دوليّ، وتحوَّلت بعده تباعًا الوظيفة المخصَّصة لنُظُم الدُّول العربيَّة، التي تأسَّست أصلًا على أعقاب النَّشاط الاستعماريّ، إلى خدمة هذا الاتِّجاه الدُّوليّ وتنفيذ كلِّ ما تُصدره اللَّوائح الأمنيَّة الأمريكيَّة، لكن وبرغم هذا شهد النِّظام العالميّ صفعة جديدة بقيام الثَّورات العربيَّة سنة 2011، ما فاقم حالة التَّأزُّم الدُّوليَّة أكثر فأكثر.
فالأمن كمفهوم متداول في عالمنا المعاصر يحمل هذه الدَّلالات، وإن كان إطلاق الكلمة في أغلب الأحيان وخاصَّة حين يوجَّه الخطاب إلى الشُّعوب، يكون مغلَّفًا بمفهومه الأصلي، ككلمة حقٍّ يراد بها باطل.
الأمن السلطوي في البلدان العربية
إثر قيام حركات المقاومة في العالم الإسلاميّ ضدَّ دول الاستعمار والانتداب، وقبل خروجهم عسكريًّا، مكَّنت هذه القوى لعملائها على المؤسَّسات الكبرى التي ستشكل بذور الدُّول القوميَّة العربيَّة الحاليَّة، وجاء هذا بعد محطَّات تاريخيَّة عملت فيها الهيئات الاستعماريَّة على تفكيك العالم الإسلاميّ، الذي كان على شكل إمبراطوريَّة تترامى أطرافها على ثلاث قارات، تفكيكها إلى كيانات سياسيَّة تفصل بينها خطوط رسمها “مارك سايكس” الإنجليزيّ و”فرنسوا جورج بيكو” الفرنسيّ في ما يعرف بمعاهدة سايكس بيكو، وشهد العالم الإسلاميّ أكثر من معاهدة تفكيكيَّة، أدَّت أخيرًا إلى الشَّكل الحاليّ لدول التَّجزئة، ولضمان استقرار هذا الوضع سعت قوى الاحتلال إلى أن تحمِّل أنظمة الحكم في دول التَّجزئة هذه طابعها الاستبداديّ القمعيّ، على اختلاف أشكال الحكم من قُطْرٍ إلى قُطْر، مَلكيٍّ كان أم رئاسيّ أم جمهوريّ أم… لينقسم الجهد الأمني فيها بين أجهزة قمعيَّة داخليَّة لمواجهة حركات التغيِّير على اختلاف أشكالها، وأجهزة عاملة على حراسة شرعيَّة الحدود التي خطَّها المستعمر.
ومن هنا يمكن أن نفهم سبب انفراد الميزانيَّات الموجَّهة للجهد الأمنيّ في الدُّول العربيَّة بالنصيب الأكبر، وهي أموال تُسْلَب من حقوق النَّاس لتنفق في سبيل الحفاظ على العروش الجاثمة على صدور هذه الشُّعوب، التي دورها حراسة الهيمنة الدُّوليَّة على بلادنا، واعتنائهم الفائق ببناء السُّجون المشيَّدة، واستعمالهم لمختلف وسائل التَّعذيب، حتَّى أصبحت رائدة في هذا المجال، ما دفع أمريكا إلى الاستعانة في سجن غوانتانامو بخبرات عربيَّة في التَّعذيب، ومن جهة أخرى تنتشر القواعد العسكريَّة الأمريكيَّة والأجنبيَّة في بلاد المسلمين، حتى في بلاد الحرمين، وتتكاثف جهود التَّعاون الأمنيّ بين المؤسَّسات العربيَّة والكيان الصهيونيّ، ليتحوَّل المحافظة على أمن إسرائيل من أكبر أولويَّات هذه المؤسَّسات، كما يتكامل عمل مختلف أجهزة هذه الدُّول في حصر مفهوم الأمن في جانبه السُّلطوي، لإنشاء علاقة بين حفظ النِّظام مهما كان هذا النِّظام وبين ادِّعاء الأمن، وقد تباح الدِّماء في السَّاحات العامة على مرأى ومسمع وسائل الإعلام للحفاظ على النِّظام، وقد يقصف الرَّئيس النِّساء والأطفال بالغازات الحارقة والبراميل المتفجِّرة لبقاء النِّظام.
لكنَّ مفهوم الأمن يتَّسع لأشمل من حصره في سُلطويَّة الدَّولة، بل يمكننا القول: أنَّ تركيز الدُّول على حصر الأمن في المحافظة على نظام الحكم وتحقيق رهبة المجتمعات من حاكميّها، كان أداة لإلغاء بقيَّة جوانب الأمن المركزيَّة.
الأمن الاقتصادي
تعتبر الأمَّة الإسلاميَّة وفي قلبها العالم العربيّ خزَّان النِّفط الأوَّل في الأرض، وجمهوريَّات وسط آسيا الإسلاميَّة الخزَّان الثَّاني، إضافة إلى الثَّروة النِّفطيَّة الهائلة الموجودة في العراق والشَّام وبلاد المغرب الإسلاميّ، إذ تتزوَّد أوروبا بــ 65 بالمائة من غازها الطَّبيعيّ من الجزائر مرورًا بالمغرب، وتحوي جزيرة العرب وحدها على 75 بالمئة من النِّفط المعروف في الأرض، بينما يمكن لأحد حقول النِّفط في جنوب العراق أن ينتج 5 مليون برميل نفط يوميًّا، عدا ما ينتج من الغاز، مع ما يوجد على طول الأمَّة وعرضها من ثروات معدنيَّة وتحويليَّة صناعيَّة، بالإضافة إلى الثَّروات الحيوانيَّة والزِّراعيَّة، ونقاط المواصلات والترانزيت البرِّيَّة والبحريَّة المركزيَّة إذ تحتوي المنطقة على أهمِّ أربع مضائق ومعابر عالميَّة من أصل خمسة وهي مضيق هرمز وباب المندب وقناة السُّويس ومضيق جبل طارق، ما يجعلها نقطة مواصلات بين الجبهات الجغرافيَّة الأربع في العالم، رغم كل هذه الموارد الضَّخمة وغيرها، تتصدَّر المنطقة قائمة أفقر شعوب العالم وأكثرها أمِّيَّة وتخلُّفًا، رغم أنَّ سكَّانها يعيشون فوق أغنى أرض، وذلك بسبب حالة الاستباحة لأمنها الاقتصاديّ، الذي يبدأ من الشَّركات الأمريكيَّة والأجنبيَّة القائمة على نهب الثَّروات ووفق آليَّاتها القانونيَّة عبر عقود استغلال مفتوحة الصَّلاحيَّات بينها وبين الحكومات العميلة من مصادرها، مرورًا بالفساد والرَّشوة داخل المؤسَّسات الرَّسمية ليذهب ما تبقيه هذه الشَّركات بعد سلسلة النَّهب إلى كروش الملوك وعوائل الحكَّام وحاشيتهم، ومن تواطئ معهم في هذه العملية، فلا أمن اقتصاديّ لمجموع الأفراد في المجتمعات العربيَّة رغم ما تنعم به أرضهم من خيرات، وينعكس انعدام الأمن الاقتصاديّ على كافَّة مناحي الحياة من صحة وتعليم وتطوِّر تكنولوجيّ.
الأمن الغذائي
رغم ما أفاض به الله من النِّعم من خصوبة الأراضي والقدرة على تحقيق الاكتفاء الذَّاتي الغِذَائيّ في مجمل عالمنا الإسلاميّ وحتَّى في الأقطار القوميَّة، إلَّا أنَّ ذات القصَّة تتكرَّر في مختلف هذه الدُّول بأساليب مختلفة، مصر مثلًا والتي لُقِّبَت على طول التَّاريخ بسلَّة غذاء العالم وهبة النِّيل، يعتبر أمْنَها الغِذَائيّ اليوم لا فقط مهدَّد، بل منعدم، ويمكن القول أنها تعيش نوعًا آخرًا من أنواع الاستبداد وهو الاستبداد الغِذَائيّ، فرغم أنها تاريخيًّا كانت المزوِّد الأساسي للإمبراطوريَّة الرُّومانيَّة من القمح، ثمَّ حين حرَّرها الإسلام من الاحتلال الرُّومانيّ غطَّت مصر أزمات غذائيَّة بتوفيرها للقمح في عام الرَّمادة، أصبحت اليوم تعيش في تبعيَّة غذائيَّة متوحِّشة، فقد فرضت أمريكا على “مصر العسكر” منع زراعة أكثر من نصف احتياجها للقمح، بينما تشتري النِّصف الآخر من أمريكا ودول أخرى، ليبقى طابور العيش في مصر مرهون بالقرار الخارجيّ، وبهذا يعتبر ملف الأمن الغِذَائيّ في مصر ملف استراتيجيّ بيد قوى الهيمنة، كذلك هو الأمر بالنسبة لتونس، التي شهدت صابة قمحها لسنة 2019 محصول تاريخيّ، بــ 20 مليون قنطار، أي بزيادة 7 مليون قنطار عن سنة 2018، لكن فوجئ الجميع بأخبار الحرائق التي استهدفت المحاصيل والتي اندلعت في أماكن متفرقة، وفي زمن متقارب، ما زاد في إمكانيَّة أنَّها حرائق مُدبَّرة، ومقابل حرق المحاصيلٍ، اُكتشفت في ميناء تونسيّ باخرة محمَّلة بقمح مسرطن ومتعفِّن قادمة من أوكرانيا، بينما مات جوعًا في اليمن نحو 85 ألف طفل حتى 2018، ونحو ربع مليون مسلم في الصُّومال، 133 ألفًا منهم أطفال دون الخامسة فقط بين سنة 2010 و 2012.
الأمن الثقافي الفكري
دائمًا ما تحاول الأمم القويَّة المحافظة على مناعة فكريَّة لأفرادها عبر المسابقة في ميادين العلوم وتشجيع النُّبوغ وبناء مجتمعات نقيَّة من كلِّ ما يمكن أن يُعكِّر مناخها الفكريّ، ولأنَّ قوَّة المسلمين كانت ولازالت في ما تلده هذه الأمَّة من عباقرة صنعتهم “اقرأ” وغذّاهم المنهج العلميّ للوحي، ولأنَّ الهيمنة على العقول أشدَّ خطرًا من الهيمنة العسكريَّة، تنبعث حملات الغزو الفكريّ لتضخَّ سمومها من خارج وداخل الأمَّة، عبر رموز التَّغريب والعلمانيَّة الذين أصبح حضورهم على الشَّاشات العربيَّة طقس رسميّ من طقوس استلاب الوعي والجراحة اليوميَّة للعقل المسلم، لكي يتشرَّب الثَّقافات الغربيَّة الغالبة وكلِّ ما تحمله من انحراف عن الفطرة.
إنَّ أمننا الفكريّ مهدَّد حتَّى في المناهج التَّدريسيَّة، فأبناؤنا يتلقُّون خطط تعليميَّة تولَّى صياغتها مؤسَّسات مثل اليونسكو، حتَّى يبقى المستوى الفكريّ في درجة متدنّية، وبعكس ما يجب أن يحدث مع العلماء والمفكرين المبدعين من تشجيع وتقدير، تقوم الدُّول العربيَّة بالاعتداء على أمنهم والزَّجِّ بهم في السُّجون وتمارس عليهم كافَّة أنواع التَّنكيل، ما لم يتواطؤوا مع خياناتها وطغيانها، بل يصبح أمنهم مستباح أمام أيادي الاغتيال الصهيونيّ التي تلاحق النُّبوغ في العالم الإسلاميّ، فما سمعنا مرَّة أنَّ دولة من هذه الدُّول أحبطت عملية من عمليَّات الاغتيال الصهيونيّ لعلمائنا، ولتكتمل صورة اخْتِرَاق أمننا الفكريّ تعمل وسائل الإعلام وهي أكثر المؤثِّرات الفكريَّة، على نشر كل مُستَقَبح من أخلاق وعادات بين أفراد المجتمع والعائلات، لصناعة الرَّغبة في الانحراف والإلهاء المتواصل حتى تنشغل هذه الشُّعوب عن قضاياها الحقيقيَّة الملحَّة، مقابل تبنِّي الشَّاشات العربيَّة لرموز الإلحاد والعلمانيَّة وغُلَاة الطَّاعة لبثِّ أفكارهم على نطاق واسع.
في عالم الهيمنة تبقى الشُّعوب أسيرة هذه النُّظم التي تعمل على سلب حُرِّيَّة الآمنين، وتهددهم في عقائدهم، وفي حقوقهم، وفي أرزاقهم، وتلاحق فيهم الإبداع والنُّبُوغ والتَّحرُّر، يحدث كلُّ هذا تحت شعار المحافظة على الأمن، بل ويُدْعَى الأفراد للمشاركة في هذا عبر دعم هذه السياسات، وتُحشَد الجماهير وراء الخطط الأمنية الملفوفة بخطاب المحافظة على الدَّولة ومؤسَّساتها وهيبتها، فيدفع النَّاس من كرامتهم وأمنهم ثمن بقاء عروش الطُّغيان، ومن حقوقهم ثمن لبذخ أصحاب القصور.
ويبقى وعد الله للمؤمنين العاملين على إقامة الدِّين في الواقع بالمنهج القويم بتحقُّق الأمن بعد الخوف، قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 55].
المصادر
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير وأحسن الله إليكم ورفع قدركم
وفقكم الله للخير وصلاح الامه