المقاطعة.. نقطة فاصلة في صراع الإسلام والغرب
لقد طالت العقود الماضية على المُسلمين، وهُم يتلقون الضربات من الخصوم من الخارج غير المُسلم -ومن الداخل المسلم للأسف-. وقد كانت -وما زالت- تنقسم هذه الضربات والهجمات إلى عدَّة مستويات؛ تبدأ بالعالَم الغربيّ وحدةً كاملةً، ثمَّ اعتداءات دولة مُفردة منه -مثل اعتداءات الصرب مثلاً على المستوى الواقعيّ، أو الإساءة للرسول الكريم من مؤسسات داخل الدنمارك مع دعم الدولة لها على المستوى الفكريّ والاعتباريّ-، أو اعتداءات مؤسَّسة كصحيفة “شارلي إيبدو”.
ولا يصدر من جمهور المُسلمين ردٌّ دفاعيٌّ على هذه الاعتداءات في المستوى الذي يُوجب عليه الإسلامُ الردَّ وهو مستوى الدول والحكومات. واقتصرت الردود على الجانب الشاجِب لهذه الهجمات، والجانب التوعويّ الذي يحاول الردَّ فكريًّا ردودًا مُتباينة، أو التقدُّم خطوةً بتصريحات بعض المؤسسات -كالأزهر مثلاً، أو هيئات العلماء المسلمين-، أو بتصريح مفرد هنا أو هناك من مسئول حكوميّ سرعان ما يضيع وسط الزحام. وعلى مستوى الأفراد فرغم قلَّة حيلتهم وعدم جدوى الردّ المُفرد في مثل هذه الاعتداءات الضخمة والدوليَّة إلا أنَّ كثيرًا من الردود الفرديَّة كانت تصدر طوال الوقت.
ومن أمر الإسلام الدائم للمُسلمين بالتفكُّر تعالوا نداول الفكر في موقف أو قضيَّة “المُقاطعة” هذه، وفي سمات المُقاطعة، ولماذا يرى صاحب هذه السطور أنَّ هذه المقاطعة الحاليَّة هي نقطة فاصلة في تاريخ الصراع الإسلاميّ الغربيّ -أقصد بالغربي جزءه المُعتدي-، ومدى تأثيرها على قضايا المُسلمين في المُستقبل. وتلخيص أهمّ دلالات معركة المقاطعة -سواء في أسبابها أو فعل المُقاطعة نفسه- من جوانب ثلاثة. كلُّ هذا سأصوغه باختصار بالغ وفي نقاط مُحدَّدة حتى يكون بارزًا واضحًا أمام الجميع، وليكون نقطة انطلاق لمزيد من الحوار الفكريّ المُثمر، وليُكوِّن دعامة تأسيس فكريّ صريح للفعل الإسلاميّ بين جمهور المُسلمين.
المقاطعة أسبابها وسماتها
أتتْ الاعتداءات الأخيرة في شهر أكتوبر عام 2020م؛ حيث وقفتْ الحكومة الفرنسيَّة مُساندةً وداعمةً لإساءات مُتعدِّدة إلى الإسلام ونبيّ الإسلام -عليه الصلاة والسلام-. ولمْ تقف عند هذا الحدّ، بل تعدَّت التصرُّف الذي من المُمكن للدولة أنْ تتخذه -ويكون في نطاق التصرُّف الانحيازيّ- إلى تصرُّفات مُتهوِّرة غاية التهوُّر. فقد دعَّمتْ الإساءات وقامتْ بالتورُّط في نشرها على العَلَن، بل صار همُّ كلِّ رجال الدولة النَّيْلَ من الإسلام وأهله والدعوة الصريحة الواضحة الفجَّة إلى تغييره داخليًّا أو إزاحته كُلِّيَّةً.
وبغضّ النظر عن أنَّ هذه التصرُّفات فشل بمعايير السياسة -فالسياسة فنّ أنْ تفعل ما تريد دون إشكالات وإلا تحوَّلتْ حربًا- فلنُركِّز هُنا على ردّ فعل المُسلمين. فلقد انتشرت دعوات المُقاطعة لكافَّة المُنتجات الفرنسيَّة على أوسع نطاق في العالَم الإسلاميّ، واستجابت قطاعات عريضة لهذه الدعوات، مع خروج بعض المُظاهرات في دول معدودة.
وفعل “المُقاطعة” يمتاز بعدد من السِّمات؛ فهو فعل سلميّ إلى أبعد مدى، فهو ليس من أفعال الاعتداء لا الصريح ولا الضمنيّ. وهو فعل سلبيّ وليس إيجابيًّا يتمركز حول “الامتناع” عن التعاطي مع إنتاج الآخر -أمَّا مثال الردّ الإيجابيّ إقدام أيّ من الحُكومات الإسلاميَّة على تصعيد الموقف على مستويات عدَّة يطول شرحها-. وهو فعل شعبيّ وليس حكوميًّا -في هذه الحالة أقصد وإلا فالحكومات أيضًا تقاطع غيرها-؛ فمَن قاطع هُم الشعوب فقط. وهو -هُنا وبناءً على السمة السابقة- فعل ذاتيّ الإرادة وليس مُنظَّمًا من الغير أو من إجبار كيانات أعظم من المستوى الشعبيّ. هذه أبرز سمات فعل المُقاطعة الذي أقدمتْ عليه الشعوب الإسلاميَّة.
إنَّ حركة “المُقاطعة” يمكن تصنيفها تحت خانة “أضعف الإيمان”، فهي تعبِّر عن القول الشائع “ما باليد حِيلة” بعد اليأس من موقف رسميّ. وكأنَّ موقف المُسلمين الأفراد مع الحكومات هُنا كالموقف الذي حكته الآية الكريمة: (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) -الأعراف 164-. والأمر المُستحقّ للتسجيل أنَّ هذه المقاطعة تحوَّلتْ من “حركة” إلى “معركة” مع توالي الأيام وتعاقُبها، ومع إصرار المُسلمين عليها ونصرتهم لها. وها قد تعدَّت حدّ الأيام المائة وما زالت ماضيةً في ثبات.
وقد تعدَّدتْ ردود فعل المُعتدي الفرنسيّ تجاه المقاطعة؛ بدايةً من الصَّلَف والكِبر المُعتاد بأمر المُقاطعين بإنهاء مقاطعتهم في تصرُّف أرعن يثير الضحك من نفسيَّة هذا الكيان الغربيّ المريض تُجاه المُسلمين أكثر من إثارته للخوف كما كان الجانب المُعتدي مُتوقعًا، مرورًا بمُحاولة من بعيد للاستعطاف المتواري وراء ألف جدار عندما كتب شخص الرئيس الفرنسيّ بالعربيَّة وكأنَّه بهذا يقترب منهم، إلى بعض الزيارات من هُنا وهُناك على المستوى الدبلوماسيّ. حتى وقعتْ الطامة الكبرى جرَّاء اشتداد الوباء ثانيةً في البلد المُعتدي واضطراره إلى الإغلاق وتوالي المصائب عليه من كل حدب وصوب.
لماذا مقاطعة فرنسا نقطة فارقة في الصراع؟
إنَّ هذه المعركة الشعبيَّة الإسلاميَّة -وهذا هو توصيفها الأمثل- تمثِّل نقطة فارقة في تاريخ الصراع الإسلاميّ الغربيّ منذ دخلت الحكومات الإسلاميَّة كهوف الضعف والخنوع -والعِمالة أحيانًا-. ورغم أنَّها ليست أوَّل حركة مُقاطعة، وفي الحيِّز القريب نتذكَّر مُقاطعة البضائع الدنماركيَّة مثلاً؛ إلا أنَّ هذه المرَّة مُختلفة إلى حدّ بعيد. وذلك لعدَّة أسباب من أهمِّها:
1. أنَّها جاءت في ظلّ تقدُّم الاعتداء الغربيّ خطوات إلى الإمام، أو دخول المعركة من حيِّز التلميح إلى حيِّز التصريح والتحديد والفعل المُباشر المُسبَّب. لا كما كان سابقًا يفعلون ما يضرُّ المُسلمين بواجهات مُضلِّلة مُخادعة تصوِّر الأمر على أنَّ الغرض ليس الإضرار بالمُسلمين.
2. أنَّها معركة صريحة مع “فرنسا” التي هي إحدى أقوى دول العالَم، وكذلك إحدى أضخم الخصوم المُحاربين بضراوة للإسلام على مدار التاريخ، وكذلك إحدى ركائز الثقافة الغربيَّة ودعامتها العُظمى العلمانيَّة.
3. الدخول غير المسبوق للحيز الشعبيّ الإسلاميّ في حسابات المعركة بين الإسلام والغرب، وهذا يعني ضمنيًّا بدء تهميش الدور الرسميّ وتجاوُزه شيئًا فشيئًا فيما بعد، ويعني أيضًا انكشاف حقيقة الحكومات على نطاق أوسع، وانحسار دورها وعدم التعويل عليه. وبالعموم هذا هو أهمّ عنصر في جعل هذه المعركة نقطةً فاصلةً على طريق الصراع.
4. استخدام وسائل التواصل الاجتماعيّ في هذه المعركة، أو وقوع معركة المقاطعة في عصر تتحكَّم فيه هذه الوسائل على مفاصل أيَّة معركة حقيقيَّة أو فكريَّة. هذا الظهير الإلكترونيّ سمح بفُرَص ضخمة لجمهور المُسلمين للظهور والإعلان عن قضيَّتهم وعدالتها، واستدعاء بقيَّة المُسلمين إلى هذه المعركة. بعدما كانت الحكومات هي المُعبِّر الوحيد عنهم -من قبلُ لمْ يكن هناك الكثير من الوسائل غير الحكوميَّة، مثل الجرائد المُعارضة التي كانْ من السهل التضييق عليها-. ولعلَّ أكبر مثال لهذا هو الوُسُوم (الهاشتاجات) التي تتصدَّر العالَم مِمَّا يصنع زخمًا عالميًّا غير مسبوق لقضيَّة جُزئيَّة للمُسلمين، وبالقطع يعطي دورًا لقضايا أبرز وأشدّ محوريَّةً للظهور والنقاش.
5. ومن النقطتَيْن السابقتَيْن يستبين سبب آخر؛ وهو أنَّ هذه الجماهير المُسلمة مع امتلاكها لفضاء إلكترونيّ واسع تستطيع أنْ تصل إلى مزيد من الحلول الخلَّاقة والجديدة في معركتها مع أعدائها، وقد تتجاوز هذه الحلول الأفعال السلبيَّة إلى أخرى أدخل في باب الفعل الإيجابيّ.
أوَّلاً: دلالات معركة المُقاطعة من جانب العدوّ
وأسمِّيه عدوًّا؛ وهو أمر واقع لأنَّه مَن بدأ العداء وناصَبَ به. ويتمثَّل أهمُّ ما تدلُّ عليه حركة المُقاطعة على جانب العدوّ في النقاط الآتية:
1. لقد كانت هذه الاعتداءات التي سبَّبتْ المقاطعة خطوة قَدَم على طريق طويل من احتقار الحضارة الغربيَّة للإسلام والمُسلمين -ولغيرها عمومًا من الحضارات-. وقد جاءت -مع ردود فعلهم المُتكبِّرة- لتدلَّ عن أنَّ شيئًا لمْ يتغيَّر، بل الأمر ثابت في النفوس والعقول والضمير الجمعيّ الغربيّ. ولا شيء أبلغ تعبيرًا عن حال المرض النفسيّ الغربيّ تُجاه الآخرين -والمُسلمين خاصَّةً- من الأمر الصادر من الجهة الفرنسيَّة بعد ثلاثة أيام فقط من بدء المقاطعة بقولهم: يجب على المُقاطعين إنهاء مُقاطعتهم! .. وكأنَّه يقول لهم: يجب عليكم أنْ تتقبلوا إساءة سيِّدكم بل تعتبروها شرفًا أيُّها العبيد! .. هذا الردُّ في صالحنا وصالح وعينا المُسلِم لا ضدّنا إنْ أردنا الحقيقة.
2. أبانت عن زيف الصورة المُصدَّرة من الغرب إلى المُسلمين والعالَم أجمع من احترام الآخر، وضرورة تقبُّله على ما هو عليه. ولنتصوَّر مدى الإجرام في فعل أناس يفرضون عليك تقبُّل الشواذ وهُم لا يتقبَّلون وجودك ووجود عقيدتك!! ويفرضون عليك احترامهم ويُدينونك إنْ آذيتهم بكلمة وهُم يؤذونك في أصل مُعتقدك وديانتك! .. وليس أدلّ من هذا على أنَّ الهوى -الذي صاغوه في صورة رسميَّة تُدعى المبادئ العلمانيَّة- هو مَن يحكم، وأنَّ عداء الإسلام هو الأصل لا الفرع.
3. حركة المقاطعة أبانتْ عن مدى ضعف العدوّ؛ فقد بدأ يتشنَّج سريعًا منذ أوَّل لحظات الدعوة العامة إلى المُقاطعة، ثمَّ بدأ يعلو صراخه في الأيام التالية. فقد اقترب المُسلمون من آلهه الحقيقيّ وأهانوا عقيدته -كما أهان هو عقيدتهم- وهما المنفعة والمصلحة، وشيطانه المُقدَّس وهو المال. وهُنا أيضًا ننوِّه على أنَّ هذه المعركة قد هزَّتْ الصورة المُصدَّرة من أنَّ العدوّ هو الكفَّة الأقوى لا المُسلمين.
4. ولعلَّ حركة المُقاطعة الحاليَّة أثارتْ تنبيهات في الذهن الغربيّ عن بدء تغيُّر قواعد اللعبة التي اعتاد إدارتها من المستوى الأعلى الحاكِم بولاءات الحكومات وقيادات الجيوش، فما بال الأرض تميد تحت قدميه ولا تستطيع أذرعه القديمة أو الاعتياديَّة أنْ تنقذه.
ثانيًا: دلالات معركة المُقاطعة من جانب المُسلمين
1. التفاف المُسلمين حول هدف واحد وفعل واحد. حتى مع اعتبار هذا الفعل سلبيًّا، فسرعان ما يمكن أن يتحوَّل إلى إيجابيّ بعد ذلك. ولا يضرّ هذا العنصر أنَّ فئات محدودة هي التي قامت بالمقاطعة فعليًّا؛ فدومًا هناك فئة فاعلة مُحرِّكة للجميع. بل ينبِّهنا إلى ما يمكننا فعله إذا زادتْ تلك الدوائر الفاعلة بيننا.
2. تبديد الوهم الذي أدخله المُغرضون علينا، وأشاعه الكثيرون مِنَّا فاعتقدناه؛ وهو انفكاك المُسلمين عن عقيدتهم، وإهمالهم لدينهم، وعدم اكتراثهم لمُقدَّساتهم. وقد أتتْ هذه المعركة المُباركة لتبدِّد هذه الأوهام ولتُرينا قول النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حديث البُخاريّ ومُسلم:
لا تزال طائفةٌ من أُمَّتِي ظاهرين على الحق، لا يضرُّهم مَن خذلهم، حتى يأتي أمرُ الله وهمُ كذلك.
وكذلك تفكيك الظنّ الذي استقرّ لدى جمهور المُسلمين باعتقاد ضعفهم التامّ أمام الغرب المُسيطر القاهر، والذي كان يُستغلّ من البعض لإقناع المُسلمين بمبدأ الخنوع والخضوع أمام أيَّة هجمات أو اعتداءات.
3. أكَّد على أنَّ كلمة السِّرّ في نجاح المُسلمين في أيّ أمر من أمورهم؛ وهو قول الله -تعالى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) -آل عِمران 103-. فقد عرَّفنا تاريخ المُسلمين أنَّهم ما انهزموا من عدوّ، بل من أنفسهم وبفعل تفرُّقهم من تحت رايتهم الجامعة.
4. كشف لجمهور المُسلمين المزيدَ من المُخادِعين المُستترين الذين وقفوا أمام الاعتداء على العقيدة الإسلاميَّة موقف الخنوع، بل زادوا عليه نفاقًا بتثبيط المسلمين عن أقلّ ردّ فعل ممكن أن يفعلوه. فيا لها من جُرأة في نفاقهم! ويكشف الله القلوب على مَحَكَّات المِحَن والمواقف وهذه سُنَّته.
ثالثًا: دلالات معركة المُقاطعة من جانب العلاقة بين المُسلمين والغرب
1. أنَّ علاقتنا دومًا ستتسم بالعداء. وهذه النظرة ليست تشاؤميَّةً أبدًا، أو تتبع نظريَّتَيْ الاضطهاد أو المُؤامرة. بل هي السياق الطبيعيّ للعلاقة لأنَّنا -المسلمين والغرب وأعداء المسلمين جميعًا- على خلاف دائم وثابت في الأُطُر العُظمى التي تبني نظرة كلٍّ مِنَّا إلى الحياة والكون؛ ولهذا سنظلُّ مُتنافرين مُختلفين بالبداهة العقليَّة. وهُنا نُذكِّر أنَّ الأصل في علاقات الأُمم ليس المَحبَّة الزائفة التي يشيعونها ستارًا ويعتدون من ورائها، بل الأصل هو الوعي الحقيقيّ بالمواقف وتحكيم العدالة بين الأطراف. ولعلَّ معركة المُقاطعة وردود فعل البعض من المُنافقين قد لخَّصتها الآية الكريمة: (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) -البقرة 120-.
2. الغرب يعمل دومًا لإعاقة المُسلمين عن التقدُّم، وهذا شأن بدهيّ أيضًا؛ فما الذي جعلهم يصرخون من مُقاطعتنا؟ لأنَّ المُقاطعة تهديد صريح لأحد أكبر أسواق تصريف منتجاتهم -المُسلمون عددهم الإجماليّ ضخم جدًّا-، والتي من دونها ستكون حضارتهم التي يملئون الدنيا بها دعايةً مُنهارةً، ومصانعهم حديدًا مرصوصًا على أرض. لهذا يسعى الغرب دومًا إلى إدامة الضعف في أمَّة المسلمين “فمتى تقدَّمنا تأخروا”، هذه هي القضيَّة بيُسر واختصار. ولعلَّ هذا الموقف أيضًا قد لخَّصتْه الآية الكريمة -النساء 102-:
(وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً).
بارك الله فيكم
لو تكملوا سلسلة مقالات حول نفس الأمر للرد على بعض الشبهات التي تثار حول المقاطعة مثل:
الشركات الأم لا ضرر عليها وانما يقع على العاملين بفروعها داخل الأقطار الاسلامية
ان المقاطعة عمليا غير ممكنة، لغرق الأسواق العربية والاسلامية بمنتجاتهم التي ليس لها بديل(على حد زعمهم)
وغيرها مما يثار بين العامة