اليمين المسيحي الأمريكي يطالب بمحو حماس .. وغزة إن تطلب الأمر!

قبل يومين فقط من الهجوم الوحشي الصهيوني على مستشفى المعمداني في غزة، الذي راح ضحيته أكثر من 500 شخص ومئات آخرين من المصابين، صدر العدد الأخير من المجلة اليمينية الأمريكية Washington Examiner طالبت بوضوح تام بأن يقوم الكيان الصهيوني بـ “القضاء على حماس نهائيًا” لأن هذا هو الرد المتناسب مع ما فعلته في عملية طوفان الأقصى، وعدم الأخذ في الاعتبار عدد القتلى من المدنيين الفلسطينيين، لأن حماس تستخدم المساجد والمشافي والمباني المدنية منطلقًا لأعمالها. 

وصدر العدد تحت عنوان: “اللحظة الحاسمة: يستيقظ الغرب من جديد على شر أعدائه، وتعطشهم للدماء” وضمن هذا العدد جاء مقال: “إبادة إسرائيل لحماس هي الرد المتناسب” قالت فيه المجلة اليمينية: 

“قتلت حماس أكثر من 1300 شخص وجرحت عدة آلاف خلال غزوها لإسرائيل يوم السبت 7 أكتوبر، وتستمر أعداد الضحايا في الإرتفاع، حتى بالنسبة لمجتمع عانى طويلاً من الاضطهاد الإرهابي، كان هذا الهجوم شديدًا وكارثيًا، وتكشف مقاطع الفيديو كيف أن البرابرة الذين يدعون أنهم مقاتلون من أجل الحرية جردوا النساء المدنيات من ملابسهن وأساؤوا معاملتهن، ودنسوا أجسادهن، وأرهبوا الأطفال، وسحلوهم كأسرى، ثم صرخ مقاتلو حماس وأنصارهم فرحًا وابتعدوا”. 

حماس

وتضيف المجلة: “لقد كانت سلوكياتهم بشعة وملعونة، هؤلاء القتلة مدفوعون برغبة متعصبة في إخضاع اليهود وذبحهم لمجرد أنهم يهود، لا يتعلق الأمر بتحرير الأراضي، إنما يتعلق بالتنفيس عن الكراهية القاتلة ضد اليهود، فكراهية اليهود منصوص عليها في ميثاق حماس، إن الكراهية المطلقة تدعم ما فعلته حماس، وما تفعله منذ عقود، وما دامت حماس موجودة، فإن وجودها يعني طرد اليهود، هذا الهدف يجب أن يوحد النظام السياسي الإسرائيلي المنقسم، لأجل شن حرب دفاعية من أجل البقاء، هذه الحرب ضرورية، لا مفر منها، ضرورة أخلاقية ووجودية، كما يتبع الليل النهار”. 

ويواصل المقال الكشف عن فاشية ونازية مكنونة في نفسية اليمين المسيحي

“سيكون هناك سياسيون وناشطون من اليسار يدينون الانتقام الإسرائيلي، وسوف يقترحون، ربما بعد ثلاثة أو أربعة أيام من العمل العسكري الإسرائيلي في غزة، أن رد الدولة اليهودية “غير متناسب” عندما تأتي هذه الدعاوى الأخلاقية، يجب رفضها، يجب أن يكون لإسرائيل مطلق الحرية في تدمير حماس، من الغباء غير المألوف شجب التجاوزات الناتجة عن العمل العسكري الإسرائيلي، ولا ينبغي القول بأنه نظرًا لأن عمليات إطلاق صواريخ حماس أو الجهاد الإسلامي ينتج عنها قتل عدد قليل فقط من الإسرائيليين، وعليه فمن غير المناسب أن تقوم إسرائيل بغارات جوية تقتل أعدادًا أكبر من مقاتلي حماس، هذا الكلام الغبي يتجاهل تأثير الصواريخ حماس والجهاد على المدنيين الإسرائيليين، إنها تُجبر المواطنين على التخلي عن حياتهم وترك منازلهم والاختباء في الملاجئ!! 

ويتابع المقال إظهار رغبته في محو حركة المقاومة الإسلامية – حماس، وسكان عزة وتحويلها على رماد مشتعل، فيقول: 

 “إن الحملة الإسرائيلية المستمرة للقضاء على حماس، ليس فقط قادتها ولكن أيضًا جنودها وهياكل دعمها وقدراتها، هي حملة مؤيدة بالمطلق، وإذا قام الإسرائيليون بتحويل حماس وما حولها إلى كومة من الرماد المشتعل فإن هذا هو الأنسب، ولأن غزة مكتظة بالسكان، وتستخدم حماس المساجد والمباني السكنية كقواعد لعملياتها العسكرية، فإن حملة إسرائيل ستكون دموية، وسوف يموت الفلسطينيون الأبرياء، لكن لإسرائيل الحق في شن حرب استنزاف ضد عدو عازم على محوها من هذه الأرض. 

من المؤكد أنه حماس تعوّل على بضعة أيام من الصراع المؤلم، مما يجبر المجال أمام إسرائيل -التي ترزح تحت الضغط الدولي- لوقف العمل العسكري، لكن يجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تضمن أن هذا لن يحدث، وسواء كان ذلك باستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، أو اتخاذ إجراءات أخرى تجاه الذين يحاولون منع إسرائيل من الدفاع عن نفسها، يجب على الولايات المتحدة أن تقف بحزم”. 

ويختم المقال بالقول: 

“من غير المؤكد أن إسرائيل سوف تتمكن من القضاء على حماس، لكن لها الحق في المحاولة، وكلما تمكنت إسرائيل من القضاء على قوات حماس وأسلحتها وهياكلها المعززة، كلما كان الإسرائيليون أكثر أمنًا، وكلما كان الشرق الأوسط أفضل، وكلما نجت قوات حماس وأسلحتها ودعاماتها من هذه الحرب، زاد التهديد الذي سيستمر الإسرائيليون في مواجهته، وقد أظهرت الصراعات السابقة، أنه إذا فرضت إسرائيل تكاليف باهظة على حماس، فإن قادتها سيوقفون الهجمات، لذا يجب الآن فرض تكلفة أقسى بكثير لاستعادة الردع لصالح إسرائيل. إن استراتيجية حماس ليست استراتيجية عنف ينتهي إلى مفاوضات سياسية، بل هي استراتيجية إبادة جماعية لليهود، وبالنسبة لحماس، فإن فلسطين الحرة ليست شيئًا يمكن بناؤه من خلال محادثات السلام وتبادل الأراضي، بل من خلال تأويل إقامة معسكرات إبادة جماعية لليهود على غرار “معسكر أوشفيتس” ويحق لإسرائيل استخدام القوة المفرطة لمنع إقامة مثل هذه المعسكرات مرة أخرى.” 

حسن قطامش

خبير إعلامي.. كاتب مستقل الفكر.. منحاز للحق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى