الاحتلال الإسرائيلي وحرب المياه في العالم الإسلامي

احتلال أراضي المسلمين يؤثر على كل جوانب الحياة من المياه إلى الأرض.. تعاني منطقة دول الوسط الإسلامي ندرة مائية وتشكل الأراضي الجافة وشبه الجافة 80% من أراضي دول الوسط الإسلامي.

فدويلة الاحتلال الإسرائيلي تخوض حرب مياه في العالم الإسلامي منذ تأسيسها إلى يومنا هذا، فأحد أسباب اندلاع حرب 1967م كان محاولات الاحتلال الإسرائيلي تحويل نهر الأردن إلى خط أنابيب يحمل المياه من بحيرة طبرية إلى صحراء النقب.

احتلت دويلة الكيان الصهيوني معظم منابع المياه في دول الوسط الإسلامي مثل سوريا وفلسطين والأردن.  وأيضًا يبحثون عن المياه خارج فلسطين المحتلة، وعندهم محاولات مستمرة حتى الآن في مياه نهر النيل ونهر الفرات.

ونستخدم مصطلح دول الوسط الإسلامي بدلا من مصطلح الشرق الأوسط، لأن كلمة الشرق الأوسط صناعة غربية.

حرب المياه في الفكر الاستراتيجي الصهيوني

شكلت قضية المياه موقعا مهما في الفكر الاستراتيجي الصهيوني منذ بداية تأسيس دويلة الاحتلال الإسرائيلي. فساسة الصهاينة بدأوا رسم الخطط الاستراتيجية للسيطرة على المياه في فلسطين والمناطق المجاورة في العالم الإسلامي قبل إنشاء الكيان الإسرائيلي عام 1948م.

يقول مهندس الرأي عمر شديد، في كتابه (المياه والأمن الفلسطيني) (ص172): «كانت المياه ولا تزال محورَ وأساس الإستراتيجية الصهيونية. حيث اعتبرت المياه سببًا في الصراعات والحروب التي دارت بين بعض الدول العربية وإسرائيل. وكذلك شكلت الميـاه أساسا في المفاوضات بين الطرفين، حيث أعربت إسرائيل عن عدم إمكانية مساومة أو مناقشة قضايا المياه، بشكلٍ يمكن أن يؤثر على كميات المياه التي تحصل عليها، فكانت المياه من وسائل الضغط الإسرائيلية على العرب من الناحية السياسية، والإقتصادية، والإستراتيجية، حتـى فـي وقت السلم».

ونعتمد تصريحات وأقوال وكتب قادة ومؤسسي الكيان الصهيوني حول مسألة المياه لأن آراءهم وتصوراتهم حول قضية المياه توضح لنا الفكر الاستراتيجي الصهيوني لحرب المياه.

وقد استند هذا الفكر الصهيوني لخوض حرب المياه إلى ادعاءات دينية باطلة ناتجة بما جاء في التوراة، سفر يشوع (3:1): «كُلَّ مَوْضِعٍ تَدُوسُهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُمْ لَكُمْ أَعْطَيْتُهُ، كَمَا كَلَّمْتُ مُوسَى».

وكما أكد الكابتن الإنجليزي كوندر الذي قاد عملية مسح فلسطين الغربية، هذه الادعاءات الباطلة في التوراة فقال في دراسته التي تحمل عنوان (مستقبل فلسطين) التي أصدرها عام 1892م:

«لقد بدأ صندوق استكشاف فلسطين عمله وهدفه الوحيد بإلقاء ضوء على ما جاء في في التوراة، ومع ذلك فقد أصبح أداة رئيسية لمساعدة أولئك الذين سيكونون سكان البلاد في المستقبل في الحصول على الحقائق الثابتة عن طاقات وإمكانيات البلاد».1

فقد تبلورت وتطورت أهمية المياه في الفكر الصهيوني في المؤتمر الصهيوني الأول حيث صرح مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هرتزل، في مؤتمر بال في سويسرا عام 1897م حيث قال: «إنني لو أردت تلخيص نتائج هذا المؤتمر لقلت إننا وضعنا في هذا المؤتمر أسس الدولة الصهيونية بحدودها الشمالية التي ستمتد حتى نهر الليطاني وبالتأكيد سيرى كل إنسان هذه الدولة بعد خمسين عاماً».

وأيضا نشر (تيودور هرتزل) عام 1902م في روايته (الأرض الجديدة القديمة) يتحدث عن مستقبل المجتمع الإسرائيلي في فلسطين قائلا: «إن المؤسسين الحقيقيين للأرض الجديدة/القديمة هم مهندسو الماء، فعليهم يتوقف كل شي من تجفيف المستنقعات إلي ري المساحات المجدبة وإنشاء معامل توليد الطاقة الكهربائية».

وبمجرد سيطرتنا نحن كمسلمين على منابع المياه في فلسطين والمناطق المجاورة لها وتحريرها على الصهاينة، نستطيع أن نستخدم هذه المياه كضغط سياسي واستراتيجي لمحاربة الصهاينة وتحرير فلسطين بشكل كامل، وكما نعلم فإ الصهاينة لا يستطيعون البقاء في أرضنا بدون تحكمهم وسيطرتهم  على منابع المياه في المنطقة. 

وفي عام 1955م، يقول ديفيد بن غوريون وهو رئيس وزراء إسرائيل في ذلك الوقت: «إن اليهود يخوضون مع العرب معركة المياه وعلى نتائج هذه المعركة يتوقف مصير إسرائيل وإذا لم ننجح في هذه المعركة فإننا لن نكون في فلسطين ويجب أن نعترف بالفشل».

وفي القرن التاسع عشر، أصدرت الصهيونية العالمية دراسات وبحوثات وكتبا تبين أن قضية المياه بالنسبة لهم مسألة إستراتيجية وأمنية وعمود فقري لدويلة الاحتلال الإسرائيلي.

تحالف الغربي الصهيوني للسيطرة منابع المياه في العالم الإسلامي

دور الغرب في تأسيس ودعم الكيان الصهيوني معروف وهناك إمبراطورية حملت لواء تفكيك وحدتنا الإسلامية وتمزيق أرضنا بل وزرعت قلب العالم الإسلامي الاحتلال الصهيوني وهي بريطانيا. 

بريطانيا هي التي خططت إستراتيجية بعيدة المدى لحرب المياه في العالم الإسلامي، وبمساعدة بريطانيا سيطرت إثيوبيا على منبع النيل الأزرق (بحيرة تانا) وعملت اتفاقية حول سد النهضة وترسيم الحدود البرية بين إثيوبيا والسودان عام 1902م..

ومنذ افتتاح القنصلية البريطانية في القدس عام 1839م قامت بريطانيا بدعم الهجرات اليهودية من أوروبا إلى أرض فلسطين، فقد وصلت الهجرة اليهودية الأولى من عام 1881–1904، والهجرة الثانية من عام 1905–1914م، والهجرة الثالثة من عام 1919م–1923م ووصلوا إلى منطقة مصادر المياه في شمالي فلسطين. 

 وأيضًا عملت الجمعية العلمية البريطانية عام 1872م بواسطة  رئيسها (تشارلز وارني) بإصدار تقارير ودراسات حول مصادر المياه في فلسطين والدراسات تؤكد أن أرض فلسطين قادرة على استيعاب 15 مليون يهودي وخاصة أن الموارد المائية في مناطقها الشمالية والمناطق المحاذية لها تستطيع تغطية احتياجاتهم ومتطلباتهم المستقبلية في استخدام المياه.

وكما يقول فيصل الرقوع السعودي: (الاستراتيجية المائية والصراع العربي-الإسرائيلي) في المؤتمر السنوي الثالث: «المياه العربية وتحديات القرن الحادي والعشرين»: «وفي السياق ذاته قام خبراء فرنسيون وأمريكيون عام 1850م بإعداد دراسات حول الموارد المائية في فلسطين، ومدى إمكانية الاستفادة من مياه نهر الأردن لتوليد الطاقة الكهربائية بسبب انخفاض البحر الميت عن البحر المتوسط».

فالتحالف الغربي الصهيوني لم يتوقف يوما واحدا، وجميع الحكومات الغربية تزوِّد الاحتلال الإسرائيلي بكل أنواع الأسلحة الفتاكة بحجة منح إسرائيل وسائل الدفاع عن نفسها بوجه المقاومة في العالم الإسلامي.

يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في كتابه (الاستعمار أحقاد وأطماع): «انظر كيف أن الكفر ملة واحدة، وكيف أن المسلمين أُخذوا على غرة عندما أحاط بهم في خريف سنة 1957م، جيوش ثلاث دول، تضرب أرضهم من البر والبحر والجو! تحركت عصابات اليهود لتحتل غزة، والتقت على موعد بثمانية وثلاثين سفينة حربية إنجليزية وفرنسية، شرعت ترجم المدينة بقذائفها، لتكرهها على الاستسلام لبني إسرائيل.

وفي الوقت نفسه ظهرت ثلاث بوارج أمريكية لتنقل رعايا الولايات المتحدة، و مراقبي الهدنة، وموظفي وكالة اللاجئين! وذلك لتدور المجزرة بين المسلمين وحدهم. وما أن طلع الصباح الأخير حتى كان الجيش الإنجليزي يحتل غزة».

سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على منابع المياه في المنطقة

احتل الكيان الصهيوني عام 1967م أهم مصادر المياه في دول الوسط الإسلامي: فلسطين وسوريا والأردن ولبنان. 

فلسطين 

تتكون مصادر المياه في فلسطين التاريخية من مصدرين أساسيين، وهما: مصادر المياه السطحية ومصادر المياه الجوفية. وفلسطين تعاني أزمة مياه رغم أنها تمتلك عدة مصادر مياه بسبب سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من 85% من مصادرها المائية.

وبعد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1967م أصدر الاحتلال أوامر عسكرية بحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المائية ومنع حفْر أو إنشاء آبار مياه عميقة بالرغم من أن فلسطين تمتلك أكثر من 500 ينبوع مياه طبيعي في جميع أنحاء البلاد، والكيان الصهيوني يستخدم سياسة منع حفر الآبار على الفلسطينيين وقطع المياه عن بيوتهم، يريد تهجير الفلسطينين من أرضهم، ومن بعض هذه الأوامر العسكرية التي أصدرها الاحتلال بعد حرب 1967م:

  1. الأمر العسكري للاحتلال الإسرائيلي رقم 158 في 1 تشرين الأول/أكتوبر 1967، والذي ينص على وضع جميع الآبار والينابيع ومشاريع المياه تحت السلطة المباشرة للحاكم العسكري الإسرائيلي المحتل. 
  2. الأمر العسكري للاحتلال الإسرائيلي رقم 291 في عام 1967، والذي ينص على أن «جميع مصادر المياه في الأراضي الفلسطينية أصبحت ملكاً لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وفقا للقانون الاحتلال الإسرائيلي الذي أقر في عام 1959».

فمثلا الضفة الغربية بالنسبة للصهاينة يعتقدون أن السيطرة عليها تحافظ على الأمن المائي للكيان المحتل. 

يقول مهندس الري عمر شديد، في كتابه (المياه والأمن الفلسطيني) (ص319): «تشكل أحواض مياه جبال الضفة روافد للمياه الباطنية المتدفقة إلى ينابيع رأس العين والتماسيح وينابيع السهل الساحلي، وبذلك تعتبر إسرائيل أراضي الضفة الغربية جزءا هاما من منظومتها المائية. وبناء على ما تقدم ترى إسرائيل ضرورة السيطرة التامة والإشراف الكامل على هذه المصادر المائية، حيث يعتقد بعض الإسرائيليين أن من يسيطر على مياه الضفة الغربية يعرِّض الأمن المائي الإسرائيلي للخطر»

سوريا (هضبة الجولان نموذجا)

تمتلك سوريا مصادر مياه متعددة مثل: المياه السطحية والمياه الجوفية والمياه المعالجة. وفي التاسع من حزيران/يونيو عام 1967م احتلت قوات الاحتلال الإسرائيلية ثلثي مساحة الجولان، ويعادل الجولان 14% من المخزون المائي السوري.

تمثل  مرتفعات الجولان المحتلة أهمية مائية كبيرة في المنطقة، وأيضًا تشكل أهمية مزدوجة للاحتلال الإسرائيلي، سواء فيما يتعلق بموقعها الجغرافي الاستراتيجي الاستثنائي لمن يسيطر عليها، الذي يجعلها تهدد أربع دول عربية هي سوريا والأردن وفلسطين ولبنان، بسبب جغرافيته الفريدة وقممه المرتفعة.

 وما يتعلق بمواردها الكبيرة من المياه العذبة، كما تؤكد شركة مياه الاحتلال (ميكورت) أن الاحتلال الإسرائيلي  يحصل حاليا ثلث احتياجاته من مياه الجولان. 

يقول ﻋﺒﺪ ﷲ ﻣﺮﺱ ﺍﻟﻌﻘﺎلي في كتابه (المياه العربية بين خطر العجز ومخاطر التبعية) (ص 105): «أشارت شركة تخطيط المياه الإسرائيلية (تاهال)، أن الجولان يحوي خزانا هائلا من المياه، وأن مياه هذا الخزان تغذي الينابيع الرئيسة في المنطقة، وبعض الأحواض الجوفية الواقعة خارج الحدود الجغرافية للهضبة، كما تؤكد مصادر إسرائيلية استنادا في دراسات شركة (ميكروت) أن أكثر من 20% من كميات المياه المستهلكة في إسرائيل تأتي من الجولان».

الأردن

تعتبر الأردن من أكثر دول العالم معاناة من نقص المياه، وتعاني من الجفاف الشديد. فقد جاء في تقرير صدر في ديسمبر عن مؤسسة (ذي سنتشري) البحثية الأميركية أن «الأردن… اليوم هو ثاني أكثر بلد يعاني من انعدام الأمن المائي في العالم، وفق بعض التقديرات».

وسبب أزمة المياه في الأردن هو سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على أهم مصادر المياه في الأردن والتحكم بهما (نهر الأردن ونهر اليرموك) بعد حرب 1967م.

لبنان

كانت المنظمة الصهيونية تطالب بضم المناطق الغنية بالمياه إلى الأراضي التي تزعم أنها جزء من «إسرائيل الكبرى» ومنها الأراضي اللبنانية.

وقد كتب بن غوريون مقالا في نشرة (فلسطين) التابعة للمنظمة اليهودية والصادرة عام 1918م وعبّر فيه عن تصوّره لحدود دويلة الاحتلال الإسرائيلي وتضم منطقة حاصبيا في لبنان من المناطق التي يريد أن يؤسس دولة الاحتلال عليها. 

وفي عام 1919م أصدر آرثور روبين، والملقب بـ«أبي الاستيطان الصهيوني» دراسة بعنوان «بناء أرض إسرائيل» رسم فيها «الحدود التاريخية» ومن ضمنها الأراضي اللبنانية.

وفى عام 1978م اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي جنوب لبنان تحت اسم عملية الليطاني، وكان أهم أهداف الاجتياح السيطرة على مياه لبنان.

وفي عام 1982م اجتاحت قوات الاحتلال لبنان ووصلت إلى العاصمة بيروت، ومن ثم انسحبت إلى الشريط الحدودى مضيفة إليه منطقة جزين، وبقيت المزارع تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وبعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان وحتى اليوم يستمر الصهاينة في سرقة المياه اللبنانية.  

أطماع الصهاينة في المياه خارج فلسطين (نهر النيل نموذجا)

محاولات وأطماع الصهاينة للحصول على النيل قديمة. وفي القرن التاسع عشر طلب الصحفي اليهودي هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية عام 1903م من الاحتلال البريطاني توطين اليهود في سيناء واستغلال ما فيها من مياه جوفية وكذلك بعض مياه النيل.

طرح المهندس الإسرائيلي (اليشع كالي) تخطيطًا لمشروع يقضي بنقل مياه النيل إلى إسرائيل ونشر في جريدة معاريف عام 1974م أن هذا المشروع يقوم بفكرة أن مشاكل إسرائيل المائية يمكن أن تحل على المدى البعيد بواسطة استخدام نسبة 1% من مياه نهر النيل والتي تعادل 800 مليون متر مكعب سنويا.

وأيضًا تسعى حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى شراء وامتلاك الأراضي الزراعية في دول أعالي النيل مثل (إثيوبيا والكونغو الديمقراطية)، وكالعادة تسعى دويلة الاحتلال الإسرائيلي إلى إشعال الخلافات بين دول المنطقة وتحرض بعض دول حوض النيل على المطالبة بإعادة النظر في حصصها من المياه. ونشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية (قسم التخطيط ب) تقريرا يحمل عنوان «معاقبة مصر» إذا استمرت في تبني مواقف سلبية ضد إسرائيل.

ومن أشهر مشاريع  الصهاينة لاستغلال مياه نهر النيل:

  • مشروع هرتزل (1903م).
  • مشروع اليشع كالي (1974م)
  • مشروع بؤر (1979م).

تسميم الآبار والحرب البيولوجية في فلسطين

كشفت وثائق إسرائيلية تنشر للمرة الأولى سنة 15-10-2022 ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي انتهاكات ضد الشعب الفلسطيني إذ قام بتسميم مياه مدينتي غزة وعكا سنة 1948م، لنشر أمراض التيفوس والزحار بين الفلسطينيين، وذلك ضمن عملية باسم «اعمل طيبا». 

ووفق وثائق البحث الإسرائيلي الجديد التي نشرتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية، تحت عنوان «اعمل طيبا: حرب إسرائيل البيولوجية خلال حرب 1948»  فإن عملية تسميم الآبار بدأت في أبريل/نيسان، وقبل شهر ونصف الشهر من الإعلان عن قيام إسرائيل 1948م.

وكشفت الوثائق أيضا أن هذه العملية شاركت فيها شخصيات إسرائيلية كبيرة أمثال ديفيد بن غوريون ووزير جيش الاحتلال الأسبق موشيه دايان.

قطع المياه في وقت الحرب من بيروت إلى غزة:

دويلة الاحتلال الإسرائيلي تلعب سياسة عدوانية وتستخدم قطع المياه كسلاح قاتل وفتاك.

بيروت

خلال اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي لبنان عام 1982م واجهو مقاومة شرسة في غرب بيروت، وأصيبت قوات الاحتلال إصابات خطيرة ومدمرة، ودرس مخططوا الاحتلال المنطقة وعرفوا أن إمدادات المياه تصل إلى غرب بيروت عن طريق محطة الضخ الرئيسية فوق تل الأشرقية، وأخيرا قرروا قطع المياه والكهرباء في المدينة.

«قامت وحدة من سلاح المهندسين الإسرائيلي بالتوجه إلى محطة الضخ في ظهر يوم الأحد واصطحب الضابط المكلف بالمهمة معه نسخة من خريطة لشبكة مياه المدينة كلها، ثم قام هو ورجاله بإدارة الطارة [مفتاح محبس الماء] التي تغلق صمام المياه المتحكم في إمدادات المياه غرب بيروت، وبعد ذلك قاموا برفع الطارة وأخذوها معهم (يعني قطعوا المياه)،  وفي نفس الوقت قاموا بقطع التيار الكهربائي.2

غزة

بعد عملية (طوفان الأقصى) المباركة التي كسرت هيبة الجيش والاستخبارات الصهيونية قرر الاحتلال فرض «حصار كامل» على قطاع غزة وقطع المياه. 

وفق ما ذكر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أمر وزير الطاقة لدى الاحتلال الإسرائيلي (كاتس) شركة المياه الإسرائيلية بقطع إمدادات المياه عن قطاع غزة «فورا».

ختاما

تمكن العدو المحتل من أهم مصادر المياه في عالمنا الإسلامي، واليوم كل من يحاول المقاومة سيرى كيف يسعى العدو جاهدا في السيطرة على أرضنا وتمزيق وحدتنا.

ولا نستطيع أن نحرر أرضنا ومقدساتنا ومصادرنا المائية محتلة، وليست لدينا خطة لمقاومة هذا الخطر الداهم.

  1. المصدر، صبري جريس، (تاريخ الصهيونية)، بيروت، مركز الأبحاث (1977)، ج1. ↩︎
  2. المصدر: حروب المياه الصراعات القادمة في الشرق الأوسط، للمؤلفين: جون بولوك وعادل درويش. ص51. ↩︎

المراجع:

1- المشكلة المائية في إسرائيل وانعكاساتها على الصراع العربي-الإسرائيلي، المهندس صبحي كحالة.

2- موقع المياه في الصراع العربي الإسرائيلي من منظور المستقبل، حسام شحادة.

3- حروب المياه الصراعات القادمة في الشرق الأوسط، للمؤلفان: جون بولوك وعادل درويش.

4- أزمة المياه والأمن المائي العربي، الدكتورة زكي يونس الطويل.

5- النيل في خطر، كامل زهيري.

عبد الحفيظ علي تهليل

طالب جامعي مهتم بقضايا الأمة الإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى