المد الإسلامي في فرنسا بعد استشهاد عنبسة وقبل ولاية الغافقي
بعد استشهاد عنبسة بن سحيم الكلبي، أمير الأندلس (صفر 103- شعبان 107هـ) في جنوبي فرنسا؛ انحسر المد الإسلامي فيما وراء جبال البرت، واقتصر وجود المسلمين في فرنسا على قاعدة نربونة. وذلك بسبب عدم استقرار الولاة الذين جاءوا بعد عنبسة في مناصبهم في قرطبة، حاضرة الأندلس. وقد استمر ذلك الانحسار أكثر من خمس سنوات، تعاقب على حكم الأندلس خلالها ستة ولاة.
أولهم عُذرة بن عبد الله الفهري، وهو الذي تولى قيادة الجيش في طريق الرجعة بعد استشهاد عنبسة، فلبث في منصبه شهرين فقط، من شعبان 107هـ، إلى شوال 107هـ. ثم يحيى بن سلمة الكلبي، لمدة سنتين وخمسة أشهر، من شوال 107هـ، إلى ربيع الأول 110هـ. ثم تبعه واليان حكم كل منهما لمدة خمسة أشهر فقط، من ربيع الأول 110هـ، إلى محرم 111هـ، هما حذيفة بن الأحوص القيسي، وعثمان بن أبي نسعة الخثعمي. ثم ولي الهيثم بن عبيد الكلابي، لمدة 11 شهرا، من محـرم 111هـ، إلى ذي الحجة 111هـ. ثم ولي محمد بن عبد الله الأشجعي، لمدة شهرين، من ذي الحجة 111هـ، إلى صفر 112هـ.
خلال فترة حكم هؤلاء الولاة الستة للأندلس، لم تشهد الجبهة الإسلامية مع دولة الفرنجة، أي نشاط عسكري ملحوظ؛ بل إن عدم استقرار هؤلاء الولاة في مناصبهم، وتتابعهم على هذا النحو كان دليلًا على تفاقم الخلل والاضطراب في الشئون الداخلية لولاية الأندلس نفسها، كما يقول المؤرخون.
والصواب أن يقال -بناءً على ما سنذكره لاحقًا-: إننا لا نتوفر في مصادرنا العربية، على أخبار أية أنشطة عسكرية للمسلمين فيما وراء جبال البرت، خلال مدة حكم هؤلاء الولاة للأندلس. لكن الحال مختلف، في المصادر الغربية؛ وبخاصة تواريخ الرهبان المعروفة باسم “الحوليات”. فهذه الحوليات، تشير إلى استمرار الحملات بعد استشهاد عنبسة؛ وهي -كما هو شأنها دائمًا- تنسب للأمير عُذرة الفهري، أول ولاة هذه الفترة، القيام بالكثير من أعمال السلب والنهب والتدمير والحرق للمدن والكنائس والأديرة، في جنوب شرقي فرنسا.
وتذكر الباحثة الأكاديمية اليمنية نجاة محمد الطلبي -استنادًا إلى مصادر فرنسية معاصرة، نقلت عن تلك الحوليات- أن عذرة الفهري، بعد أن تمكن من الانسحاب إلى أربونة بعد استشهاد عنبسة، جاءته إمدادات من الأندلس، فتشجَّع على إعادة الكرة، واستئناف الفتوحات، في بلاد الغال.
وتذكر أيضًا أن المؤرخ الأثري الفرنسي جان لاكام، في كتابه (المسلمون في أواخر العصور الوسطى الفرنسية) يسرد أحداث حملة عسكرية قام بها المسلمون في أوائل 726م/ (108هـ)، وأنهم تمكنوا خلالها من الاستيلاء على المناطق الواقعة غربي وادي الرون (في جنوب شرقي فرنسا، أي برغنديا)، وأبرموا معاهدات حماية (!) مع الأمراء المحليين لتلك المناطق، وأنهم -أيْ المسلمين- أغاروا أيضًا على شرق وشمال وادي الرون، وأن كتائبهم اصطفت على طول ذلك النهر، متخذةً موقف الدفاع دون الهجوم([1]).
وبناءً على هذه الحيثية، وبعد إعادة تمحيص ما ورد في مصادرنا الأندلسية؛ لا نستبعد حقيقة، أن يكون عذرة الفهري، قد قام فعلًا بتلك الغزوة أو الحملة، والتي من الواضح أنها حدثت بعد أشهر قليلة فقط من استشهاد عنبسة، وفي ولاية يحيى بن سلمة الكلبي، والتي “لم يغزُ فيها بنفسه غزوة([2])“، كما روى المقري، عن ابن بشكوال وابن حيان.
مما يعني ضمنيًّا، أن الغزو فيما وراء جبال البرت -أيْ في فرنسا- كان هو العلامة المميزة لنشاط ولاة الأندلس في تلك الفترة، وأن هذا الوالي (يحيى بن سلمة)، ترك هذه المهمة للأمير عذرة الفهري، الذي يرجح أنه بقي أميرًا على ثغر نربونة، وهو الذي يثني عليه الحجاري، فيقول: “كان من صلحائهم وفرسانهم([3])“.
كما يتحدث بعض المؤرخين المعاصرين، الذين اعتمدوا على تلك المصادر الغربية، عن أن الهيثم الكلابي، آخر أولئك الولاة الستة، قد قام في آخر ولايته بحملة عسكرية إلى جنوب شرقي فرنسا، وصل خلالها إلى إحدى مقاطعات فرنسا الجنوبية الشرقية، وهي مقاطعة برغنديا الجنوبية([4])، والتي تصاقب مقاطعة بروفانس من الشمال.
وقد نقل لنا محمد عبدالله عنان، تفاصيل هذه الحملة، فقال، بعد أن أشار إلى ما نجم عن تتابع الولاة على ذلك النحو من خلل واضطراب في شئون الأندلس، ومن خلاف بين الزعماء والقبائل: فلما ولي الهيثم حاول أن يقمع الفوضى وأن يرد النظام. وكان الهيثم حازمًا قوي العزم، ولكن صارمًا شديد الوطأة، فطارد الشغب والفوضى بشدة.. ثم سار في الجيش إلى الشمال ليقمع أعراض الثورة التي بدأت في الولايات الجبلية وليستأنف الغزو. فعبر البرنيه (جبال البرت)، واخترق سبتمانيا إلى وادي الرون، وغزا ليون (لوذون) وماسون وشالون الواقعة على نهر الساؤون، واستولى على أوتون وبون، وعاث في أراضي برجونية الجنوبية”. ولكن عنان استدرك، قائلًا: “ولكن هذا الفتح لم يكن ثابت الأثر .. فعاد الهيثم إلى الجنوب، ولم يلبث أن توفي”([5]).
وليس لدينا في مصادرنا العربية -والكلام للدكتور عبد الرحمن الحجي- أية أخبار عن هذا النشاط العسكري، الذي قام به الهيثم في غالة، باستثناء إشارات غامضة ترد في بيان ابن عذاري بأن الهيثم “غزا منوسة “. كما ورد في عبر ابن خلدون أن الهيثم “غزا أرض مقوشة فافتتحها”، والعبارتان تدلان بشكل أقوى أنها اسم مكان، فهل تكون هي ماسون الفرنسية، الواقعة شمال مدينة ليون على وادي رودنة (نهر الرون)، فتكون هذه المناطق التي وصل إليها الهيثم، وهي غيرها ، جنوبًا وشماًلا، شملها جهاد المسلمين وراء البرت لهذا العهد؟([6])
أما أقوال المؤرخين الغربيين، بأن منوسة هذا هو اسم زعيم بربري، كان أميرًا على مدينة الباب الواقعة في أحد أبواب جبال البرتات، وأنه تحالف مع أودو دوق أقطانية وتزوج ابنته بعد أن فتنته بجمالها، ثم خرج عن طاعة المسلمين، فغزاه الهيثم الكلابي وعجز عن إخضاعه، ثم قتله بعد ذلك عبد الرحمن الغافقي لخيانته العظمى للمسلمين؛ فهي أسطورة من الأساطير، اخترعها القساوسة وروج لها المستشرقون، لتعميق الشرخ بين العرب والبربر. ومع ذلك، فقد اغتر بها كثير من المؤرخين العرب المعاصرين.
وقد أنكر المستشرق الإسباني كوديرا (1836- 1917) -الذي يقال إنه من أصل عربي- وجود هذه الشخصية (مونوسة)، إنكارًا تامًا، وذهب إلى أن هذا اللفظ إن هو إلا تحريف للفظ ماسون، التي هي بليدة بجنوبي غالة غزاها الهيثم بن عبيد الكلابي، كما يقول ابن عذاري. وقال -أيْ كوديرا- إن القُصَّاص ابتكروا القصة كلها، فزعموا أن مونوسة كان زعيمًا بربريًا، وبنوا على زعمهم ذلك القصص كله([7]).
ولكن الدكتور حسين مؤنس استضعف رأي كوديرا هذا، وانتصر للرأي القائل بوجود هذه الشخصية، وسود صفحات كثيرة من كتابه في الحديث حولها. ولكننا، رغم ذلك، نرى صحة ما قاله كوديرا؛ لأنه يتمشى مع المصادر العربية، والتي لم تذكر شيئًا حول مونوسة هذا، ونؤكد على ما قاله الحجي من أن هذا اللفظ هو اسم لمكان وليس لشخص.
ونخلص من كل هذا إلى القول بأن المد الإسلامي، في فرنسا، لم يتوقف تمامًا بعد استشهاد عنبسة في شعبان 107هـ، وقبل بداية ولاية الغافقي للأندلس في صفر 114هـ، كما هو شائع.
وإن كان النشاط العسكري هناك قد ترك غالبًا لمبادرات أمراء ثغر نربونة: لأن عبد الرحمن الغافقي، حينما تولى الأندلس، وجد المسلمين في حالة طيبة في غالة، ولو كان أمرهم وقف عندما انتهت إليه أعمال عنبسة، وهو الرجوع إلى الأندلس، لما استطاع الغافقي أن يقوم بالعمل الكبير الذي قام به([8])، وهو فتح الشطر الأعظم من فرنسا، قبل أن يستشهد في معركة بلاط الشهداء في رمضان 114هـ.
المصادر
- ما بعد بلاط الشهداء مملكة الفرنجة والفتوحات الإسلامية في جنوب بلاد الغال، مركز عبادي للدرسات- صنعاء- ط1، 1422هـ/ 2001، ، ص97، 98.
- نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تحقيق إحسان عباس، دار صادر-بيروت، 1968، (3/18).
- نفح الطيب (1/17).
- إبراهيم بيضون، الدولة العربية في اسبانية، دار النهضة العربية-بيروت، ط2 ، 1406هـ/ 1986، ص150.
- دولة الإسلام في الأندلس من الفتح إلى بداية عهد الناصر، مطبعة لجنة التأليف-القاهرة- ط4، مزيدة منقحة، 1389هـ/1969، ص84.
- التاريخ الأندلسي، دار القلم، دمشق، ط5، 1418هـ – 1997. ، ص192- 193.
- فجر الأندلس، الشركة العربية للطباعة والنشر- القاهرة، ط1، 1959، ص316-317: حاشية.
- المرجع السابق، ص255.
الحمدلله وصلت العاصمة مدريد حيث بداية الرحلة الأندلسية. وصلت بعد تعب شديد، تعب السفر الطويل و الإرهاق و قلة النوم وقتها اكملت ٢٦ ساعة دون نوم، الطقس أيضًا كان شديد البرودة فدرجة الحرارة كانت أربع درجات. لكن الحماس أقوى من أي شيء آخر. بعد الراحة ليلة واحدة في مدريد انطلقنا مع بداية اليوم إلى جوهرة العالم و عاصمة الخلافة الأموية في الأندلس،قرطبة. الطريق ممتع جدًا بكل تفاصيله بامتداد الأشجار في كل اتجاه و تنوع الطبيعة، بجمال الأجواء و الأهم الحماس لرؤية قرطبة. وصلت قرطبة . شعور عظيم احسسته أن أكون في نفس المدينة التي قرأت عنها كثيرًا و هي المدينة التي عاش و مات فيها صقر قريش حيث أسس دولته العظيمة. في طرقاتها سار الحاجب المنصور طالبًا متطلعًا للوصول إلى أعلى المراتب. مدينة العلم و العلماء، قرطبة أعظم مدن زمانها. من الأسوار الغربية لقرطبة كان دخولي، من هذا الباب. دخلت و أنا أكاد اطير من السعادة و جمال الشعور . لحظتها أنا متأكد أنني الأكثر سعادة في العالم لأني عبرت باب الجوز إلى قرطبة حاضرة الخلافة الأموية. السير في طرقات قرطبة بحد ذاته متعة لا توصف، جمال الطرق و الأزقة و البيوت. يزداد هذا الجمال عندما تظهر بين البيوت منارة جامع قرطبة، و كأنها تناديني أن أسرِع فـ جوهرة قرطبة تنتظرك. عالم من الجمال و كأني في حُلم . اكملت المسير بين أزقة قرطبة مستمتع بجمالها و السعادة تغمرني إلى أن قادتني إلى المكان الذي وقفت فيه متأملًا مدهوشًا لا أستطيع الكلام..! هنا جامع قرطبة. الوقوف أمام أسوار هذا الجامع يشعرك بضخامته و هيبته، هذا هو الجامع الجامعة حيث دروس العلماء. شعور لا يمكن وصفه حقًا..! اكملت سيري عبر طريق المحجة العظمى متجهًا إلى قنطرة قرطبة، عيني تارة تستمتع بمشاهدة أسوار جامع قرطبة على يساري و عقلي يتخيل قصور أمراء بني أمية في المنطقة على يميني . مشيت فوق قنطرة قرطبة و أنا استشعر الحوادث التاريخية العظيمة. هذه القنطرة التي جددها السمح بن مالك بأمر من الخليفة عمر بن عبدالعزيز، هذه القنطرة التي عبرت عليها الجيوش الإسلامية، هذه القنطرة التي مشى عليها الخلفاء و الأمراء و العلماء. كم من حكاية وحادثة عاشتها هذه القنطرة. قرطبة جميلة بكل تفاصيلها بأزقتها وطرقاتها وأبوابها ومبانيها، فعينك لا تتوقف عن مشاهدة الجمال و الاستمتاع به. قرطبة ليلًا مدينة مختلفة..! . حالة من السكون و الهدوء الجميل . صعدت فوق أحد المباني فكان أمامي هذا المنظر الخيالي . جامع قرطبة بمنارته الشامخة . حينها أحسست وكأني في رواية ملحمية تاريخية يحاول فيها الروائي وصف مشهد عظيم. بعد جولة مسائية جميلة جلست على ضفة نهر الوادي الكبير و أمامي القنطرة وقرطبة وجامعها. أحاديث جميلة نستذكر فيها أحداث قرطبة التاريخية، قصص الأمراء و القادة و العلماء، جلسة تُحفر بالذاكرة. عيني لا تمل من مشاهدة هذه المناظر . بعد هذه الجلسة الجميلة التي لم احس بها ببرد و لا تعب و أنما بمزيد سعادة و طمأنينة رجعنا عبر القنطرة باتجاه قرطبة حيث نسكن فغدًا يوم جميل. اليوم الثاني في قرطبة كان يوم خاص، يوم انتظرته كثيرًا، إنه يوم زيارة جامع قرطبة. هذا الجامع الذي اسمع به منذ كُنت طفلًا في المرحلة الابتدائية في مادة التاريخ و هأنذا واقفًا أمامه مستعدًا لدخوله. دخلت جامع قرطبة برجلي اليمنى و مشاعري عظيمة و عيناي تتسابقان لمشاهدة مرافقه و تفاصيله. شعور من الدهشة و السعادة عظيمين. أخيرًا دخلت جامع قرطبة. هنا فناء الجامع فناء البرتقال، هنا حيث كان المسلمون يسيرون بتنوعهم بين طالب علم يحمل كتبه و يحاول اللحاق بدرس شيخه و بين تاجر و أديب و قائد و أمير. و كأني اتخيلهم أمامي، مشاعر لا يمكن وصفها. هذ هو الباب الذي نقلني عبر الزمان، إلى قرطبة الأمويين، قرطبة عبدالرحمن الداخل و الحكم المستنصر بالله. دخولي من هذا الباب قادني إلى داخل الجامع و هي لحظة أقل ما أقول عنها أنها لحظة مهيبة. و من الملفت أنهم طلبوا مني نزع أي غطاء على الرأس! فسّرتها أنه فعل يقصد به احترام المكان. لحظة دخولي، حقًا لحظة عظيمة . جمال الأقواس و الزخارف، هيبة المكان و ضخامته. لحظة تأمل و صمت. هنا التوسعة الأضخم للجامع، توسعة الحاجب المنصور. هذا الجامع الذي كان بنائه بأمر من عبدالرحمن الداخل سنة ١٧٠هـ، هنا كانت تؤخذ بيعة الأمير أو الخليفة الجديد، هنا حيث حلقات الدروس العلمية. في هذا الجامع تُعلن عظائم الأمور و الحوادث من هنا يُعلن إنطلاق الجيوش الإسلامية و يعلن نصرها. وقفت أمام هذه التحفة الفنية المعمارية العظيمة متأملًا، عالم من الجمال و الفخامة تسرق العقل. محراب الحكم المستنصر بالله. أمر ببنائه رحمه الله و سخر له أعظم الخبراء فخرجوا لنا بتحفة خلّدها التاريخ. و أنا واقف أمام المحراب تخيلت الأمام يردد بصوت مرتفع (استووا اعتدلوا)، لحظة عظيمة. إن زيارة جامع قرطبة تركت في نفسي أثرًا لا يزول. خرجت و قد زاد احترامي و تقديري لأولئك الرجال الذين بذلوا الغالي و النفيس لبناءه و التفنن بعمارته، من خلفاء و أمراء و قادة و علماء بنوه حسيًا و معنويًا بذكر الله و تعليم الناس أمور دينهم و دنياهم. خرجت و قد تركت جزء من روحي هناك. إلى أعظم مدن زمانها، إلى هيبة الملك و قوة السلطان. إلى المدينة التي استغرق بنائها أربعين سنة. و التي قدّرت نفقة البناء ٣٠٠ ألف دينار سنويًا. حيث جلب لها أصناف الرخام من كل مكان: ألمرية، قرطاجنة، الشام، القسطنطينية. حيث بلغت السواري فقط ٤٣٢٤ سارية. المدينة الأسطورة، تارة تظهر من بين الأشجار و تختفي تارة، عيني تتطلع و قلبي يخفق حماسًا. حرص صاحبها على جلب أعظم المهندسين و الصناع في العالم و خصوصًا من بغداد و القسطنطينية. كان يعمل كل يوم عشرة آلاف عامل و يستخدمون من الدواب ألف و خمس مئة.
سلسلة تغريدات لزائر عربي مسلم لقرطبة.
https://twitter.com/warqh_A/status/1470433280356986880