الإعلام وأبرز قضاياه في لقاء تبيان مع الأستاذ حسن قطامش
في عصر لمْ يعد الإعلام فيه مجرد قضيَّة من القضايا أو ملفّ من ملفَّاته؛ بل صار أشدَّ العناصر الفاعلة في تشكيل صورته والأكثر تأثيرًا فيه .. وعليه فإن الحاجة تقتضي من صاحب الوعي الراغب فيه أنْ يقترب من الإعلام، ويفهمه فهمًا صحيحًا -قدر الإمكان-. ولهذه الحاجة المُلحَّة تستضيف مجلة “تبيان” أحد الفاعلين في هذا المجال: الإعلاميّ “حسن قطامش”.
الأستاذ “حسن قطامش” ليس مجرَّد فاعل في المشهد الإعلاميّ، بل واحد من صنَّاعه ذوي الأثر والبصمة. فقد كان مُستشار التطوير الإعلاميّ في شبكة “قنوات المجد”، ومُؤسِّس ومدير قناتَيْ “المجد الوثائقيَّة” و”المجد الطبيعيَّة”. كما أعدَّ البرتوكول الإعلاميّ لـ”مدينة الإنتاج الإعلاميّ” بالرياض. كما أسَّس وأشرف على بعض المواقع الإلكترونيَّة. وشغل عضوية هيئة التحرير في مجلَّة “البيان” لست سنوات.
كما ساهَمَ بقلمه في الكتابة الصحفيَّة بما يزيد عن مائتَيْ مقال، وفي تأليف عديد الكُتُب. ويدير حاليًّا شركة “كيو ميديا للإنتاج والاستشارات الإعلاميَّة”. ويحرص الأستاذ على المُساهمة الفاعلة في صناعة الوعي من خلال ترجمته المُتقنة لعديد التقارير التي تنشر في الصحف والمجلات الدوليَّة على حسابه في موقع “تويتر”.
ولهذه الخبرة الطويلة؛ كنَّا حريصين على استجلاء رأيه للقرَّاء في نواحٍ شتَّى.
س 1/ “الإعلام لم يعد يُشكِّل الواقع، بل صار يبتلع الواقع ابتلاعًا” .. ما مدى موافقتكم على هذا المعنى؟
الإعلام هو الواجهة للأفكار والسياسات والمصالح والمخاوف للحكومات والمؤسسات والأفراد؛ فالإعلام يتشكَّل من بعض المؤثرين في الواقع، ليبقوا مؤثرين ويزيدوا من فاعلية تأثيرهم.
وهذا الفعل من هذه “الطائفة من الناس” يُشكل الواقع ويبتلعه أيضًا، إنْ بقي الأمر دون مدافعة وتم الاستسلام له، وتحول الناس إلى الاستقبال السلبي دون إرسال لأي مؤثر حقيقي في الواقع ونافع له.
س 2/ هل صار الإعلام يشابه سحر هاروت وماروت؛ في ظلّ تحول الهاتف الذي في جيب الجميع إلى منصة إعلاميَّة خاصة؟ وفي ظلّ سلطانه على آحاد الناس، وفتنة المتابعين وأعداد المُشاهدات والإعجابات؟
بالنظر لغالب الحال، وبأن أكثر الناس يتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ويشغلهم عما ينفعهم .. فهذا صحيح.
س 3/ في ظل حديث واسع النطاق، واشتهارٍ لجملة “الإعلام البديل”؛ هل “يوتيوب” أو غيرها من المنصات يمكن عدُّها أساسًا لإنشاء إعلام بديل هادف؟
بلا شك؛ فكل المنصات الكبيرة الواسعة الانتشار والبالغة التأثير تظل بيئةً خصبةً لتقديم كل شيء. ويبقى التحدي في تقديم إعلام هادف للحق والخير والنفع العام مطلبًا مُلحًّا، بوسائل وأساليب تواكب الواقع وتؤثر فيه إيجابيًّا. والواقع المُشاهَد لهذه المنصات نرى فيه الكثير من النماذج الهادفة البالغة التأثير وكثيفة المتابعة.
س 4/ يدور الحديث الآن حول تفتُّت الإعلام بفعل المنصات التواصليَّة؛ لكنْ هل صحيح أنَّ عالَم احتكار الإعلام ومصادر المعلومات انتهى؟ أمْ أنَّ هنالك مظاهرَ وسلطويَّةً احتكاريَّةً ضخمةً تحيط بالإعلام الاعتياديّ وإعلام المنصات؟
الإعلام لم يتفتت.. بل أخذ صورًا جديدة ومختلفة عن المعهود من قبل. وهو أمر طبيعي في حركة الحياة. الحالة الجديدة في المشهد الإعلامي هي سهولة توفر “الآلات الإعلامية كلها” في جهاز صغير، وهذا يجعل من يملك هذا الجهاز ويحسن استخدام تطبيقاته وبرامجه “صانعًا للمحتوى الإعلامي”. وهو ما كان مقصورًا من قبل على دول ومؤسسات وقنوات.
ورغم أن لـ”صُنَّاع المحتوى الجدد” حضورًا وتأثيرًا واسعًا. لكن مظاهر السلطوية والاحتكارية الضخمة لمصادر المعلومات من كبرى المؤسسات الإعلامية ما زالت موجودةً وقائمةً، وإن لم تكن بذات النسبة السابقة.
وللوقوف على حجم تأثيرها؛ تخيَّلْ غياب هذه المؤسسات الإعلامية الكبرى الآن عن المشهد تمامًا، ثم تأمَّلْ كم نسبة ما يتبقى لصناع المحتوى الجدد ليصنعوا منه إعلامهم.
س 5/ “إعلامٌ غيرُ مُوجَّه” هل توجد هذه الصفة في الإعلام حقًّا؟ وهل “التوجُّه” في الإعلام صفة سيئة يُعاب بها على الإعلام؟
تخيَّلْ ردَّة فعلك حين يحكي لك أحدهم عن رؤيته بعض قطع البلاستيك والمعدن والزجاج تتشكل من تلقاء نفسها فتصنع تلفازًا، ثم بدأ يعمل ذاتيًّا ويبث نشرات الأخبار على مدار الساعة !!.. هل تصدقه؟
الإعلام هو “صناعة توجيه الرأي العام”. وهذا التوجيه لا بد له من مُوجِّه، بعد ذلك نختلف أو نتفق على ما يقدمه “المُوجِّه”، وما يريده من رسائله الإعلامية للجمهور.
س 6/ شهدت السنوات الأخيرة عصرَ المنصات الإعلاميَّة الفنيَّة كشركة “نتفلكس“، ثمَّ شهدنا استقدام هذه الموضة إلى العالَم العربيّ، بل دخول “نتفلكس” نفسها عالَمنا العربيّ؛ وما فرضتْه فرضًا من منظومة قِيَميَّة سابقة الإعداد. ما سُبُل مواجهة الضمير الإسلاميّ العربيّ لهذه الظاهرة الجديدة عليه؟
أمرانِ مهمانِ يجب القيام بهما:
الأوَّل: الوعي بخطورة هذه الشبكات الإعلامية ومخاطرها؛ بالتفنيد والتحذير ممَّا تبثه من اعتداء حقيقي ومؤثر على عقائد الناس وأخلاقهم وقيمهم.
الآخر -وهو الأهم-: صناعة البدائل الجادة المحافِظة على ثوابت الدين وقيم المجتمعات السليمة. وفي الوقت نفسه جاذبية هذا البديل ومواكبته للحالة الفنية المعاصرة في أدواتها؛ ليجد الناس بديلًا مناسبًا ومنافسًا لما يبث بكثافة من أعمال تخالف أصول دينهم.
س 7/ يعتقد الكثيرون في وسط الوعي الإسلاميّ والعربيّ أنَّ وراء الإعلام العالميّ كيانات ضخمة -كحديث البعض عن الماسونيَّة- تُخطِّط للنهج الإعلاميّ العامّ، هل توافقون على هذه النظرة؟ وكيف تتصورونها؟
دعونا نُسلِّم بأن الإعلام العالمي “وراءه كيانات” ضخمة توجهه وتموله؛ لأهداف خاصة للتأثير في المشهد العالمي. هذه حقيقة لا تكاد تخطئها عين متابع.
لكن هل تستطيع كيانات “ما وراء الإعلام” التحكم في كل شيء، وفي كل وقت، وعلى طول الخط؟
هذا غير صحيح. ونحن عايشنا في ربع القرن الأخير قيام “كيانات إعلامية عربية وإسلامية” كبرى، وراءها مَن يمولها ويوجهها. وأثرت وتؤثر في الواقع العربي والإسلامي بشكل كبير وإيجابي؛ ما يعني أن هناك مساحات كبيرة للتأثير، بعيدة عن التأثر أو التبعية لمن هم وراء الإعلام العالمي. وهذا هو المهم بالنسبة لنا.
س 8/ هل الإعلام الغربيّ هو “المسئول الأول” عن كراهية الإسلام والمسلمين القابعة في الضمير الغربي؟
كراهية الإسلام والمسلمين مُترسِّخة في عميق نفوس كثير من غير المسلمين، قبل عشرات القرون من ظهور وسائل الإعلام. القرآن الكريم يخبرنا بذلك، ومسار العداوة التاريخية يخبرنا بذلك أيضًا. وهذه العداوة لن تتغير في أصلها ومجملها.
الإعلام الغربي فقط أظهر لنا على الشاشات وعلى أوراق الصحف والمجلات، ما كنا نقرأه في الكتب سابقًا. وهذه الكثافة في حجم الكراهية نتيجة طبيعية لزيادة حجم انتشار وسائل الإعلام وتنوعها ووصولها للجميع. وهو ما أدى لكثافة ما نشاهده ممَّا تنقله من حديث الكارهين للإسلام والمسلمين.
س 9/ في ظلّ اعتداءات مُتكررة من إعلاميين على قضايا فكريَّة وعقديَّة مُسلَّم بها عند المُسلمين؛ كيف ترى سُبُل مواجهة هذه الموجة الإعلاميَّة المُتنامية؟ وعلامَ تدلّ؟
هؤلاء نتوءات صوتية شاذة تعلو وتخبو على مدار التاريخ. وهم لا يعملون من تلقاء أنفسهم؛ هؤلاء أدوات كارهة لدين الله، يستخدمها كارهون أكبر لدين الله؛ لصرف الناس عن دين الله وتشكيكهم في ثوابته وأصوله. فالدين الذي يتحصن به الناس يمثل حائط صدٍّ منيع أمام الفساد والظلم وبقاء وجودهما؛ ولذلك تأتي موجات الهجوم هذه على فترات، وفي أوقات المحن التي يحاولون فيها ترسيخ الفساد في الأرض.
والقاعدة التي يجب استصحابُها والعملُ بها مع كل أنواع الشرور والفساد، تتمثل في أمرين:
- الأول: “نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين” بكشف ضلال هؤلاء والرد عليهم.
- الآخر: “نقذف بالحق على الباطل فيدمغه” بفعل الصحيح، بالأسلوب الصحيح لترسيخ الحق والعدل في نفوس الناس.
س 10/ إذا عرَّفنا “الإعلام الإسلاميّ” بأنه كلُّ إعلام ينطلق من ثوابت الإسلام، ويلتزم به وبقضاياه؛ هل صار الإعلام الإسلاميّ في حال تفضُلُ ما كان عليه سابقًا؟ وما الذي ينقصه؟
عوامل المُفاضلة متعددة، ولا يمكننا أن نجزم بأن السابق أفضل من الواقع الآن أو العكس. وذلك لكون الإعلام الإسلامي أو الهادف أو المحافظ في حالة مد وجزر منذ عدة عقود، وهذه الحالة مرتبطة بشكل وثيق مع الحالةِ السياسيةِ في البلدان العربية والإسلامية، ومساحةِ الحريةِ التي يتمُّ السماح بها للتيارات الإسلامية عمومًا، والعاملين في هذا الإعلام الهادف خصوصًا؛ لأنه أداة تأثير بالغة الأهمية في تشكيل الرأي العام.
وكانت “المؤسسات والشركات الإعلامية” هي أكثر المتأثرين بهذه الحالة؛ لكونها كيانات قائمة خاضعة لأنظمة العمل في دولها. والفترة الزمنية التي نحياها، هي أشد الفترات وأقساها على هذه الكيانات لأسباب كثيرة لا تخفى.
أما موقع الإعلام الإسلامي في الإعلام الجديد؛ فقد شهد طفرةً نوعيةً في الكمِّ والنوع؛ فتمَّ التحرُّرُ بنسبة كبيرة من ضيق المساحة المفروضة، ووجدوا مساحةً أكبر من الحرية، واستفادوا من الإعلام الرقمي بشكل أكثر تأثيرًا وانتشارًا، وإنْ اختفت الأسماء الكبيرة ذات الجماهرية الواسعة، أو البرامج كبيرة الإنتاج وعالية الجودة الفنية.
س 11/ تقوم مؤسسات الإعلام الإسلاميّ على فلسفة الجُزُر المُنعزلة، وسمة الفرديَّة في الجُهد. في ظلّ رؤية هاتين السمتَيْنِ عيبًا؛ هل تجدون لهما مزايا في وجهة نظركم؟
نعم. وجزء من سبب هذا ما ذكرتُه في جواب السؤال السابق. ولعل من أكثر منافع هاتين السمتين، أن كل البيض غير موجود في سلة واحدة، فإن تعرض لصدمة فلن يكسر كلَّه بإذن الله.
كذلك كثرة وتنوع الأفكار التي لم تعد مضطرة للكُمُون والتغييب بسبب الرؤية الخاصة للمؤسسات والقنوات الكبيرة. فالكل يطرح ما لديه من أفكار ويكون تفاعل الجمهور معها سريعًا؛ فتتجدَّد الرؤى والأفكار وتتطور ويكتسب الممارس خبرة أسرع وأكبر، حيث الجمود هنا قاتل بصورة أسرع من الإعلام التقليدي.
س 12/ في كتابكم “عَولَمَة أمْ أمْرَكَة” حملتم حملةً عنيفةً على “الولايات المتحدة الأمريكيَّة”؛ ألا تجدون في هذه التجربة أيَّة فائدةٍ أو ملمحٍ إيجابيّ؟
الكتاب في أصله سلسلة مقالات كتبتها في مجلة البيان عام 1998، ونشرت ككتاب بعد عام. وكنت قد شرعت في التوسع في الموضوع بكتاب أشمل؛ لكنني وجدت كمًّا كبيرًا من الكتب الغربية والعربية تتناول ما طرحته في الكتاب بشكل أوسع، ووجدت فيها اتفاقًا على ما ذهبت إليه في الكتاب، فاكتفيت بما كتبت.
وبطبيعة الحال لا تخلو أمة كالولايات المتحدة بلغت من السيطرة والقوة والنفوذ ما نراه، وتعدم منها نفعًا وخيرًا. فما قدمته للعالم في مجال الماديات كبير ومهم، وغيَّرَ شكل العالم للأفضل في كثير من الجوانب. لكن الجانب الآخر للحضارة النافعة يكاد يكون معدومًا؛ انظر إلى جانب القيم والأخلاق وقيمة الإنسان وطغيان المادة على الروح، انظر إلى الإفساد في الأرض والاستكبار الذي أذاق كثيرًا من الشعوب ويلات وآلامًا تعاني منها أمم منذ عقود ولا يتوقف، انظر إلى تكبيل العالم كله بمؤسسات ونظم سياسية واقتصادية لا يستطيع العيش دونها، وهي المتحكم الأكبر فيها، هذا مما يجعل العالم يحب جانبًا من أمريكا، ويكره جوانب.
س 13/ من واقع اقترابكم الفاعل من المشهدَيْنِ الإعلاميَّيْنِ الغربيّ والعالَميّ؛ والذي نشكركم عليه، ونثني ثناءً عطرًا على تحويل حسابكم على “تويتر” إلى منصة إعلاميَّة تُبصِّرنا بما يخفى علينا .. كيف تقرأون تغافُل وإخفاء وسائل إعلامنا كلَّ هذه النقاشات التي تهتمون بنقلها لنا على أهميَّتها البالغة، والضجَّة الضخمة التي تصنعها في الفضاء العالَمي؟
يكمن السر في أمرين، والأول ينتج عنه الآخر. وهما أبرز الأسباب وليسا كلها:
فالأول “ضعف الرؤية”، والآخر “السياسة الإعلامية”..
فـ”الرؤية الضعيفة” الخاصة بكثير من وسائل الإعلام في عالمنا العربي غيرُ مهتمة بدراسة الواقع الغربي، رغم أنه الأكثر تأثيرًا فينا. ومن تجليات هذا التأثير السلبية، القناعة بسُمُو قيم الغرب وحضارته وعُلُو كعبه في كافة المجالات. فكيف لنا، ومَن نحن حتى ننقد الغرب؛ فضلًا عن دراسته وكشف ما فيه وعلله وأمراضه، أو حتى أسباب تأثيره فينا؟!
أما “السياسة الإعلامية” فإن كثيرًا من المؤسسات في العالم العربي لديها حساسية عالية في نقد الدول والمسئولين الغربيين وسياستهم وفكرهم؛ تجنبًا لاتصال ما أو لفت نظر أو مساءلة بحجة “الإساءة لدول صديقة” رغم أن إعلام هذه الدولة لا يرقب في مَسئولِيْهِ إلًّا ولا ذمةً في النقد والتجريح.
ومن هنا يضعون السياسات التي تمنع الاقتراب من ملفات كثيرة مرتبطة بالشأن الغربي، بعدًا عن المشاكل وتجنبًا للمساءلة.
س 14/ هل توجد أجنحة مُتعاطفة مع الإسلام في الإعلام الغربيّ أو العالميّ من غير المُسلمين؟ وما حجمها نسبةً للحجم الإعلاميّ الكُلِّيّ؟
نعم هناك “بعض أصوات” متعاطفة مع الإسلام والمسلمين وقضاياهم من غير المسلمين. ولكنهم قلة غير مؤثرة. لكن الأهم هنا دور أبناء المسلمين “الذين يعيشون في الغرب خصوصًا” في استخدام المساحة الأكبر الممنوحة من الحرية للإعلام هناك وقوة تأثيره للتعريف بدينهم وقضاياهم.
س 15/ ما هي قراءتكم الخاصة لمستقبل الإسلام في الغرب؛ في ظل تتبعكم للحوارات الدائرة في الفضاء الغربيّ؟
من خلال معطيات الواقع الحسية؛ هناك مستويات مختلفة لوصف حالة الإسلام في الغرب .. فهناك تصاعد بالغ في العنف ضد الإسلام والمسلمين “في بعض” الدول الغربية، وفي “دول غربية أخرى” هناك صعود وهبوط في العداء والكراهية؛ مرتبط بأحداث ومناسبات معينة كالانتخابات أو وقوع حوادث عنف يُتَّهم بفعلها المسلمون. “ولا توجد دول غربية” تتعايش مع الإسلام والمسلمين بمحبة ومودة تامة وعامة؛ لأن الهوية المسيحية التي تشكل فكر ورؤية القادة والحكومات والشعوب الغربية، لديها إشكالية أزلية مع الإسلام لن تزول.
ورغم انتشار الإسلام في الدول الغربية؛ سواء بزيادة أعداد المهتدين إليه من غير المسلمين، أو الزيادة في أعداد المهاجرين من المسلمين، ورغم الحديث عن زيادة مساحات القبول والتعايش مع المسلمين في بعض دول الغرب؛ ستعمل الأنظمة الغربية على محاصرته لمنعه من التمدد على حساب دياناتها.
هذه حسابات الأرض، أما حسابات السماء فلها شأن آخر. والله مُتمٌّ نوره، وهو غالب على أمره.
جزاكم الله كل خير
موقع ممتاز وفققكم الله و سدد خطاكم و ثبتكم علي نشر الخير