ظاهرة الكلاب البشرية.. هل تخلى الإنسان عن التكريم الإلهي ورضي بالبهائميّة؟

لا مراء في أنّ الله عز وجل كرّم بني آدم، وفضّلهم على من خلق تفضيلا، فأورثهم الأرض وما عليها، وجعلهم سادة على باقي المخلوقات الأخرى، ينتفعون بها في مأكلهم ومشربهم وعملهم، فعمرت الأرض، وتطاول الناس في البنيان، واخترعوا كثيرًا من الاختراعات التي كانت من مسببات الراحة، فغرق الناس في المُلهيات والماديات، وابتعدوا عن الدين والعبادة، وانصرفوا إلى حب الشهوات. قادهم ذلك الهوى إلى التفنُّن في الخروج عن الفطرة والمروق من القيم الإنسانية القويمة.

الشذوذ الجنسي وانتشاره في العالم

الحيوانات البشرية

ولعل من أخطر هذه الشهوات التي نشهدها في حياتنا اليوم، التي كانت بالأصل عادةً قذرةً عند أقوامٍ هلكت هي الشذوذ الجنسي، فلا ننفك اليوم نسمع عن دعواتٍ دولية وعالمية تنادي بالمثلية الجنسية، وإشراك من يمارسونها بالمجتمع، حتى يبثوا سمومهم بين الناس، ويشيعوا هذا الفكر المنحرف، لا سيما بين فئة الأطفال الذين يحاولون قتل براءتهم، وتغذيتهم بسموم المثلية، فيصبح الذكر يرى نفسه أنثى، وترى الأنثى تحب زميلتها، وترى فيها زوجا لها، حتى ينحل رباط الأسرة، وتصبح المجتمعات غارقةً في الملذات والشهوانيات، وينفرط بذلك عقد النظام الكوني، الذي أبدع صنعه المولى عز وجل، إذ يتوقف الإنجاب، وتقتصر العلاقات الجنسية على متعة إفراغ اللذة بين مثليي القطب.

ولم يقتصر أصحاب الشذوذ الجنسي عند هذا الحد، بل نجدهم قد ابتدعوا أفكارًا غريبة تنافي الفطرة الطبيعية التي فُطر عليها الإنسان، وهي ظاهرة التحول الجنسي، أي أن يغير المرء جنسه بعملياتٍ جراحية، فيتحول الذكر إلى أنثى أو العكس، وهذا لا ريب تمرد وعصيان على مشيئة الله تعالى في خلقه، ورفض لما اختاره لهم، واعتداءٌ على بديع صنعه، وقد انتشرت مثل هذه العمليات وكثر المتحولون جنسيًا، حتى باتت جمعيات ومنظمات دولية تطالب الدول بتشريع مثل هذه العمليات، واحتضان هؤلاء المتحولين، وعدم نبذهم، وقد مارست لأجل ذلك الدول الكبرى الداعمة لهذه الفئة المنحرفة وسائل الضغط على الدول الفقيرة والنامية، خصوصًا الإسلامية منها، وطالبت بحمايتهم، وإعطائهم حقوقا مدنية، وإباحة عمليات التحول وعدم إخضاعهم للمساءلة القانونية، وإلا سيتم محاسبة تلك الدول وحرمانها من المساعدات المالية، أو الضغط عليها عسكريًا، وحسبنا ما رأيناه في مونديال قطر عام 2022؛ ممارسات بعض الفرق التابعة للدول الداعمة للمثلية تجاه دولة قطر التي رفضت إقامة أي شكل من أشكال الدعم للمثلية، فتعرضت تلك الدولة لهجماتٍ إعلامية لم تستطع تغيير ثوابتها.

تطور الشذوذ الجنسي والتحول إلى الكلاب البشرية

لم يكتف الإنسان من الشذوذ بطرفٍ منه، بل نجده قد تعمّق فيه إلى مدارك سحيقة من الشهوانية والبهائمية، حتى إنّنا لنسمع عن ممارساتٍ جنسية يقيمها بعض البشر مع حيوانات، حتى إنه بلغ بهم الأمر إقامة حفلات زفاف على بهيمة وإنسان، فوقع هذا الأخير في حب الشهوة، التي كلما زاد اتباعها وزاد  الركض الأعمى وراء الغريزة الجنسية أورثت أصحابها حب الذل والمهانة، فنجد في الدول الغربية انتشار ظاهرةٍ قذرةٍ تسيء للإنسان وللذات البشرية، وهي التحول إلى كلاب أو حيوانات، فنجد بعض الأشخاص يعرضون أنفسهم على أنهم كلاب، فيرتدون لباسا يُظهرهم بصورة الكلاب، ومن ثم يمشون على أربعة أطراف، ويتصرفون مثلها، ويأكلون من أكلها، وينامون في أقفاص وأماكن مخصصة للكلاب، ويضعون أطواقًا في رقابهم، ويقلدون أصواتها، كل هذا من أجل إشباع غريزتهم الحيوانية التي تطلب الإذلال والدونية، فنجد في إحدى نشرات الفيديو طبيبة عيونٍ أمريكية، تخلت عن بشريتها، وظهرت وهي تقلد الكلاب من نباح وطريقة مشي، وتناول الطعام وشرب الماء، فظهرت وهي تمشي على أربع، وتشرب الماء من الأرض، وتسير في الشارع مقيدةً بحبل من رقبتها بطريقة ممعنةٍ في الإذلال، فأذلت نفسها وحولت ذاتها من إنسان ذي كرامةٍ إلى كائن بلا هوية، فلا هي بإنسان ولا هي بحيوان، هدفها إشباع غريزتها، وجمع أموالٍ من المشاهدات لمقاطع الفيديو التي تنشرها، وهي تعيش حياة الكلاب في بيتها ومجتمعها.

ولا يقف الحال عند هذا الحد، بل نجد أنّ أشخاصًا ممن يدعون أنهم كلابٌ بشرية يعرضون أنفسهم للتبني مقابل مبلغٍ مالي، فينتقلون للعيش عند الشخص المتبني على أنهم كلاب، فيعيشون ذات حياة الكلب، التي جعلتهم غريزتهم يزاحمون الكلاب في عيشها، فكان حب المال والشهوة الجنسية يدفعان صاحبها إلى هذا الحد من الدونية،  ولكن مع ذلك يبقى أولئك بشرا يرتدون لباسا يظهرهم بأنهم كلاب، فهم ما زالوا في أجسادهم بشرًا، إلا أنّ العجيب وغير المعقول أن يتحول الإنسان بجسده إلى كلب حقيقي، فقد ظهر شابٌ في اليابان دفع مبالغ مالية مقابل تحويله إلى كلبٍ حقيقي، مغيرًا خلق الله تعالى في جسده، ومقدما أنموذجًا جديدًا في الشذوذ الجنسي، الذي أوصل صاحبه إلى أعمق نقطةٍ من الانحلال والدونية، فقد تخلى عن جسده ليحقق حلمه في التحول إلى كلب، بعد أن كرمه الله بجسدٍ وعقل ومال وعلم، فوظف كل ذلك من أجل التحول إلى حيوان يعيش في الشارع ويأكل من الفضلات.

الحيوانات البشرية
رجل ياباني يعيش مثل كلب بعد أن استطاع عمل زي مخصص بشكل احترافي جدا كلفه 15 ألف دولار.

لقد تجاوز بنو آدم في وقتنا المعاصر في ممارساتهم الجنسية كل ما كان سببا في عذاب أقوامٍ خلت مثل قرى قوم لوط، ومدينة بومبي، إذ أمعن في الشذوذ والمطاردة وراء الشهوة، التي تورث صاحبها المهانة والمذلة، فكان هذا الشذوذ النتيجة الطبيعية لظاهرة تفكك الأسرة في المجتمعات الغربية، والعزوف عن الزواج، خوفا من تشكيل أسرةٍ وبناء عائلة وتحمل المسؤولية، فظهرت العلاقات الجنسية خارج منظومة الزواج، ومن ثم تطورت إلى أشكال عجيبة من الممارسات التي تستدعي العنف والضرب والإذلال، حتى آلت إلى ما نراه اليوم من تقليدٍ أعمى للحيوانات والتطبع بطباعها، فلعلها كانت عقوبة إلهية لهم بأن أصبح هؤلاء الناس ممن يعيشون وراء غريزتهم بأن يرضوا على أنفسهم حياة الكلاب والحيوانات.

المصادر:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى