أنثى موسوليني “وزعيمة الإخوان” تحكم إيطاليا!
لا للهجرة الجماعية والعنف الإسلامي، نعم لتعزيز قيم اليهودية والمسيحية، نعم للعائلة الطبيعية، لا للُوبي الشذوذ، تحيا إيطاليا، وتحيا أوروبا للوطنيين.
هذه كلمات “جيورجيا ميلوني“، زعيمة حزب “إخوان إيطاليا” ذي الجذور الفاشية.
تجري اليوم في إيطاليا الانتخابات البرلمانية؛ حيث سيتمكن الحزب الفائز من رئاسة الحكومة وإدارة الدولة، ويمتلك اليمين المتطرف مُمَثلًا في أحزاب “إخوان إيطاليا” و”الرابطة” بزعامة “ماتيو سالفيني”، و”إيطاليا إلى الأمام” بزعامة “سيلفيو برلسكوني” حظوظًا كبيرة للفوز بأغلبية المقاعد.
تشير استطلاعات الرأي التي أُجريت حتى 31 أغسطس الماضي إلى حصول اليمين المتطرف على أغلبية مطلقة في كلا المجلسَيْن. ويُتوقع حصول الكتلة اليمينية المتطرفة على ما لا يقل عن 258 مُشَرِّعًا من أصل 400 في مجلس النواب، و131 من أصل 200 في مجلس الشيوخ.
وتفيد آخر استطلاعات الرأي إمكانية أن يهيمن حزب “إخوان إيطاليا” اليميني المتطرف على أغلبية المقاعد، ويكون بذلك أكبر حزب منفرد في الانتخابات؛ حيث يتوقع أن يفوز بـ 25.1% من مقاعد البرلمان، وتقود جيورجيا ميلوني هذا الحزب.
يُعتبر حزب ميلوني -الذي تأسس في ديسمبر 2012- الوريث الرئيسي للحركة الإيطالية الفاشية الجديدة. ويخشى الأوروبيون من أن فوز جيورجيا ميلوني برئاسة الحكومة سيُعيد إحياء الفكر الفاشي في إيطاليا، والنازي في ألمانيا. وذلك تزامنًا مع الذكرى الـ 100 لوصول موسوليني إلى الحكم.
انضمَّتْ جيورجيا ميلوني -في سن الـ 15 سنة- إلى جبهة الشباب؛ وهي جناح اليافعين في الحركة الاجتماعية الإيطالية (MSI) الفاشية الجديدة. وأصبحت فيما بعد رئيسة الفرع الطلابي لخليفة الحركة “التحالف الوطني”. وأصبحت جيورجيا ميلوني سنة 2006 أصغر نائب لرئيس مجلس النواب الإيطالي.
وبعد ذلك بعامين أصبحت جيورجيا ميلوني أصغر وزيرة في إيطاليا على الإطلاق؛ إذ عُينت وزيرة الشباب والرياضة من قِبل “سيلفيو برلسكوني”، وهي في سن الـ 31. ثم في سنة 2012 شكَّلتْ حزبَها “إخوان إيطاليا”، وشاركت في انتخابات سنة 2018 وفازت بـ 4% فقط من أصوات الناخبين، وهو ما لم يُرضِ طموحها.
تتمتع جيورجيا ميلوني (45 سنة) بكاريزما خاصة، ولديها معرفة برغبات قاعدتها الانتخابية. وهو ما زاد من شعبيتها؛ حتى أنها استطاعت اختراق أنصار عدة أحزاب أخرى، خاصة الأحزاب اليمينية المتطرفة. وإذا ما صدقت استطلاعات الرأي؛ سيرى العالم أول امرأة فاشية تترأس الحكومة الإيطالية.
تؤكد جيورجيا ميلوني على أن الفاشية هي أيديولوجيا من الماضي، ولم تَعُد صالحة لهذا العصر!.. لكنها ما زالت متمسكة بإبقاء شعار حزبها مطابقًا لشعار أحزاب اليمين المتطرف في فترة ما بعد الحرب “اللهب ثلاثي الألوان”؛ الذي يُنظر إليه غالبًا على أنه النار المشتعلة في قبر موسوليني.
عدم تغيير شعار الحزب يؤكد أن جيورجيا ميلوني ما زالت متمسكة بالماضي الفاشي الذي تربَّتْ عليه، فهي لا تستطيع الهروب من هويتها التي تمثل شبابها. وتؤكد تقارير عديدة أن مرحلة شباب جورجيا مُتجذِّرة في اليمين المتطرف؛ كما تم تداول فيديو يظهر بعض أعضاء حزبها وهم يؤدون التحية الفاشية.
“ماتيو سالفيني” حليف جيورجيا ميلوني في الانتخابات، وعد في انتخابات 2018 بترحيل نصف مليون مهاجر غير شرعي. كما قرر إيقاف السماح ببناء مساجد جديدة حين أصبح وزيرًا. وعلَّق على مذبحة المسجدين في نيوزلندا عام 2019 بأن التطرف الوحيد الذي ينبغي التنبه له هو التطرف الإسلامي!
كما دعم “سالفيني” بشار الأسد عندما استخدم الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في سوريا، ورأى أن الأسد -رغم عيوبه- أفضل من خصومه من “المتطرفين المسلمين”. كما أعلن أنه سيعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وينقل السفارة من تل أبيب في حال فوزه بانتخابات 2022.
علاوة على ذلك، قال “سالفيني”: “إن الإسلام لا يتماشى مع القيم الإيطالية“. وأمر بتشديد الرقابة على مراكز تجمُّع الجالية المسلمة في البلاد. وقد تعهد “سالفيني” وحليفته جيورجيا ميلوني بإغلاق حدود إيطاليا؛ من أجل حمايتها من “الأسلمة”، وجعل إيطاليا لـ “الإيطاليين أولًا”!
كما دعت جيورجيا ميلوني إلى إنشاء حاجز بحري يمنع المهاجرين من القدوم إلى بلادها.
في حين أكدت أن إيطاليا لو احتاجت إلى مهاجرين فأولى بها أن تأخذهم من فنزويلا لأنهم مسيحيون!.. وقالت إنها تقتدي كثيرًا بزعيمة اليمين المتطرف في فرنسا لوبان، وتدافع عن أوربان رئيس وزراء المجر الشعبوي.
فوز جيورجيا ميلوني عقب نجاح “الديمقراطيون السويديون” الأسبوع الماضي، وحصول مارين لوبان في فرنسا على 41% في الانتخابات الفرنسية يدلانِ على تحوّل قوي في الميزان الأوروبي نحو اليمين المتطرف. وهو ما سيمنح حافزًا جديدًا لليمين المتطرف في أوروبا من أجل الوصول إلى السلطة في دول أخرى.
هل ستترك أوروبا الفاشيين يحكمون إيطاليا؟!
أكد قادة اليمين المتطرف على نيتهم عدم الانفصال عن الاتحاد الأوروبي؛ إلا أن ذلك لم يطمئن قادة أوروبا. فوصول ميلوني إلى السلطة مع حليفها “سيلفيو برلسكوني” الذي يعدُّ صديقًا بارزًا لبوتين سيجعلها حكومة أقل حماسة لدعم أوروبا ضد روسيا.
في هذه الحالة، وبدلًا من مواجهة روسيا والتركيز على دعم أوكرانيا؛ سيتَّجه قادة الاتحاد الأوروبي نحو الداخل لتقوية الجبهات الداخلية، وعدم السماح لليمين المتطرف بالتمدد أكثر من اللازم؛ لأن هذا يمثل خطرًا على القارة، وعلى وحدة الاتحاد الأوربي الذي يحارب الانقسام.
أشد ما يخيف الأوروبيين من حزب جيورجيا ميلوني دعوته إلى مراجعة المعاهدات واعتماد “كونفدرالية دول ذات سيادة” بديلًا عن “اتحاد أوروبي”.
وقالت مجلة “إيكونوميست” إن زعيمة إيطاليا القادمة، التي ستقود الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ بلادها، سوف تكون مقيّدة بالسياسة والأسواق والمال. وأشارت المجلة إلى أن ميلوني على عكس حلفائها “سالفيني” و”بيرلسكوني” في إيطاليا، أو “لوبان ” في فرنسا، أو “أوربان ” في المجر، ليست من المعجبين ببوتين؛ فمنذ الهجوم الروسي على أوكرانيا كانت لها مواقف واضحة في دعم أوكرانيا وحلف الناتو.
وطالبت المجلة البريطانية أوروبا بـ”بضرورة قبول قرار إيطاليا الديمقراطي”؛ بانتخاب جيورجيا ميلوني ومساعدتها على النجاح!.. بينما تحذِّرها سرًا من الضرر الذي قد يلحق بكل من إيطاليا والاتحاد الأوروبي، حال اتخاذ مواقف يمينية متطرفة تضرهم
والمتتبع للصحافة والإعلام الغربي يلاحظ بوضوح حالة الخوف الحقيقي والفزع الغربي من وصول حزب إخوان إيطاليا إلى الحكم. لكن هذا الفزع لم يدفعهم لمنع حق الشعب في الاختيار، بل طالبوا باحترام “الخيار الديمقراطي“، والعمل لمساعدة “التجربة الفاشية الجديدة” على النجاح!
تهافت الديمقراطية .. أم تهافت الغرب؟!
لا ينفك الغرب عن مطالبة العالم بتطبيق “الديمقراطية” والالتزام بقواعدها؛ باعتبارها قمة النظم السياسية، لكن هذه الديمقراطية مخصوصة! حيث تقبل اختيار الشعب لـ”التطرف المسيحي الأبيض“، وترفض اختيار الشعب عند من سواه .. ولو كان معتدلًا!