ملخص كتاب أسئلة الطفل الإيمانية

كتاب أسئلة الطفل الإيمانية هو كتاب من تأليف الأستاذ الدكتور عبد الله حمد الركف؛ أستاذ العقيدة. يتناول فيه أهم موضوع من الموضوعات الأساسية في التنشئة الإيمانية السليمة للأطفال. ويستعرض الدكتور كتابه في فصلين أو جزأين؛ الجزء الأول يتناول فيه الأسس والقواعد التربوية التي يمكن التعامل على أساسها مع أسئلة الطفل الإيمانية، والجزء الثاني من الكتاب يتناول فيه أمثلة عملية لإجابات عن أكثر الأسئلة التي يطرحها الأطفال، والتي يمكن للوالدين الاستعانة بها للإجابة على أطفالهم. قدم هذا الكتاب الدكتور عبد العزيز بن عبد الله المقبل، والدكتورة منى رجب صابر.

مقدمة الدكتور عبد العزيز بن عبدالله المقبل

الطفل كالشجرة؛ إذا تهيأت له الأرض المناسبة والجو المناسب والتغذية الجيدة في الوقت المناسب، سيكون شجرة مثمرة تطرح أجمل الثمار. ومن لطف الله أن جعل الأطفال لديهم قدرة كبيرة على التعلم، لكن يتوقف الأمر على وجود شيئين مهمين، الأول شعوره بالأمن، والثاني وجود معلم محترف وحريص على تعليمه. وحين يتوفر هذان الشرطان يحظى الطفل بمستوى تعليمي وعقلي باهر. ويؤكد المقبل أن الله يخلق الأطفال أذكياء بالفطرة، وأن الوالدين هما من يساهمان في زيادة هذا الذكاء أو الحد منه أو تدميره تمامًا. وقد أكد الرسول ﷺ أن كل الأطفال يولدون على الفطر ة، وأن الوالدين لهما دور كبير في انحراف الطفل إذا كانا منحرفين عن الفطرة.

وتعد التربية الإيمانية جزءًا أساسيًا في تربية الطفل والأساس الذي يقوم عليه كل جانب تربوي آخر. ولأن ليس كل والد يمتلك الأسلوب المقنع والمعرفة الكافية للإجابة على أسئلة الطفل، فقد عمد الركف إلى إعداد هذا الكتاب ليوفر على الوالدين الوقت والجهد.

مقدمة الدكتورة منى رجب صابر

تقول الدكتورة منى إن الآباء إذا تمكنوا من توفير نصف ساعة فقط يوميًا؛ يجيبون فيها على أسئلة الطفل البسيطة، ويستمعون إلى همومهم الصغيرة، وينظرون إلى عيونهم البريئة، فإنهم يقدمون لهم دعمًا نفسيًا يعينهم في مراحل حياتهم اللاحقة، ويساعد في تبلور القيم لديهم، ويمكنهم من تشكيل هويتهم الدينية. وتؤكد أن أسئلة الطفل ليست مجرد تساؤلات لإشباع فضول وحب استطلاع، لكنها تمثل أيضًا مشاعر الاحتواء والأنس والحاجة لإشباع طلب المدح والمتابعة وجذب الانتباه وتأكيد الذات.

مقدمة المؤلف

يؤكد الكاتب على أهمية السنوات الأولى في عمر الطفل، في تكوين رؤيته ونظرته للوجود، وأن المفاهيم التي تُزرع في عقله هي اللبنة الأساسية التي تشكل شخصيته فيما بعد، والتي يجب أن تكون متوازنة نفسيًا واجتماعيًا ودينيًا. ولأن المصدر الذي يعتمد عليه الطفل في هذه المرحلة هو أبواه، فإن صلاح الأطفال قائم في الأساس على صلاح الآباء، ولهذا قال رسول الله ﷺ: (كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته).

وقد قُسم الكتاب لقسمين أو فصلين؛ الفصل الأول يدور حول التربية الإيمانية، ويتضمن العديد من العناوين الفرعية التي تشكل أسس ومبادئ التربية التي يمكن أن يعتمد عليها الوالدان في تربية أبنائهم تربية إيمانية. أما الفصل الثاني فيدور حول توضيح ما سبق بنماذج عملية في الإجابة عن أسئلة الأطفال الإيمانية. وقد جمع فيه المؤلف أكثر هذه الأسئلة شيوعًا بين الأطفال على اختلاف أعمارهم وأجاب عليها.

الفصل الأول: حول التربية الإيمانية

كتاب أسئلة الطفل الإيمانية

يقول الكاتب إن التربية ضرورة بشرية من ضروريات بناء الإنسان، وهي الأداة التي يُعتمد عليها لتكوين وتأسيس شخصية الطفل في شتى نواحي الحياة ومن كل الجوانب. ويُقسم الكاتب هذا الفصل للعناصر الآتية:

مفهوم التربية

التربية هي: “عملية هادفة متطورة تحكمها قواعد وقوانين، ترمي إلى تكوين العادات الحسنة عن طريق الإرشاد والتدريب والتثقيف والتهذيب والممارسة”. ويؤكد الكاتب أن التربية معناها المحافظة على فطرة الطفل التي ولد بها، ورعايتها من أجل تنمية مواهبه واستعداداته، وأنها هي الأداة التي تصنع القيادات في كل المجالات.

أهمية التربية الإيمانية

مرحلة الطفولة هي المرحلة الفاصلة في حياة الإنسان، لأن ما يغرس في هذه الفترة من معتقدات وقيم وعادات، واتجاهات يستعصى تغييره، ولهذا كانت التربية الإيمانية في الطفولة مرحلة تأسيسية تُبنى عليها حياة الإنسان طوال عمره.

التربية الإيمانية ضرورة

إن التربية هي أصعب مهمة في الوجود البشري، لا سيما ونحن نعيش في عصر الطفرة الثقافية والانفتاح المعرفي الواسع. ولهذا فإن التربية الإيمانية ضرورة للأطفال، لأن الاهتمام بتعليم الإيمان للناس ودعوتهم إليه -لا سيما الصغار-؛ هو منهج الأنبياء -عليهم السلام-، والصالحين من بعدهم. كما يؤكد الكاتب أن تعليم الإيمان هو رأس العلوم وأساسها، لأن الطفل إذا غُرس الإيمان في قلبه، فإن سائر العبادات الأخرى ستأتي بالتتابع.

أهداف التربية الإيمانية

إن الهدف العام من التربية؛ هو تحقيق العبودية الحقة لله -سبحانه وتعالى-. وهذا الهدف يلزمه تحقيق أهداف فرعية كثيرة؛ يذكر الكاتب منها:

  • التنشئة العقدية الصحيحة.
  • التحلي بالأخلاق الحميدة والاقتداء بالرسول ﷺ.
  • ترسيخ الشعور بالانتماء إلى المجتمع/ والاهتمام بقضاياه ومشاكله.
  • تكوين فرد متزن نفسيًا وعاطفيًا.

الأسس التربوية

كتاب أسئلة الطفل الإيمانية

يقول الكاتب إن هناك عددًا من الأسس التي يعتمد عليها البنيان التربوي، والتي يمكن حصرها في أساسين اثنين:

  • الأساس الأول: هو الأساس المعرفي، والذي يقسمه الكاتب لقسمين؛ العلم والإيمان. فيقول إن العلم هو المفتاح الأكبر للفهم وبناء الدوافع السلوكية، لذا كان الرسول ﷺ يحرص على تعليم أصحابه العلم النافع، والإيمان هو ما يستقر في قلوب الأطفال من الإيمان بأركان الإيمان الستة.
  • الأساس الثاني: الأساس العملي؛ والذي قسمه الكاتب لثلاثة أقسام؛ العبودية والتطبيق والأخلاق. فأما العبودية فهي توفيق رباني من الله -عز وجل- مع الاجتهاد الإنساني، ولهذا كان رسول الله يدعو بعد كل صلاة: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). أما القسم الثاني فيتعلق بالتطبيق، وهذا يعني أنه لا علم بدون عمل، والعمل هو الوسيلة التي يعلو بها ناس عن ناس في الآخرة: (فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرةٍ شرًا يره). والقسم الأخير هو الأخلاق، فرسالة الرسول ﷺ كلها كانت تتبلور في معنى واحد؛ وهو حسن الخلق، فكان ﷺ يقول: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.

نماذج تربوية

يستعرض الكاتب في هذا الفصل بعض النماذج التربوية المهمة التي تساعد في تثبيت المبادئ والقيم، وهي تسعة نماذج أو قصص سردها باختصار من خلال بعض الأحاديث النبوية، لتوضيح كيف كان هدي النبي وأصحابه في تكوين البناء الإيماني للأطفال. منها أن النبي ﷺ كان يعوذ الحسن والحسين بقوله: “أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّة، ومن كل عين لامَّة”. ومنها قوله ﷺ لعمر بن أبي سلمة: “يا غلام، سمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينك، وكُل ممَّا يليك”.

التربية الإيمانية للطفل

تقوم التربية الإيمانية على تأسيس العادات الحسنة، وترسيخ العقيدة الصحيحة في قلب وعقل الطفل، وتوجيهه للأخلاق الفاضلة. وبرهن الكاتب في هذا الفصل على ميلاد الطفل على الفطرة، وخلو قلبه من أي نقش وصورة، لذا فهو قابل لكل نقش، ولهذا فإن الطفل إذا اعتاد على الخير والأدب نشأ عليهما، وإذا اعتاد الشر والإهمال نشأ عليهما.

النمو الديني عند الأطفال

يبدأ الدين عند الطفل من فكرة واحدة؛ وهي وجود الله، ثم تبدأ الأفكار الأخرى في الظهور بعد ذلك، فيتفكر في الخلق، والآخرة، والملائكة والشياطين. وقد ميز الكاتب مظاهر النمو الديني للأطفال في هذا الفصل بأربع خصائص؛ هي:

  • الواقعية: حيث يضفي الطفل الواقع المحسوس على مفاهيمه الدينية.
  • الشكلية (الصورية): وتتمثل في تقليد الصغار للكبار في صلاتهم وعبادتهم، دون إدراك معناها.
  • النفعية: حيث يدرك الصغير سعادة مَن حوله حين يؤدي عباداته، فيفعلها لكسب حبهم أو لتحقيق المنافع أو لرد العقوبة التي يمكن أن تلحق به.
  • التعصب: وهنا يتعصب الطفل لدينه تعصبًا وجدانيًا، بسبب حاجته الفطرية للانتماء والولاء.

ثمار التربية الإيمانية

في هذا الجزء يسرد لنا الكاتب مجموعة الفوائد والثمار التي يجنيها الطفل من التربية الإيمانية. وهي: المسارعة في فعل الخيرات، تقوية الوازع الداخلي، الزهد، التأييد الإلهي وتولي الله لكل أموره، الرغبة في التقرب من الله، انحسار تأثير الهوى؛ مما يقلل من الظواهر السلبية والمشكلات، السعي لإصلاح النفس وإصلاح الآخرين والتأثير الإيجابي في المجتمع، الشعور بالسكينة والطمأنينة.

محاور التربية الإيمانية

كتاب أسئلة الطفل الإيمانية

في هذا الجزء يقول الكاتب إن واجب الآباء تعليم أبنائهم ما يقوي إيمانهم، ويقوم سلوكهم وأخلاقهم، ومن أهم ما يجب عليهم القيام به:

  • تعليمهم أركان الإيمان الستة.
  • تربيتهم على حب النبي وأزواجه وصحابته بلا غلو أو إجحاف.
  • تربيتهم على تعظيم شعائر الدين.
  • تربيتهم على ضرورة القيام بالأعمال الصالحة لأن الإيمان لا يكمل بدون عمل.
  • ترسيخ الإيمان باليوم الآخر في نفوسهم.
  • التأكيد على أن الله يراقب العبد ويراه ويسمعه.
  • تعميق شعور الطفل أنه على الدين الحق، وتعزيز الشعور بالعزة والقوة لديه.

الأساليب التربوية لغرس الإيمان

يعنى هذا الجزء بتقسيم الأساليب التربوية الإيمانية لمسارَيْن، هما:

  • الأمور التي تساعد على ترسيخ الإيمان قبل سن التمييز: عن طريق تحفيظه بعض آيات القرآن، وذكر اسم الله للطفل وربطه مع مواقف محببة، وتدريبه على آداب السلوك، وتعويده على الرحمة وغيرها.
  • الأمور التي تساعد على ترسيخ الإيمان بعد سن التمييز: فيضاف إلى الأساليب السابقة؛ تعليم الطفل مدى دقة خلق الكون، وحكمة الله -تعالى- في الخلق، وتحبيب الطفل في الخير وتنفيره من الشر، مع الممارسة العملية لكل العادات الإسلامية التي نسعى إليها، مع مراعاة الاعتدال وعدم تحميل الطفل فوق طاقته وتشجيعه.

الوسائل التربوية

يتناول هذا الجزء توضيح أهم الوسائل التربوية التي تُعين على غرس الإيمان في نفس الطفل، والتي يمكن أن تتمثل في أشياء مثل: القدوة الحسنة، الموعظة الصادقة، الترغيب والترهيب بالثواب والعقاب، التدريب والتعويد والممارسة، الإعادة والتكرار، الحوار والمناقشة، القراءة، استخدام التقنيات الحديثة والوسائل التعليمية، استثمار الدوافع الفطرية عند الطفل، الدعاء، التمثيل والتقليد.

خصائص المربِّي

يذكر الكاتب بعضًا من أهم الخصائص التي يجب أن تكون في المربي. وهي: الرحمة والرفق، الحلم والعفو، الصبر، العدل، الأمانة، التقوى، الإخلاص، العلم، الحكمة، الإيمان بالعمل التربوي والتطوير.

أركان التربية الإيمانية

كتاب أسئلة الطفل الإيمانية

يتناول هذا الجزء أركان التربية الإيمانية. وهي:

  • الركن الأول: الإيمان بالله: وهذا الركن هو أساس باقي الأركان، وفيه يتعلم الطفل لماذا يحب الله تعالى وكيف يحبه.
  • الركن الثاني: الإيمان بالملائكة: عن طريق التصديق بوجودهم، وغرس المعاني التربوية تجاه الملائكة في نفس الطفل؛ تعليمه ماهيتهم وأسماءهم وأعدادهم وعصمتهم وتحبيب الطفل فيهم.
  • الركن الثالث: الإيمان بالكتب: وهي الكتب التي أنزلت من عند الله لهداية الأقوام المختلفة، وتحفيظ القرآن الكريم -الذي لا يشوبه شائبة- للطفل. ويبين الكاتب طريقة ترغيب الطفل في حفظ القرآن الكريم ودفعه إلى هذا دفعًا.
  • الركن الرابع: الإيمان بالرسل: أي تصديقهم، وتصديق صدق ما صحَّ من أخبارهم، وشرح الحكمة الربانية من إرسالهم، وغرس حب الرسول ﷺ في نفس الطفل من خلال تعليمه سيرته.
  • الركن الخامس: الإيمان باليوم الآخر: أي الإيمان بالموت والبعث والحساب والجزاء والصراط والميزان والجنة والنار. ويبدأ الطفل إدراك بعض هذه الأشياء بعد سن التمييز.
  • الركن السادس: الإيمان بالقدر: أي الإيمان بكمال علم الله وقدرته ومشيئته، وهذا الركن لا يستطيع الطفل إدراكه في سن صغيرة، ولا يمكن إدراك معناه إلا من بعد عمر التاسعة.

كيفية نرغب الطفل في حفظ القرآن:

  1. أول خطوة تتمثل في تحبيب الطفل في القرآن، عن طريق بيان فضائل القرآن الكريم له، وما الذي سيعود عليه من حفظه وتلاوته وتعليمه والعمل به. مثل قوله ﷺ: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”، وقوله: “اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه”، كما يمكن ذكر نماذج من اهتمام السلف بالقرآن الكريم.
  2. الاشتراك للطفل في مدرسة لتحفيظ القرآن، أو تسجيله في إحدى حلقات تحفيظ القرآن الكريم في أي من المساجد، كما يمكن البحث عن معلم لتعليم الطفل القرآن الكريم، ويفضل لو كان في مجموعة، حيث ستكثر الحوافز والجوائز، وسيكون هناك جو من المنافسة الطيبة بين الأولاد.
  3. لا يجب البدء بالصعب حتى لا يستثقل الطفل حفظ القرآن الكريم، بل يجب البدء من السهل للأصعب، ويفضل دائمًا البدء بجزء “عم”، لقصر آياته مما يسهل من رسوخها في عقل الطفل، ولأنه يضم السور التي تحتوي على أركان الإيمان. وهذا مهم لتصحيح العقائد وتهذيب السلوك.
  4. الاهتمام بتفسير وشرح القرآن للطفل أثناء تلاوته وحفظه، على أن يكون شرحًا موجزًا، لكن يوضح المعنى بقدر كافٍ، لأن هذا يساعد على إبقاء معاني الآيات في قلب الطفل وعقله.
  5. تعليم الطفل عن قدرة القرآن ومعجزاته، وأنه شفاء ورحمة وبركة، حيث قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) سورة الإسراء:82، والتأكيد على أن من يحفظ القرآن أو يحفظ جزءًا منه، فإنه يساعده على أن يرقي نفسه عند المرض أو يرقي من حوله إذا مرضوا.

مدخل للإجابات

يؤكد الكاتب أن الله فطر الطفل على الفضول وحب التساؤل، كي يزود عقله بأكبر قدر ممكن من المفاهيم والمعاني والمعلومات. ومرحلة الطفولة هي مرحلة التساؤل الكبير، إذ إن أغلب أحاديث الطفل في هذه المرحلة تكون أسئلة، لذا يجب أن يشعر الطفل بأريحية وهو يتحدث مع والديه وأهله.

أسباب كثرة الأسئلة عند الأطفال

يذكر الكاتب في هذا الجزء أسباب فضول الأطفال، وأن حاجتهم للمعرفة وحب الاستطلاع لديهم، وقلقهم وخوفهم من الأشياء من حولهم، ونمو قدرتهم اللغوية، ورغبتهم في التواصل، كلها من أسباب كثرة الأسئلة لديهم.

طبيعة الأسئلة عند الأطفال

كتاب أسئلة الطفل الإيمانية

يقول الكاتب إن طبيعة الأسئلة عند الطفل تنقسم لشكلين يجب التمييز بينها:

  • الأسئلة العقلية واللغوية: التي يود الطفل أن يعرف فيها شيئًا ما.
  • الأسئلة النفسية: التي يكون الهدف منها هو الشعور بالاطمئنان النفسي وليس الجواب في حد ذاته.

أنواع الأسئلة عند الأطفال

كما يذكر الكاتب أنواع الأسئلة عند الأطفال، والتي صنفها للفئات التالية: أسئلة ذات طابع لغوي، أسئلة وجودية، أسئلة التمرد، أسئلة اختبارية، أسئلة القلق الطفولي وأسئلة استكشاف الجسد.

لماذا يتجاهل الوالدان أسئلة الأطفال؟

يقول الكاتب إن أغلب تجاهلات الوالدين لإجابة أسئلة الطفل لا يكمن سببها في الجهل بالإجابة؛ بقدر ما يتعلق بشعورهم بالغرابة من السؤال أو الشعور بتفاهته، أو صعوبة الإجابة عليه لأنه يتعلق بالمحرمات الاجتماعية أو الأخلاقية.

كيف يتعامل الوالدان مع أسئلة الأطفال؟

يشرح الكاتب الطريقة التي تمكن الوالدين من التعامل مع أسئلة الأطفال، وأنه لا بد لهما من تقديم إجابات صحيحة له، ويجب عليهما احترام أسئلتهم، وأكد على ضرورة مناقشة الطفل والتحاور معه.

مبادئ التعامل مع أسئلة الأطفال

قسم الكاتب المبادئ والقيم التي ينبغي للوالدين الالتزام بها أثناء الإجابة على أسئلة أطفالهم إلى: مبدأ الاحترام، مبدأ الثقة والأمان، ومبدأ معالجة الدوافع الخاصة بالأطفال.

التربية بالحوار

قال الكاتب إن أنسب طريقة للأطفال هي الطريقة الحوارية التي تقوم على المناقشة والسؤال والجواب، لأنها تساعدهم على تحصيل الملكة، وتزيد من شعور الطفل بكرامته وتعزز ثقته بنفسه، وتقوي من رابطته مع والديه.

صياغة الأسئلة الحوارية

هنا يذكر الكاتب الصيغ التي يمكن للوالدين استخدامها وطرحها على الأطفال؛ وهي:

  • ماذا يحدث؟ التي تحفزه على البحث.
  • ماذا تريد؟ التي تساعده على تحديد احتياجاته.
  • كيف تفعل هذا؟ التي تساعده على التفكير الحر.
  • لماذا يحدث هذا؟ التي تساعده على إيجاد الأسباب وتحليل المواقف.
  • ماذا سنفعل لو حدث كذا؟ التي تساعده على النظر للأمور من منطلقات مختلفة.

أساليب الإجابة عن أسئلة الأطفال

كتاب أسئلة الطفل الإيمانية

يذكر الكاتب هنا أهم الأساليب التي يمكن اتباعها في الإجابة على أسئلة الطفل، وهي:

  • الإجابة الشفوية المباشرة: هو أكثر الأساليب شهرةً، وهو الذي يقدمه معظم الأهالي لأطفالهم، فحين يسأل الطفل سؤالًا ما يقدم الأهل إجابة شفوية غالبًا ما تتميز بأنها سريعة ومختصرة.
  • الإجابة المصورة: يمكن أن يسأل الطفل سؤالًا ما، لكن الإجابة عليه تحتاج استخدام بعض الصور الموضحة، كالأسئلة العلمية؛ إذ إنها تحتاج صورًا لشرحها، خصوصًا إذا كانت جذابة ومُلوَّنة، مثل شرح عضو في جسم الإنسان، أو صورة توضيحية للفضاء وغيرها.
  • الإجابة من خلال الملاحظة العملية: يمكن أن يسأل الطفل سؤالًا، تكون أفضل إجابة عليه هي اصطحابه لمكان الإجابة، كأن يسأل الطفل عن حيوانات البيئة وماذا تأكل وأين تعيش وكيف تتكاثر، فيأخذه والده لرؤيتها بنفسه.
  • الإجابة من خلال حكاية قصيرة: هذه الطريقة غير مباشرة في الإجابة عن أسئلة الطفل، وتكون القصة المطروحة ذات صلة بطبيعة السؤال المطروح من قبل الطفل، وفي العادة يحب الأطفال هذا الأسلوب من الإجابة ويستمعون له بشغف.

توجيهات عامة ينبغي مراعاتها أثناء الإجابة

حرص الكاتب هنا على إعطاء بعض التحذيرات والتوجيهات للوالدين أثناء المناقشة والسؤال، وهي:

  • البعد عن التلقين.
  • الصدق في الإجابة.
  • تبسيط الإجابة.
  • عدم معاملة الطفل باعتباره غبيًا أو عاجزًا عن الإدراك.
  • الابتعاد عن عتاب الصغير، والسخرية منه، ونهره على سؤاله.
  • عدم الاستغراب من أسئلة الطفل عن الله وعدم قدرته على تصور وجوده.
  • تقبل تساؤلات الطفل باهتمام وعدم تجاهلها.
  • اختصار الإجابة قدر الإمكان، وحذف الشرح المطول الذي لا ضرورة له.
  • ربط الإجابات بأشياء واقعية.
  • عدم تناقض الوالدين في الإجابة والاتفاق فيما بينهم أولًا.
  • عدم الرد على سؤال الطفل بسؤال آخر.
  • تجنب الاستبداد بالرأي.
  • طلب رأي الطفل أولًا حين يكون في سن يسمح بذلك.

الأخطاء التربوية أثناء الإجابة

يقول الكاتب إن أشهر الأخطاء التربوية التي يمكن ممارستها مع الطفل أثناء الإجابة؛ تتمثل في عدم مراعاة الوالدين لجوانب التربية المختلفة؛ الجانب الإيماني، والخُلُقي والعلمي، وكثرة التوبيخ، وضعف المتابعة، والغموض، وعدم استشارة المتخصصين.

الفصل الثاني: نماذج عملية للإجابة عن أسئلة الطفل الإيمانية

هنا يذكر الكاتب أهم الأسئلة التي يمكن أن يسألها الطفل مع الإجابة عليها. وقسمها إلى:

الأسئلة المتعلقة بالإيمان بالله

أورد الكاتب العديد من الأسئلة في هذا الجانب؛ وهي:

  • من هو الله؟

لا يجب أن ينتظر الوالدانِ الطفل حتى يسأل هو عن الله؛ بل يجب أن يبادروا بالحديث عنه -عز وجل- أمام الطفل ومعه في كل مناسبة. حين يسأل الطفل عن الله وصفاته ويُجاب عليه إجابة صحيحة، فإن هذا يساعد في تأسيس عقيدة التوحيد والإيمان بالله سبحانه وتعالى في عقل الطفل وقلبه. والطريقة المثالية تتمثل في صرف انتباه أو ذهن الطفل عن التفكير في ذات الله إلى التفكير في عجائب قدرته ودقة خلقه وعظمته وآثاره الدالة عليه، كالشمس والقمر والنجوم والكواكب والبحار والشجر والسحب والسماء وغيرها.

كذلك يجب تنبيه الطفل لفضل الله -عز وجل- عليه؛ فهو من خلقه وخلق أعضاءه، وأعطاه عينيه وأذنيه وفمه ولسانه ويديه وقدميه وسائر جسده. ونظل نذكر للطفل أن هذه السماء خلقها الله، وهذه الأرض بسطها الله، وهذه الأشجار أنبتها الله، حتى يعتاد الطفل ويألف ويأنس بهذه الكلمات، وحين يأتي الوقت الذي يسأل فيه الطفل: مَن هو الله؟ نجيبه أنه هو من خلق كل هذه الأشياء الجميلة من حولنا، ونعطيه الأمثلة الكثيرة على ذلك.

ويجب أن نخبر الطفل أن الله خلق كل شيء، لكنه ليس كمثله شيء، فهو الرحيم الرزاق الكريم، وله صفات كثيرة وأسماء عديدة كلها حسنة وجميلة، ولهذا فهو يستحق العبادة وحده لا شريك له، ونخبره أن الله -عز وجل- يحب الأطفال ويأمر الكبار بالحفاظ عليهم ورعايتهم. وأنه هو من يحاسبنا على أعمالنا الجيدة والسيئة بالثواب والعقاب، فيجازي المحسن على إحسانه والمسيء على إساءته.

ويجب تعليم الطفل قصار المفصل من القرآن الكريم -من سورة الضحى إلى آخر القرآن-؛ لأن هذه السور تضم أفضل الإجابات عن ذات الله وصفاته، مثل: لم يلد، لم يولد، لم يكن له كفوًا أحد. كما يمكن إعطاء الطفل الأمثلة البسيطة عن طريق طرح الأسئلة، كأن نسأل الطفل: من الذي اشترى لك هذه الثياب الجميلة؟ سيرد: أبي. من الذي يذهب بك إلى المدرسة، سيرد: أبي. من الذي يذهب بك إلى الطبيب حين تمرض، سيرد: أبي. من الذي يأخذك في نزهة وقت العطلة، سيرد: أبي. فنسأله: إذن أبوك هو الذي يتولى أمورك كلها؟ سيرد: نعم. فنقول: وكذلك الله، هو الذي يتولى أمورنا جميعًا، لأنه خالق كل شيء، وصانع كل ما تراه حولك، هو من خلق الأرض والسماء، البشر والحيوانات، الملائكة والشياطين، وهو من خلق الكون بأسره، فهو كريم رحيم يتولانا ويرعانا ويجلب لنا الخير دائمًا.

هناك عدد من الأسئلة الأخرى المهمة في هذا الجانب، والتي يجيب عليها المؤلف بالتفصيل في كتابه، وهي:

  • هل شَكلُ الله مثل الإنسان؟
  • من خلق الله؟
  • من أين أتى الله وكم عمره؟
  • من كان قبل الله؟
  • هل الله ذكر أم أنثى؟
  • لماذا نؤمن بوجود الله؟ ما إثبات وجود الله؟
  • هل الله يرى ويسمع ويتكلم مثلنا؟
  • ألا يجوع الله ويعطش؟

أسئلة أخرى

كتاب أسئلة الطفل الإيمانية
  • هل سيحاسب الله الذين لم يأتهم رسول؟
  • لماذا يوجد الشر؟
  • لماذا خلق الله الأشرار؟
  • لماذا يولد بعض الناس مشوهين أو أصحاب عاهة؟
  • لماذا هناك أغنياء وفقراء، بل لماذا يعيش بعض الأشرار في قصور وبعض الأخيار في أكواخ؟
  • لماذا نمرض ولماذا تحصل للإنسان المصائب؟
  • هل الله هو الذي خلق الحيوانات والحشرات المؤذية؟
  • لماذا لا بد أن أصلي خمس مرات في اليوم والليلة؟
  • دعوت في صلاتي أن أكبر بسرعة فلم يستجب الله لي؟
  • لماذا لا أكون جميلة مثل صديقتي؟
  • إذا كان الله يحبنا؛ فلماذا تحدث لنا أشياء سيئة؟

الخاتمة

في خاتمة الكتاب، ذكر الكاتب بعض التوصيات التي رأى أنها ذات أهمية في المجال التربوي؛ وهي:

  • تكثيف الجهود لتثقيف الوالدين.
  • تصميم برامج وأفلام كارتونية بهوية إسلامية.
  • تشجيع إقامة المؤتمرات في مجال البرامج الإعلامية الهادفة للطفل.
  • سد النقص في المكتبة العربية التي تعتبر فقيرة إلى حد كبير في هذا الجانب.
  • تأهيل مدربين ومستشارين في مجال التربية الإيمانية للطفل.
  • تطوير مناهج التعليم الرسمية لتشمل مكونات تربوية ومعرفية تعالج الأسئلة الإيمانية معالجة عصرية.

سارة سعد

كاتبة محتوى حصري منذ 2016م. حاصلة على ليسانس الآداب، دبلومة التربية ودورة في اللغة العربية.… المزيد »

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى