الموقف الاستراتيجي للأمة المسلمة

في إطار مناقشتنا لجوانب الصراع الذي تحياه أمتنا في هذا العصر كنا تناولنا من قبل كيفية فهم النظام الدولي وتقييم عام للقوى الدولية والإقليمية الأبرز التي تؤثر في مسار الأحداث ونحاول عبر ما نكتبه أن نوضح فهما صحيحا وكاملا للأحداث التي تمثل فيها الأمة المسلمة محورًا أساسيًا

وأن نضع قواعد تجمع فروع الأحداث وجسما رئيسا من الأفكار التي ترد لها المنابع الرئيسية لفهم ما يدور حولنا وعبر هذه المقالات نحاول أن نتسم بشمول الرؤية وتركيز الأفكار مع اختصار الألفاظ واليوم نناقش موقف الأمة المسلمة في جميع الأرض وما هي أهم صراعاتها؟ وأين تقف منها؟ هل تسير في مسار النصر؟ ما هو الذي يمكن استشرافه في كل بقعة في المستقبل القريب؟

سنحاول عبر الأسطر القادمة أن نجيب عن هذه الأسئلة الهامة مع مراعاة عوامل ارتباط الصراعات ببعضها وأنها ما تزال تدور وهيمنة النظام الدولي لا تزال قائمة وتعمل الأمة على التحرر منها

أهم مناطق الصراع

مجاهدون أفغان يقفون على طائرة أسقطوها

أفغانستان

تمثل أفغانستان إحدى أهم مناطق الأمة المسلمة على الرغم من بعدها عن مركز العالم الإسلامي ولكن شاء الله أن يكون لها دور كبير للغاية في هذه المرحلة من تاريخ الأمة فكانت مسرحا لأول انتصار حربي أحرزته الأمة منذ الخلافة العثمانية ونقصد بالنصر نصر متكامل الأركان عسكريا وسياسيا في حرب شاملة لا معركة أو اشتباك أو حرب حسمت نتيجتها بغير أيدي الأمة ويمكن أن نوجز مساهمة أفغانستان في النقاط الآتية

  • سقوط الاتحاد السوفيتي بعد هزيمته في أفغانستان
  • الانتصار في حرب الشيشان الأولى التي خرج من أفغانستان مقاتلوها العرب
  • انتشار الجهاد في باقي البقاع في الأمة على أيدي من تخرجوا منها
  • استنزاف أمريكا العسكري والاقتصادي بعد دخولها في حرب أفغانستان وما تلاها

نذكر بعض الأرقام هنا للدلالة على حجم الاستنزاف الاقتصادي لأمريكا منذ عام 2001 فقد صرح ترامب مؤخرا أن الولايات المتحدة أنفقت ما يبلغ حوالي 7 تريليون دولار في الحرب على الإرهاب والتي كان مسرحها الرئيسي الشرق الأوسط ونشر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي في يوليو 2017 ثلاثة تقديرات

  • أولها: تقدير لينا بليمز الذي قدر حجم الإنفاق إلى شهر فبراير 2016 من 4 إلى 6 تريليون دولار
  • ثانيها: تقدير معهد واتسون الذي قدرها بنحو 4.8 تريليون دولار في نفس الفترة وارتفعت إلى 5.6 تريليون في التقدير الأخير لسنة 2018
  • ثالثها: تقدير نيتا كراوفورد الذي وضع ثلاثة أرقام محتملة 4.8 أو 7.9 أو 12.7 تريليون دولار تبعا للنفقات الداخلة في التقدير، وبلغ الإنفاق العسكري المباشر في أفغانستان والعراق فقط من 2001 إلى 2018 1.6 تريليون دولار

لكي ندرك حجم الإنفاق غير المسبوق يكفي أن نعلم أنه تكاليف مشاركة أمريكا في الحرب العالمية الثانية بلغت 4.1 تريليون دولار قياسا لقيمة الدولار الحالية وهي أكبر حرب من ناحية الإنفاق سابقا وبلغت تكلفة الحرب على فيتنام حوالي 770 مليار دولار وتكلفة الحرب الكورية حوالي 340 مليار دولار وكلها مقاسة بقيمة الدولار الحالية

وبلغ عدد الخسائر البشرية الأمريكيين فقط طبقا للإحصائيات الرسمية أكثر من 10 آلاف قتيل وأكثر من 56 ألف مصاب تكثر فيهم حالات البتر ويبلغ عدد المرضى النفسيين من العسكريين الأمريكيين جراء العمليات العسكرية في ذات الفترة 200 ألف مريض طبقا لقسم شئون المحاربين القدماء في الجيش الأمريكي

ملاحظة: يبلغ الناتج القومي الأمريكي حوالي 19.3 تريليون دولار والصين 12 تريليون دولار في المركز الثاني وبريطانيا 2.6 تريليون وفرنسا 2.5 تريليون وروسيا 1.5 تريليون دولار في المركز الثاني عشر عالميا ولدول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة 1.4 تريليون دولار وتركيا 850 مليار دولار في المركز السابع عشر عالميا وكل هذه الأرقام طبقا لتقدير صندوق النقد الدولي لسنة 2017

المستقبل المتوقع

نشرت وكالة رويترز والبي بي سي في أكتوبر 2017 تقريرا ذكر فيه أن طالبان تحكم 44 % من مساحة أفغانستان نقلا عن مصدر في التحالف وأن الحكومة الأفغانية تسيطر بشكل كامل على 30 % من البلد فقط ولا تخلو من هجمات لطالبان والتي قدروا مساحة نشاطها بأكثر من 70 % من مساحة البلد وتشير التقارير الإخبارية إلى تزايد معدل الانتصارات بشكل مضاعف في السنة الأخيرة وصولا للحظة كتابة المقال

وبكل العوامل وباعتراف العدو الأمريكي فإن كفة الحرب بعد 17 عام ترجح ناحية طالبان وأنه في حال خففت القوات الأمريكية وجودها أكثر أو انسحبت فسترجع طالبان مباشرة للحكم الكامل مرة أخرى وفشلت أمريكا في إيجاد بديل أو ند لطالبان ففشلت الحكومات الأفغانية المتعاقبة ولا يوجد طرف مثل الشيعة في العراق تسلم لهم مقاليد الأمور حتى تستطيع الخروج بدون أن تعلن هزيمتها

اليمن

بعد الثورة التي اضطرت علي عبد الله صالح للتنازل عن الحكم لعبد ربه منصور هادي رضوخا للضغوط الدولية الراغبة في امتصاص الثورة الشعبية وتوجيه كل الجهود لمحاربة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تحالفت جماعة أنصار الله الحوثية الذراع الإيراني في اليمن مع علي عبد الله صالح الجريح الذي يسيطر على قطاعات كبيرة من الجيش حتى بعد عزله وقاموا بالانقلاب عليه والاستيلاء على العاصمة ومعظم المدن الكبيرة بالتحالف مع حزب المؤتمر الشعبي ( حزب صالح ) وقطاعات الجيش الموالية وهرب عبد ربه للسعودية ثم قامت ما سمي بعاصفة الحزم وهي الحملة السعودية الإماراتية لإعادة نظام هادي للحكم

الواقع الحالي

http://gty.im/493543675

الآن بعد مقتل علي صالح بعد محاولته الانقلاب على الحوثي والتعاون مع السعودية تفكك كثير من القوة السياسية والقبلية التي كانت لحزب المؤتمر الشعبي وأصبحت خريطة القوى الفاعلة كالآتي

جماعة أنصار الله الحوثي مع ما استطاعت جذبه من أبناء القبائل وبقايا حزب صالح وهي لا زالت تحكم السيطرة على العاصمة صنعاء ومحيطها والعديد من المدن والمحافظات الكبرى

قوات الشرعية اليمنية التي تقودها السعودية والمكونة من قطاعات من الجيش والمنضمين من أبناء المدن والمناطق اليمنية الراغبين في قتال الحوثي والمفترض أنها تحارب لإعادة هادي للحكم أو هذا المعلن على الأقل

قوات ما يعرف بالحزام الأمني والنخب الشبوانية والحضرمية وقوات شرطة عدن وهذه تتلقى تمويلها وتوجيهها من الإمارات ويفترض أنها ضمن التحالف ولكن تستغلها الإمارات لتحقيق مصالحها الخاصة في اليمن مثل السيطرة على مدينة عدن والموانئ وعمليات أمنية ضد تنظيم القاعدة ودفع بعض السياسيين المدعومين منها مثل الحراك الجنوبي الداعي لعودة جمهورية اليمن الجنوبي والانفصال في دولة مستقلة أو عدة أقاليم وسياسيين آخرين ترغب عبر دفعهم للواجهة لمحاولة إيجاد عملاء لها في السلطة الجديدة سواء بالتوافق مع السعودية أو عبر فرضهم كأمر واقع على الساحة لضمان بقاء مصالحها في اليمن وتعزيز نفوذها

تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والذي ينشط في محافظات جنوب ووسط اليمن وكان له محطتان منذ الثورة أولهما السيطرة على محافظتي أبين وشبوة في بعد الثورة ثم الاستيلاء على محافظة المكلا في 2015 وفي كلتا الحالتين قام التنظيم بالآتي هجوم كاسح سريع وواسع على المراكز الأمنية والعسكرية في المنطقة المستهدفة يتبعه السيطرة الكاملة ثم تسليم الحكم لمجلس مدني من أبناء المنطقة مع بقاء التنظيم وقيامه بالدعوة والتدريب في وسط الأهالي.

وفي الحالتين بعد السيطرة لعدة أشهر أو سنة وبضع أشهر يقوم التنظيم بالانحياز عند حصول حملات ضخمة ومنسقة مع الطيران الأمريكي والسعودي ولا يقوم بالمواجهة بل ينحاز بكل أسلحته وأفراده وبدون خسائر تذكر أثناء عملية الانحياز وبعد استيلاء الحوثي نشط التنظيم في وسط أفراد المناطق وقام أثناء وجوده في المكلا بتحويله لمركز تدريب وإمداد ودعم لحرب الحوثيين مع أبناء المناطق ودور التنظيم في العمليات التي يقوم بها ضد أهداف خارجية معروف ولكن نقتصر هنا بمناقشة دوره في الوضع اليمني

المستقبل المتوقع

لا يبدو في المستقبل القريب إمكانية لعودة اليمن كدولة مركزية مرة أخرى ويبرز في الأفق عدة أمور متوقعة منها

ضعف وتراجع الحوثي خصوصا مع الضغط الدولي على إيران وفقده للعديد من نقاط القوة الشعبية داخل اليمن

احتمال حدوث خلافات بينية بين الأطراف المدعومة إماراتيا والأطراف اليمينة الأخرى سواء التي لها أجندتها الخاصة المناطقية أو التي تتبع لسلطة هادي

حالة الفراغ والسيولة وعدم وجود بديل حقيقي تمكنت من طرحه قوات التحالف أو الأطراف اليمنية سواء لمواجهة الحوثي أو حتى جماعة الحوثي نفسها والأحوال المعيشية والاقتصادية والفوضى تطرح إمكانية حدوث موجة ثورية على كل الأطراف ويتوقع حدوثها عند هدوء حدة الحرب بين الحوثي والتحالف العربي

تنظيم القاعدة وجوده ومخططاته وطريقة عمله تنبئ بإمكانية استغلاله لهذا المشهد المضطرب ويحتمل انتظاره الفرصة المناسبة للتدخل بشكل واضح وإن كان منتشر بشكل غير معلن في كثير من المناطق ويمثل أرقا للولايات المتحدة خصوصا بعد عدم تمكنها من القضاء عليه وطريقة عمله التي لا تعطيها فرصة لحصاره وتوجيه الحرب نحوه بدلا من إنهاك الأطراف الحالية ضد بعضهم والمفترض بهم أن يكونوا رأس الحربة ضد القاعدة

لا يريد التحالف العربي ولا النظام الدولي القضاء على الحوثي بشكل تام ولكن يريد تحجيم قوته وإرغامه على مشاركة السلطة مع باقي الأطراف تحت المظلة الدولية في نموذج يشبه نظام العراق السياسي أو اللبناني مع فارق الطائفية ولكن المقصود هو النظام السياسي وفي نفس الوقت إيران تعتبر الحوثي ورقة ضغط هامة ولا تريد تحجيمه بل تريد زيادة تهديد السعودية من ناحيته لأن إشعال الوضع اليمني يعود بالمنفعة أكبر بكثير من إشعال الحرب في لبنان أو سوريا وهو ما قد يعني خسائر أكبر لإيران بدون تحقيق مكاسب تذكر

لذا ترتبط التطورات هناك بمشهد الصراع الإقليمي مع إيران وبالمصالح المتنازعة لأطراف التحالف العربي وبقدرة أمريكا على ترتيب الأمور في المنطقة مع الوضع في الاعتبار العوامل الداخلية التي ذكرت سابقا

العراق

بعد الغزو الأمريكي وسقوط نظام صدام حسين البعثي تولت أمريكا الحكم في العراق وعملت على التحالف مع الشيعة العراقيين وتكوين حكومة عميلة تخضع لإشرافها وبعد الانتفاضة العراقية المتزامنة مع الربيع العربي ثم سيطرة تنظيم الدولة على مساحات واسعة من المحافظات العراقية ووصولها إلى محيط بغداد زادت الولايات المتحدة التعاون مع إيران بشكل كبير في الساحة العراقية والعلاقة بينهم علاقة تعاون ومصالح مشتركة ويظل النفوذ الأكبر للولايات المتحدة في العراق لعدة أسباب منها

  • أنها من أسقطت النظام العراقي ودمرت جيشه
  • علاقاتها القوية مع مكونات العراق السياسية مثل الأكراد وجماعات من الشيعة العراقيين
  • تشرف على نشاط الحكومة المركزية في بغداد والجيش العراقي بشكل كبير
  • لا زالت تحتفظ بقوات عسكرية يبلغ عددها حوالي 9 آلاف فرد وعدة قواعد بالإضافة لقوات الناتو من الدول الأخرى

القوى الفاعلة على الساحة العراقية

الأكراد: ولهم حكم ذاتي مستقل في إقليم كردستان العراق وله علاقات جيدة مع تركيا وإيران وقوات عسكرية (البيشمركة) وهي خليط من قوات الأحزاب الكردية التابعة لبرزاني وطالباني وتشمل قوات حرس الحدود وقوات الشرطة وقوات عسكرية

الشيعة: ويمكن تقسيمهم إلى 3 توجهات سياسية

أولا الشيعة الحكوميين الذين يعملون في الحكومة والجيش مثل العبادي والمالكي ومن تابعهم وهؤلاء يخضعون للنفوذ الأمريكي بشكل أكبر

ثانيا الشيعة العراقيين مثل مقتدى الصدر وعمار الحكيم ومن تابعهم وهؤلاء يعملون على بناء توجه سياسي ذاتي لهم ويتعاونون مع أمريكا وإيران وباقي الأطراف ويرجع عدم خضوعهم لإيران بشكل كامل إلى العنصرية الإيرانية التي تولي العنصر الفارسي الأولوية وتجعل الشيعة من العرب وغير الفرس في مرتبة الاتباع فقط وهذا يجعل أحيانا لديهم مشاكل مع هذا الفريق ولكن ليس خلافًا أيدلوجيًا

ثالثا الشيعة الخاضعين لنفوذ إيران بشكل مباشر مثل كثير من الميليشيا العراقية والتي تم تجميعها مؤخرا تحت مسمى الحشد الشعبي الذي يقوده هادي العامري

وهذه الاختلافات السياسية بين مكونات الشيعة لا تعني عدم تبعيتهم الدينية لإيران فهي الدولة الشيعية الأم وبها قيادة نظام الولي الفقيه ولكن يستفاد من التقسيم فهم أفضل للمواقف السياسية والأحداث على الساحة

باقي المكونات السنية لا توجد لهم قوة حقيقية او تجمع سياسي أو عسكري باستثناء فصائل المقاومة العراقية التي تحارب من الجميع تحت مسمى الإرهاب وكثير من المكونات السنية يتعاون إما مع الحكومة أو الفصائل الشيعية للحصول على بعض الفتات أو لمنع البطش بهم

المستقبل المتوقع

لا زالت تحاول أمريكا والقوى الفاعلة بناء مؤسسات دولة ونظام سياسي في العراق ولكن لا تزال الأوضاع هشة ومليئة بالفوضى باستثناء إقليم كردستان وحتى بعد إخراج تنظيم الدولة من المناطق التي استولى عليها ودفع خسائر بالغة من الأفراد والمعدات التي أنهكت القوات العراقية الضعيفة في الأصل لا زال هناك طريق طويل لإعادة بناء مؤسسات الدولة الصلبة مثل الشرطة والجيش وإيجاد نظام سياسي حقيقي وحل للمشكلات البينية بين المكونات الشيعية المختلفة وتنازع الثروة بين إقليم كردستان والحكومة المركزية

لذا المتوقع أن يبقى الوضع هشا في المستقبل القريب ومع تهميش السنة والبطش المتزايد بهم لا يستبعد حدوث انتفاضات أخرى وتزايد قوة جماعات المقاومة مرة أخرى وترتبط تطورات الأحداث الآن بشكل كبير بتطورات الحرب السورية وبتعامل المجتمع الدولي مع إيران

سوريا

http://gty.im/956992418

خريطة القوى الفاعلة

أمريكا: تتواجد أمريكا وفرنسا في كل المنطقة شرق نهر الفرات حتى الحدود العراقية وبعض المناطق في ريف حلب مثل منبج وتخضع ميليشيات سوريا الديمقراطية التي تمثل تجمع الميليشيات الكردية في سوريا للإدارة الأمريكية ولها تواجد في الجنوب بمحاذاة الأردن

روسيا: تتواجد في قاعدتي حميميم في اللاذقية وطرطوس

تركيا: تتواجد في منطقة عفرين بإدلب وجزء من ريف حلب الشمالي وتعمل تحت لوائها فصائل سورية تحت مسمى الجيش الحر

إيران: وتتواجد عبر قوات من الحرس الثوري وحزب الله وميليشيات أفغانية وباكستانية وعراقية في حلب وحماة وحمص ودمشق والقنيطرة ويبلغ مجموع قواتها من 70 إلى 90 ألف فرد وهي أول القوى الأجنبية دخولا لسوريا

قوات الأسد: بقايا قوات الأسد التي تدمرت بنسبة تتراوح من 75 إلى 90 % من الأفراد والمعدات ولم يتبقى سوى بعض قطاعات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة وميليشيا سهيل الحسن المسمى بالنمر وميليشيات الدفاع الوطني وتنتشر في كل المحافظات السورية ما عدا إدلب وريف حلب الغربي وأجزاء كبيرة من درعا وريفها ومناطق تواجد أمريكا وتركيا.

الموقف الحالي بعد 7 أعوام من الثورة السورية وكل هذه الأحداث الكثيرة يتلخص في حصر قوات الثورة السورية في منطقة إدلب وبعض مناطق ريف حلب الغربي ومحافظة درعا وإخراج تنظيم الدولة من كل مناطقه الرئيسية وطرده نحو المناطق الصحراوية في دير الزور والبادية السورية وتبدو رؤية القوى الدولية الآن – بعد أن كانت متضاربة وغير واضحة عبر السنوات الفائتة – تتجه نحو تصفية الثورة في الشمال السوري عبر مساعدة تركيا في إنهاء منطقة إدلب والتعاون الغربي الإسرائيلي الأردني في منطقة الجنوب وبقاء باقي المناطق كما هي ثم بناء الصيغة السياسية للحل سواء ببقاء بشار الأسد أو رحيله مع تكييف الوضع القانوني لمناطق شرق الفرات والشمال السوري ودرعا هل ستخضع لحكم ذاتي بعيدا عن الحكومة السورية أم ستظل تحت الانتداب الأمريكي والتركي

تواجه هذه الرؤية الدولية العديد من التحديات منها

  • كيفية تصفية الثورة في إدلب مع تواجد فصائل مثل هيئة تحرير الشام وحراس الدين وغيرها من التي سترفض الانتداب التركي أو الاستسلام
  • الوجود الإيراني في سوريا وكيفية التعامل معه وإنهاءه بسبب
  • الرغبة الأمريكية الخليجية الإسرائيلية في تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة عموما وسوريا بالأخص
  • الرغبة الروسية في الانفراد بالتحكم في نظام الأسد ورغبتها في عدم إشراك الإيرانيين في القرار السوري
  • الرغبة الإسرائيلية في إبعاد إيران من حدودها وقطع التواصل البري بينها وبين لبنان خصوصا بعد تحجيم خطر الثورة السورية وحصارها في الشمال بعيدا عن إسرائيل

بالتالي الساحة السورية معقدة ومليئة بالتشابكات سواء الإقليمية أو الدولية غير المعطيات المحلية كل هذه الأمور تصعب من التوقع لسير الأحداث ولمزيد من فهم الساحة السورية يرجى مراجعة مقالي سيناريوهات الحرب الإسرائيلية في سوريا  و الأداء العسكري الروسي في سوريا

شمال إفريقيا

نقصد هنا دول ليبيا وتونس والجزائر والمغرب، ودول مالي والنيجر وبوركينافاسو أو ما يعرف بالساحل الإفريقي هذه الدول مسرح الصراع فيها مترابط وتعتبر ليبيا محور لهذه الدول بسبب توفر السلاح فيها بكميات ضخمة وسهولة العبور منها واليها وكونها تمثل منطلقا قريبا نحو أوروبا مما يجعل الأوضاع داخلها قادرة على التأثير في البلاد المجاورة لها وفي أوروبا

انتهت الثورة التونسية بتقاسم السلطة بين النظام القديم وحزب النهضة -الإسلامي اسما والعلماني شكلا ومضمونا -وبعض الأحزاب الأخرى ذات التوجه الاشتراكي وانتهت حركة أنصار الشريعة عبر سفر معظم أعضائها نحو العراق وسوريا ومن تبقى منهم مطارد في المناطق الجبلية وقد تكونت منهم كتيبة عقبة بن نافع والتي انضمت إلى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي

الثورة في ليبيا انتهت في معظم المدن الليبية ولم يتبقى سوى مدينة درنة أما الثوار فتفرقوا سواء منهم من انضم لأحد الفريقين المتنازعين على السلطة والبقية تشتت ولا يوجد كيان أو تجمع يجمعهم في الوقت الحالي

يتنازع فريق حكومة السراج المدعوم غربيا ومن الأمم المتحدة مع فريق خليفة حفتر الذي نصب نفسه قائدا للجيش الليبي الذي انتهى عبر التحالف مع برلمان طبرق وعقيلة صالح وتدعم مصر والإمارات وروسيا هذا الفريق ويجري محاولات من القوى الدولية لجمع الفرقاء تحت مظلة واحدة حتى يمكن بناء حكومة مركزية في ليبيا مرة أخرى من أجل ضمان ضبط الأمن والحدود وتجارة السلاح والهجرة نحو أوروبا ولكن لا زال لم يظهر في الأفق ملامح لهذا الحل

الجزائر والمغرب لما يظهر فيهما تجاوب مع الربيع العربي باستثناء انتفاضة الريف القصيرة في المغرب مؤخرا والتي لم تسفر عن نتائج تذكر أما مالي فقد استقل فيها إقليم أزواد بعد ثورات الربيع العربي بقليل واستمر لمدة سنتين تقريبا قبل الحملة الفرنسية بالتعاون مع قوات أفريقيا ودعم أمريكي

http://gty.im/907722256

ينشط في هذه المنطقة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذي انضم له العديد من المجموعات خصوصا بعد وأد الثورة التونسية وتشتيت ثورة ليبيا وهناك تجمع حاليا يجمع معظم التجمعات الجهادية في هذه الدول تحت مسمى جماعة نصرة الإسلام والمسلمين يركز بشكل رئيسي حاليا على استهداف فرنسا والأهداف الغربية خصوصا في مالي وقام بعمليات ضد هذه الأهداف في النيجر والجزائر وبوركينا فاسو

سمات الصراع في هذه المنطقة يمكن تلخيصها فالآتي

  • توسيع رقعة الصراع وتشتيت جهود النظام الدولي
  • تراكم الخبرات لدى الأفراد والكوادر
  • يمثل التجمع خطرا حال استغلاله لأي ظرف مناسب في هذه البلاد وتركيز جهوده للعمل فيها

لا يبدو أن هناك تغير متوقع في أوضاع هذه المنطقة في المستقبل القريب بناء على المعطيات الحالية إلا في حالة حدوث انتفاضات واسعة في البلاد الكبيرة مثل مصر والجزائر والمغرب أو حدوث تغييرات على مستوى التحالف الإقليمي المصري الخليجي أو على مستوى القوى الدولية

الصومال

منذ عام 1993 وهزيمة أمريكا في مقديشيو والصور الشهيرة لإذلال جنودها وخسائرهم التي كانت السبب في انسحابهم منها أضحت الصومال من صور الأمة المقاومة تجاه الاستعمار والهيمنة الغربية عموما والأمريكية خصوصا وللصومال تاريخ كبير في مقاومة المحتلين الأجانب منذ القرن التاسع عشر وعشرينيات القرن العشرين لابد من إلقاء الضوء عليه من قبل عموم الأمة الإسلامية والآن الصومال مقسم لثلاثة مناطق أولها إقليم صومالي لاند وثانيها إقليم بونتلاند وثالثها جمهورية الصومال وهي الدولة الأم

بعد سيطرة حركة شباب المجاهدين والمحاكم الإسلامية على مقديشيو وإقامة الحكم الإسلامي في البلاد بعد صراع طويل تدخلت أمريكا عسكريا مع قيادة قوة أفريقية تسمى أميصوم مكونة من حوالي 22 ألف جندي من دول أثيوبيا وكينيا وأوغندا وجيبوتي وبوروندي وتواجد حوالي 500 جندي أمريكي مع تولي قيادة أفريقيا الأمريكية دعم العمليات وقيادتها والأن بعد حوالي 7 أعوام من التدخل في الصومال يبدو الوضع كالتالي

أدت هجمات حركة الشباب للقوات المهاجمة داخل الصومال وفي الدول الخارجية مثل كينيا وأوغندا وأثيوبيا تعرضت القوات المهاجمة لخسائر كبيرة ونجحت الحركة في هزيمتها واستعادة كثير من مناطق الصومال إلى سيطرتها وانسحبت أثيوبيا من القوات الأفريقية في 2016 وباقي الدول ترغب في الانسحاب تحت وقع الخسائر والهزائم وتضغط عليهم أمريكا للاستمرار وتشير التقديرات الأمريكية نفسها في عام 2017 غلى استعادة حركة الشباب لقوتها وسيطرتها على كثير من الأرض التي فقدتها بعد عام 2011 أما التحالف الأفريقي فيوصف الأن بانه هش وضعيف ومشتت وقابل للانهيار فأي لحظة بالرغم من الدعم والضغط الأمريكي

وتبدو الحال مشابهة لحال حركة طالبان في أفغانستان – مع مراعاة الفوارق في الظروف والبلد – من ناحية أنها تبدو على شفا النصر ولا يوجد حل أمريكي في حال الانسحاب وفشلت محاولات هزيمتها في خلال السبع سنوات السابقة وقد صرح ترامب بذلك وقال لابد من عمل خطة جديدة لمواجهة التحدي في الصومال ولكن لا يبدو على الأرض حاليا أيه بوادر لذلك التصريح

فلسطين

مرت قضية فلسطين بعدة مراحل فبعد مرحلة حرب 1948 وقرار تقسيم فلسطين والاعتراف بالكيان الصهيوني ثم بروز حركة فتح في منتصف الستينيات وعملياتها المجيدة بعد نكسة حزيران وصولا لمعركة الكرامة وما بعدها ثم مسيرة منظمة التحرير من الستينيات مرورا بمرحلة الأردن وأيلول الأسود ثم لبنان والحروب الثلاثة ثم تونس وحرب المخيمات انتهاءً بالقاصمة أوسلو ونهاية مرحلة منظمة التحرير واقعيا في الثورة الفلسطينية والذي تزامن مع بروز حركتي حماس والجهاد والانتفاضة في الداخل الفلسطيني والآن مرحلة غزة فقط وحصارها

الآن الواقع يقول إن قضية فلسطين لم يبقى منها سوى رقعة صغيرة للغاية اسمها غزة مضت فلسطين من النهر للبحر ثم مضت فلسطين على حدود 67 ثم الضفة وغزة والآن هي غزة فياله من خزي كبير لنا جميعا أن وصلت قضية لفلسطين إلى مرحلة غزة ولن يتسع المجال هنا لمناقشة قضية الأمة الكبرى ولكن نكتفي بذكر الواقع الحالي

الآن انتهت منظمة التحرير عمليا ولم يبقى سوى حركتي الجهاد وحماس المحاصرتين في غزة والذين لديهم المشكلات الآتية

حصرهم للعمل الثوري والمقاومة في غزة وحدودها بعد أن كان في كل العالم ولم نعد نرى أي عمل يذكر في فلسطين 48 أو في حتى في فلسطين حدود 67 ومنذ نشأتهم لم يوجد لهم عمل خارج فلسطين ظنا منهم أنه كان من أخطاء منظمة التحرير والتي لها الكثير من الطوام ولكن المؤكد أن العمل الخارجي ليس بالتأكيد من ضمنها فهو الذي كان يمثل عنصر ردع وضغط سواء للعدو الصهيوني أو على من يدعمه ويسانده والأن انتهى هذا الردع وأصبحنا نستجدي عطف العالم للأطفال في غزة وهم يرمقوننا من عليائهم

ارتهان قرارهم القيادي بالأجندة الإيرانية – كليا بالنسبة للجهاد وغالبا بالنسبة لحماس خصوصا في الآونة الأخيرة -والتي لها مصالحها الخاصة وتعتبرهم ورق ضغط في أيديها لا أكثر

وصولهم على رأس السلطة السياسية التي انبثقت عن اتفاقية الاستسلام في أوسلو جعلهم في وضع شاذ فكيف يشاركون في سلطة حكم نشئت على أوسلو وهم يجاهرون بتحرير كامل فلسطين ولا يطبعون مع العدو مما أوصلهم للمأزق السياسي الحالي بسبب عدم اتساق الأفكار مع الممارسة السياسية

لا يبدو أن الحركات في غزة تملك حلا لتخرج نفسها من الحصار فضلا عن أن تملك رؤية للقضية الفلسطينية والميثاق الذي اعلنته حماس مؤخرا كان تحصيل حاصل فلما كان النزاع منذ البداية مع السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ما دام ستتبنى نفس الطريق تقريبا مع فارق التوقيت لذا القضية الفلسطينية بمنظورها الكامل وصلت لحالة جمود تام يحتاج إلى

  • تغييرات جذرية في أنظمة الحكم لدول الطوق خصوصا مصر وسوريا
  • إعادة تبني القضية الفلسطينية كقضية الأمة الإسلامية بكاملها
  • بروز أجيال وحركات فلسطينية جديدة تحمل فكرا ورؤية تصلح للمرحلة وتتلافى أخطاء الأجيال السابقة وتتكامل مع باقي الأمة

سمات عامة للمرحلة

يعاني النظام الدولي وعلى رأسه أمريكا ثم أوربا من بوادر انهيار واسعة، ويسعى لإعادة تنظيم مناطق وبنية النظام من غير الدخول في حرب شاملة. وأصبح العالم به بؤر شديدة التوتر وكان نظام أوباما يتعامل بحكمة شديدة مع الأزمات المختلفة، ولكن مع مجيء ترامب وصعود توجه يميني غربي بشكل عام من الممكن أن الأمور تخرج عن السيطرة في أي أزمة.

المد الشيعي في العراق وسوريا واليمن مع خيانة الحكام العرب وتهديد المقدسات مع تواطؤ المجتمع الدولي جعل حركات المقاومة والمجاهدين هم أمل الأمة في الدفاع عنها.

جمود قضية تحرير فلسطين ووصول الحركات القومية في غزة لحائط مسدود وفشلها في تحقيق تقدم استراتيجي لقضية فلسطين يجعل الأمة تبحث عن طريق آخر من اجل التحرير من النهر للبحر.

آلاف الشباب في جميع الساحات من مختلف المستويات والكوادر في معظم مجالات الصراع مع وفرة السلاح والمعدات بشكل نسبي وبالنظر إلى العقد السابق نجد القوة المادية قد تضاعفت عشرات المرات.

شراسة الحرب الإعلامية والصراع الفكري مع ما يطلق عليه الإسلام المعتدل الأمريكي أو مع دعاة الليبرالية وإهدار الثوابت والتطبيع مع العدو على كسب عقول وقلوب عامة المسلمين.

العوامل التي يتوقف عليها تغير الموقف الاستراتيجي

ضعف وتفكك أو سقوط أنظمة الحكم المركزية في السعودية ومصر وباكستان

وتملك نظم هذه البلاد أسلحة ضخمة وهامة وأعدادا بشرية ونفوذا وتأثيرا يكفي لدعم كامل الأمة الإسلامية وضمان تحررها إذا سقطت هذه الموارد في الأيدي المخلصة

نظام الحكم في إيران وتغير شكله وحجم النفوذ الخارجي

وضع أمريكا والاقتصاد العالمي وتماسك بنية النظام الدولي

تطور أداء حركات المقاومة على المستويات السياسية والعسكرية والإعلامية والأمنية والتنظيمية

الوضوح العقدي وتطور الوعي لدى الشعوب وما يتبعه من زيادة المشاركة الشعبية في معركة الأمة بكل مجالاتها

زيادة أشكال الوحدة والتعاون والتنسيق بين حركات المقاومة والثورة في كل الأقطار الإسلامية وزيادة صلابتها وفعاليتها

كما يمكنكم تحميل الإصدار كاملًا عبر هذا الرابط: كيف نفهم الصراع؟

خالد موسى

كاتب متخصص في الشئون الاستراتيجية والعسكرية.

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. وعليكم السلام ورحمة الله الاخ ابو صالح
    بالنسبة لتساؤلكم عن ليبيا ، الامور في العلاقات بين الدول ليست بسيطة بمعنى انها تتكون من شئ واحد بل تكون مركبة اي لها اكثر من عامل داخل في تكوينها فلكي نفهم اي موقف لابد من تحديد المصلحة مما تتكون ثم معرفة طبقة كل طرف لمعرفة امكانيات مناورته داخل صلاحياته ونفوذه ، وتطبيقا ع ذلك اجابة لتساؤلكم الكريم
    فمصلحة امريكا والدول الغربية كما ذكرنا هي محاربة الجماعات الاسلامية ، ضبط الحدود والهجرة ، ضبط تجارة الاسلحة
    وكلا الطرفين حفتر والسراج يتنافسان منذ سنوات لتحقيق هذه المصالح من اجل اثبات ايهما احق برضى الدول الغربية في ليبيا بعد القذافي فمن جانب امريكا والدول الغربية كلا الطرفين وجهان لعملة واحدة يتبقى بعد ضمان ان مصالحهم متحققة الشكل الخارجي فقط فهناك اتجاهان اتجاه يرى فالسراج الواجهة اللطيفة التي تتماشى مع الدعايا الغربية عن الدولة المفترضة وهذا اتجاه بعض الدوائر الغربية وهناك اتجاه يرى في حفتر الشخص المناسب مثل السيسي في مصر وهذا الاتجاه من مصر والامارات وايضا توجهات غربية ، وفي النهاية بعد عدة سنوات الان التوجه استقر على انهما متكاملان ولا يمكن الاستغناء عن ايهما ويجري الامر عن ايجاد الصيغة المناسبة للتعاون وتنظيم شكل الدولة المفترضة واخر ذلك هو مؤتمر فرنسا
    لذا ليس هناك اي تعارض فهذه التحركات كلها تدور في مساحة متاحة ولا تؤثر على مصالح امريكا والدول الغربية بل تتنافس في تحقيقها وكما ذكرت فهي صراع هامشي يؤثر فقط على الشخصيات الليبية الداخلة فيه اكثر من اي طرف اخر

  2. السلام عليكم استاذنا الفاضل
    اعدت قراءة مقالكم الاكثر من رائع والذي لا شك انه اخذ منكم مجهود كبير نظرا لما يحتويه من معلومات محددة وارقام وحقائق ،…. وذلك لاهمية الالمام بما يجري على الساحة في هذه الاوقات العصيبة … نسال الله ان تكون مخاضا لخروج الامة من هذا البلاء … وعندي بعض التساؤلات والافكار التي تدور في ذهني والتي جعلتني في حيرة تارة من امري…
    اولا في ليبيا … نحن نعلم بدون ادنى شك ان الدول التي تدعم حفتر في الشرق لا تتحرك الا باذن اسيادها في الولايات المتحدة … فكيف يمكنني فهم ان الولايات تدعم حكومة السراج المعارضة للكيان في الشرق الليبي ؟

    لدي المزيد من التساولات .. ساحاول ارسالها لكم ومناقشتها في رسالة اخرى
    ولكم اجمل تحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى