الشيخ حسن الشافعي… اللّغوي النابغة والعالم الأزهري
هو الدكتور حسن محمود الشافعي؛ واحد من أهم الأساتذة في كلية دار العلوم، حيث عمل كأستاذ للعقيدة والفلسفة الإسلامية هناك، وقد استطاع أن يشغل منصب رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة لمدة 8 سنوات، وكان هذا بداية من شهر فبراير عام 2012 إلى عام 2020، وقد اشتهر عالم الأزهر الشيخ حسن الشافعي بنيل التقدير من مختلف الشعوب الإسلامية بسبب الإنجازات التي قام بتحقيقها.
من هو الدكتور حسن الشافعي؟
الدكتور حسن محمود عبد اللطيف الشافعي هو أحد علماء الدين الإسلامي الذين شغلوا العديد من المناصب المهمة. أهمها أنه عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف. وسافر للعديد من البلدان مثل إيران وباكستان في عدة بعثات إسلامية. وتميز الشافعي بنجاحه الكبير فيها وتحقيقه للعديد من الإنجازات في الأعمال التي أُسندتْ إليه على مدار سنوات عمله.
ميلاد ونشأة دكتور حسن الشافعي
ولد الدكتور حسن الشافعي في إحدى قرى مصر في التاسع عشر من شهر ديسمبر عام 1930م. وتعلم القرآن الكريم وحفظه في سن صغيرة. وعندما بلغ من العمر 14 عامًا قام بالالتحاق بالمعهد الديني الأزهري، وظل يدرس فيه منذ عام 1944م إلى أن التحق بكليتَيْ أصول الدين جامعة الأزهر، ودار العلوم أيام كانت في حي المنيرة -قبل ضمها إلى حرم جامعة القاهرة-. وجدير بالذكر أنه كان حصد شهادتَيْ الكُليتين بمرتبة الشرف.
وقد واجهت الشافعي الكثير من العقبات في طريق تعليمه؛ فعندما وصل إلى السنة الدراسية الثانية في كلية دار العلوم عام 1954م تم اعتقاله، وقد صدر قرار بمحاكمته عسكريًا وحكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة. وفي عام 1960م -أيْ بعد مرور 6 سنوات من اعتقاله- تم الإفراج عنه ليخرج ويكمل مسيرته التعليمية في كلية دار العلوم.
دراسة دكتور حسن الشافعي
بعد خروج دكتور حسن من الاعتقال أكمل دراسته، وتم اختياره وتعيينه في الجامعة معيدًا في قسم الفلسفة الإسلامية، وكان حينها يقوم بتحضير رسالة الماجستير. ولكن تم اعتقاله مرة أخرى في عام 1964م، ليخرج بعدها بفترة وجيزة ويتم اعتقاله للمرة الثالثة في عام 1966م.
وقد كان سبب اعتقال دكتور حسن الشافعي هو انضمامه لجماعة الإخوان المسلمين، وخرج الشافعي من السجن في عام 1970م -أيْ بعد مرور أربع سنوات-. وواصل الدراسة وحصل على الماجستير في نفس العام، وكانت رسالة الماجستير الخاصة به حول سيف الدين أبو الحسن بن علي الآمدي؛ العالم الكبير.
إنجازاته في طلب العلم
تمكن الشافعي من تعلم اللغة الإنجليزية ومعرفة الثقافة الغربية؛ مما ساعده في استكمال دراسته للحصول على الدكتوراه في جامعة لندن، وكانت الرسالة الخاصة به بعنوان “تطور الفكر الكلامي الاثنا عشري في القرن السابع”. حصل الشافعي على الدكتوراه في جامعة الدراسات الشرقية والإفريقية عام 1977م، ثم عاد إلى كلية دار العلوم لاستكمال تدريس الفلسفة الإسلامية.
شغل دكتور حسن الشافعي العديد من المناصب والأعمال؛ حيث قام بالتدريس في العديد من الجامعات مثل جامعة أم درمان في السودان عام 1979م، كما درس في إسلام أباد بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان، وظل يدرس فيها لمدة 8 سنوات منذ عام 1981م حتى عام 1988م، ثم عاد إلى جمهورية مصر العربية وأكمل التدريس في كلية دار العلوم، وتم اختياره للعمل كوكيل للدراسات العليا حتى عام 1994م.
المناصب التي شغلها الدكتور حسن الشافعي
شغل الشافعي العديد من المناصب. وعلى الرغم من ذلك تم طرده من جامعة دار العلوم بقرار من دكتور جابر نصار رئيس الجامعة في ذلك الوقت، وذلك لادعاءالجمع بين وظيفتين عام 2015م. أما المناصب التي شغلها الشافعي فهي:
- عضو في جامعة القاهرة في مركز الدراسات الإسلامية.
- عضو مجلس الشؤون الإسلامية في جامعة القاهرة.
- عضو كلية الدراسات العليا في إنجلترا.
- عضو مجلس الأمناء بالجامعة الإسلامية في باكستان.
- عضو مجمع اللغة العربية في جمهورية مصر العربية.
- عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف.
- عضو مجلس حكماء المسلمين.
- عميد كلية الشريعة في إسلام أباد بباكستان.
- نائب رئيس الجامعة الإسلامية في إسلام أباد.
- مستشار شيخ الأزهر في القاهرة.
- رئيس الجامعة الإسلامية في إسلام أباد.
- رئيس اتحاد علماء الصوفية.
- رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة.
مؤلفاته وأبحاثه
عرف الدكتور حسن الشافعي بحبه الشديد لتأليف الكتب في الفلسفة الإسلامية والصوفية وعلم الكلام والتوحيد وغيرها. حيث أصدر عديد الكتب المؤلَّفة والمُحقَّقة، كما أنه قدم حوالي 30 بحثًا في المجلات العلمية في مصر وخارجها، كما ألف 5 كتب باللغة الإنجليزية والتي ترجمت للغة العربية، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في عدة دول مثل ماليزيا والسودان وباكستان وغيرها. ومن عناوين مؤلفاته وبحوثه وكتاباته:
- كتاب الآمدي وآراؤه الكلامية. ويحتوي على 528 صفحة.
- كتاب المدخل إلى دراسة علم الكلام. ويحتوي على 390 صفحة.
- كتاب فصول في التصوف.
- كتاب التيار المشائي في الفلسفة الإسلامية. ويحتوي على 190 صفحة.
- كتاب أبو حامد الغزالي.
- كتاب علم الكلام عند الإمام محمد عبده.
- كتاب حركة التأويل النسوي للقرآن والدين. ويحتوي على 116 صفحة تقريبًا.
- تجديد الفكر الإسلامي المفهوم والدواعي والخطوات.
- البيوتات العلمية بين مصر وتونس.
- كتاب تطور الفكر الفلسفي في إيران “تمت ترجمته من قبل دكتور حسن الشافعي” والكتاب من تأليف محمد إقبال.
الجوائز
حصل الشافعي على جائزة الملك فيصل في عام 2022م لخدمة الإسلام، وكانت هذه الجائزة مقدمة بالتعاون مع الرئيس علي مويني رئيس دولة تنزانيا سابقًا. ومن الجدير بالذكر أن الشيخ تبرَّع بالجائزة المالية ووقفها على البحوث والدرس العلمي في الأزهر.
مواقف الشافعي السياسية
أصدر الشافعي عام 2015م مذكراته والتي حملت عنوان “حياتي في حكاياتي”. وقد صرح بمواقفه السياسية تجاه الذي يحدث في جمهورية مصر العربية، حيث قال إنه كان من مؤيدي ثورة 25 يناير التي حدثت في عام 2011م، ويؤكد أنه كان من الثوار الذين خرجوا إلى ميدان التحرير يوم 28 يناير. وذكر أيضًا إعجابه الشديد بالثورة وتمسك المصريين بالتخلص من الاستبداد والظلم.
أقواله وآراؤه
هناك العديد من الأقوال التي ذكرها الشافعي في مذكراته والتي تعبر عن آرائه الشخصية. ومن هذه الأقوال:
- عندما يتحدث عني أحد زملائي أو تلامذتي أشعر بأنهم لا يتكلمون عني بل عن شخص آخر.
- العالم الحق هو من يعمل بعلمه وليس من يدون الكتب.
آراء الأشخاص في حسن الشافعي
هناك العديد من الأشخاص الذين عاصروا دكتور حسن الشافعي. ومن أبرز الأقوال التي قيلت فيه:
- سر نجاح الشافعي هو قضاء الوقت في التفكير بحلول لتطوير الدراسات والجامعات ونسيان حقوقه من أجل حقوق وواجبات العمل “دكتور عبد اللطيف عامر”.
- بينما يقول دكتور “محمد عمارة عنه: “يمتلك الشافعي عشرة خصال رائعة منها؛ حب الله وخلق الله وحب الوطنية والعروبة والإسلام”.
- أما الدكتور عبد الباري محمد -وهو أحد تلاميذ الشافعي- يقول:
إذا رأيت ابتسامته على جبهته سوف تشعر بالسعادة تغمرك.
المصادر
- حسن عبد اللطيف الشافعي، موقع المعرفة
- حسن محمود الشافعي، ويكيبيديا
- حسن محمود الشافعي، ويكيويند
