جرائم الحرب الروسية في أوكرانيا مقارنة بجرائمها بحق المسلمين في الشيشان
هذا المقال ترجمة بتصرف لمقال: Russia’s War Crimes in Ukraine Compared to Crimes Against Muslims in Chechnya لكاتبه: Bheria في موقع: muslimskeptic.com. في العاشر من إبريل. الآراء الواردة أدناه تعبّر عن كاتب المقال الأصلي ولا تعبّر بالضرورة عن تبيان.
ما فتئت الحرب الروسية الأوكرانية تشغل الإعلام العالمي. ولعل روسيا من وقت قريب خسرت مصداقيتها؛ نتيجة ما عُرِف بمجزرة بوتشا التي جرت في مدينة بوتشا الأوكرانية، القريبة من العاصمة كييف. فقد قامت القوات الروسية المنسحبة من محور كييف المندحر بإعدام عشرات المدنيين العُزَّل ميدانيًا.
وأوردت الغارديان في تقريرها: “أن القوات الروسية المنسحبة من محيط كييف تركت وراءها أدلة على مجازر مروعة بحق المدنيين عبر البلدات والضواحي في المنطقة، محولة المكان إلى منطقة حرب محترقة” (…)
وصرح عمدة بوتشا “أناتولي فيدورك” لوكالة فرانس برس: “تم قتل كل هؤلاء الأشخاص رميًا بالرصاص”. وأضاف: هناك 280 جثة تم دفنها في مقابر جماعية في البلدة، “وهذا من آثار الاحتلال الروسي”.
ويشير العديد من المحللين إلى أن هذا قد يمثل “نقطة تحول”. وعلى فرض أن هذه التقارير صحيحة، فليست المرة الأولى التي يرتكب فيها الروسُ مجازر مثل هذه؛ بل المؤكد أن هذا الأسلوب بالتحديد طبقوه على مدى قرون بحق الشيشانيين.
صراع قديم
الشيشانيون هم مجموعة عرقية مسلمة، يُقدر تعدادهم اليوم بمليونين. موجودون بشكل رئيسي في الشيشان الواقعة في القوقاز الشمالية، وفي أجزاءٍ أخرى من روسيا الاتحادية بالإضافة إلى من هم في المنفى (نفتهم روسيا).
صراعهم ضد الإمبريالية الروسية (أسوة بالفئات العرقية الأخرى في المنطقة مثل الأفاريين والداغستانيين) تعود جذوره إلى بدايات القرن الثامن عشر؛ حين أراد بطرس الكبير حاكم روسيا، والمنبهر بالتنوير الأوروبي أن يخضع تلك المناطق بالقوة.
أوردت قناة الـ PBS عام 2002 في تقريرها:
في عام 1722، كان بطرس الكبير متعطشًا لإيجاد طرق تجارية وعسكرية تصله بفارس. فغزا جارة الشيشان “داغستان”، لكن روسيا اضطرت للتراجع بضغط من المحاربين الجبليين الشيشان والداغستان. ثم استمرت روسيا في الضغط خمسين عامًا بغارات متفرقة على المناطق الشيشانية والداغستانية.
في عام 1784، قاد الإمام الشيخ منصور (محارب شيشاني وصوفي) تحالفًا للمسلمين عبر القوقاز سموها “غزوات” ضد الغُزاة الروس. وحاول منصور أن يطبق الشريعة في الشيشان بغية تحقيق الوحدة الإسلامية. وفي عام 1785، حقق انتصارًا ساحقًا على القوات الروسية في معركة نهر سونجا ليدخل الأراضي الروسية. لكنه ظلَّ يعاني بعدها هناك من سلسلة الهزائم. ثم وقع بعد ست سنوات أسيرًا بيد الروس شمال غرب القوقاز، ووضعوه في السجن بسانت بطرسبورغ، وتوفي عام 1794 في الحبس. وكانت حملات المنصور ضد الروس ذات وحي أسطوري عبر أرجاء أوروبا وقتها، وبقي بطلًا قوميًا شعبيًا للشيشانيين إلى يومنا هذا.
لقد كانت هذه الهزيمة مذلة بالنسبة لروسيا؛ خاصة أن بطرس الكبير هو أول من حوَّل روسيا من قيصرية إلى إمبراطورية؛ الذي كان لمحاكاة النجاحات الأوروبية القارية، ثم أتت هذه الحرب لتسجل هزيمة بحق “الإمبراطورية” الروسية مقابل من يظنونهم “برابرة”!
فكان من الطبيعي بعدها تمامًا أن يطبق الروس أساليب وحشية في مغامراتهم اللاحقة في القوقاز، والتي نراها اليوم. كتب أناتول ليفين في كتابه “الشيشان: الضريح الحجري للقوة الروسية” الصادر 1998 في الصفحة 306:
تم تعيين الجنرال ألكسي يرمولوف كقائدٍ أعلى للقوات الروسية في القوقاز، وتم استئناف السياسية التوسعية بهدف إنهاء إغارات الجبليين نحو الأراضي الروسية، مع الإخضاع الكامل للخانات والقبائل في المنطقة للدولة. وهذه السياسة طبقها يرمولوف على نحوٍ غايةٍ في الوحشية؛ ما حدا بأحد رفاقه من الجنرالات الروس أن يكتب عنه: “لقد كان متوحشًا على الأقل؛ مثله مثل المحليين هنا”. أدَّت هذه السياسة إلى ثورة الشيشانيين عام 1824، تبعتها ثورة قاضي ملا 1829، لتنشر الحرب في كامل المنطقة. ثم يحمل راية الحرب من بعده مُريدُه الإمام شامل لأكثر من ثلاثين عامًا. ولا يذكر الشيشانيون اليوم يرمولوف إلا بشرٍّ، ناسبين له مقولة “الشيشانيون الطيبون الوحيدون هم الشيشانيون الأموات”، أي قبل 50 عامًا من نفس مقولة الجنرال فيليب شريدان بحق الهنود الحمر.
وكان من الشائع جدًا في هذه الحملات العقابية أن ينقض الجنود الروس على القرى الشيشانية الجَبَلية؛ ليمارسوا بكامل حريتهم النهب والاغتصاب، ومنح الجنرالات الروس كامل الحرية في ذلك، إلا أنه في وقت لاحق من الحرب قاموا بمحاولات لتقييد هذا الأمر. فمنذ ذلك الوقت كان الروس يعاملون الشيشانيين كما عامل الأمريكان سكان أمريكا الأصليين.
لقد صمد العديد من الشيشانيين الأبطال في وجه الإمبريالية الروسية، لكن لعل أعظمهم بيسنغر بن برشقي البينوي، وهو نائب الإمام شامل (وهو آفاريّ على خلاف ما يعتقد أنه شيشاني). فقد عينه وذراعه ورجله عبر المعارك، ومع ذلك أصر على الاستمرار في القتال حتى بعد استسلام الإمام شامل، ثم أعدمه الروس.
وبعد روسيا الإمبريالية، جاءت روسيا السوفييتية. وبالطبع لم تكن أفضل حالًا على الشيشانيين، فقد رحَّل ستالين مئات الآلاف من الشيشانيين (والإنغوش)، ما يقارب كامل سكان الشيشان. متهمًا إياهم بمعاونة الألمان الاشتراكيين القوميين (النازيين). وقد هلك ربعهم أثناء الترحيل. وفي أثناء تلك الترحيلات، والتي لم تكن الأولى (لكنها الأكثر وحشية) تصرفوا بمثل صنيعهم في مجزرة بوتشا.
ونقرأ الاقتباس التالي:
إن ترحيل الشيشانيين أفسح المجال لوقوع حوادث العنف والاغتصاب. وأما العاجزون (صحيًا) ومن عارض الخروج تم قتلهم في الحال جميعهم. وأكدت الشهادات أيضًا عن حدوث قتل بالجملة في الجبال. ولتحقيق هذه الأهداف، صدرت أوامر للجنود بالتخلص من الأفراد الذين يُعدّون “غير لائقين للسفر”. فتم قتل 700 فرد من قرية خايباخ الجبلية ومزارعها المحيطة بحبسهم في الإسطبلات وحرقهم أحياء. وقد استغرق وقتًا طويلًا لنقلهم إلى الوادي على الطرق الثلجية. وكانت ظروف النقل مميتة للعديد من الشيشانيين: من الأمراض (مثل التيفوئيد)، والجوع، ونال البرد من معظم الضعفاء. وعدم احترام بعض التقاليد تسبب بمقتل بعض النساء الشيشانيات ممن رفضن كشف وجوههن للجنود.
إن الترحيل الجماعي هو السبب وراء ولادة العديد من قادة الاستقلال الشيشاني (مثل سليم خان يندرباييف) في بلاد بعيدة مثل كازاخستان. حين دفن المجاهدون [الأفغان] لعنة الاتحاد السوفييتي 1991، شعر العديد من الشيشانيين بالراحة؛ ظانين أنهم يمكنهم الآن أن ينالوا استقلالهم، مثلهم مثل العشرات من الجمهوريات السوفييتية السابقة.
لكن موقع الشيشان الجيوستراتيجي ومواردها الطبيعية مثل الغاز والنفط، دفع الروس لأن لا يتخلوا عن تلك المنطقة بسهولة. فحين أعلن جوهر دوداييف جمهورية إشكيريا، ظهر إحباط روسيا الاتحادية.
وبعد أن قامت روسيا بعملية هندسة اجتماعية للمعارضة (بتقديم الأموال والأسلحة)، ومواجهة مقاومة مسلحة من دوداييف؛ قامت روسيا الاتحادية ورئيسها الأول بوريس يلتسين بإعلان الغزو رسميًا واجتياح غروزني (عاصمة الشيشان) في ليلة رأس السنة؛ لتبدأ الحرب الشيشانية الأولى، والتي استمرت ما بين 1994 إلى 1996.
سبستيان سميث ألف عام 1998 كتاب جبال الله، حين كان صحفيًا شهد تلك الحرب. يعطينا صورة تذكرنا تمامًا بما يحدث في أوكرانيا اليوم. يقول في الصفحة 148:
“بالطبع كنت أعرف -والجميع يعرف- أن جيش القوة العظمى السابقة في مأزق. لقد كان ذلك الجيش يخسر آلاف القتلى سنويًا لأسباب غير حربية. كان بعضها يعود للحوادث، ومعظم الحوادث كانت الانتحار أو الموت أثناء التدريب. وعلى سبيل المثال، مات 2824 جنديًا سنة 1992 وفقًا للتقارير الرسمية، و4000 وفقًا لتقارير غير رسمية (…). وتحول المجندون المراهقون الذي يتقاضون خمسة دولارات في اليوم (إذا كانوا محظوظين) إلى عبيد فعليين؛ يعملون في بناء الطرق المدنية، وقطف الملفوف، وجني محصول البطاطا (…). لقد كانت هناك علامات تحذير أخرى. حتى بعد أسبوع من العمليات كانت التقدم الروسي الثلاثي المحاور باتجاه غروزني بطيئًا”.
والأمور التالية: خسائر كثيرة لم يُبلّغ عنها، وتجنيد المراهقين، ولا مكاسب عسكرية حقيقية بعد أسابيع من الصراع؛ هذا بالضبط ما نقرأه اليوم في التدخل الأخير لروسيا في أوكرانيا.
لكن أوكرانيا ليست الشيشان، لا لفارق تعداد السكان فقط (مليون إلى مليونين في مقابل أكثر من 40 مليونًا في أوكرانيا)، ولكن في دين الشعب؛ فالشيشانيون مسلمون، فلك الحرية أن تفعل ما تشاء إذا ما استبسلوا في المقاومة.
يضيف سميث في الصفحة 149:
“لقد تحطمت غروزني -التي بناها جنرال روسي سنة 1818- بفعل القصف الذي أمر به الرئيس يلتسن. بدأ السكان الذين وصل عددهم إلى 400000 نسمة بالتلاشي، وخرجت أرتال اللاجئين إلى الجنوب غير المحاصر، بعد أن أخذوا معهم ما استطاعوا أن يحملوه في سياراتهم فقط، فجلس الأطفال في الخلف شاحبي الوجوه ومتوتري الأعصاب. فيما جلست الكلاب التي تخلى عنها أصحابها على طول الطريق تنتظر رجوع أصحابها، وتحول بعضها إلى كلاب متوحشة، وشكلت جماعات، وتجولت في الشوارع الخالية (…). وبالانتقال المدهش والسريع من حالة عدم التصديق إلى القبول، تعلم أهل غروزني العيش مثل البشر البدائيين؛ لقد كانوا ينامون تحت الأرض، ولا يفكرون سوى بالبقاء. توقفت إمدادات الكهرباء والمياه، لذلك أخذ الناس يستخدمون الثلج، ويتجمَّعون متجمدين حول الشموع ومصابيح الزيت”.
لا أعلم إذا ما فعل بوتين نفس هذا الأمر مع أوكرانيا.
هناك اقتباس آخر مثير للاهتمام من أمجد جيموكا، وهو مؤرِّخ من أصل شركسي. والشراكسة أيضًا فئة عرقية مُسلِمة في القوقاز عانت من الروس الويلات، إلى الحد الذي تجد فيه من الشركس في تركيا (هربوا إليه زمان الدولة العثمانية) أكثر من بلدهم الأصلي.
فقد كتب في كتاب الشيشانيون، والذي نشرته دار روتليدج عام 2005، صـ 67: “في 11 من ديسمبر 1994، اجتاحت روسيا الشيشان، ولم تواجه القوات الروسية إلا مقاومة قليلة لدى اقترابها من غروزني. ولكن الهجوم على المدينة في ليلة رأس السنة لاقى مقاومة عنيفة، وكبد القوات الروسية خسائر فادحة. ولم يستطع الروس طرد المقاومة إلا في الـ 19 من يناير 1995 من العاصمة. وفسَّرت روسيا الصمت العالمي وقتها أمام هذا الهجوم على أنه قبول ضمني. وانسحبت القوات الشيشانية إلى المناطق الجبلية الجنوبية لإعادة تجميع نفسها وخوض حرب العصابات. وفي مارس 1995، نصّبت روسيا سلام بك خادزاييف كرئيس مؤقت للإدارة الشيشانية.
وكانت سياسة روسيا اللاحقة هي ممارسة الإرهاب بحق الشيشانيين حتى يخضعوا، مع ارتكاب مجازر عشوائية من قبل القوات الروسية.
يمكننا مقارنة هذه الحال مع حال أوكرانيا. ففي الحالين من المؤكد أن روسيا خسرت العديد من الجنود؛ إلا أن الحالة الشيشانية صاحبها “الصمت العالمي”، فبقيت روسيا تمارس الإرهاب في حق الشيشانيين.
لقد كان إرهابًا بحق؛ فقد حدثت في أثناء الحرب الشيشانية الأولى العديد من المجازر الشبيهة بمذبحة بوتشا، مثل مذبحة ساماشكي الشهيرة، والتي أبلغت عنها صحيفة النيويورك تايمز عام 1995:
“لا يوجد أدنى شك بعد الآن فيما جرى في هذه القرية الزراعية الشيشانية المحتلة أوائل الشهر الماضي، وإن كانت الظروف ما تزال غامضة، لكن النتائج ليست كذلك. أكثر من 3000 جندي احتل القرية، وسكبوا البنزين على البيوت وأحرقوها، وقتلوا النساء والأطفال والعجز من غير المسلحين، ليقتلوا أكثر من 100. ولثلاثة أيام، رفض الجيش السماح لممثلين من الصليب الأحمر أو وكالة حقوق الإنسان بالدخول إلى القرية. وفي اليوم الرابع تأخر الأمر كثيرًا”.
في النهاية، انتصر الشيشانيون في الحرب الشيشانية الأولى، على الرغم من أن عدد سكانهم حوالي مليون في مقابل روسيا التي هي أكثر من 100 مليون (لتتصور النسبة من واحد إلى مئة بشكل أفضل، تخيل لو أن أمريكا واجهت دولة بتعداد 30 مليار).
وبعد علقم الذل الجديد الذي ذاقته روسيا، كان عليها القيام برد جديد، لكن جاء فيما بعد على يد بوتين. وفي الحقيقة بوتين كان جاسوسًا سابقًا، تحول فجأةً للسياسة، وتم اختياره على نحو فاجئ العديد كرئيس للوزراء 1999.
والحرب الشيشانية الثانية هي التي صنعت صورة بوتين الذي نعرفه اليوم، ذلك الشخص القومي صاحب الشخصية الزائفة الموحية بالرجولة. فكيف عامَلَ بوتين الشيشانيين؟
في مقالة صدرت بداية مارس، والتي ظن كاتبها أن بوتين يستنسخ نموذج الشيشان في أوكرانيا نصت على:
قاتلت روسيا الاتحادية ضد الشيشان في 1994، واستمرت حتى 1996. حيث لم تعد الحرب ذات شعبية، وأظهرت الجيش الذي كان دبًا روسيًا في صورة نمر منزوع الأنياب. فكان على بوريس يلتسين أن يقر بوقف إطلاق النار أمام النصر الحاسم الذي حازه الشيشانيون.
قُتِل من المدنيين في الحربين الشيشانيتين أكثر من 250 ألف، عدا آلاف المقاتلين من الطرفين. وامتلأت الأخبار بتقارير عمليات اغتصاب وحرق للممتلكات والتعذيب، وغيرها من الجرائم ارتُكِبت من قِبل الجنود الروس، بينما وصفته تلك القوات بـ”الشر الذي لا بد منه”! .. حتى أن أحد المجندين الروس بعمر 21 عامًا صرح لصحيفة لوس أنجلوس تايمز عام 2000: “من دون الحرب التي لا هوادة فيها لن نذهب إلى أي مكان في الشيشان، فيجب أن نتوحش معهم، وإلا لن نحقق أي شيء”.
استخدم الروس المشاة والقوات الخاصة والدبابات والمدفعية، وكذلك القنابل السجادية في أجزاءٍ من الشيشان، دون إبداء أدنى اعتبار لوجود المدنيين.
بدأت الحرب الشيشانية الثانية عام 1999. كانت حربُ رئيس الوزراء (وقتها) فلاديمير بوتين حربَ إبادة، أحالوا فيها غروزني عاصمة الشيشان رمادًا (التي لم تتعافَ من جروحها في الحرب الأولى)؛ ليتركوها مثل الحفرة على الخريطة. وأطلقت عليها الأمم المتحدة المدينة الأكثر دمارًا في العالم، فقد أحالوها شذر مذر. وبالكاد نجا منها آحاد الناس.
وهناك أيضا أدلة على استخدام القنابل العنقودية. وهي قنابل تضم داخلها ذخائر متفجرة صغيرة؛ فتنفجر الحاوية الأكبر لتنثر القنابل الأصغر بلا توجيه على الأرض. وقد حظرتها المعاهدات الدولية لأنها في الغالب توقع ضحايا من المدنيين أكثر من غيرها من القنابل. إلا أن روسيا وأمريكا لم يوقِّعا على مثل هذه المعاهدات.
وهناك مذابح شبيهة بمذبحة بوتشا مثل مذبحة ستاروبرومسلوفسكي.
لكن مضى أكثر من شهر على المقالة، فهل تصرف بوتين مع الأوكرانيين مثلما تصرف مع الشيشانيين؟
الجواب الآسي بالنسبة للشيشانيين هو: لا. بل يحلم الشيشانيون بنفس “السوء” الذي يتعرض له الأوكرانيون. لكنهم مسلمون، ويمكنك شيطنتهم بتهم الأصولية والإرهاب وإلخ.
بقي أن أنتظر “الشيخ” عمران حسين ليخبرنا أن الشيشانيين هم يأجوج ومأجوج، وأن بوتين كان محقًّا طوال الوقت.