طوفان الأقصى والتجليات العقدية اليهودية

لا زلنا بعد شهر وأسبوع، نعيش وقائع طوفان الأقصى، تلك العملية المهيبة التي زلزلت العالم كله، وغطت على كل خبر عداها، حتى أن زيلينسكي رئيس أوكرانيا المتحمس لإسرائيل أبدى تخوفه بعد أيام من العملية من احتمالية أن يقلل الغرب اهتمامه بالصراع في أوكرانيا، وذلك بحسب مقابلة أجراها مع قناة “فرانس2” الفرنسية.

وكما نعلم فقد بدأت كتائب القسام جناح حركة حماس العسكري هجومها صبيحة السابع من أكتوبر الماضي، في عملية حيرت الكيان المحتل والعالم بأسره، قبل أن تكشف بنفسها عن تفاصيل العملية تباعًا، فقد شاركت كل الأسلحة في القسام في هذا الهجوم المباغت، برًّا عن طريق تفجير أجزاء من السلك الشائك والجدار العازل لينفذ منه المجاهدون راجلين وراكبين، إلى أهداف محددة مسبقًا، ألا وهي مقرات قيادة فرقة غزة في مستوطنات الغلاف، وظهرت لأول مرة طائرات القسام الشراعية التي عبروا بها الجدار محدثين صدمة للقيادات الإسرائيلية التي ظنت أنها حيّدت قوة المقاومة الهجومية إلى الأبد، كما تزامن ذلك مع تسلل لقوات الضفادع البشرية إلى سواحل المدن الشمالية القريبة من غزة، وكل ذلك بغطاء صاروخي كثيف أطلقت فيه آلاف الصواريخ إلى عمق إسرائيل لتربك منظومة القبة الحديدية ويحيدها حينًا من الزمن.

توالت الأحداث سريعًا وتابعها جيش الاحتلال مثلنا جميعًا، فلم يفق من هول الصدمة ويستجمع قواه إلا بعد ساعات استطاعت فيها قوات المقاومة إنهاء جميع أهداف العملية تقريبًا، بعد أن تواترت المقاطع التي تظهر أسر الجنود والمستوطنين واقتيادهم إلى غزة، مكانهم الجديد الذين سيمكثون فيه إلى أن يشاء اللّه، وتمكنت المقاومة من قتل ضباط وقادة كبار هم صفوة قيادة فرقة غزة، مثل قائد كتيبة الاتصالات 481 المقدم سهار مخلوف في اشتباكات في قاعدة رعيم العسكرية، وقائد لواء ناحال العقيد يوناتان شتاينبرغ عند معبر كرم أبو سالم وغيرهم الكثير، وانسحبت قوات النخبة القسامية سالمة بعد أن أتمت مهمتها وأحدثت خرقًا في عمق إسرائيل لا يمكن أن ينساه التاريخ.

وفي اليوم التالي 8 من أكتوبر، دخلت الجبهة الشمالية في المعركة حيث أطلق “حزب اللّه” من جنوب لبنان قذائف هاون باتجاه مواقع محددة لجيش الاحتلال في منطقتي مزارع شبعا المحتلة وجبل الشيخ، ليستنفر الجيش في تلك المنطقة ويبدأ بالقصف ردًّا على تلك التحركات.

في حين استمرت كتائب القسام في دخول مستوطنات الغلاف والسيطرة على أجزاء كبيرة منها وأسر المزيد من الجنود والمستوطنين، بل وأعلن لاحقًا “أبو عبيدة” المتحدث باسم الكتائب أنهم قاوموا بتبادل قواتهم في الغلاف وإمدادهم بقوات أخرى والمزيد من العدة والذخيرة، ما يعني خروج المنطقة تمامًا عن سيطرة الاحتلال.

توعدت قيادات الاحتلال حركة حماس بالفناء وهددوا وأرعدوا زاعمين أنهم سيمحون “حماس” من الوجود وسيردون بقوة، وطبعًا لم يتأخر الرد وجاء في صورة القصف العنيف والعشوائي على قطاع غزة طوله وعرضه، وأعلن المجلس الوزاري “حالة الحرب” للمرة الأولى في تاريخ الكيان منذ حرب أكتوبر 73، في دلالة واضحة تشير إلى هول ما حدث والصفعة التي تلقتها هذه الدولة “الأقوى في المنطقة”.

وفي 10 أكتوبر أعلن الجيش عن استعادة سيطرته على غلاف غزة وإعلانه منطقة عمليات حربية، ولم يكن الجيش قد سيطر بالكامل لكن قوات المقاومة تراجعت وانسحبت عن أغلب المواقع التي دخلوها في بداية المعركة، بينما بقيت خلايا قسامية منتشرة في عمق الغلاف هنا وهناك ستقوم بعمليات تسلل ومباغتة في الأيام القليلة القادمة.

لم تتعامل إسرائيل مع تلك المجريات السريعة والمباغتة على أنها جولة عادية في التصعيد مع المقاومة بل اعتبرتها تهديدًا وجوديًّا وحربًا شاملة تستهدف أمنها ووجودها من الأساس، لذلك طلبت الدعم الغربي غير المحدود منذ اليوم الأول وعلى رأس الداعمين جاءت الولايات المتحدة، التي زار وزير خارجيتها أنتوني بلينكن إسرائيل في 12 أكتوبر وقال: “أنا ممتن لأن أكون هنا في إسرائيل، وقد أتيت بصفتي يهوديًّا قبل أن أكون وزير خارجية”

يبين لنا ذلك التصريح وأمثاله كيف ينظر الغرب إلى تلك الحرب مع الفلسطينيين، وكيف أن الأمر ليس سياسيًّا كما يعتقد كثيرون، بل هناك عقائد موروثة وأحقاد عقائدية يؤمنون بها ولا يملكون أنفسهم فيخرجونها في تلك اللحظات العصيبة، فما الذي دعاه إلى قول أنه يهودي؟ أما كان يكفيه التأكيد على دعمه ودعم بلاده لليهود كما فعل مع أوكرانيا ودول كثيرة؟

طوفان الأقصى

وقبلها بيوم وتحديدًا في 11 أكتوبر صرح السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام خلال مقابلة أجراها مع قناة “فوكس نيوز” قائلاً: “نحن في حرب دينية هنا، أنا مع إسرائيل، قوموا بكل ما يتوجب عليكم القيام به للدفاع عن أنفسكم، قوموا بتسوية المكان”.

تذكرنا هذه الحرب الدينية بزلة اللسان التي وقع فيها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش حين وصف حربه على “الإرهاب” بأنها حرب صليبية، وبالتأكيد لهذه السقطة دلالاتها، فآثار الحروب الصليبية لم تمحى من ذاكرة القادة الغربيين، بل يسترجعونها كلما هموا بحروب إبادة ومجازر بحق المسلمين تحديدًا.

في التاسع (9) من أكتوبر فرض الاحتلال حصارًا خانقًا ومشددًا على قطاع غزة فوق الحصار الذي كانوا فيه أصلًا، وقال وزير الدفاع يوآف غالانت نصًّا: “لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود، كل شيء سيغلق، نحن نحارب حيوانات بشرية ونتصرف وفقًا لذلك”

هل كانت هذه مبالغة منه أم أنهم يروننا هكذا فعلًا؟ سألت نفسي وتذكرت بعدها الحقيقة المرة، فاليهود – أغلبهم – لا يرون غيرهم بشرًا أصلًا، ويعتبرون أن من سواهم من البشر خلقوا ليكونوا عبيدًا وخدمًا لهم، فمثلًا جاء في سفر أشعياء (61/5 ـ 6): «ويقف الأجانب ويرعون غنمكم ويكون بنو الغريب حراثيكم وكراميكم. أما أنتم فتُدعَون كهنة الرب تُسمَّون خدام إلهنا. تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتأمَّرون». إنها عقيدة ثابتة عندهم بالنصوص المقدسة!

قد لا نستغرب أن يرانا الصهاينة بهذه الطريقة لكن اللافت للنظر هذه المرة انكشاف الأقنعة عن قادة الغرب وساستهم حين تعالت أصواتهم ببغضنا عقائديًا ودعوتهم إلى مسح غزة من الوجود، كما قال أردوغان: “تريدونها حربًا للهلال والصليب؟” ولسان حالهم يجيب أن نعم.

ثم خرج علينا نتنياهو رئيس الوزراء يوم الأربعاء 25 أكتوبر في تصريح أخطر وأوضح هذه المرة ليقول إنه سيحقق “نبوءة إشعياء” في الحرب، واصفًا الفلسطينيين بأنهم “أبناء الظلام”، حسب تعبيره، والإسرائيليين بـ”أبناء النور”، مستعملًا مصطلحات لها دلالات في النبوءة.

ويقصد بها ما ورد في سفر أشعياء  الفقرة 18 من الإصحاح 60: “ولا يُسمع بعدُ ظلمٌ في أرضك، ولا دمار أو خراب داخل تخومك، بل تسمين أسوارك خلاصا، وأبوابك تسبيحا”.

وفي حديث نتنياهو علاقة كبيرة بمصر، إذ كان لمصر نصيب كبير في نبوءة إشعياء، حيث وردت نصوص بها تتحدث عن خراب يطال مصر وسنوات يجف فيها نهر النيل، مثل: “وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ: هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ، وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا. وَأُهَيِّجُ مِصْرِيِّينَ عَلَى مِصْرِيِّينَ، فَيُحَارِبُونَ كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ: مَدِينَةً مَدِينَةً، وَمَمْلَكَةً مَمْلَكَةً”

طوفان الأقصى

استمر العدوان على غزة يوميا لم يتوقف أبدًا، آلاف الشهداء فارقونا دون وداع، وآلاف آخرين أصبحوا في عداد الجرحى يتلقون أقل القليل من الرعاية والعلاج، لأن الاحتلال لم يسمح بدخول قطرة واحدة من الوقود الذي به تعمل الكهرباء في مستشفيات القطاع، بل وحتى المساعدات الإنسانية والطبية التي تدخل شحيحة جدًّا ولا تصل شمال القطاع أو مدينة غزة، بل تتركز في الجنوب حتى يضطر الناس للنزوح جنوبًا كما يخطط الاحتلال منذ البداية.

وفي واحدة من أبشع المجازر في تاريخ غزة بل وفي القرن الحالي أغارت طائرات الاحتلال على المستشفى الأهلي العربي «المعمداني» في حي الزيتون جنوب مدينة غزة في ساعات الليل الأولى من يوم 17 من أكتوبر، وقصفت المستشفى مباشرة محدثة دمارًا هائلًا ومئات القتلى من النساء والأطفال، وأظهرت المقاطع أشلاء الأطفال متناثرة في حديقة المشفى وجنباته.

لم تجد إسرائيل بُدًّا من دخول غزة بريًّا لتحقيق أهدافها الكبيرة التي وعدت بها شعبها في بداية العملية، وبعد عشرين يومًا من القصف والتدمير الذي طال كل مربع سكني في القطاع، وبعد تسوية المناطق الحدودية في غزة بالأرض، بدأت عمليتها البرية في مساء اليوم 27 من أكتوبر.

لعبت المقاومة دورًا احترافيًّا في توجيه المعارك إعلاميًّا وإحراج الاحتلال، بعد إصدارها لأكثر من مقطع يكشف جانبًا من الاشتباكات العنيفة التي تدور في محاور التوغل الإسرائيلي، وتمكن المجاهدين من استهداف الدبابات والآليات بقذائف الياسين 105 محلية الصنع، وعبوة العمل الفدائي التي يحملها المجاهد ويصل إلى سطح الدبابة فيلصقها عليه ويجري مبتعدًا لتشتعل الدبابة وتستحيل دمارًا، حتى صار المثلث الأحمر الذي يستعمله مخرجو المقاطع لتوضيح مكان الدبابات في الشوارع رمزًا لكسر الغطرسة الصهيونية ودحرها في شوارع غزة، وأعلن أبو عبيدة في الثامن من نوفمبر توثيق القسام تدمير 136 آلية عسكرية إسرائيلية تدميرًا كليًّا أو جزئيًّا، وحين يقول وثّقنا فاعلم أن العدد الحقيقي أكبر!

أما بالنسبة لمسألة الأسرى فقد حاز نصيب الأسد من مفاوضات أمريكا مع قطر الوسيط بينها وبين حماس، وكأن أرواح ٢٠٠ فرد أغلى من مليوني فلسطيني يموتون جوعًا وخوفًا وبالقصف البري والجوي والبحري، هكذا ترسم الدول الغربية موقفها القبيح من الإنسانية المزعومة، ورغم ذلك أعلنت كتائب القسام مساء يوم الخميس ٢٠ أكتوبر عن الإفراج عن أسيرتين يحملان الجنسية الأمريكية بعد أيام من رفض الاحتلال استلامهما، وشكّلت هذه القضية ضغطًا على القيادة في تل أبيب، وتظاهر أهالي الأسرى مع عدد آخر لأيام عديدة حول مقر وزارة الدفاع وبيت نتنياهو نفسه.

استمرت الأخبار تتوالى عن تقدم طفيف لقوات الاحتلال في محاور محددة من قطاع غزة وتمركزها فيها، في محور شرق حي الزيتون، والمنطقة الشمالية الشرقية من قطاع غزة تحديدًا إلى الشرق من بلدة بيت حانون والمنطقة الشمالية الغربية تحديدًا غرب بيت لاهيا وشمال مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة وأيضًا جنوب غرب المدينة، ولم تتقدم القوات كثيرًا طوال أسبوعين، حتى جاء يوم أمس ١٠ نوفمبر حين تقدمت الدبابات لتطوق مجمع الشفاء الطبي أكبر صرح طبي في القطاع، بعد أن قصفت محيطه وأجزاء منه عدة مرات، زاعمةً أن للمقاومة غرف قيادة تحته، ليبرروا للعالم إجرامهم، وذاك عذر أقبح من ذنب! فحتى هذه الحجة إن صحت – وليست صحيحة – فهي لا تمنحهم حق مهاجمة وقصف مثل هذا المكان المحمي بالقوانين الدولية، والتي لا تطبق على أهل غزة بالطبع!

ولم تنس نيران الاحتلال نصيب الصحفيين منها، فحسب آخر إحصائية  للمكتب الإعلامي الحكومي استشهد أكثر من 47 صحفيًّا، وشاهدنا على الهواء مباشرة انقطاع مراسل الجزيرة وائل الدحدوح عن التغطية بعد إخباره باستشهاد عائلته، زوجته وابنه وابنته والعديد من أفراد العائلة ارتقوا شهداء، في حادث يظهر تعمد قوات الاحتلال استهداف الصحفيين والإعلاميين وعائلاتهم.

طوفان الأقصى

ولمن يتساءل بعد كل هذا كيف لهذه الحفنة من البشر أن تقوم بهذه الأفعال الوحشية دون ذرة شفقة أو تأنيب ضمير، فالسر ببساطة في عقيدتهم ونظرتهم تجاهنا، أتعلمون كيف ينظرون إلينا؟ إن من الحقائق التلمودية الراسخة أن كل من هو غير يهودي فهو في مرتبة أدنى من البشر، الذين هم شعب اللّه المختار، ويسمونهم “الأغيار” أو “الغوييم” أو “الأميين” وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى: { .. ذَ ٰ⁠لِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُوا۟ لَیۡسَ عَلَیۡنَا فِی ٱلۡأُمِّیِّـۧنَ سَبِیلࣱ وَیَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ یَعۡلَمُونَ} [سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ٧٥]

في تفسير الطبري عن السدي قال: “يقال له: ما بالك لا تؤدِّي أمانتك؟ فيقول: ليس علينا حرج في أموال العرب، قد أحلَّها الله لنا!”

وهذا ينطبق على المال وكل شيء، فهم يستحلون الربا مع الغوييم ولا يستحلونه بينهم، وحتى أن التلمود أباح لهم قتل هؤلاء الغوييم ذوي المرتبة الأدنى ووعدهم بأنهم سيصيرون لهم خدمًا، ونذكر ما نصه: “إن اليهود هم البشر الوحيدون وغير اليهود ليسوا من البشر لأنهم بهائم حيوانية” و«كل سفح لدم غير اليهودي هو عمل مقبول لدى المولى ويمكن اعتباره قربانًا مقدسًا للّه»

يتضح الآن أن كلام وزير الدفاع عن الحيوانات البشرية ليس مبالغة ولا زلة لسان، بل تنبع من عقيدة راسخة بذلك، ونرى الغربيون يغضون الطرف عن كل تلك النصوص وتجلياتها في الشرق الأوسط، ثم ينعتون كل الحركات والأحزاب الإسلامية التي ليست على هواهم بأنهم “دواعش” أو عنصريون متطرفون!

وفي صبيحة هذا اليوم ١١ من نوفمبر، تنعقد القمة العربية “الطارئة” في الرياض بمشاركة رسمية واسعة من الدول العربية والإسلامية للتشاور بشأن الظروف الاستثنائية التي تمر بها غزة، ونأسف لقول طارئة لأنها تأتي بعد 36 يومًا من بدء الحرب، وبعد ارتقاء قرابة ١٢ ألف شهيدًا و30 ألف جريح حتى الآن، يعانون من الحروق والبتر والأمراض الجلدية ونقص الغذاء والدواء وكل أشكال الرعاية، ويبدو أن إجماع الشارع العربي يقر بحرقة أن القمة لن تسفر عن شيء ذي بال.

ما تزال جولات طوفان الأقصى مستمرة، ومعاركه مستعرة، ولا يبدو أن الاحتلال يريد أن يلتزم بأي قانون في العالم، العالمُ الذي تحكمه شريعة الغاب كما قال أبو عبيدة، لكن المقاومة أيضًا لم تسلم الراية، ومعطيات الميدان تخبر أن لها اليد الطولى حتى الآن، ولا يبدو أن صفحة الطوفان قد تطوى قريبًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى