المرأة والعمل وانهيار المجتمعات

ﺟﺎﺀ ﺩﺍﺭﻭﻥ ﺑﻨﻈﺮﻳّﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮّﺭ ﺍﻟﺘي تجعل أﺻﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﻮﺍناً، ﻓاﺳتغلّها الغرب ﻟﻠﺘﺤﺮّﺭ ﻣﻦْ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﻫﺪﻣﻬﺎ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖْ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺜﺒﺎﺕ ﻛﻞّ شيءٍ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ، ﺛﻢّ ﺟﺎﺀﺕْ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻨﻈﺮﻳّﺎﺕ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﺍﻟتي ﺍﻋﺘﻤﺪﺕْ ﻋﻠﻰ ﺩﺍﺭﻭﻥ: ﺑﻤﺎ إﻥّ ﺃﺻﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﻮﺍﻥٌ، ﻓﻠﻨﺘشبّهْ ﺑﺄﺻﻠﻨﺎ إذنْ!

ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺑﺤﺮﻳّﺔ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﻜﺒﺖ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲّ! ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﺪّعي الأﺧﻼﻕ!

ﻧﺤﻦ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕٌ، ﻓﻠﻨﻌﺩْ لأﺻﻠﻨﺎ، ﻛﻔﺎﻧﺎ ﻛبتاً، ﻛﻔﺎﻧﺎ ادّﻋﺎﺀ ﻟﻠﻔضيلة .

ﻭﻛﺎﻥ ظﻬﻮﺭ ﻧﻈﺮﻳّﺎﺕ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴّﺔ، ﺣﻴﺚ ﻋﺎﻧﺖْ أﻭﺭوﺑﺎ ﻣﻦ ﻧﻘﺺ ﺍﻟﺮّﺟﺎﻝ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻨّﺴﺎﺀ ضخْماً ﺟﺪّﺍً، حيث قتل في الحرب العالميّة الأولى حواليّ عشرة ملايين رجلٍ، وفي الثانية حواليّ أربعين مليوناً، ووجدتْ بعدهم أسرٌ بلا عائلٍ ونساءٌ بلا رجال.

ﻓﺒﺪﺃﺕْ ﺩﻋﻮﺍﺕ (ترك ﺍﻟﺮّﺟﻌﻴّﺔ)، ﻭﺍﻟتّمسّك ﺑﻜﻼﻡ ﻓﺮﻭﻳﺪ؛ ﺣﻴﺚ ﻋﺎﻧﺖْ ﺍﻟﻨّﺴﺎﺀ ﺑﺸﺪّةٍ، ﻭأﺭﺩْن ﻗﻀﺎﺀ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬنّ، ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﺮّﺟﺎﻝ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ فيﺍﻟﺤﺮﺏ ﻟﺒﻀﻊ ﺳﻨﻴﻦ ﺗﺤﺖ ﺿﻐﻂٍ ﻧﻔﺴﻲٍّ ﺷﺪﻳﺪ؛ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﺖْ ﺍﻟﺤﺮﺏ أﺭﺍﺩﻭﺍ ﺍﻟﺘّﺤﺮّﺭ ﻣﻦ ﺍلأﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘّﻤﺘّﻊ ﺑﻤﻠﺬّﺍﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .

وخرجتْ المرأة الغربيّة راضيةً أو مكرهةً تبحث عن العمل وعن الجنس، وصار الرّوتين أن تعمل كلّ فتاةٍ وأنْ يكون لها صديقٌ تمارس معه النشاط الجنْسيّ.

التطور

هل أنتم رجعيّون؟

ﻃﺒﻌﺎً وقتها كانتْ لا تزال طائفةٌ من ﺍﻟﻨﺎﺱ متمسّكةً بشيْءٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪّﻳﻦ، ﻓﻠﻢْ ﻳﻨْس ﺍﻟﻴﻬﻮﺩيّ ﺍﻟﻠﻌﻴﻦ ﻓﺮﻭﻳﺪ أﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺧﺮﺍﻓﺔ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ وﻋﻤل على ﻫﺪﻣﻬﺎ ﺑﻨﻈﺮﻳّﺘﻪ ﺣﻮﻝ ﻣﻨﺸأ ﺍﻷﺩﻳﺎن.

تشغيل النساء

أمّا تشغيل النّساء فتسبّب بحدثين عظيمين في الحياة الأوربيّة؛

أولاً :فكّ ارتباط الأسْرة حيث كانت تتمسك به المرأة الزّوجة والأمّ، وتضفي عليه منْ وجودها وحيويتها وأنوثتها ما يجمع خيوطه ويعطيه صفة الكائن الحيّ؛ فالمرأة العاملة وفي تلك الظروف البشعة التي تأخذ كلّ الوقت والجهدـ لم تكنْ تستطيع أنْ تمنح بيتها شيْئًا من الرّعاية ولو أرادتْ ذلك وحنّتْ إليه، وفقدتْ الأسرة رباط الأمّ، وأصبح البيت أشبه بالفندق الذي يعيش فيه موظّفان.

أمّا ثانيًا : فقد أفسد أخلاق المرأة بعوامل كثيرة.

المساواة بين الرجل والمرأة

وهكذا ﺑﺪﺃﺕْ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ في ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ تشعر بالاﻛﺘﻔﺎﺀ اﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎً، وأحسّتْ أنّ الحاجز بينها وبين الرّجل قدْ انهار.

وأيّ شيٍء للرجل عندها اليومْ؟ وبماذا سيسْتعبدها؟ و تغيّر ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺑﺄﻥْ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﻭﺗﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺷؤﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺍﺳﺘﻐﻨﺖْ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﻦْ ﺍﻟﺮّﺟﻞ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺤﺎليّ ﻫﻮ أن ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ على حدٍّ سواء، فالمرأة تدير ﺍﻟﻤﻄﺎﻋﻢ ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ و ﺷؤﻮﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ! وتصاحب في حسّها التحرّر الاقتصاديّ والتحرّر الجنسيّ أيْ التّحرّر منْ قيود الأخلاق والدّين والتقاليد، وسمّي هذا بالتطوّر!

ﻭﻟﻤّﺎ ﻛﺎﻧﺖْ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ مستغنيةً ﻋﻦ ﺍﻟﺮّﺟﻞ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺗﺤﻤّل ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺰّﻭﺍﺝ ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﻣﺴؤﻮﻟﻴّﺎﺗﻬﺎ، ﻭﺇﻥْ ﺃﺭﺍﺩﺕْ ﺃﻥ ﺗﻘضي ﺷﻬﻮﺍﺗﻬﺎ ﻓﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﺑﺎﺡ ﻟﻬﺎ ﻛﻞّ شيٍء!

ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺘﻘﻴّﺪ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﺑﻌﻘﺪٍ ﻟﻠﻨّﻜﺎﺡ، ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻄّﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸّﺮﺍﺏ، ﻭﻋﺎﺩﺍته ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻭﻣﺎ يحبّه ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥْ يكرﻫﻪ في ﺍﻟﻐﺪ، ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﻦ يقضي ﻣﻌﻪ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﻛﺬﻟﻚ، ﻣﺎ ﻟﻜﻢ ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﻮﻥ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺗﻘﻴﻴﺪ ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮأﺓ!

لتعطوهم ﺣﺮﻳّﺘﻬﻢ!

ﻭﺇﻥْ ﻛﻨّﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴّﺎﺭﻕ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻀﻄﺮّﺍً ﻟﺬﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺑﺤﺎﺟﺔٍ ﻣﻠﺤّﺔٍ ﻟﻠﻤﺎﻝ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻧﺠﻌﻞ ﺍﻟﺰّﻧﺎ جريمةً ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﺎلاﻏﺘﺼﺎﺏ، ﺃﻟﻴﺴﺖْ ﻫﺬﻩ ﺃﻳﻀﺎً ﺣﺎﺟﺔً ﻣﻠﺤّﺔ؟!

إباحة الزنا

وزعم دعاة الحرّية والانفلات أنّ الكبت هو الذي يحدث الجوع الجنسيّ الذي لا يشبع، والمشغلة الدائمة بالجنس التي تشغل الأعصاب وتبدّد الجهد، فأباحوا الزّنا بلْ ويسّروا سبله، فما نتيجة الإباحة بلا حدودٍ ولا قيودٍ؟ ما بال الجوْعة لم تهدأْ بالإشباع المطلق المتاح؟!

ونتيجةً لانتشار الزنا، اﻧﺘﺸﺮﺕْ ﻓﻰ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻭﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﻬﺎ، ﻭﻣﻦ أﻓﻠﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺣﺪﺙ ﺣﻤﻞٌ ﻓﻼ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻰ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ، ﻭﺣﺪﺙ ﻧﺘﻴﺠﺔً ﻟﻬﺬﺍ ﺍلاﻧﺤﻼﻝ ﺍﻷﺧﻼﻗﻰّ ﻣﺸﻜﻠﺔٌ ﺧﻄﻴﺮﺓٌ ﻫﻰ ﺗﻨﺎقص ﺍﻟﻨّﺴﻞ، فهلّا تراجعوا عنْ غيّهم!

كلاّ ! بلْ ﻈﻬﺮﺕ ﺩﻋﻮﺗﺎﻥ ﺟﺪﻳﺪﺗﺎﻥ

نتائج إباحة الزنا

ﺍﻟﺪّﻋﻮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﺗﻌﺪّﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮّﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨّﺴﺎﺀ، ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﺑﺄﻥْ ﻳﻌﺎﺷﺮ ﺍﻟﺮّﺟﻞ أمّه ﺃﻭ ﺃﺧﺘﻪ، فهنّ بحاجةٍ ﻟﻠﺮّﺟﺎﻝ ﻭﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺪﺃﺕ تتناقص، ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﺪّﻝ ﺳﻴﻔﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﺰﺍﻣﺎً ﻣﻊ اﻧﺘﺸﺎﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪّﻋﻮﺍﺕ ﺍﻥ ﺗﻨﺘﺸﺮـ الدّعوة الثانية ـ تنصّ  ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨّﻐﻞ شيْءٌ طبيعي ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻨﻜر ﻭﻻ ﻳﻌﻴﺒﻪ شيْءٌ؛ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﺑﺄﻥ ﻳﻨﺴﺐ ﺍﻟﻨّﻐﻞ ﻷﻣّﻪ ﺩﻭﻥ أبيه. ﻣﺴﻜﻴﻨﺔٌ هي ﺍلأﻡّ ﻛﻴﻒ ﺳﺘﻌﺮﻑ ﺃﺑﺎﻩ ﻣﻦْ بين ﻛﻞّ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺮّﺟﺎﻝ؟

ﻟﻜﻦ ﻫﻞْ ﺗﻮﻗﻒ اﻧﺤﺪﺍﺭ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻐﺮﺏ عند ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ؟؟

ﻛﻼّ، ﻓﻼ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻳﺘﺮﺩّﻭْﻥ ﻣﻦ اﻧﺤﻄﺎﻁٍ ﺃﺧﻼقيٍّ لآﺧﺮ، حتّى وصل الوضع لما نراه الآن…

وكان دخول المرأة سوق العمل بهذا الشّكل وبهذه القوة هو البوابة التي أتاحتْ هذا الانهيار الأخلاقيّ بهذه الصّورة السريعة.

لكن عندما ننادي بأنْ تتفرّغ المرأة لوظيفتها الأولى والأساسيّة وهي الأمومة وترك العمل إلا للضّرورة وبالضوابط التي حدّدها الشرع،قال دعاة التحرّر بأنّنا نستعبد المرأة…

استعباد المرأة

هل نحن حقًا نستعبدها؟

كلا، حتى إننا لا نلحقها بالرّجل، فهي لها كيانها المتحرّر ولكن هل الحرية حقّاً هي مقصد الفتاة؟

فمثلاً هذا الشّابّ الذي أثار صدرها العاري نزوة الحيوان فيه، الذي يحملق كالمسعور فيما بدا وما استتر، أوليست تراه؟ وما رأيها فيه وفي نظراته؟ أما حسبتْ حسابها أنّ صدرها العاري وحركاتها المثيرة ونظرتها الخليعة تثير فيه كوامن الحيوان؟ أوليستْ متأكّدةً من ذلك حدّ اليقين منذ اللحظة التي اختارت فيها هذا الفستان؟ هلْ تلبس الفستان لنفسها أم لهذا الفتى المنهوم الذي تقع عيناه على هذا المنظر المثير؟ ولماذا؟ هل حسبتْ حسابها لأنها متحرّرة؟ أم لأنها مستعبدةٌ من الدّاخل لدفعة الجنس، مستعبدة للحيوان الذي فيها والحيوان الذي فيه؟

فلنكن صرحاء إنها لا تمارس التحرر وإنما تمارس العبودية الكاملة لدفعة الحيوان.

الفتاة التي تذهب للبحر عاريةً إلا من المايوه، تكشف في حركاتها كلّ ما استتر وتثير كلّ ما يمكن أن يثورـ تقول إنها تذهب للرّياضة، هل تصل بكم القسوة إلى حدّ منعها من حقّها الطبيعيّ في الرياضة؟ هل البحر لكم وحدكم أيّها الرجال؟ هل الرياضة في حدّ ذاتها حرامٌ أيّها النّاس؟

كلا ! منْ حقها أن تمارس الرّياضة ومن حقها أن تنزل إلى البحر عارية إلا من المايوه!

أليس هذا مقصدكمْ؟ أم شيءٌ آخر؟ سنجعل حمّامًا للرجال وآخر للنساء.

االله! ماذا جرى؟ لماذا تثور هذه الفتاة وتثور معها ألف فتاة؟

ألم تكن تطلب الرّياضة وأتحنا لها الرّياضة؟

فلنكن صرحاء إنها لا تريد الرياضة في ذاتها أو لا تريد الرياضة الخالصة، إنما تريد الاستعراض والتلذذ بالاستعراض وإثارة الشهوات في الشباب .

النيل من المرأة المسلمة

إنّ مقصدهم الأول من تلك المعركة هو حرية الوصول للمرأة المصونة بتعاليم الإسلام واستغلالها لتكون سهماً من سهام إبليس وجنداً منْ جنوده، أوبعبارة أخرى تحرير المرأة من عفّتها وكرامتها وأنوثتها، وقد نالوا مآربهم إلا من رحم الله، وأصبحت المرأة الأسير الأولّ والخاسر الأكبر، وأيّ خسارة أعظم من أن تخسر المرأة عفتها وأنوثتها، وتحيد عن فطرتها التي جبلتْ عليها، وتنال حظها من اللعن في الدّنيا والحرمان في الآخرة؟!

ثم ثار دعاة التحرر أو دعاة العريّ مرّةً أخرى، وقالوا من أين تنفق المرأة على نفسها؟

هل تريدون جعل المرأة بلا مالٍ تعمل خادمةً عند الرّجال لتجد ما تنفق به على نفسها!

ها أنتم تفتحون طريق البغي للنساء كملجإٍ أخيرٍ للحصول على المال بعد أن حرمتموها من حقّها في العمل!

هل هذه حريتكم المزعومة يا مسلمون!

ونجيب على هؤلاء، فنقول لهم ولشبههم السّخيفة:

كلا!

إنّ الإسلام قد حارب الرأسمالية وحارب الاحتكار، وقام بتوزيعٍ عادلٍ للمال.

فالمرأة فى الإسلام ترث وليست مكلّفةً بالإنفاق على نفسها، بل هذا واجبٌ على ولىّ الأمر، فالأقرب، حتّى إنّه لو لم يوجدْ إلا رجلٌ واحدٌ وتباعدً النّسب بينهم فإنّه مكلّفٌ شرعاً بالإنفاق عليها، ليس تفضّلاً منه، ولا منةً، بل واجبه.

أما المرأة فهي حرّةٌ فى مالها تنفقه على زينتها، وما تحبّ

ويقولون إنّ اشتراك واردين في إقامة أسرةٍ أكْفل لها من وارد واحد!

وقد يكون هذا حقاً في أحوال فرديّة، ولكن إذا كانت كلّ امرأةٍ تعمل في غير الوظائف النّسوية فإنها تعطّل رجلاً عن العمل فتعطل إقامة أسرةٍ جديدةٍ وتزيد من فترة التعطل الجنسيّ الذي يؤدي إلى زيادة الجريمة، فأيّ عقلٍ اجتماعيٍّ أو أخلاقىٍّ أو اقتصاديٍّ يؤيد هذه الاضطرابات؟

لقد كان الإسلام يلحظ حاجات الفطرة البشرية و حاجات المجتمع معاً، حين خصّص المرأة لوظيفتها الأولى التي خلقت من أجلها ووهبت العبقرية فيها وجعل كفالتها واجباً على الرّجل لا يملك النّكول عنه، ليفرغ بالها من القلق على العيش وتتجه بكلّ جهدها وطاقتها لرعاية الإنتاج البشريّ الثّمين.

عمل المرأة المسلمة

وأيّ هدفٍ تسعى له المرأة المسلمة لتسعى إلى استخلاصه عن طريق حقّ العمل؟

وما يزال عمل المرأة في الحقيقة على حساب الأسرة والطّفولة والبيت، ذلك أنّ الوقت الذي تقضيه المرأة في العمل لا يحقّق من الأثر كفاء ما يفقده البيت والطّفل والأسرة فضلاً عن أنّ ما تحصل عليه من دخلٍ ماديٍّ ينفق على مطالب تتعلق بالملبس والمواصلات لا يوازي في مجموعه تلك الخسارة التي يفقدها الأبناء في حضانة المرضعات والحاضنات، فيفقد الأبناء أهمّ ما تعطي الأمّ ولا يعطي غيرها بديلاً عنه ألا وهي العاطفة ولبن الأمّ والوجدان..

وإنها لحماقةٌ ما بعدها حماقةٌ في عصر التخصّص أنْ تنزع المرأة من اختصاصها الذي لا يحسنه غيرها، لكي تشترك في الإنتاج الماديّ الذي يملك الرجل أن يقوم به وتقدر عليه العدد والآلات.

ما هي الضّرورة التي جعلت المرأة تعمل في مجتمعنا وتخرج للشارع وتترك وظيفتها الأساسيّة، فخرجت لنا أجيالٌ من المسوخ؟

أم هو التقليد الأعمى؟

المصادر

  • المقال هو تجميعة لمقتطفات من عدة كتب مع إضافات بسيطة جداً من الكاتب للجمع بينها وضبط السياق.
  • التطور والثبات لمحمد قطب.
  • جاهلية القرن العشرين لمحمد قطب.
  • هل نحن مسلمون لمحمد قطب.
  • الحجاب لأبي الأعلى المودودي.
  • تفسير سورة النور لأبي الأعلى المودودي.

عمرو جلال

نبذة: قلم حر يحاول التمرد على الواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية، وبعث الحياة في الأموات...… المزيد »

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى