هل يجب أن ندخل الدين في كل شيء؟

لطالما سمعنا أناس بين الفينة والأخرى عندما تبدأ بمناقشتهم حول الحكم الشرعي في موضوع من مواضيع حياتهم يقولون لك: “هل يجب أن ندخل الدين في كل شيء؟” فأحببنا في هذه المقال القصير توضيح نقاط هامة حول مدى صلاحية هذا السؤال وحقيقته ومنطقيته.

قد يصنف السائلون لهذا السؤال لصنفين إما الجاهلون بمدى ارتباط الدين بحياتنا أو المعاندون لتشريع رب العالمين الراضين بحكم الدساتير الأرضية فلا يألون جهدًا أن يستهزئوا أو يسفهوا من ربطك حياتك بدينك كما ينبغي.

الدين

قبل أن نجيب على هذا التساؤل، علينا أن نسأل: ما هو تعريف الدين؟

الدين هو عبارة عن مصطلح يُطلق على مجموعة من الاعتقادات والتصورات والأفكار الإيمانية عن الكون والحياة والوجود والله. بفضل الدين يحصل البشر على الأخلاق والقيم والأفكار التي تمكنهم من العيش في الدنيا وتختلف تعاليم الدين وأوامره وصفاته وأفكاره من واحدٍ إلى آخر، الإنسان بلا دين صحيح هو إنسان بلا قيمة، لأنه يعيش حياته دون الهدف أو السبب الذي خُلق من أجله، لا يعرف لماذا هو موجود، لا يعرف ما الذي سيأتيه بعد الموت، لا يعرف كيف خلق ولماذا، ويعيش حياته ظانًا أنه في وهم المعرفة بينما يغرق إلى أذنيه بوحلٍ من الجهل.

ميزة الدين الإسلامي تحديدًا أنه شامل وواسع للغاية، فهو يقدم أهم الأجوبة لمعظم الأسئلة التي قد تطرأ على بال النفس البشرية كالخلق، الحياة، الوجود، الموت.. إلخ، المشكلة الآن هي أنّ بعض الناس يصرّون على أن تعامل الإسلام وكأنه مجرد ديانة شخصية يتّبعها المرء في المساجد لا غير، هو يُسرّ بالحديث عن أي شيء قد تريده، ولكن عندما يأتي الأمر إلى “الإسلام” فإنه ينزعج ويثور ويغضب وو.. “لماذا أحضرت الإسلام إلى هنا؟.

السؤال خاطئ من أساسه، لأن الإسلام لا يدخل بالأشياء، الأشياء هي التي تدخل تحت إطار الإسلام وهي التي تقوم بتفصيل نفسها على مقاسه، لأن الإسلام هو سبب الحياة، غاية الوجود، سرّ الكون وجوهر الخلق، لا يمكنك أن تسأل “لماذا تدخلون الإسلام هنا”، فالإسلام لا يدخل في أي مكان، الإسلام هو هدف الحياة: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، ونحن كمسلمين، بناءً على هذا الهدف نقوم بتسيير حياتنا، الإسلام ليس صلاة وصيام وعبادة فردية فقط بل هو يتخطى هذه إلى آفاق واسعة جدًا من أخلاق ومعاملات إلى أحكام وفرائض وحدود ترسم مسير حياتنا فترشدنا للصراط المستقيم كما يشاء ربنا رب العالمين.

إلَّا ليعبدون

الدين

الدين هو هدفنا، هو حياتنا وموتنا، سر سعادتنا وحزننا، هدف وجودنا وغاية خلقنا، نحن لا نعيش لنعيش، ولا نعيش لنستمتع بالحياة فقط، فالحياة زائلة لا محالة، نحن لم نُخلق للدنيا، بل خُلقنا لنسعى للآخرة، وهذا هو هدفنا وغاية وجودنا، الإسلام، الآخرة، رضى الله ومحبته; المحبة التي لا يمكن لأحدٍ أن يحصل عليها إلا إذا فهم أنه يعيش من أجل الله لا من أجل شيء آخر.

الحياة هي اختبار، خلقنا الله لنعبده، وجعلنا مختلفين ليكون لكل واحدٍ منا مرتبة معينة في الجنّة أو في النار، جوهر الإسلام في تطبيقيه في كل جوانب الحياة فإما أن نأخذه كتلة واحدة أو نتركه فلا تستقيم الحياة بإسلام معوج ناقص فصلاتنا دون تطبيق معانيها في حياتنا قول بلا عمل، فـ )إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ) فصلاتنا فقط بركوع وسجود دون الانتهاء عن ما تنهانا عنه قول بلا عمل، فالإسلام طائر جناحاه العلم والعمل فلا يُبارَك بأحدهما من دون الآخر.

فاحفظ أخي المسلم إسلامك كاملًا دون أخذ جزءًا دون آخر فتسلم يوم العرض على الله عز وجل، والزم من يساعدك ويشد أزرك في ذلك من رضي الله عنهم ورضوا عنه (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)، فالحياة زائلة لا محالة والآخرة هي العاقبة فلا تضيع آخرتك بأهواء قد غرسها شياطين الإنس في حياتنا من خلال أفكارهم وجحودهم.

تبيان

تبيان، مجلة رقمية تتناول ما يُهم أمّتنا ومشاكلها وقضاياها الحقيقية

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. صحيح و لكن إن قلت لشخص متوحد يجب ان تكون اجتماعي فقال لي لا اذا اصبحت اجتماعي و اصبح لدي اصدقاء فلابد من الغيبه و النميمه في حديثهم و هذا مر منهي عنه فلا اريد ان اصاحب احدا فما هو الرأي هنا ؟

  2. نعم يجب أن ندخل الدين في كل شيء لأنه ببساطة الدين-الإسلام- هو الحياة و في الحديث الشريف(دينك دينك هو لحمك و دمك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى