عينت اليابان وزيرًا للوحدة.. بعد أن ارتفعت معدلات الانتحار لأول مرة منذ 11 عامًا

هذا المقال ترجمة بتصرف لمقال: Japan has appointed a ‘Minister of Loneliness’ after seeing suicide rates in the country increase for the first time in 11 years لكاتبته: Katie Warren موقع: tinsider.com. الآراء الواردة أدناه تعبّر عن كاتب المقال الأصلي ولا تعبّر بالضرورة عن تبيان.

أفاد توموهيرو أوساكي لصحيفة جابان تايمز أن اليابان عينت “وزيرًا للوحدة” في محاولة للحد من الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية بين سكانها بينما تتعامل البلاد مع معدلات الانتحار المتزايدة.

عين رئيس الوزراء يوشيهيدي سوجا الوزير تيتسوشي ساكاموتو المسؤول عن التعامل مع انخفاض معدل الولادات في اليابان وتعزيز الإنعاش الإقليمي للإشراف على سياسات الحكومة للتعامل مع الشعور بالوحدة والعزلة، وقد تم اختيار ساكاموتو مسبقًا كوزير للإنعاش الاقتصادي من قِبل سوجا عندما تم انتخابه في أيلول 2020.

أشار سوجا لساكاموتو في مؤتمر صحفي عقد في 12 شباط معلنًا له عن دوره الجديد، وفقًا لما ذُكر في صحيفة جابان تايمز:

النساء يعانين من العزلة أكثر من الرجال، وعدد حالات الانتحار في ازدياد.

وأضاف: “آمل أن تحدد المشاكل وتعزز من تدابير السياسة كليًا”.

لطالما اعتبرت اليابان الوحدة كمشكلة وغالبًا ما تتم مناقشتها مع “هيكيكوموري” أو الأشخاص الذين يعيشون في عزلة اجتماعية شديدة. لقد بذل الناس قصارى جهدهم لإيجاد حلول بعيدة المدى لهذه المشكلة حيث صمم المهندسون في اليابان روبوتًا للإمساك بيد شخص ما عندما يشعر بالوحدة ورجل آخر يتقاضى أجرًا مقابل مرافقته للأشخاص وعدم القيام بأي شيء آخر.

ازدياد حالات الانتحار مع جائحة كورونا

الانتحار
صورة من غابة الانتحار في اليابان بمدينة أوكيغارهارا.

شهدت اليابان ارتفاعًا في حالات الانتحار لأول مرة منذ 11 عامًا خلال جائحة كورونا في عام 2020 حيث أصبح الناس معزولين اجتماعيًا أكثر من أي وقت مضى.

لوحظ أن عدد الوفيات نتيجة الانتحار في تشرين الأول في اليابان أكثر من عدد الوفيات بسبب كورونا طوال سنة 2020.

تفيد الإحصائيات أن حالات الوفيات الانتحارية وصلت إلى 2153 حالة في ذلك الشهر و 1765 حالة وفاة بسبب الفيروس حتى نهاية أكتوبر 2020 وفقًا لوكالة الشرطة الوطنية اليابانية. (لكن بعد الازدياد المفاجئ في الحالات الجديدة التي بدأت في كانون الأول سجلت اليابان الآن 7506 حالة وفاة إجمالية بفيروس كورونا اعتبارًا من 22 شباط) كما تشير الدراسات إلى أن الوحدة قد ارتبطت بارتفاع أخطار الإصابة بمشكلات صحية مثل أمراض القلب والخرف واضطرابات الأكل.

ساهمت النساء خصوصًا في اليابان في زيادة حالات الانتحار حيث أنهت 879 امرأة حياتها في تشرين الأول وقدرت الزيادة ب 70٪ مقارنة بالشهر نفسه من عام 2019.

وقالت ميتشيكو أويدا، وهي دكتورة جامعية تبحث في موضوع الانتحار في اليابان، لل بي بي سي الأسبوع الماضي أن العديد من النساء العازبات يعشن بمفردهن في اليابان، ولكن الكثير منهن ليس لديهن عمل مستقر.

وأضافت أويدا: “لم تعد الكثير من النساء متزوجات“. عليهن أن يدعمن حياتهن بأنفسهن وليس لديهن وظائف دائمة، لذلك عندما يحدث شيء ما لهن فإنهن بالطبع يتعرضن لأذى جسيم.”

قال وزير الوحدة الياباني الجديد إنه يخطط لعقد منتدى طارئ في أواخر شباط لسماع مخاوف الأشخاص الذين يعانون من الوحدة والانعزال. وذكر ساكاموتو في مؤتمر صحفي يوم 12 شباط “آمل أن أقوم بأنشطة لمنع الوحدة والعزلة الاجتماعية وحماية العلاقات بين الناس”.

كانت بريطانيا أول دولة تعيين وزيرًا للوحدة في عام 2018، بعد أن ذكر تقرير عام 2017 أن أكثر من تسعة ملايين شخص في المملكة المتحدة قالوا إنهم غالبًا أو دائمًا ما يشعرون بالوحدة. لكن يبدو أن الدور غير مرغوب فيه حيث اضطرت بريطانيا لتعيين ثلاثة وزراء للوحدة في ثلاث سنوات. كما تفكر أستراليا أيضًا في إنشاء منصب مماثل.

أويس فاكهاني

مهندس ميكاترونيكس ومترجم مستقل لدى تبيان، يرى أن للترجمة أثر ثقافي يسهم في تشكيل الوعي… المزيد »

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى