المتعطشون للدماء.. دعاة الحضارة
أثناء قيام فريق العمل بإنشاء مسبح داخل حديقة البيت الأبيض عام 1975 تفاجأت حفريات علماء الآثار برمم بشرية مكدسة، قالوا إنها تعود إلى مدينة نكن شتنكه، ولشعب كونوي من السكان الهنود الأصليين الذين بنى جورج واشنطن عاصمته الجديدة فوق مشاهد احتضارهم. لف بعدها الصمت تفاصيل الحادثة، وأوقفت على الفور عمليات الحفر، ثم فرشت الحديقة المسماة اليوم “حديقة الورد” مجددًا بالأعشاب لتغطي ذلك العالم أسفلها، عالمًا من قصص مرور حضارة الرجل الأبيض على ربوع العالم الجديد، أو ما يعرف اليوم بــ” أمريكا”، أو ما سماه المحتلون الأنجليز الزنابير في بداية استيطانهم لتلك الأرض “بإسرائيل الله الجديدة”.
يبدو أن قصة الحضارة الغربية التي حملها الأنكليز الزنابير والإسبان في بداية احتلالهم للعالم الجديد وطريقة تعاملهم مع سكانه الأصليين من الهنود تحمل في طياتها ملامح ثابتة وصفات مميزة لطبيعة هذه الحضارة وطريقة ترويجها ونشرها، مع اختلاف من هو “الآخر” الذي سيقع تمدينه وتعميده على أبواب الحداثة العالمية في كل مرة، ومن هذا التاريخ يمكن استشراف أحداث الحاضر التي لا زال فيها الرجل الأبيض نبيُ الحضارة الغربية يلهو بأسلحتها أثناء تجوله لإلحاق بقية بلدان العالم بركب التقدم.
الهنود الحمر على ضفاف العصر الجديد
كانت القارة الأمريكية تنبض بحياة مئات الأمم الهندية يتوزعون على أرضهم الخصبة الشاسعة، قبل أن يطل عليهم المبعوث الصليبي كريستوف كولومبس حاملًا لواء الرسالة الجديدة، مبشرًا بنبوة احتلال أرض غيره واستبدال شعب بشعب، وثقافة بثقافة، وتاريخ بتاريخ. فقد عبّر كولومبس سنة 1492 عن رغبته في أن ينكّب الإسبان لثلاث سنوات كاملة على حصاد ذهب العالم الجديد ليعدَّ به عرش إسبانيا ما يستطيع من قوة وعتاد لازمين لتحرير أورشليم، أي لاحتلال القدس.
إقرأ أيضا: لماذا نقرأ التاريخ الأمريكي؟
ومنذ أن وطأت أقدام المهاجرين الجدد هذه الأرض حتى اشتغلت آلة “الحضارة” في إبادة السكان الأصليين من الهنود ونهب ثرواتهم واستعبادهم وإذلالهم. ولم يتوقف الأمر هنا، بل وكعادتها عملت “حضارة الرجل الأبيض” على مسخ كيان الشخصية الهندية وإلصاق كل المستقذرات والصفات الشنيعة بها، فقد تشكل وعينا -ولأجيال- على تلك الصورة النمطية للهندي البدائي العاري من اللباس، قليل الاستحمام، بريشته على رأسه، ورقصاته حول الطعام والنار، وأصواته الغريبة التي يطلقها أثناء الرقص. هذه الصورة هي ما أراد الرجل الأبيض إخراجها عن السكان الأصليين لتبرير ما سيتلو ذلك من ممارسات قذرة في سياق “تمدين” هذه الشعوب ونشر “الحضارة” في تلك الأرض، حتى أصبحت هذه الصورة هي ما يُقدَم كمادة تدريسية لأبناء الهنود أنفسهم، بعد أن يقع خطفهم من أبائهم وأمهاتهم بالقانون الأمريكي قبل سن الرابعة، ليدخلوا بعدها في المراكز التعليمية والتنصيرية الأمريكية الخاصة، والتي يعمل فيها خريجو السجون الأمريكية وأصحاب السوابق الإجرامية، لينتهي الأمر بأطفال الهنود في هذه المراكز. هناك حيث تقع استباحة أجسادهم واغتصاب أحلامهم وأفكارهم وافتراس إنسانيتهم، ثم بعد هذا تعليمهم تقديس الرجل الأبيض الذي جاء من وراء البحار لكي يطهرهم من أدناسهم وتخلفهم.
لقد تم محو حضارة هندية بكامل خصائصها وتدمير ذاكرتها وتاريخها، وإبدال القيم الأمريكية لشعب الله المختار مكانها. لقد رسمت قصة اكتشاف أمريكا في عقولنا ونسجت في وعينا على كيفيةٍ، أصبح التساؤل معها عن مصير سكانها الأصليين غيرَ وارد أو متبادر للذهن، ومعرفةُ حقيقةٍ مثل حقيقة إبادة الإنكليز الأنكلوساكسون -أو الذين سماهم الكاتب منير العكش بـ”الزنابير”- لـ400 أمة وشعب هندي أثناء اجتياحهم للأرض الأمريكية في اتجاه الغرب أمرًا غريبًا. لقد أقيم فوق ملايين من تلك الأجساد البريئة ما يسمى اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية، التي طورت أسلوبها في نشر حضارتها في بقية العالم، مع بقاء نفس الطابع في استعمال حيل الماضي لضحايا جدد لفكرة إسرائيل الأمريكية.
الأفارقة السود يلحقون بركب الحضارة الغربية
بعد إبادة أغلب السكان الأصليين من الهنود في أمريكا، كان على الغزاة الجدد من الإنكليز والأسبان وسكان أوروبا استجلاب يد عاملة تحصد لهم ثروات أرض الهنود البكر؛ ما أنتج فكرة جلب العبيد من إفريقيا السوداء، فتسابقت سفن الحضارة الغربية مدججة بما وصلت إليه قدرتهم العسكرية وتقاطر جنودهم على سواحل القارة السمراء، وبدأ التسابق في اصطياد البشر السود، ثم تقييدهم وشحنهم في سفن إلى العالم الجديد. وقد يصطاد الغزاة واحدًا من كل عشرة أفراد، بينما تكون بقية التسعة قد قتلوا ببنادق الصيد في عمليات المطاردة والإغارة التي عاشتها إفريقيا في سبيل بناء حضارة الرجل الأبيض الغربي وشعب الله المختار.
إقرأ أيضا: «نيويورك تايمز» تحكي التاريخ المنسي لأسوأ مذبحة عنصرية في أمريكا
لم يكن المحتلون يعتبرون السود بشرًا أو كائنات لها أدنى كرامة أو قيمة، فهم كائنات دونية من حق الغربي أن يبيعها ويشتريها ويستعبدها ويتخلص منها أو يأكل من لحومها إذا طاب ذلك للرجل الأبيض، فلم يكن هذا مستغربًا عندهم. يقول ويليام هاركورت وزير داخلية بريطانيا بين سنتي 1880-1885 «القضاة الإنكليز في القريب العاجل سيقرون أكل لحم البشر ويجعلونه بديلًا طبيعيًا لدفن الموتى”، فالأمر كما ترى هو في قمة التمدن والحضارة الغربية! ففي رحلات شحن العبيد نحو العالم الجديد كانت السفن تتخلص من أعداد كبيرة في طريقها، أولئك الذين كانت السلاسل تكبلهم داخل أقبية السفن، فيموت منهم الضعاف جراء ظروف التخزين والتهوية والأمراض، ويصل البقية ليتحولوا إلى وقود لبناء الصروح العائمة فوق برك من دماء الهنود.
الأصول الفكرية وبواعث السلوك الاحتلالي المعاصر
تحدثنا عن نزر يسير من اجتياح الإنكليز والإسبان لأرض الهنود وتأسيسهم لما سُمي بالولايات المتحدة الأمريكية فوق ركام الملايين من الهنود، ثم عن حركة اصطياد البشر السود التي مارسها الرجل الأبيض والأوروبي في بلدان إفريقيا في ظاهرة استعبادية بشعة، إلا أن هذه القصة ليست حكرًا على هاتين الحالتين من الاستعباد، بل منذ تأسيس أمريكا والإنكليز الزنابير يقودون حملة “تمدين” عالمية وينشرون “الحضارة” تحت أسماء مختلفة في كل مرحلة تاريخية مع استعمال أسلوب متشابه مع الضحية، سواء كان هنديًا أو إفريقيًا أو مكسيكيًا أو يابانيًا أو فيتناميًا أو أفغانيًا أو عراقيًا … لذلك لا بد من فهم الأصول الفكرية العقائدية التي يتحرك وفقها الاحتلال الأمريكي والغربي، والذي من خلالها يرى بقية الشعوب الأخرى.
إقرأ أيضا: في ذكرى ولادة الديموقراطية الأمريكية: الاستيطان في كتابات فلاسفتهم
لقد رأى الإنكليز في الأرض الجديدة حين دخلوها تجليًا لأساطير اليهود حول الكنعانيين، فقد ألبسوا جرائمهم لباس مَهمة في قضية مقدسة، وصنعوا خلفية دينية تبرر إبادة الهنود؛ ليتحول الغزاة إلى رسل من الله لتمدين العالم الجديد. فأسقطوا أساطير إسرائيل التاريخية على الأرض الأمريكية، وأسقطوا على الهنود صفة الكنعانيين، بالتالي أصبح للإنكليز والغزاة الجدد الحق في التضحية بالهنود وإراقة دمائهم واحتلال أرضهم واغتصاب أعراضهم وأكل لحومهم ومحو وجودهم التاريخي من الذاكرة، فهم -أي الأنكلوساكسون- شعب الله المختار وحضارة الرجل الأبيض، أما الهنود فهم في مرتبة دونية ويصح وصفهم بكل ما يجردهم من إنسانيتهم تمهيدًا لتجريدهم من وجودهم، وإحالتهم إلى أمساخ بشرية همجية تستحق كل ما سيقع لها من وحشية أثناء ممارسة الرجل الأبيض لرسالته في الاستجابة لفكرة إسرائيل التاريخية على أرض كنعان الجديدة. فذنب الهنود إذن أنهم ليسوا من شعب الله المختار أو من عرق أصحاب الحضارة، بالتالي مصيرهم إما القتل أو الاغتصاب أو قبول العبودية والخضوع الكامل التام للسيد الأبيض. وقد ورد في محاضر جلسات الكونغرس 33، الجلسة 23 ما يلي: (يجب مساعدة الحضارة على إبادة الهنود كما أمر الله يشوع أن يبيد الكنعانيين الذين لم يكونوا يختلفون عن هنود اليوم، ثم إنه عوقب على تقاعسه عن الانصياع لأمر الله).
هذه الأفكار التي سبقت اجتياح الأنكلوساكسون لأمريكا تبرز نفسية السلوك الاحتلالي لهم. فبهذا هم يعيشون على تكريس عظمة الذات، بالتالي عبادة هذه الذات التي تستوجب احتقار الآخر طالما هو آخر، وامتلاك الحق في الاعتداء عليه ونهب ثرواته واحتلال أرضه وإعادة كتابة تاريخه، وإن استوجب ذلك استدعاء أساطير يصبح بها الدين خادمًا لعبادة الذات ومبرِرًا لجرائمها، مخدرًا لكل ذرات تأنيب الضمير المتوقعة في رحلة إبادة الشعوب الأخرى وانتهاك حقوق بقية الأمم. فنحن أمام مد استيطاني يعتقد تفوقه العرقي والثقافي واختياره الإلهي، ويرى لنفسه دورًا خلاصيًا في العالم، وأن قدره هو التوسع اللانهائي، ولا بأس بالتضحية بالآخر كقربان في سبيل خدمة جنون عظمة الرجل الأبيض..
إن هذه النفسية هي الموجهة للحركة الاستيطانية الأمريكية والغربية في الصراعات التي خاضتها مع شعوب العالم، فكرة إسرائيل الأم وهي أمريكا هي المثال الناجح لاستبدال شعب بشعب، وثقافة بثقافة، وتاريخ بتاريخ. وهي النموذج الذي أصبح قابلًا لإعادة التنفيذ في بقية العالم، ومن ذلك الكيان الصهيوني وإسرائيل الاستيطانية في فلسطين.
حين أصبح الآخر الواجب تعميده حضاريًا هو المسلم
كان لتراجع المسلمين في الأندلس وتقدم الصليبيين الأسبان دور كبير في إطلاق يد الاجتياح الغربي على القارة الأمريكية، كما كان لتراجع المسلمين حضاريًا الأثر البالغ في تمكن الأساطيل الأوروبية من افتراس السواحل الإفريقية. لكن حضارة الرجل الأبيض لم تقف على هذا الحد، بل واصلت طريقها بنفسية الطغيان، حتى أصبحت الأمة الإسلامية هي “الآخر” الذي على الرجل الأبيض كنعنته، لكنهم اصطدموا بشخصية حضارية مختلفة يمثلها المسلم، الذي يستمد تصوراته من دينه في منظومة عقدية وأخلاقية وحضارية متكاملة، من أهم خصائصها تمكين المسلم من المخالب التي يمكنه بها صد أي عدوان خارجي، فكريًا كان أم عسكريًا.
فكان لا بد من تسويق الحضارة الغربية عبر آليات جديدة تعمل من خارج ومن داخل الأمة، فقد أصبح غرض الغرب، وعلى رأسه أمريكا، اليوم نشر قيم الديمقراطية في ربوع الأمة الإسلامية، و”تمدين” المسلم عن طريق لبرلته ورأسملته وتعميده على أبواب الحداثة المعاصرة، وإذا كان أطفال الهنود يُخطَفون من أبائهم وأمهاتهم ثم يوضعون في مدارس يتعلمون فيها احترام ثقافة المحتل الأمريكي وكره تاريخ المقاومة الهندية، فإن أطفال المسلمين اليوم يوضعون في مدارس تشرف على برامجها اليونسكو وتسعى بها إلى إخماد الوازع الديني بين الناشئة وإبداله بقيم الحضارة الغربية واحترام رموزها، مقابل تحقير كل ما يمثل التراث، ومقابل تلقيننا أن الاستعمار الغربي هو من نعم الله علينا. تعمل الحضارة الغربية اليوم على بث قيمها المتناثرة على شاشات القنوات العربية الموجهة مباشرَةً لعقل المسلم، في عملية جراحة دماغية يومية يحقن فيها الوعي المسلم عبر التعليم والإعلام باحترام الآخر والتعايش مع الآخر وقبول الآخر، بينما الآخر يمتص دماء هذه الشعوب في كل دقيقة وينهب ثرواتها ويدنس مقدساتها ويستعبد سكانها عبر حكومات عميلة.
إن مقاومة هذه الهجمة الغربية المعاصرة على أمتنا ليست إنقاذًا للمسلمين فقط من تمدد الطغيان الغربي، بل هي إنقاذ لكل المستضعفين في كل العالم، الذين يعمل مصاصو الدماء يوميًا على سلبهم إنسانيتهم وكرامتهم، وامتهانهم قبل سلب ثرواتهم. إن نفسية عبادة الذات التي يتوسع عبرها الغرب اليوم تسعى لمحو الذاكرة الإسلامية وإبدال التاريخ ومحو كل مقومات وجود فكرة الرفض والمقاومة، قبل أن ينقضوا على جسد مستسلم لا روح فيه، يكرر مصطلحاتهم ويتفاخر بإنجازاتهم التي كانت دماء الأبرياء منا قربانًا لها، أصبح صد هذه الهجمة اليوم معركة لسنا مخيرين في المشاركة فيها.
المصادر
- منير العكش – أميركا والإبادات الثقافية: لعنة كنعان الإنكليزية.
- منير العكش – تلمود العم سام.
جزاك الله خيرا اخي الحبيب مومن
إن ذكر أفعال الصليبيين قديمها وحديثها، لا سيما في ديار الإسلام يستدعي في ذهن كل إنسان حتى مؤرخيهم أنهارا من الدماء سفكوها بغير حق للاستيلاء على بلاد وخيرات غيرهم، ولن يحتاج المرء لشواهد للتدليل على هذا القول، ولكن فيما يلي محطات قليلة في التاريخ القديم والحديث لأفعالهم المشينة اكتفيت بها كأمثلة:
1. محاكم التفتيش في الأندلس (قارن بين حكم الإسلام للأندلس وحكم النصارى).
2. الحملات الصليبية وما فعلته بالشرق.
3. قام الصليبيون الجدد بإسقاط الخلافة الإسلامية وتفتيت دول الإسلام وإنهاء الرابطة العقدية التي تربط الأمة وتحويلها لروح وطنية وقومية جرّت علينا الصراعات. فضلا عن اغتصابهم لخيرات وموارد بلاد المسلمين وإفقار شعوبها.
4. اقامة دولهم على إبادة الشعوب الأصلية: مثل ما حدث في أستراليا وجنوب أفريقيا، وقيام المهاجرين والمغامرين الأوروبيين بإبادة 20 مليون هندي أحمر على الأقل وتهجير قسري واستعباد ملايين الأفارقة لإقامة أميركا الحديثة التي هي أس الظلم والفساد في العالم.
5. قام الإسبان والبرتغال باجتياح أمريكا الجنوبية والفتك بشعوبها واستعبادهم في استخراج المعادن وإكراههم على الكاثوليكية وعلى اعتماد الإسبانية لغة؛ فانقرضت مللهم ولغاتهم الأصلية.
6. قتلى الحربين العالميتين وقتلى حروب طوائف النصارى بعضهم مع بعض يصل إلى عشرات الملايين.
7. زرع الغرب الكيان الصهيوني ككيان وظيفي في قلب العالم الإسلامي ووقف معه في كل جرائمه على حساب الشعب الفلسطيني المسلم.
8. مقتل نحو مليوني عراقي في الحصار وغزو بلادهم وتدميرها بشكل منظم باستخدام الأقليات.
9. وقوف العالم الغربي مع الأنظمة المستبدة مثل الطغمة العسكرية الحاكمة في مصر، وكذلك وقوفهم مع نصيرية سوريا وما نجم عن هذا الدعم من وأد ثورة السوريين وقتل وتهجير الملايين منهم، ثم يتم استقبال بضعة آلاف منهم لتظهر إنسانية وأخلاق الغرب!
10. النظام العالمي الجديد هو نظام هيمنة من الغرب على سائر الشعوب يسيطر على المواد الخام ومنابع النفط ويمنع الشعوب من التحرر والاستقلال ويتحكم فيها عبر وكلائه من الحكومات المحلية، وهو يفسد الأخلاق وينشر الإباحية والبهيمية والشذوذ ويلوث الأفكار ويشعل الفتن بين القوميات والأجناس المختلفة لبيع السلاح. وهذا النظام العالمي يملك آلة إعلامية ضخمة قادرة على قلب الحقائق وتشويه الحق؛ ولأن أفضل طريقة في الدفاع هي الهجوم فإن النظام العالمي يتهم الإسلام وأحكام الجهاد فيه بأنها السبب في الحروب الطائفية في المنطقة. وهو يفعل ذلك لأنه يعتبر أن الإسلام يمثل خطرا حقيقيا عليه فهو المنافس القادر حصريا على إسقاط هذا النظام الظالم واجتثاث هذه العشبة الشيطانية والقضاء على فسادها المستشري على نحو مرعب في جنبات الأرض.