من المنتصر الآن؟ قراءة تحليلية بعد اتفاق وقف إطلاق النار وبدء تنفيذ الصفقة
بعد 15 شهرًا من الحرب التي أشعلها طوفان الأقصى، تدخل الصفقة التي تم التوصل إليها حيز التنفيذ، وهذا الهدوء يمثل فرصة لطرح الكثير من الأسئلة المهمة عن ما حدث حتى الآن، وعن نتائج هذه الحرب التاريخية، خاصة وأن شرارتها كانت هجومًا مفاجئًا غير مسبوق بادرت به المقاومة.
استعادة الردع.. إسرائيل تنتقم من الجميع
في التاسع من أكتوبر عام 2023م قال رئيس وزراء إسرائيل1 بنيامين نتنياهو: «ما سنفعله بأعدائنا في الأيام القادمة سيدوي صداه عندهم لأجيال طويلة». ونعرف الآن أن إسرائيل أيدت هذه التصريحات بأفعالها، حيث دمرت قطاع غزة بالكامل، وشردت سكانه جميعًا وقتلت عشرات الآلاف منهم وفرضت عليهم حصارًا شاملًا جعلهم على حافة المجاعة، واستهدفت قوى المقاومة بعملية عسكرية كاسحة، واغتالت قادة “حماس” بجناحيها السياسي والعسكري، داخل فلسطين وخارجها. كما اغتالت قادة حزب الله اللبناني، وقتلت الآلاف من مقاتليه، ودمرت بنيته العسكرية على حدودها، وأكثر من نصف قدراته الصاروخية، مجبرة إياه ترك إسناد غزة والتراجع إلى ما وراء نهر الليطاني.
شنت إسرائيل أيضًا عشرات الغارات على سوريا، قتلت فيها مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، ودمرت الكثير من قدراتهم. وبعد أن سقط نظام بشار الأسد، قامت بعملية عسكرية واسعة دمرت خلالها أغلب قدرات جيش سوريا النظامي، وتوغلت داخل أراضي سوريا واحتلت مئات الكيلومترات فيما بعد “الجولان”.
وطالت الضربات إيران في شهر فبراير من العام الماضي، فهاجمت إسرائيل سرًا البنية التحتية للغاز الطبيعي في إيران،2 مما تسبب في أزمة طاقة ما زالت تأثيراتها مستمرة حتى الآن.3 ثم استغلت إقدام إيران على التصعيد العسكري واستهداف أراضيها بالصواريخ؛ ردًا على اعتداءاتها المنفلتة،4 وقامت في السادس والعشرين من أكتوبر الماضي بتدمير الكثير من دفاعاتها الجوية، واستهداف منشآت صناعة الصواريخ الباليستية وإحداث أضرار معتبرة فيها،5 قد تعطل عملية إنتاج الصواريخ لمدة عام كامل.
وراء كل هذا الهياج العسكري الإسرائيلي كانت تقع رغبة قوية في استعادة الردع، و”تغيير الواقع” في فلسطين والإقليم، بعد الضربة الموجعة التي تلقتها في طوفان الأقصى ورأت فيها تهديدًا وجوديًا لها.
فلسطينيًا، حاولت إسرائيل أن تعيد هندسة الوضع في الأراضي المحتلة -بما فيها غزة- بحيث تصبح المقاومة عاجزة عن تهديد أمنها أو تحدي مشاريعها الاستيطانية في الضفة والقدس، ويصبح الفلسطينيون عمومًا أبعد ما يمكن عن الحصول على دولة مستقلة،6 وذلك من خلال تدمير الهيكل الجغرافي الذي يمكن أن تبني عليه. [فقط انظر إلى تآكل الضفة الغربية بفعل توسع الاستيطان وتحولها لمناطق صغيرة تعزلها عن بعضها الحواجز الأمنية،7 وإلى محور نيتساريم الذي يفصل شمال قطاع غزة المهجر عن وسطه وجنوبه8].
أما إقليميًا، فإنها كانت تحاول تقليص أو إزالة التهديد الإيراني، سواء المباشر -القوة النووية- أو غير المباشر من خلال ميليشيات محور المقاومة. وقد قطعت أشواطًا مهمة نحو ذلك بالفعل، فالنفوذ الإيراني على حدودها في كل من لبنان وسوريا تضاءل كثيرًا، بل إن لإسرائيل الآن وجودًا عسكريًا في كلا البلدين. وبينما تتصاعد المواجهة مع الحوثيين في اليمن، تجري نقاشات داخل إسرائيل، ومع المسؤولين الأمريكيين،9 بخصوص ضرب منشآت إيران النووية، بينما يستعد جيش إسرائيل فعليًا لتنفيذ ذلك إذا جاء الأمر من القيادة السياسية.10
والحقيقة أنه في الموقف الراهن الذي تجمدت عنده جبهات القتال، يظهر أن إسرائيل قد نجحت في قطع أشواط مهمة نحو تحقيق الكثير من مساعيها. كل شيء اليوم أسوأ مما كان عليه قبل السابع من أكتوبر. بل يمكن القول إنه إذا كانت حركة حماس وقائدها يحيى السنوار قد قاما بهجومها غير المسبوق، بغرض اعتراض المسار الاستراتيجي الذي كان يتجه نحو تصفية القضية الفلسطينية واندماج إسرائيل في المنطقة،11 يبدو أن ما فعلاه قد أدى في الواقع إلى تسريع هذا المسار. وقد انتشرت هذه الرؤية في أوساط المحللين والمعلقين السياسيين في الغرب بعد هزيمة حزب الله وسقوط النظام السوري،12 واعتمدها صناع القرار، حيث قال وزير الخارجية في إدارة “جو بايدن” في كلمة مطولة حول الشرق الأوسط إن «ميزان القوى في الشرق الأوسط يتغير بشكل جذري، ولكن ليس بالشكل الذي خططت له أو أرادته حماس ومن يدعمها».13
الحقيقة الواقعية.. إسرائيل لم تنتصر
ولكن، بالرغم من كل ذلك، ثمة حقيقتان مهمتان ينبغي أن تؤخذا بعين الاعتبار قبل الحكم على الحرب وقرار الحرب. الحقيقة الأولى أنها لم تنته تمامًا بعد، والثانية أنه حتى بعد نهايتها، ستبقى نتائجها الأخيرة تتشكل لفترة طويلة قبل أن تصل إلى الحالة النهائية.
أما عن الحقيقة الأولى، فلطالما كانت الرؤية لاتفاق وقف إطلاق النار في إسرائيل، على مستوى الدولة، وفي الإعلام على أنه مؤقت. ولم يُخفِ نتنياهو أبدًا عزمه على استكمال القتال. كما أن إدارة ترامب التي كانت عاملًا محوريًا في نجاح آخر جولات التفاوض، ستدعم على الأرجح إسرائيل في ذلك.
وإذا استؤنفت الحرب، ستجد إسرائيل المقاومة حاضرة بكل قوة، وهي التي كانت تقاتل بشراسة حتى الأيام الأخيرة قبل الاتفاق، بل وتزايدت معدلات قتلها للجنود الإسرائيليين، خاصة في “بيت حانون” أقصى شمال القطاع، بشكل مثير للذهول.14 كما عادت أيضًا لإطلاق الصواريخ بانتظام.15 في الوقت نفسه، تشير تقارير إلى أن حركة حماس قد جندت عشرة آلاف مقاتل جديد، وأنها كانت ما تزال تمارس دور الحكومة في غزة، حيث تشرف على توزيع المساعدات وتلاحق العصابات الإجرامية التي تنهبها.16
بالإضافة إلى كل ذلك، يوجد من القضايا السياسية الكثير مما يعقد الأمور على إسرائيل، حيث إنها فشلت في استعادة أسراها، وفي إيجاد بديل لحماس من خلال العشائر أو الشركات الأجنبية، وفي القضاء على الحركة، بل إنها تواجه بوادر مشكلة كبرى، تكمن في زيادة نفوذ الحركة السياسي في مقابل فتح والسلطة الفلسطينية،17 وهو عكس ما كانت تحاول فعله في هذه الحرب من القضاء على المقاومة.
وفي الميادين الأخرى خارج فلسطين لا يجزم أحد أن الحرب قد انتهت أيضًا. تنوي إسرائيل البقاء في بعض المناطق جنوب لبنان، ويصعب تخيل قبول حزب الله بذلك.18 وفي سوريا، سيكون عليها إما أن تنسحب من المنطقة العازلة قريبًا، أو تواجه مقاومة بمشاركة الدولة السورية أو بدونها.19
أما ايران، فقد تدخل في حرب شاملة مع إسرائيل إذا أقدمت الأخيرة فعلًا على مهاجمة منشآتها النووية، وليس ذلك خطر التصعيد الوحيد، حيث إنه ليس من المؤكد أن سلسلة تبادل الضربات التي بدأت بعملية الوعد الصادق ٢، قد انتهت بعد، فقد علقتها إيران فحسب، فيما يبدو أنه ترقب لتسلم ترامب السلطة، والتماس لحل سياسي تفضله بلا شك على المواجهة العسكرية في الوقت الحالي.
وهناك مسرح آخر للصراع لا يقل أهمية، وهو على صفيح ساخن أيضًا منذ السابع من أكتوبر، وهو الضفة الغربية. ففي الوقت الذي تحتدم فيه المواجهات بين الاحتلال والمقاومين في مناطق مختلفة، وخاصة جنين وطولكرم، تتكثف جهود تهريب السلاح إلى الضفة من خلال الأردن،20 ويغلي كذلك الوضع الداخلي الفلسطيني، بشكل ينذر بانفجارات ستطال تأثيراتها إسرائيل بلا شك. وتحذر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بشكل مستمر من انهيار السلطة الفلسطينية،21 ومن حدوث “انتفاضة فلسطينية ثالثة”،22 ولا تساعد إسرائيل بزيادتها للاستيطان، وإطلاقها العنان لاعتداءات المستوطنين، وخنقها وتقويضها للسلطة من جهة، ووضعها في مواجهة المقاومة من جهة أخرى، لا تساعد بكل ذلك إلا على تأجيج الاحتقان.
مكاسب ما زالت تتشكل
وعمومًا، أيًا يكن الوضع الذي سيظهر فور انتهاء الحرب عاجلًا أو آجلًا، يتوقع أن تواصل نتائج طوفان الأقصى التبلور بعد ذلك. فوفقًا للتجارب التاريخية، فإن المآلات النهائية ربما تكون مختلفة تمامًا عن النتائج العسكرية المباشرة.23 وقد كتب البروفيسور في جامعة “ليدن” الهولندية، “دانييل توماس”، بعد 3 أيام فقط من طوفان الأقصى، مقالًا قارن طوفان الأقصى بعملية واسعة قامت بها قوات “الفييت كونج” الشيوعية عام 1968م، أثناء حرب فيتنام، مستهدفة القوات الأمريكية وجنوب فيتنام، لافتًا الانتباه إلى أنها كانت «عملية فاشلة تمامًا، من الناحية العسكرية.. ولكن أهميتها الحقيقية كانت في صداها السياسي الذي دوى في المجتمع الأمريكي»، مشيرًا إلى أنها ساهمت في البداية في تغيرات سياسية أدت إلى تكثيف القصف الأمريكي على شمال فيتنام، إلا أنها كانت عاملًا رئيسيًا في تقبل الأمريكيين بعد بضع أعوام حقيقة «أنه لم يكن بوسعهم ربح الحرب في فييتنام»، مما أدى لانسحابهم وإنهائهم لها عام ١٩٧٥م.24
وإن كان “دانييل توماس” قَرَنَ النصر الاستراتيجي الممكن لحماس بتغيير قناعات الشعب الإسرائيلي، كما غيّر هجوم الشيوعيين في فيتنام قناعات الأمريكيين [وهو أمر يبدو أن العكس منه هو الذي حدث، حيث إن آراء الإسرائيليين تجاه الاحتلال أصبحت أكثر عدوانية]، فإن “جون الترمان”، نائب رئيس “مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية” المرموق، عَدّد في مقال له المكاسب السياسية طويلة المدى التي يمكن أن تشكل النصر من وجهة نظر حماس، كحركة مقاومة تدرك فارق القوى العسكرية بينها وبين أعدائها، وهذه المكاسب هي:
- كسب حماس للدعم الشعبي في غزة.
- الإسهام في تقويض السلطة الفلسطينية بإظهارها للفلسطينيين كذراع للاحتلال الإسرائيلي.
- إبعاد الدول العربية عن التطبيع مع إسرائيل.
- كسب تأييد قوي من “الجنوب العالمي” للقضية الفلسطينية، وإجبار أوروبا على التراجع في دعمها لإسرائيل تحت وقع مخالفات جيشها.
- إشعال جدال في الولايات المتحدة حول دعم إسرائيل يدمر الإجماع حوله.
- التسبب في حرب إقليمية تؤدي لجدل في مختلف أنحاء العالم حول كلفة دعم إسرائيل25.
ومن المذهل كيف أن كل هذه النقاط التي وردت في مقال كتب بعد شهر فقط من طوفان الأقصى، على أنها تشكل النصر لحماس والهزيمة لإسرائيل، قد تحققت جميعها إما جزئيًا أو كليًا. ومن المثير للاهتمام كذلك، أن الكاتب اقترح أمرين أساسيين رآهما مفتاح انتصار إسرائيل سياسيًا: الأول هو الحصول على الدعم العالمي والإقليمي، والثاني هو عزل الشعب الفلسطيني عن حماس وخلق بديل لها يلتف حوله كل من له اهتمام بالقضية الفلسطينية.
ومثلما تعرضت إسرائيل لكل الخسائر التي حذّر منها الكاتب، فقد تفادت أيضًا كلتا النصيحتين؛ فقد أدّى تمادي إسرائيل في الإجرام إلى اتخاذ كثير من الدول الغربية بعض المواقف ضدها،26 بسبب الضغط الشعبي والقانوني الشديد، ومن الأمثلة على ذلك إيقاف إسبانيا وبريطانيا وكندا وغيرهم بيع السلاح إلى إسرائيل كليًا أو جزئيًا، وكذلك التزام كثير من هذه الدول تنفيذ أوامر المحكمة الجنائية الدولية الصادرة بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق “يواف جالانت”.27 كما أدى إلى مواقف من الدول العربية التي تحتاج إسرائيل لتعاونها أيضًا، ولعل أبرز الأمثلة على ذلك اضطرار المملكة العربية السعودية تأجيل قرار التطبيع وربطه بالتزام إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية،28 ووصفها أفعال إسرائيل بأنها “إبادة جماعية” في مؤتمر القمة العربية الأخير.29
وفي تجاهل لكل نصائح وتحذيرات المؤسسة العسكرية، أصرت إسرائيل على عدم التعاون مع السلطة الفلسطينية مطلقًا، وعزفت بشكل تام عن إيجاد أي بديل سياسي واقعي لحماس، مما أدي، مع وحشيتها وارتكابها المجازر يوميًا، إلى استمرار التلاحم بين حماس وقوى المقاومة الأخرى وحاضنتهم الشعبية، وهو ما اهتمت الحركة بإظهاره في مشاهد تبادل الأسرى اليوم الأحد 19 يناير.
الحرب مستمرة
إذًا، بعد 15 شهرًا من طوفان الأقصى، وضع غزة، وفلسطين، وكل المنطقة، صعب جدًا وخطير. ولكن -رغم التوصل للاتفاق والهدنة وانتهاء معركة طوفان الأقصى- الحرب لا تزال مستمرة، وإيمان الفلسطينيين وتضحياتهم ونضالهم، يدعو للشك في أن تنتهي حربهم هذه بالهزيمة، ويعضد ذلك التاريخ الحديث لحروب القوى الاستعمارية الغاشمة مع الشعوب المقاومة.
لذا، ينبغي مع الإقرار بالواقع كما هو، والاعتراف بالحقائق مهما كانت، الوعي كذلك بأن النتائج النهائية ما زالت تتشكل، وستواصل التبلور حتى بعد توقف القتال، وسيساهم في ذلك الفلسطينيون شعبًا ومقاومة، وكل من نصرهم وناصرهم.
هامش
- Israel unleashes attacks on Gaza as Hamas threatens hostages’ lives ↩︎
- Israel Was Behind Attacks on Major Gas Pipelines in Iran, Officials Say ↩︎
- Iran’s Energy Crisis Hits ‘Dire’ Point as Industries Are Forced to Shut Down ↩︎
- Israel confirms it killed Hamas leader Haniyeh in Tehran ↩︎
- The Consequences of the IDF Strikes into Iran ↩︎
- Netanyahu tells US he opposes creation of Palestinian state after Gaza war ↩︎
- Far-right Israeli minister sets out plan to prevent West Bank from becoming part of a Palestinian state ↩︎
- In Gaza’s Netzarim Corridor, IDF establishes temporary bases for an indefinite stay ↩︎
- Report: Top Netanyahu aide met Trump in Nov., came out thinking he’d back a strike on Iran’s nuclear facilities ↩︎
- IDF sees chance for strikes on Iran nuke sites after knocking out Syria air defenses ↩︎
- هذه روايتنا، لماذا طوفان الأقصى؟ ↩︎
- Assad’s Fall Shows Russia, Iran and Hamas Made a Bad Bet ↩︎
- Secretary Antony J. Blinken: “Toward the Promise of a More Integrated Middle East” ↩︎
- جيش الاحتلال: مقتل جندي وإصابة 3 بمعارك شمال غزة ↩︎
- إطلاق صواريخ على مستوطنات غلاف غزة لليوم التاسع ↩︎
- التقرير من موقع Ynet الإسرائيلي. ↩︎
- Press Release: Public Opinion Poll No (93) ↩︎
- أمين عام “حزب الله”: صبرنا قد ينفد قبل مهلة 60 يوما في اتفاق وقف النار والمقاومة قوية ورادعة ومؤثرة ↩︎
- كما ذكر في هذا المقال. ↩︎
- إيران تغرق الضفة الغربية بالأسلحة ضمن حربها الخفية مع إسرائيل ↩︎
- الشاباك يحذّر إسرائيل من انهيار السلطة الفلسطينية ↩︎
- بسبب قطع الأموال.. جيش الاحتلال يحذر الحكومة من انتفاضة ثالثة بالضفة ↩︎
- انظر: Planning to Fail: The US Wars in Vietnam, Iraq, and Afghanistan ↩︎
- Hamas attack might be Israel’s Tet Offensive ↩︎
- Israel Could Lose ↩︎
- Arms embargoes on Israel since 2023 ↩︎
- Which countries have vowed to uphold the ICC arrest warrant for Israeli officials? ↩︎
- Saudi-Israel normalization ‘off table’ until Palestinian statehood, FM says ↩︎
- Saudi crown prince accuses Israel of committing ‘collective genocide’ in Gaza ↩︎