وما العجب في تكريم قاتلي المسلمين!
بعد أن تم تكريم بشار الجعفري مبعوث بشار الأسد في الأمم المتحدة، [1] أثير تعجب لدى البعض من هذا التصرف والذي اعُتبر على حد وصف الكثير معادي للإنسانية والحق.[2]
أقول ما العجب في ذلك؟، وما الجديد في هذا التصرف؟
فمن ظن يوما أن الأمم المتحدة ستقف بجوار المسلمين وتساندهم فهو واهم حالم إلى درجة الغباء، بل يعتبر ابله وسط الذئاب والثعالب، فالأمم المتحدة بمن يسيطر عليها من الخمسة الكبار والذين يملكون حق الفيتو بها هم اصل المصائب التي تمر بالأمة الإسلامية اليوم.
فمن هم يا ترى هؤلاء الخمس الكبار؟ وهل من الممكن أن يقفوا يوما في صف الإسلام والمسلمين؟
فهؤلاء هم على التوالي الولايات المتحدة الأمريكة، روسيا، انجلترا، فرنسا، الصين، وسنوجز ما يحتاج إلى تفصيله لنوضح هل من الممكن أن يقفوا في صف الإسلام يومًا أم لا؟
فأولاً: أمريكا
إن الولايات المتحدة الأمريكية بحق الفيتو الذي ما أُستخدم يوما إلا لنصرة اليهود في شتى المواقف، بل إن الولايات المتحدة الأمريكية بجرائمها في حق المسلمين لا تعد ولا تحصي فأقل ما يمكن أن يُذكر، ما حدث بالعراق من قتل ما يزيد من المليون مسلم، وما يحدث بالعراق الآن، من الصراع الشيعي السني هناك، فمن الذي يساند الشيعة لقتل المسلمين ومن الذي أصَّل لهم في الأصلِ هناك، فكل هذا ستجد إجابة واحدة وهي أمريكيا.
بل إن الانقلاب على محمد مصدق والذي حل محله ديكتاتور في إيران كان وراءه كيرمت روزفلت والمخابرات الأمريكية، وكذلك ما حدث في إندونيسيا وما حدث في الشيشان والقائمة تطول وتطول بحق الولايات المتحدة الأمريكة من الجرائم التي لو صنف لها كتابا لصار مجلدات.
ثانيا: روسيا
والخدعة الكبرى التي يُخدع بها الكثير، أن العداء الروسي أمريكي عقبة في سبيل الصراع اليهودي البروتستانتى ضد الإسلام، فأقول له إنك بذلك واهم أيضا وحالم.
فالغرب الصليبي ولو كانوا مختلفين مثل روسيا وأمريكا إلا انهم يجتمعون على عدو واحد وهو الإسلام، وشاهد ذلك ما حدث في السودان مما فتح الباب ليجتمع الجميع حتى المختلفين منهم لمجرد انه ظهرت بوادر تطبيق الشريعة الإسلامية هناك، رغم ضعف السودان اقتصاديا واجتماعيا إلا أن الجميع اجتمع عليها وفرض عليها حصار اقتصادي بل وصل الأمر إلى ضرب مصنع الأدوية بحجج واهية تافهه لا ترتقى إلى مستوى كان.[3]
وسوريا الآن التي تقطع وتدمى كل يوم بالقصف الروسي اللعين على رؤوس المسلمين، بل ويقدم طلبات استمرار القذف على المسلمين في الأمم المتحدة منها، وللأسف الشديد تجد من المسلمين من يصوت عليها بالموافقة.
وشبه جزيرة القرم وما حدث فيها، من اعتداءات على أهل الإسلام بها، وما يحدث في البلدان المسلمة إلى يومنا هذا، كطاجيكستان وقيرغستان….الخ
فروسيا عدوٌ شرس وواضح ويعمل بعقيدة مثله مثل أمريكا وهدفه قتل المسلمين لأنه يرى في الإسلام عدواً ويجب أن يحارب، إن لم يكن حتى لأجل الإسلام فلأجل وجود وبقاء عدو مشترك بين روسيا وبين أمريكيا لصرف النظر عن العداء الداخلي بيهم والحرب الباردة وغير ذلك من العداءات.
ثالثا: انجلترا
فأبدأ بتساؤل من الذي احتل فلسطين، ومن الذي وعد اليهود بها، بل من الذي سلم فلسطين لليهود، ومن الذي احتل مصر ومن الذي احتل البلاد العربية، ومن الذي أشعل نيران الفتنه الطائفية والقومية بين العرب فمن الذي أرسل لورانس لبذر بذور هذه الطائفية، وغير ذلك من الجرائم التي لا تغتفر في حق انجلترا تجاه المسلمين.
فان انجلترا متواطئة اشد التواطىء في الجرائم التي ترتكب في حق المسلمين بفلسطين وغيرها بل ممن يشجع على هذا دائما ويشارك في الحرب عليها، وحرب العراق ليست منا ببعيد.
رابعا: فرنسا
واواه من فرنسا، أصحاب العقيدة العدائية للمسلمين وحراس الكاثوليكية وقتلة المسلمين بالجزائر ومصر، وتونس والمغرب، بل أن مالي وأفريقيا الوسطى أيضا ليسو منا ببعيد.
ففرنسا لها سجل حافل من الجرائم بحق الإسلام والمسلمين، من قتل وتشريد واغتصاب واعتداءات لا تعد ولا تحصى، بل حتى مجرد الاعتذار عما فعلته وتفعله يُلاَقىَ بالرفضِ التام ، بل اشد الرفض ذلك لأنها عقيدة راسخة لديهم.
فعلى سبيل ما حدث عندما وصل سفير سابق في زيارة غير رسمية إلى مدينة القصبة الجزائرية [4] حيث شاهد بعض الآثار التي ارتكبها الجيش الفرنسي هناك من مذابح وفظائع، فقال: إنني اعتذر نيابة عن شعب فرنسا عما حدث، وفوراً بعد ذلك يصدر تصريح من وزارة الخارجية الفرنسية بأنه لا يمثل فرنسا هذا الاعتذار وان فرنسا لا تعتذر لاحد.
فالتساؤل الهام هل لدولة لا تقبل مجرد اعتذار غير رسمي عن جرائم إبادة ارتكبتها بحق الإسلام والمسلمين أن تساند المسلمين؟
اقرأ أيضًا: 14 دولة إفريقية لا زالت تدفع ضرائب استعمارية لفرنسا!
خامسا: الصين
إن تركستان المحتلة من الصين والتي يغفل عنها المسلمون، وإنا لله وإنا إليه راجعون، فجرائم الصين بحق المسلمين في تركستان لا تعد أيضا، فعلى سبيل المثال لا الحصر ما حدث في 2007 فقط من تهجير مائة ألف فتاة مسلمة.
فأين المسلمين، تهجر وتقتل وتغتصب النساء عياناً بياناً جهاراً نهاراً ونحن في غفلة ولا نعلم حتى ما هي تركستان او أين تقع أو ماذا حدث هناك وماذا يحدث فيها الآن.
وبعد هذا كله يوجد تساؤلان، الأول :هل لا زال يوجد تعجب من تكريم بشار الجعفري ممثل بشار الأسد من قبل الأمم المتحدة؟، فأظن أن هذا اقل شيء يقدم لقاتل المسلمين، والتساؤل الثاني هو أين هم المسلمين الآن؟
أجيبكم باختصار فنحن الآن لاهون غافلون في الشهوات والملهيات التي صنعوها وصدورها لنا فأصبحت حياتنا في غفله عما يجب أن نكون عليه من الوعى، فصرنا غثاء كغثاء السيل.
فإلى متى يا أمة الإسلام ستكونين لاهية ولعبة في أيدي أعداء الإسلام؟
فنسال الله أن يسخر من يجمع شتات الأمة ويعيد الأمجاد وان يهيء الجيل الجديد بوعى يستحق معه أن يكون جيل النصر والتمكين.
المصادر
- تم تكريم بشار الجعفري في الأمم المتحدة يوم 26-10-2016 وبعض المبعوثين الآخرين.
- قبل ساعات من انتهاء ولايته، كرّم الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون)، السفير الدائم لنظام الأسد في الأمم المتحدة (بشار الجعفري)، والذي كان فعلياً آخر أعمال (بان كي مون) قبل مغادرة منصبه في الأمم المتحدة.
- في ذلك الوقت كانت السودان في حرب بين الجنوب النصراني والشمال المسلم يترتب عليه تكلفه يومية لا تقل عن اثنان مليار دولار أي انه كانت منهكه إلى أقاصي الدرجات اقتصاديا.
- ومدينة القصبة كانت بها بداية الأحداث التي تلاها بعد ذلك احتلال الفرنسين للجزائر.