هل ينفذ بوتين وصية سلفه بطرس الأكبر أشهر قياصرة روسيا؟

“نقترب من القسطنطينية والهند بقدر الإمكان فمن يملك القسطنطينية فقد ملك العالم. بناء على ذلك ينبغي ملازمة الحرب مع العثمانيين”.

“نشارك النمسا فيما قصدناه من إخراج العثمانيين من أوروبا، وبعد التسلط على الممالك العثمانية، نجمع جيوشنا وتدخل أساطيلنا بحر البلطيق والبحر الأسود، ونشرع في التفاوض مع فرنسا ودولة النمسا في قسمة العالم بيننا”.

تلك بعض مقتطفات من وصية بطرس الأكبر أحد أشهر قياصرة روسيا إلى خلفائه من بعده، يوصيهم فيها بمواصلة قتال الدولة العثمانية وإخراجهم من أوروبا وتقسيم العالم بين الروس وبين باقي قوى الصليب.

هل يحاول آخر خلفائه بوتين تنفيذ تلك الوصية؟

بطرس الأكبر

بالضبط كما صرح كيسنجر وزير الخارجة الأمريكي الأسبق بأن بوتين يتصرف تصرفات بطرس الأكبر، فإن الناظر إلى الأحداث الراهنة في عالمنا الإسلامي عمومًا، وفى مناطق المواجهة منه خصوصا ليدرك إدراكا لا يخالطه شك في أن ما يجري ليس إلا إحدى الهجمات الصليبية الكبرى على الإسلام في العصر الحديث. فبعد حرب الخليج الأولى ونزول أكثر من مليون جندي صليبي إلى جزيرة العرب، وبعد احتلال العراق و أفغانستان جاء الدور على الشام خير منازل المسلمين وعقر دار المؤمنين بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح.

وقد كان الروس آخر من دنسّوا بلاد الشام بعد الأمريكان والأوروبيين ووكلائهم من حكام العرب الذين أساموا أهل الشام ويلات القتل والتشريد عن طريق آلاف الغارات الجوية منذ سبتمبر 2014 وحتى الآن. لحقت روسيا بركب التآمر والتحاصص في أواخر سبتمبر 2015  لتكون آخر قوى الصليب تحالفا وتكالبا على الإسلام و أهله في الشام؛ فقد استهدفوا جميعهم  المجاهدين على اختلاف جماعاتهم بل قد استهدفوا كل من يقاتل النظام. ولم ينته العدوان الصليبي عند هذا الحد، بل امتد إلى استهداف المدنيين و المناطق السكنية والمستشفيات والمدارس محدثين مجازر ومذابح ومخلفين عشرات الآلاف من الضحايا المسلمين بين قتيل وجريح فضلا عن المهجرين.

مسار الصراع بين روسيا والإسلام

وما الهجمة الصليبية الأخيرة على بلاد الشام إلا حلقة في سلسلة الصراع الطويل الروسي، وقد بدأ الصراع في عهد الخلافة العثمانية، بعدما كانت الدولة العثمانية قوة إسلامية عظيمة لا يستهان بها وكانت تحكم مساحات شاسعة في آسيا وأوروبا وإفريقيا، دب الضعف والوهن فيها حتى أطلق عليها “الرجل العجوز”.

وقد قامت سلسلة من الحروب بين الدولة العثمانية وروسيا ما بين القرنين السادس عشر والعشرين، انتصرت الدولة العثمانية في معظمها حتى بدايات القرن الثامن عشر، وفي مراحل ضعف وانحلال الدولة العثمانية طمعت فيها قوى الصليب الاستعمارية كروسيا وفرنسا وبريطانيا والنمسا وغيرها، وخاضت الدولة العثمانية حروبًا طويلة ضد تلك الدول.

وشن “بطرس الأكبر” الحرب على الدولة العثمانية ونجح في السيطرة على مدينة أوزوف عام 1696م. ولم يدخر من خلفه من الأباطرة جهدًا في تنفيذ وصيته التي حث فيها الروس على استمرار الهجوم على الدولة العثمانية ومحاولة إنهاء سيطرتها. ومن أبرز حلقات الصراع بين الدولة العثمانية وروسيا هي الحرب التي دارت رحاها بين عامي 1768 م و 1774 م، فقد تسبب احتلال روسيا لبولندا وقيام الرهبان الروس بإثارة الفتن في صربيا وبلغاريا والجبل الأسود إلى استياء الدولة العثمانية، التي كانت تفرض سيطرتها على تلك المناطق فأرسلت تحذيرًا لروسيا لسحب قواتها من بولندا ولم تستجب، فأدى ذلك لاندلاع الحرب بعد فترة من الهدوء استمرت ل29 عاماً، فترت فيها همة الجيش العثماني وضعفت قوته على العكس من الجيش الروسي. وانهزم الجيش العثماني في تلك الحرب هزيمة منكرة، عقدت على إثرها معاهدة “كوتشك كينارجى” الجائرة.

معاهدة كوتشك كينارجى

مساعي روسيا الاستعمارية

جاءت هذه المعاهدة في 30 مادة، وبمقتضى هذه المعاهدة المخزية انفصلت شبه جزيرة القرم عن الدولة العثمانية، وأصبحت دولة مستقلة، لا ترتبط بالدولة العثمانية إلا من خلال قيام شيخ الإسلام في إسطنبول بتنظيم الشئون الدينية للقرم، ونصت المعاهدة على منح الأفلاق والبغدان “رومانيا” الاستقلال الذاتي تحت السيادة العثمانية، مع إعطاء روسيا حق التدخل في اختيار حكامها، وأعطت المعاهدة لروسيا حق رعاية السكان الأرثوذكس الذين يعيشون في البلاد العثمانية، وكان هذا الاعتراف ذريعة لروسيا في أن تتدخل في شئون الدولة العثمانية. وألزمت المعاهدة أن تدفع الدولة العثمانية غرامات حرب لأول مرة في التاريخ، فدفعت 15,000 كيس من الذهب للروس.

عودة إلى العصر الحديث

استمرت الهجمات الغاشمة على المسلمين من قبل الروس في العصر الحديث، ففي جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية التي احتلها الروس بداية من عصر الأباطرة الذين قاتلوا المسلمين هناك وفتنوهم في دينهم وفرضوا التنصير عليهم وصادروا أراضيهم ومتلكاتهم. مرورًا بالشيوعيين الذين أعملوا القتل والذبح في المسلمين على يد ستالين، وصولًا إلى الحرب السوفيتية على أفغانستان و أخيرًا وليس أخرًا العدوان الروسي على بلاد الشام.

الوصية المشؤومة من بطرس إلى بوتين

هناك جانبان رئيسيان يتشابهان في حروب بطرس الأكبر، ومن تلاه من الأباطرة، وبين حرب بوتين الأخيرة، وهما: الهدف المعلن والهدف الخفي للحروب. فكان هدف حرب “بطرس الأكبر” المعلن هو حماية الأقلية الأرثوذوكسية في بلاد المسلمين التابعين مذهبيًا للكنيسة الروسية، وحمايتهم من اضطهاد المسلمين لهم ومن تسلط الكاثوليك. وها هو ذا بطريرك الكنيسة الروسية يصرّح:

إن التدخل المسلح ضروري لأن العملية السياسية لن تؤدي إلى أي تحسن ملحوظ في حياة الأبرياء المحتاجين إلى الحماية العسكرية، وقال أيضاً:  إن المسيحيين ورجال الدين منهم يتعرضون في المنطقة للخطف وتدمير كنائسهم

وذلك بعد أن وصف الحرب التي تخوضها بلاده بالحرب المقدسة. أما الهدف الخفى -الجلي- فهو أن تحصل روسيا على موطئ قدم في المياه الدافئة بهدف القضاء على دولة الإسلام أينما كانت ووقتما كانت، ففي الحرب التي نشبت بين عامي 1853م -1856م، استغل القيصر الروسي “نيقولا الأول” -الذي اشتهر بتعصبه الديني- منح السلطان العثماني للنصارى الكاثوليك بعض الامتيازات فى مناطقهم المقدسة في بلاد الشام، فبعث بوفد للآستانة عاصمة الدولة العثمانية يطالب بدوره منح الرعايا الأرثوذكس بعض الامتيازات كنظرائهم الكاثوليك؛ أملآ في أن يرفض السلطان العثماني ذلك، فيجد بهذا الرفض ذريعة للتدخل العسكري. ولكن السلطان العثماني أدرك ذلك، فوافق على طلب “نيقولا” وفوت فرصة الحرب عليه، فاستاء “نيقولا” من ذلك وطالب السلطان بإعلان استقلال منطقة الجبل الأسود فلما رفض السلطان العثماني طلب “نيقولا”، أعلن الأخير الحرب عليه فيما عرف بحرب القرم.

وصية قيصر روسيا بطرس الأكبر لخلفائه

روسيا الاستعمارية

البند الأول

يجب أن تقاد العساكر دائما إلى الحرب. وينبغي للأمة الروسية أن تكون متمادية على حالة الكفاح لتألف الحرب… وعلى هذه الصورة ينبغي لروسيا أن تتخذ زمن الصلح والأمان وسيلة قوية للحرب. وكذلك زمن الحرب لأيام السلم. وذلك لأجل زيادة قوتها وتوسيع منافعها.

البند الثاني

في وقت الحرب ينبغي اتخاذ جميع الوسائل الممكنة لاستجلاب ضباط للجنود من بين الملل والأقوام الذين هم أكثر تطورا في أوروبا. وكذلك في زمن الصلح يتعين استجلاب أرباب العلم والمعارف منهم أيضا. ويلزم الاعتناء بما يجعل الأمة الروسية تستفيد من منافع سائر الممالك ومحاسنها.

البند الثالث

عندما تسنح الفرصة ينبغي التدخل في جميع الأمور والمصالح الجارية في أوروبا وفي اختلافاتها ومنازعتها. وعلى الخصوص في نزاعات ممالك ألمانيا.

البند الرابع

ينبغي استعمال الرشوة لأجل إلقاء الفساد والبغضاء والحسد دائما في داخلية ممالك بولونيا وتفريق كلمتهم. واستمالة أعيان الأمة ببذل المال واكتساب النفوذ في مجلس الحكومة. حتى نتمكن من التدخل في انتخاب الملك وبعد الحصول على انتخاب من هو من حزب روسيا من تلك الأمة، ينبغي حينئذ دخول عساكر روسيا إلى داخل البلاد لأجل حمايتهم والتعصب لهم بإقامة العساكر المذكورة مدة طويلة هناك، إلى أن تحصل الفرصة لاتخاذ وسيلة تمكننا من الإقامة، وعندما تظهر مخالفة في ذلك من طرف الدول المجاورة فلأجل إخماد نار الفتنة مؤقتا ينبغي أن نقاسم المخالفين في ممالك بولونيا، ثم نترقب الفرص لاسترجاع الحصص التي تكون قد أعطيت لهم.

البند الخامس

ينبغي الاستيلاء على بعض الجهات من ممالك اسوج بقدر الإمكان ثم نسعى في اغتنام وسيلة لاستكمال الباقي منها، ولا نتوصل إلى ذلك إلا بوجه تضطر فيه تلك الدولة إلى أن تعلن الحرب على دولة روسيا وتهاجمها، والذي يلزم أولا هو أن نصرف المساعي والهمة لإلقاء الفساد والنفرة دائما بين اسوج والدانمرك بحيث ان يكون الاختلاف والترقب بينهم دائمين باقيين.

البند السادس

يجب على الأسرة الإمبراطورية الروسية أن يتزوجوا دائما من بنات العائلة الملكية الألمانية. وذلك لتكثير روابط الزوجية والاتحاد بينهم واشتراكهم في المنافع. إذ بهده الصورة يمكن إجراء نفوذهم في داخل ألمانيا وبهذا يربطون أيضا الممالك المذكورة لصالح منافعنا ومصالحنا.

البند السابع

إن دولة إنكلترا هي الدولة الأكثر احتياجا إلينا في أمورها البحرية ولهذه الدولة فائدة عظيمة جدا لزيادة قوتنا البحرية. فلذلك من الواجب ترجيح الاتفاق معها في أمر التجارة على سائر الدول. وبيع محاصيل ممالكنا كالأخشاب وسائر الأشياء إلى إنكلترا وجلب الذهب من عندهم إلى ممالكنا. واستكمال أسباب الروابط والمناسبات بين تجار وملاحي الطرفين. فيتوسع بهذه الوسيلة أمر التجارة وسير السفن في ممالكنا.

البند الثامن

على الروسيين أن ينتشروا يوما فيوما شمالا في سواحل بحر البلطيق وجنوبا في سواحل البحر الأسود.

البند التاسع

ينبغي التقرب بقدر الإمكان من استانبول والهند، وحيث أنه من القضايا المسلمة أن من يحكم على استانبول يمكنه حقيقة أن يحكم على الدنيا بأسرها. فلذلك من اللازم إحداث الحروب المتتابعة تارة مع الدولة العثمانية وتارة مع الدولة الإيرانية. وينبغي ضبط البحر الأسود شيئا فشيئا وذلك لأجل إنشاء دار صناعات بحرية فيه. والاستيلاء على بحر البلطيق أيضا، لأنه أهم موقع لحصول المقصود. وللتعجيل بضعف بل بزوال دولة إيران لنتمكن من الوصول إلى خليج البصرة، وربما نتمكن من إعادة تجارة الممالك الشرقية القديمة إلى بلاد الشام، والوصول منها إلى بلاد الهند التي هي بمثابة مخزن للدنيا. وبهذه الوسيلة نستغني عن ذهب إنكلترا.

البند العاشر

ينبغي الاهتمام بالحصول على الاتفاق والاتحاد مع دولة أوستريا (النمسا)، والمحافظة على ذلك ومن اللازم التظاهر بقبول أفكار الدولة المشار إليها من جهة ما تطمع إليه من النفوذ في المستقبل في بلاد ألمانيا. وإما باطنا فينبغي لنا أن نسعى في تحريك حسد وعداوة سائر حكام ألمانيا لها. وتحريك كل منهم لطلب الاستعانة والاستمداد من دولة روسيا ضدها. ومن اللازم إجراء نوع حماية للدول المذكورة بصورة يتسنى لنا فيها الحكم على تلك الدول في المستقبل.

البند الحادي عشر

ينبغي تحريض العائلة المالكة في أوستريا على طرد الأتراك وإبعادهم من قطعة الرومللي (الأراضي العثمانية على سواحل غرب بحر مرمرة) وحينما نستولي على استانبول. علينا أن نسلط دول أوروبا القديمة على دولة أوستريا حربا، أو نسكن حسدها ومراقبتها لنا بإعطائها حصة صغيرة من الأماكن التي نكون قد أخذناها من قبل. وبعده نسعى بنزع هذه الحصة من يدها.

البند الثاني عشر

ينبغي أن نستميل لجهتنا جميع المسيحيين الذين هم من مذهب الروم المنكرين رياسة البابا الروحية والمنتشرين في بلاد المجر والممالك العثمانية في جنوبي ممالك بولونيا (أتباع المذهب الأرثوذوكسي) ونجعلهم يتخذون من دولة روسيا مرجعا ومعينا لهم. ومن اللازم قبل كل شيء إحداث رياسة مذهبية حتى نتمكن من إجراء نوع نفوذ وحكومة رهبانية عليهم. فنسعى بهذه الواسطة لاكتساب أصدقاء كثيرين ذوي غيرة نستعين بهم في ولاية كل من أعدائنا.

البند الثالث عشر

حينما يصبح الاسوجيون متشتتين، والإيرانيون مغلوبين، والبولونيون محكومين والممالك العثمانية مضبوطة. أيضا حينئذ نجمع معسكراتنا في محل واحد مع المحافظة على البحر الأسود وبحر البلطيق بقوتنا البحرية. وعند ذلك نظهر أولا لدولة فرنسا كيفية مقاسمة حكومات الدنيا بأسرها بيننا ثم لدولة أوستريا. ويعرض ذلك على كل من الدولتين المشار إليهما كل منهما على حدة بصورة خفية جدًا لقبول ذلك وحيث أنه لا بد من أن تقبل إحداهما، فعند ذلك ينبغي مداراة واحترام كل منهما. وأن نجعل من كان منهما قابلا بما عرضناه عليهما واسطة للتنكيل بالأخرى. و تكون روسيا حينئذ قد ضبطت جميع الممالك الشرقية. عند ذلك يسهل علينا أن نقهر وننكل فيما بعد أية دولة بقيت في الميدان من الدولتين المذكورتين.

البند الرابع عشر

على فرض المحال أن كلا من الدولتين المشار إليهما لم تقبل بما عرضته عليهما روسيا. فينبغي حينئذ لروسيا أن تنصرف لمراقبة ما يحدث من النزاع والخلاف بينهما. فإذا وقع ذلك فلا بد أن يحصل تعب للطرفين. وفي ذلك الوقت يجب على روسيا أن تنتظر الفرصة العظيمة وتسوق حالا عسكرها المجتمعين أولا بأول على ألمانيا. فتهجم في تلك الجهات. ثم تخرج أسطولين من السفن أحدهما من بحر ازاق حيث يحتشد عساكرنا، من أقوام الأناضول المتنوعة. والثاني من ليمان خليج ارخانكل الكائنة في البحر المتجمد الشمالي. فتسير هذه السفن وتمر في البحر الأبيض والبحر المحيط الشمالي مع الأسطول المرتب في البحر الأسود وبحر البلطيق. وتهجم على سواحل فرنسا. وأما ألمانيا فإنها تكون إذ ذاك مشغولة بحالها. وبما ذكرناه تصبح المملكتان المذكورتان مغلوبتين. فالقطعة التي تبقى من أوروبا تدخل تحت الانقياد بسهولة وبدون محاربة وتصير جميع قطعة أوروبا قابلة للفتح والتسخير.1

وها هي ذا قوات الجيش الروسي الصليبي تتخذ من مدن الساحل السوري المطلة على البحر المتوسط كطرطوس واللاذقية قواعدًا لها ليحاربوا الإسلام والمسلمين.

وفى النهاية أترك لك عزيزي القارئ إجابة السؤال الذي طرح في بداية التقرير؟

بقلم: مصطفى زايد

  1. الوصية منقولة حرفيًا من تاريخ جودت باشا ↩︎

ضيوف تبيان

يمكن للكتّاب والمدونين الضيوف إرسال مقالاتهم إلى موقع تبيان ليتم نشرها باسمهم في حال موافقة… More »

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى