تجاه نظرية الجهل
هذا المقال ترجمة بتصرف لمقال: Towards a Theory of Ignorance لكاتبه: Philippe Verdoux في موقع: philosophicalfallibilism.blogspot.com. الآراء الواردة أدناه تعبّر عن كاتب المقال الأصلي ولا تعبّر بالضرورة عن تبيان.
“المعرفة (1) أشبه بجسم كُرَوِيّ، كُلَّما كبرتْ كُلَّما لامَسَ سطحُها المجهولَ أكثر” -بلايز باسكال
“عندما تتضاعف المعلومات تنتصف المعرفة وتتربع الحكمة”(2) كما قال الاقتصادي روبرت ثيوبالد. لكنْ بالمقاييس المعاصرة المعلومات لا تتضاعف وحسب، بل هي كما يقول كيفن كيلي: “أكبر الكيانات نموًّا في عصرنا هي المعلومات” (حقًّا إن مجرد دراسة المعلومات هو توسيع لها بحد ذاته). كما نصَّ كيلي وخبير غوغل الاقتصاديّ هال فاريان: “المعلوماتية تتزايد عالميًّا بنسبة 66% سنويًّا منذ عقود”.
ويعرضون هذا التزايد مُتمثِّلًا بالمواقع العمومية والاختراعات الموثقة وعدد الأوراق البحثية المنشورة. وكما سيبدو من الرسم البياني؛ فإن عدد البحوث المنشورة دوليًّا (المختارة بِناءً على تأثيرها وقبولها) زاد بشكل ملحوظ خلال القرن الماضي؛ سواء كان ذلك في العلوم (الشكل1) أو الفلسفة (الشكل 2). لكن هذا غير مفاجئ، إذا أخذنا في الحسبان ظاهرة التخصص الأكاديميّ (التي قيل عنها سابقًا إنها ستُخرِج: “أناسًا يعلمون الكثير عن القليل حتى ينتهي بهم الأمر جاهلين بكل شيء”).
وبالإضافة للتخصصات التربوية والمهنية ظهرت التخصصات اللغوية المشتملة على وضع تعريفات جديدة واصطلاحات محدثة، مما يفضي إلى توسع اللغة الإنجليزية بذاتها أيضًا، وكما يوضح الرسم البياني (الشكل 3) فقد عددتُ المدخلات المحدثة في عدة قواميس منها دكتور جونسون وقاموس اللغة الإنجليزية وقاموس أكسفورد للغة الإنجليزية النسخة الثالثة (المتوقع صدورها في 2037) مقارنةً بالسنين التي نشرت فيها. ويؤكد اللغويون أن اللغة الإنجليزية (اللغة الوسيطة حاليًّا) هي أكبر لغة في يومنا هذا، أوسع من أي لغة أخرى في التاريخ الإنساني.
إذا أخذنا في الاعتبار مقولة ثيوبالد؛ فإن الحكمة والمعرفة تتضاءلانِ بصورة عكسية لنمو المعلومات تاركةً الإنسان المعاصر رغم التطور العلمي الباهر أشدَّ جهلًا، على غرار كونه أعلم وأحكم. (كتب عالم النفس الإنسانية إيريك فروم مُحِّلًلا برَوِيَّة: “نحن نعرف كيف، لكننا نجهل لماذا أو لما”). كما يبدو فإنه الوقت المناسب لطرح “نظرية الجهل” (على غرار نظرية المعرفة)؛ وذلك لنعقل النمط العكسي بين نمو المعلومات وشرح الإنسان لها (العلم المشروح)، وكي ننظر في تأثير هذه الأنماط في سياق التطور الإنساني.
لكنَّ ادعاء أن المعرفة تتضاءل “رغم التطور العلمي” -كما في النص أعلاه- مُضلِّل نوعًا ما؛ فالأصح أنها تتضاءل بسببه، فالبشرية تجد نفسها تحت محنة معرفية بسبب التطور العلمي. وهذا هو الرأي الذي يناصره كيلي، الذي يجادل أن العلم الحديث يكتشف كمًّا من الأجوبة للمعضلات ويكتشف مع كل معضلة كمًّا من الأسئلة، ولكنَّ عدد الأسئلة يفوق ما وجد من الأجوبة أضعافًا مضاعفةً، انظر (الشكل 4). كذلك إذا عرَّفنا الجهل على أنه الفرق بين الأسئلة (المعلومة بلا إجابة) والأجوبة (المُعطاة لأسئلة معروفة)، فالجهل الإنساني يتوسع بلا حد.
لكنْ لِمَ؟ إنْ كان كيلي مُحقًّا هل تحدث هذه الظاهرة في الخارج؟ الجواب: فرضية كيلي مبنية على الادعاء المعقول: أن كل جواب يوفره العلماء يُقدم أكثر من -أو ما يعادل- سؤالين جديدين. خلاصة النتيجة هي أن العلم مثل التكنولوجيا (له دائمًا عواقب غير مقصودة وعوامل خارجية سلبية) يتحول إلى كيان ينمو بنفسه، مبني على حلقة مفرغة من الراجع الإيجابي(3) الذي يسمح لكل أطروحة علمية أن تخلق فرصًا لأطروحات علمية أكثر. باصطلاح آخر: التنوير يقود إلى الظلمة والعلم يستتبع الجهل. لكن كذلك هذه المفارقة الظاهرة لتوسع الجهل هي ما يجعل العلم “يتقدم”. كما أشار ألبرت أينشتاين يومًا:
لن نتمكن من حل المعضلات بنفس نمط التفكير الذي خلقها.
كذلك نغير أفكارنا وبهذا يتقدم العلم.
ولأجل نظرية الجهل هناك الكثير من الأسئلة لتُطرح. بدايةً قد يخطر السؤال حول مصدر الجهل البشري: بأي الطرق يجهل الإنسان ويصبح جاهلًا؟ هذا السؤال له تاريخ مهيب وطويل. كمثال في القرن الثالث عشر روجر بيكون (راهب فرنسيسكاني تقدمي مع ميول تجريبية) وضع: “أربعة أسباب للجهل البشري”:
- السلطة
- التقاليد
- الرأي السائد
- الفخر بالعلم المدعى
لاحقًا عقب نظرية روجر بيكون، الفيلسوف الطبيعي فرانسيس بيكون صنف في ماهية الأوهام البشرية، بما يشمل الاعتقادات القَبَلِيَّة وأوهام الكهف والسوق والمسرح. هذه الأصنام المعرفية كما يدعي فرنسيس بيكون تشتت الحقيقة؛ ولهذا لا موضع لها في المجال المعرفي التجريبي الجديد المعتبر.
وأما فيما يتعلق بالتفريق بين الجهل الفردي والجمعي. كمثال: بالرغم من أنني أعرف القليل عن طريقة عمل المصادم الهايدروني الكبير، فنفس الأمر صحيح أن العلماء (وخصوصًا الفيزيائيين) يعلمون عنه بشكل تفصيلي. كذلك كما أنني جاهل بتفاصيل عمله الداخلية فالوعي الجمعي “نحن” -بما يشمل العامي والخبير- يعلم بشكل كلي. العلم المُجمل المؤلف من عدة علماء يعلمون ككل، جاهلين كأفراد بالصورة الكاملة، أصبح النظام الطبيعي هذه الأيام هو: العلم الكبير وهو الذي بدأ من “مشروع مانهاتن“؛ ويشمل علماء كثرًا يعملون على أجزاء صغيرة بمجموعات مشكلة بتوجيه “قسم ذكي لتوجيه العمل” (راجع مذكرة هيلري بوتنام “تقسيم الجهد اللغوي” والشكل 3 فوق”) الخلاصة هي حل لمشكلة لا يعرفها عالم وحيد بشكل تام، الجمع يعلم الصورة التامة لكن الفرد يجهلها.
ولهذا وجب علينا أن نُعرِّف الجهل بالنسبة للفرد والجمع بشكل مختلف.(5) بمنظور كيلي (الذي يركز على الجمع على غرار الفرد) الجهل: هو الفجوة التي تتسع بين الأسئلة الموصول إليها بشكل جمعي وبين الأجوبة المُمتَلَكَة لها من الجمع نفسه. وعلى غرار ذلك فإن جهل الفرد في هذا السياق يمكن تعريفه على أنه: الفرق بين الأسئلة الموصول إليها جَمْعِيًّا وأجوبة الفرد الشخصية لها.
كذلك كلما وقف الجمع على أسئلة أكثر فإن الفرد يجد نفسه أكثر وعيًا بجهله النسبي. وهذا ما أظن أن “لانغدون وينر” عبَّر عنه عندما كتب:
إن كان الجهل يقاس بكم المعرفة التي يجهلها الفرد أو الجمع، فعلى هذا يجب الاعتراف أن الجهل بهذه النسبة يتزايد.
(لكن يجب أن تعرف المعرفة هنا على أنها بشكل خاص مقدار الأسئلة بلا جواب في منحنى كيلي في الشكل أعلاه).
وأكثر من ذلك فالفرد أشد تقيدًا بما أسميه: “المقايضة بين الاتساع والعمق” من الجمع، وبالنظر لورطتنا الكبرى (الحاصلة تحت عقبات مثل: الوقت والذاكرة وغيرهما) فإن عمق المعرفة للفرد يتناسب بشكل عكسي مع توسعه المعرفي. (تستثنى الثقافة لكونها متراكمةً بتعاقب الأجيال فلا تتطلب البداية من جديد عقب فناء كل جيل). يمكن بهذا الاعتبار تخيل نطاق لأهل المعرفة يتباين من خبراء في طرف إلى مشتتين في الطرف المقابل، في حين يكون طرف أكثرَ ضيقًا في الأفق لكنه أشد إحكامًا لأمور معينة من الطرف الآخر ذي الفهم الشمولي. وهذا ما يشير إلى مصدرين للجهل الفردي، اللذين يمكن عرضهما بهذه الصيغة:
- مقدار توسع الجهل بالنسبة لعمق المعرفة.
- مقدار تعمق الجهل بالنسبة لتوسع المعرفة.
فيما سبق قد استعرنا وتعمقنا في فهم كيلي للجهل، لكنني أظن أن مبدأ الجهل قابل للتحليل بشكل أعمق من ذلك. ضَعْ في الاعتبار كمثال مفهوم كيلي عن “السؤال”؛ فمن الواضح مثلًا أن هناك أسئلةً نعرفها، وهناك أسئلةً لمْ نصُغْها بعدُ، بمعنى أدق أسئلة لا نعرفها. كيلي لا يأخذ في الاعتبار إلا النوع الأول في نظريته عن الجهل الجمعي.(4) من الممكن بشكل معقول أن هناك أسئلةً لا نعرفها ولا نعي أننا لا نعرفها، كمٌّ من الأسئلة لا مُتناهٍ (أم هو مُتناهٍ؟). أتحدث عن أسئلة غامضة هي من بنات نظرية مستقبلية ما، كمثال جهل فيزيائيِّي القرن ما قبل العشرين بعدم التوافق النظري الظاهر بين ميكانيكا الكم ونظرية النسبية كمثال.
يصور العالم الرياضي والمعطل (نسبة إلى المعطلة) نيكولاس القوسي هذا المعنى عن الجهل في كتابه “عقيدة الجهل المكتسب”. كما يدعي نيكولاس فإن الجهل والعلم كظاهرة معرفية لا يباين بعضها بعضًا، بل هما متشابكان بطرق مثيرة للاهتمام. يقول: “كلما أدرك الحكيم جهله ترسخ في العلم أكثر.” وبعبارة أخرى:
الجهل المعلوم أنه جهل ليس بجهل.
لكنه معرفة أو حكمة. (كان لسقراط معنى مشابه لما قال: “كل ما أعرفه أنني لا أعرف شيئًا”) وبتطبيق هذا على رسم كيلي البياني، فإن الانحناءة العليا لن تكون عبارةً عن جهل بسيط، وإنما شبه معرفة أو جهل مكتسب علميًّا. كما تزعم ديبورا بيست ومارغرت جين إنترون-بيترسون: “أن الاعتراف بالجهل يتطلب معرفةً، ومواجهة الأسئلة والمجهول متطلب للاعتراف بذلك الجهل {…} الجهل ليس فراغًا أو نقصًا. الجهل هو امتلاء.” لكن كيلي يزعم أن العلم يقود لجهل أكثر من معرفة لهذا قد يكون مُضلِّلًا.
هذا النوع من الجهل يتطلب معرفةً فوقيةً أو نوعًا من المعرفة التي تختص بظاهرة عدم العلم. فإنه بالفعل يعسر على الشخص أن يعرف ما لا يعرف لكن يمكنه أن يعرف أنه لا يعرف. “ويت إيت آل” يعرض هذه الإمكانيات المنطقية بشكل صريح في تميزه الثلاثي بين:
- الجهل المعروف: يعلم أنه لا يعلم بشأن ما.
- الجهل غير المعروف: لا يعلم أنه لا يعلم بشأن ما.
- العلم الزائف: يظن أنه يعلم بشأن، لكنه لا يعلم.
كيلي يقبل النوع الأول والثالث (ما يهم حقًّا هو الفرق الموضوعي بين ما يعرفه الشخص وبين ما لا يعرفه)، أنا شخصيًّا لا أعرف كيف أضع النوع الثاني في رسم بياني؛ لأن الاحتمالات لا نهائية، عبارة عن خط متتابع من “المجهولات المجهولة” التي تتصاعد في انحناءة الرسم البياني. بناءً على هذا المنطلق فإن العلم هو عملية تحويل الأسئلة المجهولة إلى أسئلة مطروحة، ومن ثم الشروع في الإجابة.
وبناءً على نقاشنا أعلاه يمكن تقديم المصفوفة السداسية هذه: (الشكل 5)
وفي الختام فآمل أن يوفر هذا الطرح حجةً مقنعةً في إطار فرضية تطور المعارف الإنسانية. باحتساب أن هناك حدًا عقليًّا يمنع الإدراك البشري عن الإحاطة بكل تفاصيل النظام الاجتماعي المعقد وإدراك كل المعارف التي أسسته. نحن الآن من جهة معينة نجد أنفسنا نجهل أكثر فأكثر؛ سواء كان ذلك بشكل جمعي أو فردي وبدون معرفة محيطة بنظامنا الاجتماعي لن نتحكم في طريقة سيره أو نتمكن من توجيهه بشكل جيد.
لو فرضنا وجود كائنات ما بعد البشرية أكثر ذكاءً وتطورًا أيضًا فيجب عليها أن تحيط بكل المعارف حتى لا تصل إلى الانهيار والدمار المحتوم الذي يحصل لكل حضارة بشرية في نهايتها (6).
كذلك فإن نظرية الجهل يفترض أن توفر المعرفة الكافية للإجابة عمَّا إذا كان يجب تطوير تكنولوجيا معينة أم لا، من أمثال الذكاء الاصطناعي والروبوتات. وبرأيي فالنظرية تستطيع توفير هذا الجواب، لكن طبعًا قد أكون جاهلًا بذلك.
المعرفة ليست سعادةً وعلمًا، لكنها مقايضة بين جهل وجهل من نوع آخر.
هوامش:
(1) ينتمي هذا المقال بما يتضمنه من نقاش إلى فلسفة العلم. وبالعموم يدور حول فكرة الجهل، وعلاقة العلم الحديث وتكوينه بالوصول لحالة من الجهل الجمعي، وتعريف الجهل كما تُقرِّره بعض الأدبيَّات الغربيَّة الحديثة. (المُحرِّر)
(2) يقصد الخبير الاقتصاديّ من كلمته أنَّ المعلومات تزيد، فتتقلَّص المعرفة إلى النصف، والحِكمة إلى الرُّبع. (المُحرِّر)
(3) يقصد أنَّ كلَّ بحث علميّ يطرح أسئلة وإجابات؛ هذانِ بدورهما يطرحانِ مساحةً جديدةً لبحث علميّ آخر يحاول مُعالجتهما؛ بصوغهما في صيغة جديدة، أو محاولة نقضهما، أو أو… فالعلم نفسه يُولِّد علمًا. وأنوِّه إلى أنَّ هذا النمط يُبعد العلم عن الواقع الذي يُعالجه منذ البداية، ويجعله يدور في دوامة مغلقة عليه. (المُحرِّر)
(4) هنا فكرة يجب شرحها: العلم في زمننا هذا -وفي التطوير الغربيّ له- ينحو إلى التخصُّص الدقيق جدًّا؛ بحيث إنَّ هناك منجَزًا علميًّا مُتحقِّقًا، لكنَّ هذا المُنجّز لا يمكن نسبتُه لفرد بعينه، بل يُنسب لمجموع أفراد كبير، هُم مَن اشتركوا في إنجاز هذا العمل العلميّ. فمثلًا: مشروع مانهاتن الذي نتج عنه القنبلة النووية كان نتاج عمل مجموع ضخم من الأفراد والتخصُّصات. فـ”المجموع الكُلِّي” للمجتمع يعمل وينجز، لكنَّ الأفراد لا يعلم كلٌّ منهم إلا تخصُّصه وما يؤدِّيه من عمل أُحاديّ يُكوِّن فيما بعد العمل العلميّ الكُلّي. وهذا ما سمَّاه بالعلم الكبير. (المُحرِّر)
(5) وفي تصوُّر العلم الحديث تأتي الفكرة هنا عن الجهل الجمعيّ؛ الذي هو عدم قدرة المجموع على الإجابة على الأسئلة الكثيرة الجمَّة التي تتولَّد من العمل العلميّ نفسه -كما سبق الذكر-؛ مِمَّا يؤدي إلى فجوة عظيمة بين ما نطرحه من أسئلة وما نمتلكه من إجابات. أمَّا الجهل الفرديّ -وهو تصوُّر اعتياديّ للجهل- فهو الفارق بين جهود المجتمع الكليَّة، وما يدور فيه من أسئلة وبين قدرة الشخص نفسه على الإجابة عنها أو إدراكها. وذاك الجهل الجمعيّ يُشعر الفرد بضآلته العلميَّة وهو ما سمَّاه بالجهل النسبيّ. (المُحرِّر)
(6) يسوق الكاتب هذه الفرضية من منطلق تطوري بالاستناد إلى كون الحضارات البشرية تقود نفسها للخراب دائمًا؛ فيفترض أن البشرية قد تقود نفسها للهلاك بشكل جمعي أيضًا. بالنظر لمتن المقال فهذا الاستنتاج غير لازم أبدًا وهو من الاجتهاد الشخصي للكاتب. (المترجم)
مراجع الشكل 3:
- 1755: A Dictionary of the English Language (Dr. Johnson)
- 1828: An American Dictionary of the English Language (Webster)
- 1860: An American Dictionary of the English Language (Webster-Mahn Edition)
- 1884: OED, First Edition
- 1890: Webster’s International Dictionary of the English Language (Porter)
- 1900: Webster’s International Dictionary of the English Language (republished with supplemental words)
- 1909: Webster’s New International Dictionary (Harris & Allen)
- 1934: Webster’s New International Dictionary, Second Edition (Neilson & Knott; contains many nonce words; is thus currently the largest English dictionary)
- 1961: Webster’s Third New International Dictionary of the English Language, Unabridged
- 1989: OED, Second Edition
- 2005: OED (with added words)
- 2009: OED (with added words)
- 2037: OED, Third Edition