ليلة القدر .. تحرير وتنوير 

كم من جدال نزَع قدسية قضية ما، أو أنسى جمالية حدث ما، أو تعامل مع قشورها دون لبها، فتخبو العاطفة وتعلو الحدة، وتخفت المشاعر وتُحرك الآلات، إلى أن ينتهي الحدث وما شبعنا منه ولا طعمنا ما نتبلغ به، ومن هذا الجدال -المتكرر كل عام- الحديث عن ليلة القدر من جهة موعدها وتحديد ليلتها.

دعونا نحاول تأمل قدسية القضية وتذكر جمالية الحدث ونتعامل مع لب المسألة وقلبها؛ تحفيزًا للعاطفة وتحريكًا للمشاعر، نعايش تلك الليلة العظيمة من خلال السورة الموسومة بالقدر، مستعينين بتفسير (التحرير والتنوير)1 للطاهر بن عاشور رحمه الله، نتلمس بديع الآيات لأعظم الليالي مع مفسر بليغ؛ عسى أن نكون من الجادين في إدراكها، الفائزين بها تدبرًا وفهمًا ثم أجرًا وقبولًا بإذن الله.

إعجاز الترتيب

بدايةً ننظر في ترتيب سورة القدر في المصحف فنجدها جاءت بعد سورة العلق، وآياتها الأُول أول ما نزل من القرآن وقبل سورة البينة، ومن الملاحظ أن سورة القدر أقصر من سورتي العلق السابقة لها والبينة اللاحقة بها، وفي هذا يقول الطاهر:

«ومن تسديد ترتيب المصحف أن وضعت سورة القدر عقب سورة العلق مع أنها أقل عدد آيات من سورة البينة وسور بعدها؛ كأنه إيماء إلى أن الضمير في أنزلناه يعود إلى القرآن الذي ابتدئ نزوله بسورة العلق».

فكما ورد عند البخاري من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ جَاءَهُ المَلَكُ، فَقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ، خَلَقَ الإنْسَانَ مِن عَلَقٍ، اقْرَأْ ورَبُّكَ الأكْرَمُ الذي عَلَّمَ بالقَلَمِ}.

أول آية.. تشريف للقرآن

ليلة القدر .. تحرير وتنوير 

في أول آية نجد استخدام ضمير العظمة أي ضمير الجمع للدلالة على الواحد، في قوله سبحانه {إنّا أنْزَلْناهُ} بدل (أنا أنزلت)، مع ربط فعل الإنزال بقدرته سبحانه، وفي هذا يقول الطاهر: «وفي ضمير العظمة وإسناد الإنزال إليه تشريف عظيم للقرآن».

ثم يعلل ابن عاشور قول الله سبحانه {إنّا أنْزَلْناهُ} وليس (إنا أنزلنا القرآن)، بقوله: «وفي الإتيان بضمير القرآن دون الاسم الظاهر إيماء إلى أنه حاضر في أذهان المسلمين لشدة إقبالهم عليه؛ فكون الضمير دون سبق معاد إيماء إلى شهرته بينهم».

لأن الضمير في اللغة يُستعمل على الأصل ليذكر ما هو معلوم لدى السامع مستقر عنده غير مبهم، فإن كان القرآن الكريم مبهما مغفولا عنه من قبل المسلمين لكان الضمير مستغلقا، أما لموقع القرآن في قلوبهم وتحلقهم حوله فهما وتدبرا وتطبيقا وحفظا، فكان الضمير كأنه عائد على مذكور سابق.

وهذه طريقة قرآنية تكررت أكثر من مرة، ومن أمثلتها قوله سبحانه {فَلَوۡلَاۤ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ} فالضمير يعود إلى الروح مع عدم التصريح بها في الآيات السابقة، كذا {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} أي الشمس.

ليلة الشرف

أما بالنسبة للفظة القدر فلو فتحنا كتب اللغة سنجدها تخبرنا بأن «القاف والدال والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على مَبْلَغ الشَّيء وكُنهه ونهايته. فالقدر: مبلغُ كلِّ شيء. يقال: قَدْرُه كذا، أي مبلغُه»، كما قال صاحب مقاييس اللغة.

وقال ابن سيده كما نقل ابن منظور في اللسان: «القَدْرُ والقَدَرُ القضاء والحُكْم، وهو ما يُقَدِّره الله عز وجل من القضاء ويحكم به من الأُمور. قال الله عز وجل: إِنا أَنزلناه في ليلة القَدْرِ؛ أَي الحُكْمِ».

فالكلمة إذن تحمل معانيَ منها أنها نهاية الشيء، ومنها أنها القضاء والحُكم، واختار المعنى الأول -أي أنها نهاية الشيء ومبلغه- ابن عاشور عند تفسيره للكلمة.

وقال بأنها ليلة الشرف والمنزلة العالية عند الله سبحانه: «وليلة القدر: اسم جعله الله لليلة التي ابتدئ فيها نزول القرآن. ويظهر أن أول تسميتها بهذا الاسم كان في هذه الآية ولم تكن معروفة عند المسلمين وبذلك يكون ذكرها بهذا الاسم تشويقا لمعرفتها؛ ولذلك عقب قوله: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ﴾ [القدر: ٢].

والقدر: الذي عرفت الليلة بالإضافة إليه هو بمعنى الشرف والفضل كما قال تعالى في سورة الدخان ﴿إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾ [الدخان: ٣]، أي: ليلة القدر والشرف عند الله تعالى مما أعطاها من البركة؛ فتلك ليلة جعل الله لها شرفا فجعلها مظهرا لما سبق به علمه فجعلها مبدأ الوحي إلى النبيء ﷺ».

تشريف القرآن

«والمقصود من تشريف الليلة التي كان ابتداء إنزال القرآن فيها تشريف آخر للقرآن بتشريف زمان ظهوره، تنبيها على أنه تعالى اختار لابتداء إنزاله وقتا شريفا مباركا؛ لأن عظم قدر الفعل يقتضي أن يختار لإيقاعه فضل الأوقات والأمكنة؛ فاختيار فضل الأوقات لابتداء إنزاله ينبئ عن علو قدره عند الله تعالى».

إذن فالزمان مرتبط بالحدث والحدث مرتبط بالزمان، وكلاهما يُكسب الآخر التشريف، فالقرآن أشرف الكتب كلام الله المُنَزّل على أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم في أشرف البلدان مكة لخير أمة أخرجت للناس شرّف ليلة القدر، وهي أيضًا اختيرت لابتداء إنزال القرآن لفضلها ومكانتها عند الله تعالى.

معيار التفاضل

«وتفضيلها بالخير على ألف شهر، إنما هو بتضعيف فضل ما يحصل فيها من الأعمال الصالحة واستجابة الدعاء ووفرة ثواب الصدقات والبركة للأمة فيها؛ لأن تفاضل الأيام لا يكون بمقادير أزمنتها ولا بما يحدث فيها من حر أو برد، أو مطر، ولا بطولها أو بقصرها؛ فإن تلك الأحوال غير معتدٍّ بها عند الله تعالى؛ ولكن الله يعبأ بما يحصل من الصلاح للناس أفرادا وجماعات وما يعين على الحق والخير ونشر الدين. 

وقد قال في فضل الناس: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} فكذلك فضل الأزمان إنما يقاس بما يحصل فيها؛ لأنها ظروف للأعمال وليست لها صفات ذاتية يمكن أن تتفاضل بها كتفاضل الناس، ففضلها بما أعده الله لها من التفضيل؛ كتفضيل ثلث الليل الأخير للقربات».

فالأوقات والأزمنة لا تتفاضل عند الفرد المسلم بما يحدث فيها من أمور مختلفة إلا بالأمور المعتد بها عند الله من صلاحٍ للخلق ونشر للحق وإظهار للخير، أما أن تتفاضل الأزمنة بما يحدث فيها من بهجة وفرحة أو حدث مرتقب أو غير ذلك مما لا علاقة له بما يعبأ به الله، فهو من الاختلال في المعايير.

ليلة القدر .. تحرير وتنوير 
الاحتفال برأس السنة

أعظم ليلة.. هادئة!

«لا جرم أن ليلة القدر التي ابتدئ فيها نزول القرآن قد انقضت قبل أن يشعر بها أحد عدا محمد ﷺ إذ كان قد تحنث فيها، وأنزل عليه أول القرآن آخرها، وانقلب إلى أهله في صبيحتها؛ فلولا إرادة التعريف بفضل الليالي الموافقة في كل السنوات لاقتصر على بيان فضل تلك الليلة الأولى. ولما كانت حاجة إلى تنزل الملائكة فيها، ولا إلى تعيين منتهاها».

سبحان الخالق! لم تُزلزل الأراضي وتُفجر البحار ويُرى بريق الشهب المتساقطة ويُسمع عواء الوحوش الشرسة، كانت ليلة عادية لم يشعر أهل الأرض بأنها أعظم لياليهم، وأن من لحظتها كان الفرقان والهدى والخير والتبيان وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، بل لم يشعر بها غير النبي صلى الله عليه وسلم فقط.

وعليه قد تكون الليلة من أعظم الليالي ولا يتنبه لذلك أحد، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أم سلمة رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري: ((اسْتَيْقَظَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتَنِ، ومَاذَا فُتِحَ مِنَ الخَزَائِنِ، أيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الحُجَرِ، فَرُبَّ كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ في الآخِرَةِ)).

فلا انتظار للحشود العظيمة والصفوف الطويلة حتى أكون معهم في إحياء ليلة القدر وغيرها من الأيام العظيمة عندنا، وإنما يعظم المسلم شعائر الله وحرماته وأيامه ولو كان وحده.

وبالعكس لا تعظيم للأعياد والمناسبات بما أجده من احتفاء الناس بها وفرحهم فيها، وإنما بأحقية هذا اليوم بالتعظيم، حتى ولو احتفل بهذا اليوم العالم أجمع!

ولعل ذلك مما يُعطي أوقات غفلة الناس عن القرب من الله أعظم الأجور تفضيلا لتلك الأوقات عن أوقات إقبال الناس، وفيه عند مسلم عن معقل بن يسار رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الْعِبادَةُ في الهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إلَيَّ))، والهرج هو القتل للدلالة على أوقات الفتن وتخبط الأحوال التي يكون فيها الغالب غافلا عن العبادة.

فبذلك فليفرحوا

«ومعنى بإذن ربهم أن هذا التنزيل كرامة أكرم الله بها المسلمين بأن أنزل لهم في تلك الليلة جماعات من ملائكته وفيهم أشرفهم، وكان نزول جبريل في تلك الليلة ليعود عليها من الفضل مثل الذي حصل في مماثلتها الأولى ليلة نزوله بالوحي في غار حراء.

وفي هذا أصل لإقامة المواكب لإحياء ذكرى أيام مجد الإسلام وفضله، وأن من كان له عمل في أصل تلك الذكرى ينبغي أن لا يخلو عنه موكب البهجة بتذكاره».

ثم قال ابن عاشور: «وهذا تعليم للمسلمين أن يعظموا أيام فضلهم الديني وأيام نعم الله عليهم، وهو مماثل لما شرع الله لموسى من تفضيل بعض أيام السنين التي توافق أياما حصلت فيها نعم عظمى من الله على موسى قال تعالى: ﴿وذكرهم بأيام الله﴾ [إبراهيم: ٥] فينبغي أن تعد ليلة القدر عيد نزول القرآن».

وهذا مثل قوله سبحانه: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}، قال السعدي في تفسيره: «تعظيم شعائر الله صادر من تقوى القلوب، فالمُعظّم لها يبرهن على تقواه وصحة إيمانه، لأن تعظيمها، تابع لتعظيم الله وإجلاله».

ومثل قوله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}، فسّرها ابن كثير بقوله: «أي بهذا الذي جاءهم من الله من الهدى ودين الحق فليفرحوا، فإنه أولى ما يفرحون به، [فهو خير] من حطام الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة لا محالة».

حكمة إخفائها

بعد كل هذه الفضائل والفيوض الربانية لليلة القدر، يأتي السؤال لم كانت الليلة مخفية لا نعلم وقتها، حتى أن كل أقوال العلماء والمحققين عن وقتها تأتي تحت الاجتهاد الظني لا القطع الحاسم؟

يجيبك ابن عاشور: «وحكمة إخفاء تعيينها إرادة أن يكرر المسلمون حسناتهم في ليال كثيرة توخيا لمصادفة ليلة القدر كما أخفيت ساعة الإجابة يوم الجمعة».

فمن اجتهد في ليلة واحدة دونًا عن بقية الليالي فقد خالف حكمة الإخفاء، فقد رفع الله سبحانه وقت الليلة عن عباده؛ ليراك بين الواقفين للقرب منه، بين الراكعين لعظمته، بين الساجدين للتذلل له، بين الرافعين أكف الضراعة عسى الله أن يجيب استغاثاتهم، بين الذاكرين بِـ((اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)).

سلام هي

ذكرنا أن السورة عددت فضائل الليلة بأنّ فيها نزل القرآن، وهي خيرٌ من ألف شهر، وفيها تتنزل الملائكة مع سيدنا جبريل عليه السلام، وختمت جماليات الليلة بـ{سلام هي}! ما أجملها من نهاية وما ألطفها من كلمة ختام تنزل كالبرد على الصدور والرجع على القلوب، فبها تمت النعمة والحمد لله رب العالمين.

يقول ابن عاشور: «والسلام: مصدر أو اسم مصدر معناه السلامة قال تعالى: ﴿قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ [الأنبياء: ٦٩]. 

ويطلق السلام على التحية والمدحة، وفسر السلام بالخير؛ والمعنيان حاصلان في هذه الآية، فالسلامة تشمل كل خير؛ لأن الخير سلامة من الشر ومن الأذى، فيشمل السلام الغفران وإجزال الثواب واستجابة الدعاء بخير الدنيا والآخرة. 

والسلام بمعنى التحية والقول الحسن مراد به ثناء الملائكة على أهل ليلة القدر كدأبهم مع أهل الجنة فيما حكاه قوله تعالى: ﴿وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾ [الرعد: ٢٣].

وتنكير {سلام} للتعظيم. وأخبر عن الليلة بأنها سلام للمبالغة؛ لأنه إخبار بالمصدر».

حتى مطلع الفجر

ليلة القدر.. تحرير وتنوير

كل آيات السورة فضائل الليلة، خيريَّتها عن ألف شهر، نزول الملائكة مع جبريل عليه السلام بالخير، سلام هي، إلا {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} فليس ذلك المقطع من الآية إخبارًا عن أجر، وإنما تنبيهًا على أن لهذه الأجور وقت انتهاء فيتعين على المسلم الحريص استثمار تلك الليلة أشد استثمار قبل نهايتها.

قال ابن عاشور: «وذكر نهايتها بطلوع الفجر لا أثر له في بيان فضلها، فتعين أنه إدماج للتعريف بمنتهاها ليحرص الناس على كثرة العمل فيها قبل انتهائها».

وطريقة ذكر نهاية أوقات العبادة أصل من أصول التشريع الإسلامي، فغالب العبادات من جملة ما تتعرّف بها الحد الزماني، ومن الأمثلة شهر رمضان أصلًا، كما في سورة البقرة، فبعدما علمت أن الصيام فُرض علينا كما كان مفروضًا على الأمم السابقة، وأن مقصده الأعظم تقوى الله سبحانه، تأتيك {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} مصدّرة كأول معلومة تطرق ذهنك عن الصيام، قبل أن تعرف حتى ما هو الصيام وكيفيته وشروطه وأحكامه وعلى من يجب من المسلمين!

ثم قال: «والمقصود من الغاية إفادة أن جميع أحيان تلك الليلة معمورة بنزول الملائكة والسلامة، فالغاية هنا مؤكِّدة لمدلول ليلة؛ لأن الليلة قد تطلق على بعض أجزائها كما في قول النبيء ﷺ ((مَن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه))، أي: من قام بعضها، فقد قال سعيد بن المسيب: من شهد العشاء من ليلة القدر فقد أخذ بحظه منها. يريد شهدها في جماعة كما يقتضيه فعلُ «شهِد» فإن شهود الجماعة من أفضل الأعمال الصالحة».

فهبوا شادين المآزر، مُحيين الليالي، موقظين الأهل والصحب، علنا نُكتب من شهود أعظم ليلة.. ليلة القدر.

  1. تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد، الطاهر محمد بن عاشور ↩︎

عمار يسري

مهتم باللغة والفكر

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى