“سليم هندي أحمر” في محاولة لكشف زيف الحضارة الغربية
“سليم هندي أحمر” عنوان ملفت وجذاب لصفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” انطلقت من حوالي أربعة شهور ربما تكون أحد متابعيها أو لفت انتباهك مشاركة بعض الأصدقاء لمنشورات منها، شخصية غامضة وخفية تقف خلف إدارة الصفحة، الأمر يبدو وكأن وراءه قصة، لذا سعينا في التواصل مع المسؤول عن الصفحة في محاولة منا لفهم أكثر حول الصفحة ورسالتها وأهدافها وبالتأكيد قصة من وراءها ؟!
من هو سليم؟
اسم “سليم” جاء قدرًا وتيمنًا بالسلطان العثماني سليم الأول مجدد الملة وموحد الأمة خادم الحرمين الشريفين -رحمه الله- بحسب كلامه.
يصف ” سليم ” نفسه بأنه هندي أحمر لكنه شرقي الميلاد والهوية والثقافة والانتماء الحضاري، وردًا على سؤال بخصوص الدولة التي ينتمي لها: “لا أحب تسمية البلاد التي أقيم فيها لكن يمكن أن تجدني في الجزائر في ولاية عين الدفلى أو دولة خليجية”.. يقول سليم أنه يحفر عن كنوز التاريخ الهندي المليء بالعبر التي إذا أخذ بها العرب يمكنهم من خلالها فهم العقلية الأمريكية والأوروبية أكثر وأيضًا للكشف الزيف الحضاري الغربي بشكل عام.
بسؤاله عن سبب اختباره توجيه رسالته للمسلمين الشرقيين وليس عموم المسلمين وأغلبهم ليسوا عرب، فأجاب: “الشرقيين في أحرج وأخطر مراحل تاريخهم وهم يتعرضون لما حصل مع الهنود الحمر تمامًا، وأنا شرقي الانتماء منحاز للإسلام وفكره وثقافته وأحب من الشرقي الاعتزاز بتاريخه ودينه ورموزه العظماء، ولهذا قمت بهذا الجهد وأرجو من الله مباركته“.
“إن الفكرة الأساسية التي أريد عرضها هي أن الغرب ليس الحل وليس النموذج الأمثل وأن الإسلام ليس عائقًا للتقدم الحضاري في بلاد الشرق” – سليم
يحاول سليم من خلال صفحته عرض الأفكار التي من شأنها تفعيل روح الاعتزاز بالنفس عند الرجل الشرقي وإعادة الثقة للشرقيين بثقافتهم وحضارتهم ودينهم، كما أنه يحاول إبراز حقيقة الزيف الحضاري الغربية وأكاذيب الغرب بشان حقوق الإنسان والحيوان بالصور والمعلومات الموثقة.
من هم سكان أمريكا الأصليون؟
يطلق على معظم سكان الأمريكيتين الهنود الحمر بسبب الخطأ الذي وقع فيه كريستوفر كولومبوس عند وصول حملته إلى شواطئ جزر الهند الغربية في الكاريبي وظنه أنه وصل إلى الهند وكان بعض قبائل السكان الأصليين يصبغون أنفسهم بطلاء أحمر فأطلق عليهم التجار الأوروبيون هذه الصفة، أما في الحقيقة فإن سكان أمريكا لم يكونوا هنودًا ولا حمرًا.
وبسبب الشبه العرقي بين الهنود الحمر والجنس المغولي لاسيما سكان التبت وإندونيسيا فإنه يُعتقد بأن الهنود وصلوا إلى أمريكا من آسيا عبر مضيق بيرنج الذي كان بين القارتين حينما كانتا متصلتين وقبل اختراع القوارب، وتختلف التقديرات الزمنية عن هذه الهجرة ويصل بعضها إلى قبل ثلاثين ألف سنة من الميلاد.
الزعيم الثور الجالس
إذا بقيت كل قبيلة من شعبنا تقاتل لوحدها سنقتل جميعًا، يمكنهم قطع أصابعنا واحدًا تلو الآخر، لكننا إذا اتحدَنا سنشكَل قبضة قوية – الزعيم الثور الجالس.
نبذة عن الزعيم الثور الجالس: يعد آخر زعماء المقاومة الهندية، استطاع تسجيل آخر انتصار هندي على الجيش الأمريكي سنة 1876م ثم عرضت أمريكا مكافأة لمن يقتل أو يدل عليه، ولجأ إلى كندا لكن الحكومة هناك ضايقته، عاد بعدها إلى أمريكا التي خططت لقتله وتم لها ذلك سنة 1890م ثم بعد أسبوعين من قتله ارتكبت أمريكا آخر مذابحها الكبرى بحق قبيلته انتقامًا منهم.
الهندي في المجتمع الأمريكي بين هامش الخارج وقاع الداخل
يقول مؤرخون أمريكيون مبررين سلوك تاريخهم تجاه السكان الأصليين:
أن مجتمع القرن التاسع عشر لم يكن يؤمن بالتعددية.
مع كونها فكرة تنويرية تسبق ذلك التاريخ ونشأت في القرن الثامن عشر، ولن نناقش هنا لماذا هذه الردة الرجعية؟!
المهم أن المجتمع الأمريكي لم يكن يؤمن بالتعددية ولهذا نبذ الهندي خارجًا، ولكن عندما أصبح المجتمع يؤمن بالتعددية في القرن العشرين أدخل هذا الهندي الذي انتقل من خارجه إلى قاعه منبوذًا أيضًا، ولا يمكن لأحد أن ينفي كون القاع جزءًا من داخل هذا المجتمع الذي يعطينا دروسًا ليل نهار في وجوب قبول الآخر ويتدخل في شؤوننا إلى حد القصف لو وجد ذبابة تعيش في قاع حاوية القمامة.
اقرأ أيضًا: عن إرساء وحراسة القيم
النهج الغربي: المبادئ تخدم المصالح
هذا النهج هو نهج الحضارة عمومًا مع الآخر الذي لا يزال عنوان دروس مملة تلقيها ويلقيها المبهورون بها على غيرهم من الشعوب، فالمبادئ تخدم المصالح بشكل يدعو إلى العجب، عندما تدعو المصلحة للابتعاد عن التدخلات ما دامت المصالح مؤمنة يكون المبدأ هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية ولو مع أعتى المستبدين المفسدين، ولو هددت المصالح يصبح نشر الديموقراطية هو المبدأ لو على حساب حكم منتخب بحرية مشهودة وإذا قاتل المحلي أعداء الغربيين دفاعًا عن أرضه ومقدساته يكون مقاتلًا لأجل الحرية، وعندما يغزو الغربيون بلاد هذا المحلي نفسه ويقاومهم كما يقاوم غيرهم يصبح إرهابيًا متوحشًا، وعموما هذا التقلب ليس غريبًا على حضارة جعلت المنفعة هكذا بجلاء ميزانًا معتمدًا لسلوك البشر.
اقرأ أيضًا: نحو فهمٍ أفضل للهيمنة الأمريكية
نحن والغرب بين الإنجازات العلمية والإبادات الجماعية
يرى المعجبون بالغرب أن له إنجازات علمية كبرى تستحق الإكبار وربما تضاءلت إلى جانبها كل جرائمه الكبرى، ولسنا هنا في معرض تأكيد أو نفي هذه المقارنة، نعم إن للغرب إنجازات علمية وتقنية كبيرة جدًا، وقد صنع لنفسه جنة شديدة الرفاهية وهي محل توق كثير من الناس للانضمام إليها.
ولكن عند الحديث عن جرائم الغرب ضد الآخرين الذين بدؤوا بسكان أمريكا الأصليين ليس الهدف من الحديث هو إنكار الإنجازات الغربية، بل محاولة البحث عن مكاننا نحن في هذه الجنة التي صنعها الغربيون لأنفسهم: هل هي جنة حصرية أم عامة لكل البشر؟ وهل يمكن أن تكون عامة أصلًا؟ وهل يمكن أن نكررها لأنفسنا؟ وهذه هي فائدة قراءة تاريخ الهنود الحمر، فهو ليس تاريخًا ميتًا أو متحفيًا للتسلية أو البكاء، هو تاريخ حي مازالت فصوله تكرر نفسها إلى اليوم وتشير إلى مكانة “الآخر” في الحضارة الغربية.
ولهذا فإن الإعجاب والانبهار بالإنجازات الغربية لن يؤدي إلى الانضمام إلى جنة الغربيين، ولن يؤدي إلى تجنب المصير الذي لاقاه من قبلنا، كما أن توجيه النقد لجرائم الغرب ليس هو السبب في استثنائنا من دخول هذه الجنة لأن الغرب لم يؤسس موقفه من الآخرين يومًا بناء على مسالمتهم إياه أو عداوتهم له، بل على برنامجه القاضي باحتكار مواردهم سواء كانوا أصدقاء أم أعداء، فلا تقربهم صداقتهم منه ولا تبعدهم عداوتهم عنه.
وبرنامجه هو الذي يحدد له من يسترضي ولو كان عدوًا ومن يستبعد ولو كان صديقًا، والفائدة من التحذير من ذلك وذكر الموقف الغربي من الآخرين هو حمايتنا من أن نكون سلمًا يصعد الغربيون عليه للوصول إلى مصالحهم قبل أن يلقوا بنا في سلة المهملات، حيث لا مكان لنا بينهم كما أكدت التجارب التاريخية الطويلة المتكررة، وساعتها لن يفيدنا أي إعجاب أو انبهار بالغرب وإنجازاته، ولن يجدينا الاعتراف بتقدمه وقوته، والأجدى لنا بدلًا من الوقوف على أعتاب الآخرين والانبهار بإنجازاتهم دون أن ننالها إلا على سبيل الاستهلاك الكسول، هو أن (نصنع) طريقنا الخاص الذي يوصلنا إلى إنجازاتنا التي تفيدنا أكثر من إنجازات الآخرين، أي أن الانبهار أو حتى الاعتراف لا يغني عن المقاومة ولن يفيد صاحبه كما يفيد الغربيين أنفسهم.
اقرأ أيضًا: الاحتلال الناعم ومعركة الأمّة القادمة
الإبادة الثقافية
“دعوني أكون رجلًا حرًا، حرًا في التنقل، حرًا في التوقف، حرًا في العمل، حرًا في التجارة أينما أردت، حرًا في اختيار معلمي، حرًا في اتباع دين آبائي، حرًا في التفكير والكلام والتصرف لنفسي” – الزعيم “جوزيف” الرعد الذي يقصف فوق الجبال 1840-1904م.
بوليسيس غرانت
قائد الجيش الأمريكي في الحرب الأهلية والرئيس الأمريكي الثامن عشر فيما بعد (1869-1877) في عهده وقعت معركة القرن الصغير التي هزم الهنود فيها كاستر (1876) شهد عهده أعنف الحروب ضد الهنود وسياسة إبادة جواميس البيسون التي حصلت على الدعم الرسمي وعهده أكثر عهود الفساد السياسي، قام بزيارة للشرق العثماني (مصر وفلسطين وإستانبول) كانت نظرته لأهل الشرق عنصرية وفوقية وأنانية ولا تختلف عن نظرته للهنود الحمر.
جون آدامز وبداية خدمة أمريكا لليهود
يعد الرئيس الأمريكي آدامز جونز (1848-1767م) أول رئيس أمريكي يدعو لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وإقامة حكومة مستقلة وقد كتب رسالة إلى الصحفي الصهيوني مانويل نوح في 1818 يقول فيها:
أتمنى أن أرى ثاني أمة يهودية مستقلة في يهودا.
أبراهام لينكون في خدمة اليهود
سجل الرئيس إبراهام لينكون في سنة 1863 موافقته على ما سماه إعادة اليهود إلى وطنهم القومي في فلسطين ووصفها بأنها حلم نبيل يشترك فيه كثير من الأمريكيين، وتمنى أن يأتي اليوم الذي يتمكن الأمريكيون من قيادة العالم لتحقيق أحلامهم.
إذن من هو الإرهابي؟
ليس هناك مثالًا أكثر انحطاطًا من الواقع الذي نعيشه، فبعد كل ما سبق تجد أن أمريكا اليوم هي الحكٓم الذي يحدد من هو الإرهابي ومن ليس كذلك، رغم أن التاريخ يسجل لأمريكا:
- أنها أبادت 112 مليون من الهنود الحمر بأبشع الوسائل الممكنة.
- قتلت مليون ونصف مكسيكيًا مع نهب ثرواتهم وأراضيهم.
- قتلت 5 مليون من الفيتناميين، وقصفتهم بالعامل البرتقالي الذي تسبب في تشويه المواليد.
- قصفت مدينة درسدن الألمانية بـ 3.900 طن من العبوات الحارقة ليموت حوالي 500 ألف شخص!
- قصفت هيروشيما وناغازاكي بقنبلتين نوويتين ليموت عشرات الآلاف في دقائق ويتشوه أكثر من ٦٠ ألف ويقضي بشكل كامل على كل الكائنات الحية.
- قصفت كوريا وقتلت المئات.
- قتلت في أفغانستان خلال ثلاثة أشهر فقط ما لا يقل عن 50.000 .
- حاصرت أفغانستان ليموت أكثر من 15.000 طفل، و5 مليــون لاجئ أفغاني.
- حاصرت العراق ليموت أكثر من مليون طفل عراقي وتتسبب في إصابة آلاف الأطفال الرضع بالعمى لقلة الأنسولين، خلال أكثر من 10 سنوات.
- نحن لم نقصف الفلوجة بالفوسفور الأبيض الحارق ليموت 5000 شخص ذوبانًا.
- قتلت في احتلال العراق ما يقدر بـ 109 ألف عراقي.
- استعبدت 40 مليون أفريقي، وكيهم بعد استعبادهم بأسياخ الحديد، وتسببت في موت 100 مليون أفريقي أثناء معارك “صيد العبيد”.
- قطعت أعضاء الجثث بعد قتلها وجمعت آذان الضحايا وارتدوها في قلادات حول الرقبة، وقطعت وجُمعت فروات الرؤوس، وتم تقطيع الأعضاء التناسلية للذكور واستخدمها الرجال البيض كأكياس يضع فيها الرجل الأبيض تبغ سجائره (كما حدث مع الهنود الحمر والفيتناميين).
- أمريكا هي من بنت سجن “أبو غريب” ولا “جوانتنامو”؟!
- ولا ننسى أن أمريكا هي من دعمت الحكام الدكتاتوريين القتلة بالسلاح والمعلومات وكل وسائل وأدوات قمع الشعوب، أمثال باتيستا في كوبا، وبيونشيه في تشيلي، وكالطغاة المجرمين الحكام في بلادنا.
اقرأ أيضًا: تقرير الكونجرس الأمريكي عن التعذيب
بعض الكتب والمصادر الموصى بها لكشف زيف الحضارة الغربية وإظهار شيء من إجرام أمريكا والغرب
- محاضرة تاريخ الخلافة الأمريكية للدكتور حسام أبو البخاري.
- جرائم أمريكا والغرب.. د.محمد مورو.
- أمريكا والإبادات الجماعية.
- أمريكا والإبادات الثقافية.
- أمريكا والإبادات الجنسية.
- أمريكا التولتيارية.
- ماذا يريد العم سام؟
- عقيدة الصدمة.
- اعترافات قاتل اقتصادي.
المرحلة الاولى: فضح زيف ودجل لمنع الانبهار واسقاط الداخل.
المرحلة الثانية : التحرر من التبعية
المرحلة الثالثة : قيام نقطة استقطاب لتجميع الطاقات واعادة البناء.
ولكن تناول الموضوع بهذه الطريقه الغير علميه لا تؤدي الغرض ولا تقنع المتعلم. لان تناول الموضوع بهذه الطريقه وتجميع كل سيء مع اختلاف السنون والظروف والعصور والافكار والبشر واعطاء تصور او حكم عام مجرد ينم على انه مقال عاطفي بإمتياز.
ما نفع تغير الزمن إذا كان القاتل واحد! ويزداد وحشية في كل زمن!