الدين في الصراع حول فلسطين.. بعض ما كشفته غزوة طوفان الأقصى
كان الدين وسيظل محرك هذه الأمة العربية ومركز استشراف مستقبلها في العز والتمكين باتباعه، أو الذل والهوان إذا ما ابتغت العزة في غيره، فعلى الدين قامت الأمة وبه سادت، وبالتقهقر عن تعاليمه تراجعت ووصلت لما هي عليه اليوم من هوان وضعة وإخفاق في كافة المجالات.
وكان الدين وأوهام العودة للأرض المقدسة؛ كذلك، هو المدخل والحامل للعصابات الصهيونية المجرمة التي جمعت اليهود حول احتلال فلسطين وتكوين الكيان الصهيوني. وما زال الدين هو محرك قطاع كبير منهم ويزداد يوما بعد الآخر في هذا المحتل الغاصب لاستمرار حلم إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.
وطوال قرن مضى استخدم الإسلام كما اليهودية سلاحاً في المعركة بين العرب وعصابات الصهاينة المدعومة غربياً، وها نحن اليوم نفتتح قرناً جديداً بعد سقوط الخلافة الإسلامية، وكفة الدين في الجانب الصهيوني تعلو بينما كفته في الجانب العربي تشيل وتهوي في غالبه؛ لولا رجال الجهاد الفلسطيني وبقية باقية من رجال الأمة التي تجاهد بالمال والدم والدعاء.
فقد كان الدين وما زال وسيظل هو مشعل حركة المقاومة ضد هذا الاحتلال الغاصب منذ وصول أول العصابات الصهيونية لفلسطين حتى اليوم؛ وإلى أن تحرر فلسطين وكل أرض عربية ومسلمة، فلم تتراجع القضية وتحدث الاختراقات والتفاهمات طوال تاريخ الصراع وحتى وقوع طامة التطبيع منذ السبعينيات حتى اليوم إلا عندما تقدمت القومية الفارغة من الدين وتصدرت النخب العلمانية الوقوعية المستسلمة مشهد الحل، ووقعت الوقيعة بين العروبة والإسلام، فبرزت الاعترافات ووقعت الاتفاقات بدءً من اتفاقيات الهدنة ومحادثات السلام السرية طوال الخمسينيات، ثم القبول بالوجود الصهيوني والتحول من إزالة الكيان إلى إزالة العدوان حتى وصلنا إلى كامب ديفيد ثم أوسلو ووادي عربة وأخيرا اتفاقات إبراهام، وما زال في جعبة الخيانة العلمانية الكثير بعد التخلي عن القومية العربية المعلمنة بعد أن أدت دورها المطلوب لعقود طوال.
واليوم وبعد مرور عام على غزوة طوفان الأقصى الفاصلة بين عهدين، والفاتحة لمرحلة جديدة من الصراع مع العصابات الصهيونية ومن يدعمونها من الغربيين والشرقيين والعرب، نتذكر كيف كان الدين هو باعث تلك الغزوة، ومحرك تلك الثلة من الرجال المؤمنين الذين خاضوا غمارها غير عابئين باختلال موازين القوى ولا تبعات ما بعدها مما يعرفون ويتوقعون من همجية العدو ومن يدعمونه، لكن إيمانهم بهذا الدين والقيم التي يمنحها لهم ويلزمهم بها جعلتهم يحققون نصراً سجله تاريخ الحروب ولن ينساه، ويحققون هدفاً غالياً في لحظة سقوط مريع للأمة بأكملها، أوقف مؤقتاً حمأة التطبيع والتتبيع والتركيع التي يقودها الحكام الذين ابتليت بهم هذه الأمة ويدعمهم شلة من المنافقين في الإعلام والصحافة والجامعات والاقتصاد وغيرها ممن باعوا دينهم بثمن بخس.
الدين في مرمى الخطر
وهذا الدين القيم؛ روح حياة هذه الأمة وماء وجودها ومنبع عزها وقوتها ومقاومتها، هو الذي سيكون محور السجال في المرحلة التالية لتوقف الحرب، فالخطط توضع والأهداف تحدد والفرائس تُصطاد من كل شكل ولون؛ مؤسسات وأفراد، لتؤدي أدوارها في تشويه الدين ومفاهيمه في عقول وقلوب المسلمين العرب بعد أن عاد لصدارة المشهد في كل بيت عربي بعد السابع من أكتوبر 2023م.
فكيف سيُستخدم الدين في الجانب العربي لتفريغ القضية الفلسطينية من جوهرها ومعناها ومضامينها الدينية في عقول وقلوب المسلمين العرب؛ حتى يُتخلص من تبعات غزوة الطوفان الإيجابية، وترسيخ جوانبها السلبية، وتكبيرها وتضخيمها على الهيئة التي تجعلها سبة، وهزيمة، وتنطع، وقلة خبرة، وإلقاء للنفس في التهلكة، ومنافع حزبية ضيقة، وغيرها من النعوت السلبية التي تسلب المقاومة وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وأي صوت داعم لها في مكان عربي كل إيجابية وتنزع عنها كل ما يميزها؟
الإجابة هي: كما اُستخدمت القومية العربية لتغييب دور الإسلام في عقود الخمسينيات حتى الثمانينيات، واُستخدم الإسلام عن طريق الفهم القاصر لكثير من الحركات التي انتمت للإسلام لإضعاف القومية العربية منذ الثمانينيات حتى فجر الثورات العربية المغدورة في العقد الماضي، سيُستخدم الدين بشكل سلبي مرة أخرى أشد وأكثر مكراً ودهاء وبقيادة أسماء عربية مسلمة ومؤسسات تدعي الإسلامية وحكومات تدعي أنها تسعى لخير هذه الأمة كذبا وزورا.
فبعد أن مررنا منذ العقد الماضي بمرحلة تغييب وتسفيه القومية والإسلام لصالح الكائن الاقتصادي النفعي تاجر البندقية المستهلك القابل لكل عدو المعجب به المتعاون معه، فها نحن ندخل عقد الحرب الشاملة على الدين من داخله وبيد من يدعون أنهم أبناؤه؛ ليعود الدين كما أراده دائماً حُكّامنا الظلمة والاستعمار الفاجر وربيبته الصهيونية مُخَدِّراً لأبناء الأمة، فلن يُترك الدين الذي عاد من جديد؛ لأنه حي لا يموت يحمله من كل خلف عدوله، مُمَثلاً في رجال الشام في غزة العزة؛ غزة هاشم العربية المسلمة، لتعلن من جديد جولة جديدة من الصراع يقودها الإسلام فتُسَلّم العروبة قيادها له؛ لتعود للأمة عزتها عندما يبتغي العرب العزة عند الله ورسوله، من هؤلاء الأعداء ليقود الأمة من جديد.
لماذا الحملة على الإسلام؟
لم يعد خافياً على أي متابع عادي ما يعنيه دخول الإسلام غمار المشهد في الاجتماع السياسي العربي من تداعيات سواء كانت إيجابية أو سلبية، فالإسلام قوة دافعة وطوفان هادر في أي سياق يحل فيه، والمُراجع لغالب اللحظات الفارقة في حياة أمتنا العربية طوال قرن سيجد أن وجود الإسلام كان مُشعلاً للموقف دائماً، وأي قائد سياسي عربي اسماً أو مسئول أو خبير غربي أو خبير صهيوني أول ما يضع على أجندته في تعامله مع مجتمعاتنا العربية هو العامل الديني وتأثيره على أي مخطط يراد تنفيذه أو أي هدف يراد تحقيقه، أو أي شخصية يراد تشويهها أو تلميعها، بل إن هناك من المؤسسات المعروفة وغير المعروفة التي تتولى صناعة شخصيات بعينها لتدخل المشهد العربي من باب الدين؛ وظاهرة الدعاة الجدد، والحكام المؤمنون، ومسافة السكة، والدحيح، وغيرهم ليست ببعيدة عن أعيننا.
والحرب على غزة خير مثال على ما نريد قوله، فقد أحدثت غزوة الطوفان زلزالاً في عقول وقلوب الآباء والأمهات انتقل؛ بفضل الله وحكمته ومكره للمؤمنين بالمنافقين والكافرين، إلى قلوب وعقول وألسنة الأطفال الصغار فصاروا يرددون الموت للصهاينة وللأمريكان المجرمين وكل من عاونهم من الذين يتحكمون في مصائر العرب من الحكام الخونة، وتداعى الجميع لنجدة فلسطين بكل ما يقدرون عليه من مال أو دم أو دعاء أو مساندة أدبية بالكتابة والكلام والتظاهر، وهو أمر خطير على أي مصالح لثلاثي التخريب في بلادنا: الحكام العملاء، والاستعمار بأشكاله القديمة والحديثة، والعصابات الصهيونية: وجودها ووظيفتها في المنطقة، وبات المطلوب اليوم وغداً إزالة آثار هذا العمران القرآني في الواقع والقلوب والعقول والتوجهات والوعي العربي المسلم، من خلال شن عدوان إبليسي على كل قيمة جميلة تم إحياؤها بكرامة الطوفان، وداخل كل قلب قد أشرف على الموت فأيقظته غزوة الأقصى، وداخل كل نفس استمرأت حياة اليأس والهوان فأعزتها كتائب الجهاد التي غزت العدو وقتلته تقتيلا، وداخل كل عقل وعى حقيقة ما يجري وطبيعة الصراع على حقيقته الدينية لا كما تم تصويره بشكل زائف، كل ذلك مطلوب إزالته.
لذلك سيواجه الإسلام حرباً لا هوادة فيها خلال الفترة القادمة في كافة المجتمعات العربية؛ وفي القلب منها مصر، وقد برزت بعض مظاهر هذه الحملة في مصر من خلال بعض بالونات الاختبار المتعددة: مركز تكوين، تنامي نشاط حركة علمانيون، صالون تفكير، المجموعات الملتفة حول مشروع مؤسسة مؤمنون بلا حدود في القاهرة برعاية الدومنيكان لإعداد جيل جديد من الباحثين والمثقفين يدعون لتاريخية الشريعة وتشويه الجهاد بمدارسة كتب بعض رموز هذه المدرسة، وظاهرة الدحيح ومن شابهه ممن يروجون للإلحاد مباشرة أو بطرق ملتوية وتمولهم جهات خارجية، وتلميع مشايخ الصوفية المصريين، ووضع موطأ قدم لطائفة البهرة في مصر من خلال تمويل تجديد مساجد أهل البيت، والاهتمام بالمزارات السياحية الدينية في مصر؛ وخصوصاً في مصر القديمة الإسلامية وطور سيناء، والعديد الذي لا يحصى من حسابات الفيس بوك ومنصة إكس التي تمتلأ بالنقد للإسلام وثوابته كلها دون استثناء، وستزداد الحملة شراسة ومنهجية المرحلة القادمة خاصة أن يد الإمارات تجهز الكثير من المؤسسات والمثقفين وتعدهم لذلك من خلال مراكز أبحاثها في القاهرة: تكوين، دال، الحبتور وما يستجد. وستكون عناوين تلك الحرب: تفريغ وتسفيه مفهوم الجهاد، الترويج للديانة الإبراهيمية بكافة السبل المباشرة وغير المباشرة.
وهناك الجانب الآخر الأخطر الذي سيحارب به الدين بشكل أكثر شراسة وبطريق غير مباشر عبر الالتفاف حوله بالتركيز على نفسية المصريين وتطلعهم لحياة أفضل بشكل سريع، وذلك عن طريق تزيين إمكانية الثراء السريع بالاندماج في منظومة الفساد الحالية التي تقودها قيادات النظام من جانب، ومليارديرات الخليج؛ وفي المقدمة الإمارات، التي تقوم بإغراق البلاد في موجة مادية فاجرة لا يجد فيها المرء نفسه إلا غارقاً في لجتها من شدة فجورها وتزينها وسهولتها للكثيرين، والذين سيجذبون إليهم مجموعات محيطة بهم في عملية تشبه تأثير الدومينو حتى تتسع الدائرة لأكبر عدد من المصريين: فكم الأموال التي تدخل البلاد وتستثمر في الفجور الاستهلاكي في شكل كمباوندات ومولات ومساكن فاخرة فاجرة وأنماط استهلاكية ومنتجعات للتصييف؟! وما تؤسسه من شراكات بين أقليات لا تكاد تجد شيئاً فتصبح بين عشية وضحاها من أصحاب الملايين، وتجذب هذه الفئة آلاف ممن حولهم للانتفاع ببعض ما نهبوه ولينقلوا إليهم أمراض الشراهة والاستهلاك والحياة التافهة، والتي بدأت تنتقل للأرياف والأحياء الشعبية، فوجدنا مضاربات على الأراضي وانتشار الأنماط الاستهلاكية في المأكل والملبس والمشرب ثم السكن تنتقل لهذه البيئات جالبة معها كافة أمراضها من الانحلال والتفلت من أي قيم أخلاقية ودينية، ورغبة الغالبية من الأجيال الجديدة لهجر نمط معيشتهم بل وهجران مجتمعاتهم ذاتها تطلعا لتلك الحياة الرغدة سواء في خليج الزفت والقطران أو منتجعات الأغنياء حيث فرص الثراء السريع بمجرد معرفة الطريق للثروة، وهذا باب عظيم من أبواب التخريب والخيانة والتجسس لم يتطرق إليه في عصرنا إلا القليل النادر؛ ويحتاج كتائب من الباحثين لمتابعته وكشف حقيقته، من خلال الشركات متعدية الجنسيات وشركائها من المصريين.
وهناك التحضير للقيادات الدينية الجديدة التي ستقود المرحلة القادمة: في مجال التصوف، قيادات الأوقاف، إسلام الكاجوال والمريد والشيخ، والإفتاء، وإعداد شيخ جديد للأزهر يناسب المرحلة الصهيونية الإماراتية، ووزير تعليم جديد مشبوه وما سيقوم به من تنفيذ التعليمات الجديدة لتغيير المناهج كما حدث ويحدث في دول الخليج عن طريق المؤسسة الصهيونية المتخصصة في ذلك، وغيرها من المؤسسات والوزارات التي يتم تجنيدها لهذا المشروع التخريبي للدين كل في مجاله.
وعلى الراغب في المزيد من الفهم والبحث أو التأكد من صدق ما ذكرناه فلينظر فقط في عناوين بعض الصحف أو المجلات المصرية والمواقع الإلكترونية والإعلامية والفضائيات وأجنداتها الحالية والمستقبلية، ولينظر لمحتويات موضوعاتها ليتعرف على بعض جوانب الصورة، ثم ينظر للتغييرات التي سبق الإشارة إليها للقيادات الدينية والتعليمية والثقافية، وما استتبعه ذلك من تغيير أو إدخال نخب جديدة مساندة لهم في وزاراتهم ومواقعهم الرسمية؛ لا نعلم عنها شيئا، ثم ليذهب لموضوعات التريند على وسائل التواصل وبرامج التوك شو لتعرف إلى أين نحن ذاهبون؟
نماذج للإلهاء
ظاهرة المساكنة، والمطربين المخنثين، النجمات الشواذ، طريقة لبس الرؤساء والأمراء التي تناسب الموضة في ألوانها وتفصيلاتها وأماكن تصويرهم، ولغة حديثهم الدارجة الهابطة، الحوار الوطني وما يحمله من كوارث، أفلام السينما والمسلسلات والبرامج الحوارية، مهرجان العلمين واشتراك وزيرا الأوقاف والثقافة وتصريحاتهما، مبادرة الشراكة مع مؤسسة توني بلير لتعليم الشباب وما وراءها، والجرأة على الحديث في أعقد القضايا بكل تفاهة والفتاوى الشاذة التي تملأ الأفق، والصراعات المتجددة على قضايا قديمة بين السلفيين بعضهم البعض، وبينهم وبين الأزهر والأوقاف والإفتاء، والخلافات حول الأشخاص بعضهم البعض والمعارك الكبيرة حولهم وما يشده من عشرات الآلاف من المتابعين والمتعصبين وما تعنيه من إهدار أوقات وأموال وجهود وأدوات كانت من المفروض أن توجه للجهاد في قضايا الأمة، وما سيتم طرحه من مصالحات بين النظام والتيار الإسلامي لقاء أجندة عريضة من المطالبات؛ تُفرّغ الإسلام من أسسه وتسهل على أي تافه أن يبرهن صحة رؤيته عن الدين وأنه (أفيون الشعوب).
فعندما يتخلى التيار الإسلامي عن كل ما دافع عنه طوال قرن مضى مما قدمه كرؤية إسلامية فذلك تمهيد لهدم الفكرة الإسلامية ذاتها، وهكذا كما حدث مع السلفيين تماماً عندما اُستدرجوا بفعل فاعل أو فعل طامع للمجال السياسي، وما حدث للفكرة ثم سحب معظم التمويل عنهم إلا ما يتناسب مع ما تبقى من أدوارهم في المرحلة الحالية.
وكما أن المسافة بين التخلي عن المضمون الحق للإسلام كما جاء في القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وبين تفريغه من هذه المضامين واستبدالها بما يتوافق مع المخطط الحالي، تحوي على مدد الشوف جهود مؤسسات وأفراد خططوا وسهروا وعلموا وربوا ودربوا أصدقائهم الجدد الذين نفذوا ذلك ويجهزون لما هو أفظع منها وأنكر، فإن الأمر في مصر أدهى وأمر، فمصر هي قاعدة الإسلام حامية العروبة هذا دورها وتلك وظيفتها وهو قَدَرها يحكم عليها الموقع والموضع والدين والتاريخ والأمن القومي. والحبل على الجرار في كل عاصمة عربية فيما يتعلق بالمؤسسات والأفراد والموارد والأموال التي ستُنفق لتشويه الإسلام والجهاد ومن يجاهدون في فلسطين وخارجها.
وأخيراً هناك الكثير من القضايا الأخرى التي ستكون في صدارة الموضوعات التي سيُشغل بها الرأي العام المسلم، مثل: الصراع السني الشيعي، والصراع السني السني، واستدعاء الإسلام السياسي المستأنس، وتغيير مناهج الدراسة، وانتشار الأفكار والنخب العلمانية من جديد، وعودة الصراع بين القومية والإسلام والعلمانية كورقة فاعلة في الإرباك المحلي وتعميق التناقضات الفكرية والمذهبية، وورقة الخليج ونسخة الإسلام المشوهة ودور المال السحت في تخريب الأمة؛ لتسهم في تشتيت وعيه وتشويه فهمه للدين وصرفه عن مهامه الأساسية وإبطال مفعول جرعة الوعي الكبيرة التي أمدته بها غزوة طوفان الأقصى، فهل يفيق من يتصدرون للعمل الإسلامي لكل تلك المخططات ويحزموا أمرهم ويرتبوا صفوفهم ويبدأوا العمل المؤسسي الذي عليه أن يقاوم ذلك كله؟