يا صديقي، ماذا تعرف عن الإسلام؟!- الجزء الأول

لي صديق كان كمثل عامة الناس من يطلق عليهم أسم مسلم ويكتب في خانة الديانة مسلم ولكنهم لا ينتمون للإسلام بأي صلة ولا أقول هذا توبيخا أو من باب أني الأفضل ولكن أسفاً وحزناً عليهم لأني كنت مثلهم يوما ما، لا أعرف أي شيء في ديني..
صلينا العصر و بينما نحن في طريق العودة سألته..
-يا أحمد هل أنت مسلم؟؟
-فرد عليا بسرعه و بحزم نعم أنا مسلم..
-فسألته ماذا تعرف عن دينك؟!
-سكت الصديق و كأني أخبره بشيء لا يعرفه أحد قط ..
-تعجبت من سكاته فكررت له ماذا تعرف عن دينك ما هو معنى كلمة مسلم؟
طال الصمت..
فبدأت أخبره أن الإسلام هو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك، والشرك هو أن تعبد إلها غير الله وأن تقوم بالعبادة ابتغاء مرضاة مخلوق غير الله أو تشرك مخلوق مع الله وأنت تقوم بالعمل فتذبح لغير الله وتنذر لغير الله وتصلي لغير الله.
-بدأت علامة التعجب تظهر على وجه صديقي وسألني فصل أكثر!
-قولت له أن ديننا يقام ويبنى على 5 أعمد، أولها لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وثانيها إقام الصلاة وثالثها إيتاء الزكاة ورابعها صوم رمضان وخامسها الحج إن توفرت لك السبل.
كما أخبرنا رسول الله في حديث عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاَّ الله، وأنَّ محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحجِّ البيت، وصوم رمضان” رواه البخاري ومسلم.
وبدأت أشرح له كل ركن من الأركان الخمسة وتفهمها لأنه بحكمه مسلم يعلم عنها إلا لا إله إلا الله فقولت له ألا تعرف مفتاح الجنة ؟!
-قال لي وهل لو قولت لا إله إلا الله دخلت الجنة؟!
-قلت له بلى يا أحمد تدخل الجنة ولكن هل تعمل أنت بـ لا إله إلا الله؟
-فأخبرني كيف أعمل بها؟
-فـ قلت له إذا عرفت معناها وعملت بمقتضاها “وهو ترك عبادة ما سوى الله، وعبادة الله وحده”.
-فقال لي أشرح أكثر !!
-فبدأت أخبره أن التوحيد أساس عقيدتنا الإسلامية ومن غيرة نكون غير مسلمين
وبدأت أعرف له التوحيد فقلت له أن التوحيد في اللغة أن توحد الشيء وتجعله واحداً
كما أقول لك لا يخرج من البيت إلا أحمد فـ هكذا قد وحدت الخروج من البيت لأحمد فقط ولن يخرج سوى أحمد من البيت
أما في الشرع فهو أن تفرد الله تعالى الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات. و هذه هي أقسام التوحيد.
-قال لي ما زلت لا أفهم؟!
-تبسمت له، وبدأت أخبره أن:
‫توحيد الربوبية‬‬ هو إفراد الله عزوجل بـ : الخلق، الملك، التدبير.
أو بمعنى آخر هو إفراد الله عزوجل بأفعاله.
مثل: الخلق والرزق والإحياء والإماتة وإنزال المطر وإنبات الشجر.. و غير ذلك.
‫و الدليل‬‬ على ذلك (وَ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَٰوَٰتِ وَ الأَرْضِ) ، (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَ الأَمّرُ)
و أن ‫‏توحيد الألوهية‬‬ ويسمى: توحيد العبادة: هو إفراد الله عزوجل بأفعال العبادة.
مثل : الصلاة والصيام والحج والتوكل والنذر والذبح والخوف والرجاء والمحبة… وغير ذلك.
الدليل : (وَ مَا خَلَقّتُ الْجِنَّ وَالْانسَ إِلَّا لِيَعْبُدُنِ) ، (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا)
و أن توحيد الأسماء و الصفات هو أن يُوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله -صلى الله عليه و سلم- من صفات الكمال ونعوت الجلال من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل.
الدليل : (وَ لِلَّهِ الأَسْمَآءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا وَ ذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِىٓ أَسْمَىٕهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون)
والتكييف هو: جعل الشيء على حقيقة معينة من غير أن يقيدها بمماثل.
وأما التمثيل: فهو اعتقاد أنها مثل صفات المخلوقين.
وأما التحريف: و هو في اللغة التغيير واصطلاحا :تغيير النص لفظا أو دلالة
وأما التعطيل: و هو في اللغة الإخلاء والتفريق ومنه قوله تعالى {وبئر معطلة}أي لا وارد لها
لحلول العذاب بأهلها واصطلاحا: إخلاء الله تعالى عن أسمائه وصفاته إخلاء كليا أو جزئيا.
و أخبرته أن أقسام التوحيد الثلاثة متلازمة، و كل نوع منها لا ينفك عن الآخر فمن أتى بنوع منها ولم يأتِ بالآخر لم يكن موحداً “مشرك”‬‬.
أن تعلم أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله كانوا مقرِّين بتوحيد الربوبية، فهم يعترفون بأن الله هو الخالق الرازق، المحي المميت، النافع الضار، الذي يدبر جميع الأمور.. و ما أدخلهم ذلك في الإسلام ويترتب عليه عدم دخول الجنة والدليل قوله تعالى: “قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَآءِ وَ الأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَ الأَبْصَـٰـر وَ مَن يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيِّتِ و يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ مَن يُدَبِرُ الْأَمرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ” [سورة يونس: الآية ٣١.
توحيد الألوهية هو موضوع دعوة الرسل؛ لأنه الأساس الذي تُبنى عليه جميع الأعمال، و بدون تحققه لا تصح جميع الأعمال، فإنه إذا لم يتحقق حصل ضده وهو الشرك، والخصومة بين الرسل وأممهم كان محورها هذا التوحيد فيجب العناية به ودراسة مسائله وفهم أصوله والدليل قوله تعالى: “وَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَسُولٍ إِلَّا نُوحِىٓ إِلَيْهِ أَنَّهُ لَآ إِلَـٰـهَ إِلَا أَنَا فَاعْبُدُونِ”.
فبدأ يفهم و تبدأ عليه علامات الفرحة بما عرفه وتركته عند بيته متوعداً بلقاء جديد والقيت التحية وذهبت وبهذا انتهى لقاءنا  وبدأت وأنا في طريق عودتي للمنزل أفكر فيما سأخبر في اللقاء القادم ليفهم دينه ويبدأ الإسلام بنتشر كما نشره رسول الله وليس كما تنشره برامج التلفاز والراديو وما تدسه من خبث في حفنة من علماء السوء..

بقلم: أندلسي

هريرة

-{‘قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّه’}- إِنِي عَزَمْتُ بِأَنْ أَعِيْشُ كَمَا أَنَا .. لِلْهِ مَحْيَايَ… More »

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى