موسى بن نصير.. فاتح الأندلس
في هذه الظلمة الحالكة والغمة المطبقة، التي شوهت فيها معالم الدين، ونُكست فيها الفطر، ودنست فيها القيم والأخلاق، حتى صرنا نأخذ تاريخنا من أفلامٍ مهلكة، ومسلسلاتٍ هابطة، وكتب لمنافقين حاقدين مشوِهة، حتى نُسّينا تاريخنا، وجهلنا ديننا، وتوهنا عن أُصولنا، فصار قدوتنا؛ ممثل داعر، أو لاعب كافر، أو ملحد بالكفر مجاهر، ونسينا أن لنا أجدادًا تتحاكى بهم، وتقفُ لهم الدنيا، بل عمروها مع أنهم عمروا آخرتهم، ومن هؤلاء أُعجوبة تاريخ الفتح، الولي الورع، الفذ البارع، موسى بن نُصير -رحمه الله-.
مولده ونشأته
ولد موسى بن نُصير عام (19هـ=640م)، في قرية من قرى الخليل في شمال فلسطين، تُسَمَّى كفر مترى، في بيت علم وجهاد، فتعلَّم الكتابة، وحَفِظَ القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، ونظم الشعر. وقيل: كان مولى امرأة من لخم.
وكان أعرج مهيبًا، ذا رأي وحزم، وروي عن تميم الداري. حدث عنه ولده عبد العزيز، ويزيد بن مسروق. وكان والده نُصَير بن عبد الرحمن بن يزيد، مولى عبد العزيز بن مروان، وكان شجاعًا وممن شهد معركة اليرموك الخالدة، وكانت منزلته مكينة عند معاوية بن أبي سفيان، وبلغ في الرتب أن كان رئيس الشرطة في عهد معاوية حين كان واليًا على الشام في خلافة عمر وعثمان، وفي روايات أخرى أنه كان رئيس حرس معاوية نفسه.
وكذلك روى التاريخ لأمِّ موسى قصة بليغة في الشجاعة، فلقد شهدت هي -أيضًا- معركة اليرموك مع زوجها وأبيه، وفي جولة من جولات اليرموك التي تقهقر فيها المسلمون، أبصرت أمُّ موسى رجلاً من كفار العجم يأسر رجلاً من المسلمين، تقول:
فأخذتُ عمود الفسطاط، ثم دنوت منه فشدخت به رأسه، وأقبلتُ أسلبه فأعانني الرجل على أخذه.
وهكذا تربى موسى بن نُصير على حب الجهاد، وترعرع بين أبناء القادة والملوك، فلم يُلهيه ذلك عن حمل هم الإسلام والدفاع عنه.
وقفات مع سيرته
حينما تقرأ في سيرة هذا الفذ؛ تجد أن كبار الكتاب والمؤرخين تعجز أقلامهم، وتقف بلاغتهم حائرة في وصف هذه القامة الإسلامية الشامخة، فكيف بمن يتعلم منه كيف يكتب عنه!
موسى بن نصير؛ من درس أو قرأ تاريخ الأندلس عرف فضله ومنزلته، فهو الفاتح لها، وهو من ثبّت دعائم الإسلام فيها، كما ثبته في بلاد المغرب بعد أن أعاد فتحها، فلولاه ما استقر فيها الفتح، وما كان لنا في الأندلس تلكم الحضارة، فقد تعلم من خطأ من سبقه، فكان منهجه في الفتوحات كمنهج خالد بن الوليد -رضي الله عنه-.
تولى وزارة مصر مع عبد العزيز بن مروان، فكان نعم الوزير، فتعلم وازدادت خبرته في أمور السياسة والحكم، وكانت له سمعة طيبة، جعلت الخليفة الوليد بن مروان يعينه وزيرًا لأخيه بشر على العراق ورئيس الديوان، وفي الحقيقة كان هو الأمير الفعلي، حتى تولى ولاية البصرة، ثم عَيَّنَه صديقُه عبدُ العزيز بن مروان سنة تسع وسبعين واليًا على شمال إفريقية بدلًا من حسان بن النعمان، وحينما وصل إلى مقر القيادة خطب في الجند فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه:
إنما أنا رجل كأحدكم، فمَنْ رأى مني حسنة فليحمد الله، وليحضَّ على مثلها، ومَنْ رأى منِّي سيئة فليُنكرها، فإني أُخطئ كما تُخطئون، وأُصيب كما تُصيبون.
ولمَّا وصل إلى مدينة القيروان، صلَّى بالجند صلاة شكرٍ لله على النصر، ثم صعد المنبر وخطب قائلًا: “وأيم الله! لا أُريد هذه القلاع والجبال الممتنعة حتى يضع الله أرفعها، ويذلَّ أمنعها، ويفتحها على المسلمين بعضها أو جميعها، أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين”.
وانتشرت جيوش موسى بن نصير في شرق المغرب وشماله تفتح كلَّ ما يُصادفها من الحصون المنيعة؛ حتى أخضع القبائل التي لم تكن قد خضعت بعدُ للمسلمين، حتى استقر الأمر للمسلمين في بلاد المغرب، بدأ يتطلع إلى فتح بلاد الأندلس، وهكذا المسلم العالم العامل، تجده لا تحده الآمال ولا توقفه الظنون، ولا يعلم للمستحيل دليلًا، يعمل بقوله تعالى “فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ”.
فشيد الأسطول، حتى نزل مولاه طارق بن زياد -قائدُ جيش موسى بن نصير- أرض الأندلس، وبعد عدَّة معارك فتح الجزيرة الخضراء، وعَلِمَ الإمبراطور لُذريق بنزول المسلمين في إسبانيا من بتشو حاكم إحدى المقاطعات الجنوبية، الذي بعث إليه يقول:
أيها الملك، إنه قد نزل بأرضنا قوم لا ندري أمن السماء أم من الأرض، فالنجدة… النجدة، والعودة على عجل.
ولما خشي موسى بن نُصير على جيش طارق، عبر إليه على رأس حملة كبيرة، ولما لاقاه عاتبه، ثم عفا عنه، وأخذ القائدان يُتمان فتح الأندلس، ولما تمادى في سيره في الأندلس، أتى أرضًا تميد بأهلها. “فقال عسكره: إلى أين تريد أن تذهب بنا؟ حسبنا ما بأيدينا، فقال: لو أطعتموني لوصلت إلى القسطنطينية”.
ابن نُصير وتثبيت دعائم الإسلام في شمال أفريقيا
لما تولى موسى بن نُصير قيادة الجيش في شمال أفريقيا، وقد رفرفت فيها راية الإسلام من قبل على يد عقبة بن نافع أولًا ثم على يد حسان بن النعمان، وجد موسى أن الجيوش عادت إلى القيروان بعد أن كانت قد بلغت البحر، وحتى القيروان كانت عبارة عن أكواخ شبه مهدمة قد أصابها الجزر، وقد أحاطها البربر من كل جانب، فأهلها في ترقب وخوف دائم من مداهمة العدو لهم، هُنا ظهرت فطنة وحكمة القائد الحقيقي.
فقد انتهج نهج عمر بن الخطاب، شدة في غير ضعف وقوة في غير عنف، وتواضع في غير مذلة، ونهج سيف الله المسلول خالد بن الوليد؛ هدوء وحذر شديد، تعلم من أخطاء من سبقوه، فإنه لما بحث عن أسباب ردة غالب أهل المغرب عن الإسلام، وجد خطأين:
- الأول: أن عقبة ومن معه كانوا يفتحون البلاد بسرعة كبيرة طمعاً في فتح مدن كثيرة، ولم يجعلوا لهم ظهر يحميهم، حتى انتبه البربر إلى ذلك فاجتمعوا عليه وقتلوه.
- الثاني: وجد أن أهل هذه البلاد لم يتعلموا الإسلام جيدًا، فبدأ بتعليمهم الإسلام؛ فكان يأتي بعلماء التابعين من الشام والحجاز ليُعَلِّمُوهم الإسلام ويُعَرِّفُوهم به، فأقبلوا على الإسلام وأحبُّوه، ودخلوا فيه أفواجًا، حتى أصبحوا جند الإسلام وأهله بعد أن كانوا يُحاربون المسلمين.
فلم يتعجل في الفتوحات، بل كان يفتح البلاد ثم يمكث حتى يُعلم أهلها الإسلام، حتى فتح الله عليه قلوب العباد قبل بلادهم، فأخضع قبائل البربر التي لم تكن قد خضعت من قبل للمسلمين، وضمِن ولاء أهل المغرب وصدق إسلامهم، فكان الجيش الذي قاده ليفتح به الأندلس؛ نصفه من هؤلاء البربر.
الأندلس وبطل الفتح المظلوم
نعم فكما كان لموسى السهم الأكبر في إيصال رسالة الإسلام في المغرب وتثبيتها، كان هو بطل فتح الأندلس الحقيقي، فهو الذي قد بعث طارق بن زياد للأندلس، ثم لما خشي من توغله في الأندلس عبر إليه في حملة كبيرة تعدادها ثمانية عشر ألفًا نصفهم من البربر، وكان شيخًا كبيرًا قد جاوز السبعين، ولكنه كان كالأسد الكاسر، فأعلن موسى خطة جريئة وهي اختراق أوروبا من الغرب إلى الشرق، وافتتاحها كلها، وكان ذلك ممكنًا عسكريًا، ولكن قدر الله وما شاء فعل، ثم عاد بالغنائم إلى الخليفة في دمشق ليُكافأ على هذا الجهد العظيم، فكان ما كان.
محنته وموته
بعد أن وصل موسى إلى الخلفية الوليد بن عبد الملك، ما لبث أن مات الوليد وتولى بعده أخوه سلمان بن عبد الملك، ومن هُنا بدأت محنة موسى حيث عمد سلمان إلى عقابه على خلاف كان بينهما، وهذه عادة الملوك الظالمة، لا يسلم منهم أحد حتى المقربين، فأمر به أن يظل واقفًا في حرِّ الشمس المتوهِّجَة، وكان قد بلغ الثمانين من عمره، فلمَّا أصابه حرُّ الشمس وأتعبه الوقوف سقط مغشيًّا عليه، وبعدها اندفع موسى يقول في شجاعة مخلوطة بالأسى للخليفة سليمان بن عبد الملك:
أما والله يا أمير المؤمنين ما هذا بلائي ولا قدر جزائي.
وبقي عمر بن عبد العزيز يتألم له، فقال سليمان: لا يا أبا حفص ما أظن إلا أنني خرجت من يميني، وضمه يزيد بن المهلب إليه، ثم فدى نفسه ببذل ألف ألف دينار، وقيل له: أنت في خلق من مواليك وجندك، أفلا أقمت في مقر عزك، وبعثت بالتقادم. قال: لو أردت لصار ولكن آثرت الله ولم أر الخروج. فقال له يزيد: وكلنا ذاك الرجل – أراد بهذا قدومه على الحجاج.
وندم سليمان على ما فعله في حقِّ موسى، وكان يقول: “ما ندمتُ على شيء ندمي على ما فعلته بموسى” وأراد سليمان أن يُكَفِّر عن ذنبه، فاصطحب موسى بن نصير معه إلى الحج في سنة (97هـ=715م)، وقيل: سنة (99 هـ= 718م لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة في أثناء الرحلة، وهكذا طويت صفحة هذا الفذ القائد الكبير موسى بن نُصير، ولكن بقيت سيرته توقظ الهمم، وتعلم الأجيال جيلًا بعد جيل، فجزاه الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء.
الكاتب: هلال الجعدار
رحم الله قائدنا الفذ الشجاع موسى بن نصير وجزاه على ماقدم للإسلالم والمسلمين خير الجزاء
هههههه لعنة الله على كاتب المقال وكذبه موسى بن نصير لم يكن سوى عاشق للغنائم ويتقفى اثر من فتحو الاندلس ليأخد الغنائم فقد كان ينتضر في مسجد احدى جبال شفشاون مثل النساء حتى فتح الرجال الاندلس وتبعهم وغذر بطارق ابن زيادة فقام الأمازيغ بطرد الامويين وهرب ابن نصير كالكلب خشي من أن يصيبه ما اصاب ثقبة الغير نافع الدي احتقر شعبا اسلم اليه وسبا نسائهم فعندما رفض ان يتوقف قامو بقطع رأسه ليعلم أن ما كان ينهاهم عنه هوا قبولهم بالاسلام وليس خوفا منه