نساء خالدات في التاريخ الإسلامي بآلاف الرجال – الجزء الأول
إن المرأة أمًا كانت أو أختًا فهي النواة الأولى لقيام المجتمع، فلها الدور الأكبر في تربية وتنشئة الأبناء، ومساعدة الزوج في الأعـمال، ولعل أروع مثال على ذلك أمنا خديجة -رضي الله عنها وأرضـاها-، كانت امرأة عملاقة ولعل عظمتها ترجع إلى أنها كانت موجودة في أدوارهـا كلها، فكانت تلك التي تهتم بتجارتها -رضي الله عنها-، وكانت متوفرة في بيتها وأولادها، فنجد أنها ورَّثَت كل بنت من بناتها خصلة من خصالها الحميدة الطيبة، وكانت نعم السند لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ولعل من جميل الدلائل على أهمية البيت المسلم ودور المرأة أنه لما هاجر سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- في هجرة الحبشة بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معه بزوجته السيدة رقية -رضي الله عنـها-، فكانت لفتة من هدي نبوي راقٍ تؤكد ذلك المعنى النبيل، ولمـا أغفلنا دور المرأة وتناسيناه، خرج جيلٌ مهتز الثقة بعقيدته وملامح دينه فتارة يميل مع أهواء الغرب، وتـارة تقتلعه نزوات الشرق!، ولعل في التاريخ نماذج مشرقة من أمهاتٍ كن ذلك النبع المعطاء فكان أولادهن ثمار غرسهن، وصدق الذي قال: “لئن كُنَّ النساء كما ذُكِرنَ لفُضِّلت النساء على الرجال”.
إن النساء حين يغفلن عن ثغورهن تبدأ الأمم في التهاوي.
أم عمـارة نسيبة بنت كعب
يوم أحد كان المشركون قد تجمعوا وصوَّبوا سهامهم ووحدوا هجومهم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليقتلوه، لكن هيهات هيهات: ما علموا أن ثمَّة أم عمارة هناك، فوالله ما كان الخطر يدنوا من المصطفى إلا وأمُّ عِمارة دونه حتى قال الحبيب -صلوات ربي وسلامه عليه-: “ما التفتُّ يمينًا ولا شمالًا إلا وأنا أراها تقاتل دوني”، وقال فيها الحبيب -جعلنا الله من أهل سنته- لمَّا رأى شدة بأس هذه المرأة في القتال والثبات والعزيمة قال:
من يُطيقُ ما تُطيقينَ يا أمَّ عِمارة .
أُمُّ عمارة .. ضرب رجُلًا ابنها بالسيف فجرحه فأبت أن تتركه حتى قتلته واستقادت منه، فرآها النبي -صلى الله عليه وسلم- وتبسَّم حتى بدت نواجذه وقال: “استقدتِّ يا أم عِمارة”، وقال: “الحمد لله الذي أظفرك، وأقرَّ عينك من عدوك، وأراك ثأرك بعينك”.
لئن كُنَّ النساء كما ذُكِرنَ لفُضِّلت النساء على الرجال، لقد استحقَّت أُمُّ عِمَارة أن يُعلَّق عليها وِسام أغلى من كل الأوسمة الدنيوية، قال فيها النبي وفي أبنائها: “اللهم أجعلهم رفقائي في الجنة”، فهنيئًا ثم هنيئًا يا أم عمارة. لم تَكَلّ ولم تَمَلَّ أمُّ عِمارة بعد موت الحبيب.. بل استمرت في جهادها وبذلها، حتى قاتلت يوم اليمامة وجُرحت اثني عشر جرحًا وقُطِّعت يدها وهي عجوز مُسِنَّة.
ست النعم بنت عبد الرحمن والدة شيخ الإسلام ابن تيمية
“والله لمثل هذا ربيتك، ولخدمة الإسلام والمسلمين نذرتك، وعلى شرائع الدين علمتك، ولا تظننَّ يا ولدي أن قربك مني أحب إليّ من قربك من دينك وخدمتك للإسلام والمسلمين في شتّى الأمصار، بل يا ولدي إنَّ غاية رضائي عليك لا يكون إلا بقدر ما تقدمه لدينك وللمسلمين، وإني يا ولدي لن أسألك غدًا أمام الله عن بعدك عني، لأني أعلم أين، وفيم أنت، ولكن يا أحمد سأسألك أمام الله وأحاسبك إن قصّرت في خدمة دين الله، وخدمة أتباعه من إخوانك المسلمين”
رسالة والدة شيخ الإسلام ابن تيمية إليه، بعد أن أرسل لها يعتذر عن إقامته بمصر، لأنه يرى ذلك أمرًا ضروريًا لتعليم الناس الدين. وكأنها بينما كانت تهز مهده بيمينها، كانت تُعد سواعده بيسارها، فلا يكن عيشه كـعيش البعير.
أم عـمارة بنت أبي سفيان
كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قد نهي عن خلط اللبن بالمـاء، وفي أحد البيوت قامت امرأة تقول لابنتها: امزجي اللبن بالمـاء، فقالت الفتاة: يا أمـاه إن أمير المؤمنين قد أمر مناديًا فنادى ألا يُشاب اللبن بالمـاء، فقالت الأم: يا بنية قومي إلى اللبن فاخلطيه بالماء فإنك في موضع لا يراك فيه عمر!
قالت الصبية:
والله ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخـلاء، إن كان عمر لا يرانا، فرب أمـير المؤمنين يرانا.
فكانت مكافأتها أن أصبحت زوجة لـعاصم بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-، وكان من نسلها عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين، ذرية بعضها من بعض.
ست الركب أخت الإمام ابن حجر العسقلاني
كانت قارئة كاتبة، أعجوبة في الذكاء، أثنى عليها، وقال: “وكانت أمي بعد أمي”، وذكر شيوخها وإجازاتها من مكة ودمشق وبعلبك ومصر، وقال: “تعلمت الخط، وحفظت الكثير من القرآن، وأكثرت من مطالعة الكتب، فمهرت في ذلك جدًا، وكان لها أثر حسن عليه”، قال: “وكانت بي برة رفيقة محسنة”، وقد رثاها بقصيدة عنها بعد موتها.
نورية سعيد والدة بديع الزمان النورسي
انظر إلى هذه الكلمات للشيخ بديع الزمان النورسي، الذي يوصف بأنه مجدد الإسلام في بلاد الأناضول في العصر الحديث، يقول بعد أن يذكر عن والدته أنها لم تكن ترضع أولادها إلا على وضوء، يقول:
“أقسم بالله إن أرسخ درس أخذتُه وكأنه يتجدد عليَّ، إنما هو تلقينات أمي -رحمها الله- ودروسها المعنوية، حتى استقرتْ في أعماق فطرتي، وأصبحتْ كالبذور في جسدي في غضون عمري الذي يناهز الثمانين، رغم أني قد أخذت دروسًا من ثمانين ألف شخص؛ بل أرى يقينًا أن سائر الدروس إنما تبنى على تلك البذور”.
فاطمة حسين عثمان والدة سيد قطب
وهذا أيضًا المعلم سيد قطب -رحمه الله- يقول في رثاء والدته، وهو يصور أسلوبها في غرس التطلع إلى المعالي في نفسه منذ صغره، فيقول: “لقد كنتِ تصورينني لنفسي كأنما أنا نسيج فريد منذ ما كنت في المهد صبيًّا، وكنت تحدثينني عن آمالك التي شهد مولدها مولدي، فينسرب في خاطري أنني عظيم، وأنني مطالب بتكاليف هذه العظمة”. ذلك الذي قال قبل موته:
إن أصبع السبابة الذي يشهد بالوحدانية لله في الصلاة، لا يكتب كلمة اعتذار لطاغية.
عالية بنت شريك والدة الإمـام مالك -رضي الله عنهما-
يروي ابن أبي أويس عن أم مالك ابن أنس قائلًا: “سمعت خالي مالك بن أنس يقول: كانت أمي تلبسني الثياب، وتعممني وأنا صبي، وتوجهني إلى ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وتقول:يا بني! ائت مجلس ربيعة؛ فتعلم مِن سمته وأدبه، قبل أن تتعلم مِن حديثه وفقهه”.
فاطمة بنت عبد الله الأزدية والدة الشافعي
مات والد الإمام الشافعي، فكان وفاء الأم أن تجعل ابن محمد بن إدريس الشافعي إمامًا، فأخذته من غزة إلى مكة وهناك تعلم القرآن الكريم وهو ابن 7 سنوات، ثم أرسلته إلي البادية ليتعلم اللغة العربية، ثم تعلمه الفروسية والرماية فكان يضرب مائة رمية لا يُخطئ منها واحدة، لم تترك الأمور تسير حسب الظروف، وإنما قرارات تربوية، وأجازه الإمام مالك للفتوى وهو في الخامسة عشر من عمره!!.
ذلك أن أمه كانت ذات ذكاء وتفقه في الدين حتى ذكر المؤرخون أنها تقدمت هي وامرأة أخرى مع رجل للإدلاء بشهادة أمام القاضي، فأراد القاضي أن يفرق بينهما فقالت له: “ليس لك ذلك”، ثم ذكرت قول الله تعالى: (أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى) فانصاع القاضي لقولها.
لقد أوقفت أم الإمام الشافعي ابنها بين يدها وقالت له: “أي بني عاهدني على الصدق”، فعاهدها الشافعي أن يكون الصدق له في الحياة مسلكًا ومنهاجًا.
يروي الشافعيّ لنا نشأته فيقول: “كنت يتيمًا في حجر أمّي ولم يكن لها ما تعطيني للمعلّم، وقد رضي منّي أن أقوم على الصبيان إذا غاب وأخفّف عنه، وحفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطّأ وأنا ابن عشر، ولما ختمت القرآن دخلت المسجد فكنت أجالس العلماء وأحفظ الحديث أو المسألة وكان منزلنا في شعب الحيف، ما كنت أجد ما أشتري به القراطيس فكنت آخذ العظم وأكتب فيه وأستوهب الظهور -أي الرسائل المكتوبة- وأكتب في ظهرها”.
يقول الشافعي:
فعدت إلى أمي أقول لها: يا أماه تعلمت الذل للعلم و الأدب للمعلم.
صفية بنت ميمونة والدة الإمام أحمد بن حنبل
مات زوجها محمد بن حنبل شابا في الثلاثين، وهي كانت دون الثلاثين، و رغم ذلك لم ترض بالزواج، وإنما أرادت أن تملأ علي ولدها حياته حنانا وأنسا، فأهدت إلي دُنيا المؤمنين، وعالم الموحدين إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
والدة الإمـام البخـاري
نشأ البخاري يتيمًـا في كنف أمه، لتقوم بتربيته أفضل تربية، فتتعهده بالرعاية والدعاء وتدفعه للعلم والصلاح، وترحل به في سن السادسة عشر إلى مكة للحج، ثم تتركه هناك وترجع ليطلب العلم بلسان قومه، ليرجع البخاري أمير أهل الحديث، ذلك الذي يقول عنه أستاذه: “ليس أحد أفضل منه!”
ماشاء الله رحمهن الله النساء الخالدات قصص لن يمل منهم أحدا
البرتوكول الثالث:
” سننشر بين الشعوب أدبا قذرا مريضا يهدم الأسرة، وسنستمر بالترويج لهذا الأدب، يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق في كل مكان فتسهل سيطرتنا. إن فرويد منا وسيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس لكي لا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس ويصبح همه إرواء غريزته الجنسية وعندئذ تنهار الأخلاق في كل مكان ونستولي على العالم وهو مخدر”.
البرتوكول الرابع:
“سننزع فكرة الله من أذهان المسيحيين ونضع بدلها أرقاما حسابية وضرورات مادية ” .
وخلاصة البرتوكولات تتخلص في كلمة ( أوسكار ليفي ) التي قالها بتبجح وصلف: “نحن اليهود سادة العالم ومفسدوه ومحركو الفتن فيه وجلادوه”
كل هذه المخططات والكلمات التي تهدف لإفساد الأخلاق، ومسخ العقيدة ومحو الهوية، ما كان لها أن تُنفذد من تلقاء نفسهـا فكيف السبيل؟!
يكمن الطريق في خمس أشياء رئيسية: الحاكم، المؤسسات الدينية، الإعـلام، المدرسة، الأم
عظيم ومهم ، نفع الله بكم.
بارك الله فيكم ونفع بكم كم نحن فى حاجه لنتذكر سير من سبقنا لنهتدى بهم