كيف أصبحت تركيا أردوغان سببًا في سقوط حلب؟!
لمع نجم تركيا كدولة إقليمية عظمى تتميّز بأداء دبلوماسي جذاب، واقتصاد قوي خولها لبلوغ المرتبة الثامنة اقتصاديا على مستوى أوروبا والسادسة عشر على مستوى العالم، ولا تزال طموحات رجالاتها تتطلع لحجز مرتبة بين القوى العشر الكبرى عالميًا.
ولكن رغم هذا التميز في القوة الذي لم يسبق أن بلغه نظام في الساحة العربية والإسلامية في عصرنا الحالي، انقسمت الأمة في الحكم على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى قسمين، قسم يرى فيه البطل المسلم الذي سيغير الواقع المرير الذي تعيشه أمة الإسلام والذي سيعيد إقامة خلافة إسلامية تعيد للمسلمين مكانتهم ومجدهم التليد، وقسم آخر يرى فيه الخيانة بعينها والأنانية التي تتستر خلف شعارات رنانة ظاهرها حب الإسلام وداخلها المصالح التركية الخالصة، تتاجر بالقضية السورية وتبرم الصفقات في الكواليس بينما يدفع الشعب السوري الثمن من دمائه وأشلائه، واقع أثبته سقوط حلب الأخير برضا تركي مؤسف.
وبين الفريقين حجج واستدلالات، فالفريق الأول، يشيد بجميع تصريحات أردوغان التي أدلى بها وأظهر فيها وعودًا برغبته في عودة الخلافة الإسلامية أو تلك التي عبر فيها عن تحدي واضح للمجتمع الدولي بلاءات متكررة، فضلا عن تهديدات كلامية صدرت في وقت حساس مثل تصريحه سنة 2011 حين كان لا يزال رئيسا للوزراء، منذرًا بشار الأسد من مغبة تكرار مجزرة والده في حماة في الثمانينات حيث قال :” لا يجب أن تشهد سوريا مجزرة أخرى مثل التي وقعت في حماة عام 1982″…. و”ستكون تركيا مضطرة لأن تنهض بمسؤولياتها تجاه مثل هذا الموقف” أو تصريحه في 2012 حين لوح بدخول الأراضي السورية وقال: “تركيا يمكنها ممارسة حقها في ملاحقة المتمردين الأكراد الأتراك داخل سوريا في حال الضرورة”. وهدد بشكل أكثر وضوحا في أكتوبر من نفس العام قائلا :”دمشق ستدفع ثمنًا باهظًا” حين احتدت التراشقات بين الطرفين.
وتصاعدت شعبية أردوغان بشكل تلقائي بعد انسحابه الجريء أمام شيمعون بيريز، وموقفه المؤيد لسفينة مرمرة لكسر الحصار عن غزة، واتخاذه موقفا حاسما بقطع العلاقات السياسية مع إسرائيل لتصل هذه الشعبية لأوجها عقب اشتعال الثورة في سوريا واتهام أردوغان الجيش السوري بارتكاب فظائع أعقبها فتح الباب أمام المعارضة السورية واستضافة أنقرة لمؤتمر “أصدقاء سوريا” . وعلى هذا المنوال استمرت تصريحات أردوغان تثير الحماسة وتوحي بالعزم كان آخرها تلك التي جاءت عقب مجازر حلب الأخيرة حين قال : “لن نسكت عن المجازر بسوريا وليبيا والعراق!”، زد على ذلك تشجيع أردوغان للأعمال الخيرية ومدارس حفظ القرآن وتقديمه المساعدات للمحتاجين فضلا عن دعمه المعلن للاجئين السورين حيث وفر لهم حقوق الإقامة والعمل داخل تركيا.
لكن الفريق الثاني يرى أن إنجازات أردوغان التي يتغنى بها أنصاره ليست إلا ذرا للرماد على العيون ولا تعدوا كونها جعجعة بلا طحين، وأن أغلب تصريحاته جوفاء ومضطربة يشهد لذلك تراجعاته المباشرة فور الوقوع تحت ضغط الانتقادات الدولية، كان آخرها التباين الجلي بين تصريحاته في نوفمبر الماضي حين قال: “إن عمليات الجيش التركي في داخل الأراضي السورية تهدف لإنهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد”، فكان أن غير هذه التصريحات بعد الرد الروسي الرافض بشدة لها قائلا أن: “هدف عملية درع الفرات «في سوريا» ليس بلدًا أو شخصا، إنما المنظمات الإرهابية”.
هذا التناقض في التصريحات ليس بالأول في نظر الفريق الثاني بل يفنده التصرفات المناقضة على الأرض أيضًا، حيث فشل أردوغان في تنفيذ تهديداته التي صرح بها رغم تمادي بشار الأسد في قيادة مذابح أكثر بشاعة من تلك التي شهدتها حماة، بل تحولت هذه التهديدات بكل برودة لمجرد شجب وتنديد.
ثم كانت القفزة الخطيرة حين عادت العلاقات التركية الروسية لتطفوا على السطح بشكل يدعو للريبة والشك رغم بشاعة الدور الروسي في الصراع الدائر في سوريا، ورغم احتدام المشادات الكلامية بين الطرفين لدرجة وجهت فيها روسيا الاتهامات المباشرة وعرضت الأدلة على مساهمة تركيا في مساعدة الجهاديين في سوريا، رغم ذلك انتهى الأمر بمصافحات ولقاءات ودية بين الطرفين بل وتطبيع وتنسيق للجهود لحفظ أمن تركيا ومصالح روسيا.
ولكن التطبيع الروسي لم يكن الوحيد في قائمة التطبيعات مع القوى المعادية، فقد أعلنت تركيا قطع علاقتها الدبلوماسية معن إسرائيل لتعيدها دافئة بطريقة أثارت استنكار المسلمين بل تسببت في رفع درجة السخط على تركيا للذروة، حين قام أردوغان بإرسال طائرة تركية للمساعدة في عملية إخماد الحرائق التي تجتاح إسرائيل في حين لا زالت ألسنة اللهب تتصاعد من حلب المجاورة وجثث المسلمين متناثرة في شوارع المدينة ولم تحظ بهذا الاستنفار من تركيا رغم القرب في المسافة والدين… لقد سارع أردوغان لإخماد نار تحرق إسرائيل التي قامت بنفسها بحرق غزة بقنابل الفوسفور وألقت بالحمم على رؤوس الأطفال الفلسطينيين في المدارس والمستشفيات والبيوت بلا أدنى رادع ليسقط بذلك أردوغان جميع استنكاراته التي دغدغ بها مشاعر المسلمين في حادثة سفينة مرمرة.
وهكذا انضم الطيران التركي للطيران المجرم الروسي والأمريكي لإطفاء نار المجرمين اليهود في سماء فلسطين المحتلة! وهذا ليس بمستغرب فتركيا حليف أساسي في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بل تقلدت رئاسته أثناء الغزو الصليبي لأرض أفغانستان المسلمة وكان منها المشاركة في كل ما يهدم الكيان الإسلامي لإقامة حكم علماني يرضي أمريكا والغرب. هذا دون الحديث عن السعي الحثيث لتسليم الأسرى المسلمين للسجون السرية الأمريكية والتعاون الاستخباراتي والعسكري مع الأمريكيين ودون أن ننسى قرابين الود التي أرسلتها تركيا للاتحاد الأوروبي في سبيل الفوز بمقعد شراكة فيه رغم اختلاف التركيية الأوروبية عن التركيبة التركية، لينتهي مشوار التودد والتوسل الطويل بتجميد أوروبا طلب تركيا الذي أساسا تكدس عليه الغبار في أدراج الاتحاد الأوروبي لسنوات طويلة بحجة الدراسة، تجميد أثار غضب الأتراك!
وفي الواقع سياسات تركيا في التطبيع والتودد للقوى المعادية تمادى ليصل إلى ضفاف النيل في إثيوبيا بتقديم المساعدة في بناء سد النهضة الذي يهدد حياة المصريين وكاد يتسبب في حرب إقليمية لا زالت شراراتها تهدد استقرار المنطقة، بل عرض أردوغان على الحكومة الأثيوبية أن تشارك الشركات التركية في إتمام بناء السد حين تراجعت الشركات الصينية عن ذلك، دون أن ننسى الزيارات في شرق إفريقيا والمعاهدات التي أبرمها أردوغان مع رؤساء أوغندا وكينيا الحليفين الرئيسيين في تحالف القوى الإفريقية التي تمولها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والتي تحارب في الصومال منذ سنوات لتخضعه للغرب.
نعم لقد أوفى أردوغان بتهديده في إرسال القوات التركية في عمق الأراضي السورية، ولكن لم يكن هذا لردع نظام الأسد أو الضغط عليه لأجل السوريين المحاصرين بل كان بكل بساطة لنقل رفاة “سليمان شاه” جد مؤسس الدولة العثمانية .. ليشهد العالم حجم القوات المستنفرة بين وحدات الجيش والطيران والاستخبارات لنقل رفاة ! في حين لم تحرك تركيا ساكنا لمنع المجازر التي راح ضحيتها آلاف المسلمين في سوريا ولا حتى التأثير على المجتمع الدولي الذي تمادى في سفك الدماء السورية بصفتها عضو بارز فيه يحظى بالتحالفات الدولية القوية!
وبهذه الصورة فإن التدخل العسكري التركي لم يأتي ولو مرة واحدة لأجل المستضعفين في سوريا رغم التصريحات الأردوغانية الحماسية السابقة ورغم حجم الإبادة التي يتعرض لها الشعب السوري ورغم قدرة تركيا على فتح الحدود وإمداد يد العون بل والضغط على المجتمع الدولي لتغيير هذا الواقع المأساوي للسكان المحاصرين، بل للأسف بعد التدخل لأجل رفاه “سليمان شاه”، جاء التدخل الثاني الذي لاقى دعوات صاخبة ودعايات ساحرة، لأجل عملية درع الفرات والتي هي أساسا ضد تنظيم الدولة الاسلامية الهدف منها تأمين الحدود التركية، وشاركت فيها وحدات من الجيش التركي برضا روسيا، تدعمها الطائرات الأمريكية وكتائب من المعارضة المسلحة السورية لا ناقة للثورة السورية فيها ولا جمل بل تعزز بقاء النظام النصيري وتدعمه.
كذلك الثورة التي تعلقت بالتصريحات الأردوغانية المتناقضة التي تتجاذبها المصالح التركية بحسب مستجدات الصراع، تفاجأت بشن أردوغان هجوما على المعارضة المسلحة للتوقف عن التصعيد ضد بشار الأسد الذي كان هدف الانتقادات اللاذعة من أردوغان في يوم مضى! لتأكد من جديد أن التصريحات الأردوغانية لا يعول عليها.
لنطوي هذه التصريحات المتناقضة وننظر في جهود أردوغان والحكومة التركية في رعاية ما يزيد عن ثلاثة ملايين لاجئ سوريا أضحت إنجازا يتباهى به الأتراك في ظل نزيف بشري متواصل بسبب القتل والتهجير يعاني منه السوريون مع استمرار تقدم قوات النظام والقصف الروسي المدمر وميليشيات إيران وحزب الله الطائفية، فللأسف أردوغان لم يتوان في استعمال ورقة اللاجئين كوسيلة للضغط على أوروبا، لضمان تحقيق حلمه الثمين في الفوز بمقعد في الاتحاد الأوروبي، حيث قال أردوغان في 25 نوفمبر عقب تصويت الاتحاد الأوروبي على تجميد مفاوضات انضمام تركيا، “تركيا لا تفهم لغة التهديد، وإذا بالغتم في إجراءاتكم، سنفتح المعابر الحدودية أمام اللاجئين”.
يوازي هذه العقلية في التجارة بقضية اللاجئين لأجل المصالح الذاتية، تأكيد أردوغان اتخاذ حكومته جميع الإجراءات اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين الخارجين من حلب وليس المقيمين فيها، ما قرأه بعض المراقبين كتشجيع على تفريغ المدينة وتسهيل مهمة سيطرة النظام النصيري عليها، خاصة وأن هذا القرار جاء في وقت لم تعرف فيه حلب صدق هدنة ولا تهدئة من الأطراف الدولية والمعنية بالصراع.
لا شك أن سقوط حلب الدامي خلق صدمة في الشارع العربي والإسلامي، ما أفقد تركيا رصيدها الشعبي بشكل كبير ورفع لافتات الاستنكار لهذا الدور المشين في خذلان حلب، خاصة مع تواتر التقارير التي تؤكد الاتفاقات السرية بين تركيا ورورسيا بمباركة أمريكية، تقضي بتسليم حلب لروسيا في مقابل درع الفرات لصالح تركيا.
وهكذا تعالت صيحات المسلمين الذين كانوا بالأمس يشيدون بمواقف تركيا أمام قضاياهم حين تفاجأوا بالسياسة المزدوجة التي تسير عليها حكومة أردوغان والتي تبين بشكل لا يشوبه شك أن مصلحة تركيا عندها فوق كل مصالح الشعب السوري، وأن المصالح المشتركة مع قوى العالم لا يمكن أن تقايضها بحرية الشعب السوري، ويرى المراقبون أن أردوغان قد ضيع فرصة ثمينة جدا في احتلال شعبية عالية في الوسط العربي الاسلامي وتغيير واقع المسلمين المرير باستغلال قوته ومكانته الاستراتيجية ولو لتحقيق الحد الأدنى من حقوق السوريين بوضع حد للقصف الروسي وتخفيف معاناة سكان حلب، ويعبر عن ذلك المراسل الأمريكى بلال عبد الكريم من داخل حلب حين قال : “أردوغان قراءتك جيدة للقرآن ولكنك أضعت الفرصة بأن تصبح بطل لهذه الأمة وتنقذ هؤلاء المساكين” .
في هذه الأثناء تستمر تركيا في تشغيل 9 قواعد للناتو على أرضها، منها قاعدة انجرليك التي تقلع منها طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لقصف المسلمين في الشام والعراق، ويبقى السلاح التركي موجها فوهاته على كل ما يهدد النظام الدولي، لا ما يهدد الشعب السوري، وتستمر ملامح الخيانة بالتجلي، بعد السيطرة على مدينة جرابلس أين أحس مقاتلو فصائل المعارضة المسلحة بأن دورهم في المكان ليس إلا لاستنزافهم في تأمين حدود تركيا، دون أي أمل في تحصيل دعم لهذه الفصائل في حربها ضد النظام النصيري وليختتم أردوغان المسرحية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اسطنبول بإعلان اتفاقهما على تلبية المطلب الروسي في مغادرة مقاتلي جبهة فتح الشام من حلب ، قائلا :” التوجيهات اللازمة أعطيت لأصدقائنا وهم سيفعلون ما هو ضروري “. في وقت تعد جبهة فتح الشام من الأرقام الصعبة في الثورة السورية وقوة ضاربة لا يمكن للشعب السوري الاستغناء عنها وتشارك مع بقية الفصائل القتال ضد النظام النصيري في غرف مشتركة، لكن تركيا تقدم القربات لروسيا دون أن تغير من واقع المجازر بحق السوريين ولو بتدخل عسكري واحد يضع نظام الأسد عند حده.
في الواقع إن المشهد بشع بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فتحسن علاقات أنقرة مع موسكو جاء على حساب المعارضة السورية المسلحة وأشلاء المسلمين في حلب. وتفاعل تركيا مع الأحداث تقوده قراءاتها وحساباتها وتنبؤاتها وحتى تحالفاتها والتزاماتها والتي تصب كلها في الأهداف والمتطلبات والاحتياجات التركية قبل كل شيء التي تحرص على مصالح الغرب المشتركة. لكن ستبقى صور الأشلاء في حلب لا تبرح ذاكرة المسلمين، ودعواتهم في عمق الألم لا تستثن المتاجرين بمأساة الشعب السوري، وإن كسب أردوغان روسيا وإسرائيل والمجتمع الدولي فقد خسر الشعب السوري ومن خلفه أمة مسلمة.
لماذا نصفق لأردوغان عندما قال : (لن نسمح للأسد بارتكاب مجزرة حماة ثانية)
ثم يقوم الاسد بحماة ثالثة و رابعة وخامسة وسادسة !!
ما قيمة تصريح أردوغان هذا ؟؟
ما قيمة ان يقول حلب خطر احمر ثم تسقط حلب بكل بساطة ؟؟
الأمر واضح وضوح الشمس بمثل هذه التصريحات الجوفاء ترتفع شعبية اردوغان بين المسلمين بمنحى صاعد كالصاروخ
وتعطي المبررين دفعة أمل جديد بأن النصر قادم لا مُحالة بين يدي بطل الشعارات والخطوط الحمراء السلطان اردوغان ….
للصحفي الامريكي المسلم بلال عبد الكريم مقولة معبرة جدا قال من داخل حلب قبل تسليمها : “أردوغان قراءتك جيدة للقرآن ولكنك أضعت الفرصة بأن تصبح بطل لهذه الأمة وتنقذ هؤلاء المساكين” .
مقال رائع للدكتورة المبدعة ليلى حمدان
بارك الله فيكي وجزاك الله خيرا
تشكري دكتورة ان المقال جريء مع العلم انكي لم تذكري سوى القليل من الخيانة ولاكن لاباس تكلمتي بما لا يستطيع احد التكلم به حتي اعتى الرجال نحن في وضع اصعب من ايام المجرم تيمور وهولاكا والحملة المغولية علينا
احي جرئتك وقوتك ونسأل الله ان يحميكي تكوني صوت الانسان في وجه الخونة والطوغيت
“المحلّلون الإستراتيجيون” يستطيعون نقد تركيا فقط…وبشراسة.
أين هؤلاء الـــ ….. عن السيسي الذي يدعم الأسد بالرجال والسلاح؟
العالم عبارة عن مسرح كبير … يظهر لنا فيه الممثلون اما كاتب الحوار والمخرج والمنتج فلا يظهر في المسرحية مع انهم هم المتحكمون بأحداثها وسيناريوهاتها… اردوغان ليس سوى حجر في رقعة الشطرنج
((ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ))
المكر في الآية بمعنى التخطيط
للأسف الدكتورة القديرة لا تفهم الداخل التركي ولا مزاج الشعب وتعقيدات السياسة الداخلية التركية .
لا فض فوك أختي الكريمة أسعدني مقالك لأنه يشف عن وعي وفهم يليق بمسلمة بارك الله فيك وأكثر من أمثالك.