سياسة الإلهاء بين الأعداء والعلماء

من أهم وأخبث سياسات النظام الدولي في تعامله مع الشعوب بالقضايا المصيرية هي أن يلجأ لحصرهم في خيارين كلاهما يصب في مصلحته ويلههم بهما وبالصراع حول أيهما يختارون، بعيدًا عن مجرد تفكيرهم في خيار ثالث أصوب عليهم اتخاذه ويضر بمصالحه أن يعوه.

من أقرب النماذج على سياسة الإلهاء تلك هو ما قامت به أمريكا قبيل احتلال العراق من إشغال الرأي العام كله بجدلية عقيمة حول مدى امتلاك نظام صدام حسين لأسلحة دمار شامل من عدمه، فلم يلتفت أحد لسبب هو من أهم أسباب هيمنة النظام الدولي على الشعوب و من أهم أسباب أمريكا لضرب العراق، وهو تصريح نظام صدام في النهاية سعيه ربط النفط باليورو بدلا من الدولار، فتم إلهاء الأمة عن حقيقة ربط النفط الذي تمتلكه أراضيها بالدولار في ظل عدم وجود أي غطاء ذهبي للدولار (فيما يعرف بصدمة نيكسون)، فضلا عن سرقته بغيره من العملات، حقيقة يترتب على وعي الشعوب بها أن يدركوا مكامن قوتهم التي تُسرق في غفلة منهم في أكبر عملية سرقه لم يشهد التاريخ مثلها من قبل، وسعيهم لإسقاطها يعني انهيارًا لاقتصاد نظام دولي بتسلطه وهيمنته عليهم.

  • العسكر والإعلان الدستوري

ولم تقصر النظم الوظيفية في اتباع سياسة الإلهاء أيضا، ففي مصر بعد تنحي مبارك عن رأس النظام العسكري، لجأ العسكر لنموذج من نماذج الإلهاء للأمة عن طريق فرض إعلان دستوري يتوافق مع مصالحه في جميع خياراته وإلهاء جميع القوى الثورية بدون استثناء بجدلية عقيمة حول الاستفتاء عليه بنعم أم بلا، ملتهين بذلك عن حقيقة عدم اكتمال الثورة أصلا بمجرد تنحي رأس النظام وبقاء النظام كما هو، بل وعدم أحقية المؤسسة العسكرية بالحكم أصلا وعدم أحقيتها بفرض أي استفتاءات على الشعب بمصر عموما وبعد ثورة خصوصا.

سياسة الإلهاء تلك متوقعه من أعداء الأمة المسلمة سواء من النظام الدولي أو نظمه الوظيفية العميلة، لكن المؤسف أن تلك السياسة لم تعد قاصرة على الأعداء فقط وإنما وقع فيها العلماء أيضا وإن كانوا غير قاصدين لذاتها لكن النتيجة كانت واحدة في النهاية على مستوى الأمة ومواقفها المصيرية، والعالم مكلف شرعا بإدراك الواقع، فإن لم يدركه فهو والعامي سواء فليس لحفظ المتون والأحكام الشرعية عندها قيمة، ومن لوازم الفقيه شدة الذكاء والدهاء فإن كان مغفلا ذو قراءة سطحية للنوازل لم يكن أهلا للفقه.

  • قرض صندوق النقد

من نماذج سياسة الإلهاء تلك التي وقع العلماء فيها و أضروا بها الأمة، هو الجدلية حول حكم قرض صندوق النقد الدولي لمصر هل هو ربوي أم غير ربوي، فألهوا العامة بصراع فقهي هو أبعد ما يكون عن حقيقة الواقع وحقيقة الصراع فيه من هيمنة مؤسسات المجتمع الدولي على اقتصاد الدول ومنع وجود أي صورة من صور الاكتفاء الذاتي لدى الشعوب لتظل تنهب ثرواتها دون أن تشعر وتظل متعلقة بمن يوفر لها حاجتها وهي تظن أنه يملك شريان حياتها رغم عدم احتياجها لذلك، فلم تكن مسألة ربوية القرض من عدمه إلا مسألة إلهاءً للأمة عن واقع مصيري وهو عدم احتياجها أصلا لقرض من مؤسسات دولية في ظل امتلاكها لمقومات اقتصادية ضخمة. وما قناة السويس ولا منجم ذهب السكري إلا نقطة من بحر فيها.

صندوق النقد الدولي

وذلك الإلهاء لم يترتب عليه فقط الاستمرار في عدم الوعي والتغيب عن إدراك مكامن القوة، ولكن ترتب عليه أيضا استنزاف قوى الأمة في خلاف بين أبنائها بدلا من توجيهها وتوجيههم لحقيقة المعركة وعدوها الحقيقي فيه.

وكان الأولى أن يتم مخاطبة الناس حينها وتوعيتهم بما تمتلكه مصر من مقومات اقتصادية كثيرة يسعى النظام الدولي ونظمه الوظيفية العميلة له، للاستمرار في سرقتها ووضع اليد عليها لسنين أخرى.

  • أردوغان

الحكم على شخص معين ظاهره الإسلام بالردة هو من أعظم مسائل الأقضية ومن أعمق أمور الفقه التي لا يلزم طلاب العلم فضلا عن عامة الناس معرفتها أو تعلمها فضلا أن يتجرأوا على إبداء الآراء فيها، ولا ينبني عليها في دين المسلم زيادة بل يحمل نفسه بها عبء ثقيل في السؤال أمام الله ويعرضها لوعيد النبي صل الله عليه وسلم، لذلك كان كبار فقهاء الأمة طوال تاريخها يخافون القضاء ويفرون منه.

ألهى الكثير من علماء الأمة عامتها بالحكم على شخص أردوغان حتى صار بعضهم يكفر من خالفه في الحكم عليه! وتجرأ الجهال على الفتي، وكان الأجدر بهم كعلماء توعية العامة بدروس النموذج التركي وهل هو الهدف الذي ترجوه الأمة أم لا، ومدى توافق ذلك الطريق مع الإسلام، وهل ما حققه يعد هو النجاح الذي ترجوه الأمة أم لا، لينشغل العامة بما هو واجب عليهم من معرفة طريق الصواب وما أمر الله به فيبذلون في سبيله ويعلمون ما نهى الله عنه فيتجنبوه، ويحسنون دراسة التجارب والتوعية بها ولا يفقدون الهدف في منتصف الطريق. وذلك الإلهاء ترتب عليه ترك الناس لما يجب عليهم إدراكه، وتنازعهم فيما لم يكلفهم الله به أصلا.

http://gty.im/633160882

ينصح بقراءة مقال: النموذج التركي. هل هذا هو الطريق؟ ” للدكتور إياد قنيبي

  • درع الفرات

في ثورة الشام تكررت سياسة الإلهاء تلك، المقترنة بخطأ شرعي فادح من العلماء، ترتب عليه تحول عامة الناس وعمومهم إلى مفتين؛ فأصبح الكل يفتي في مسألة هي من أعظم وأشد مسائل الفقه حاجة إلى الراسخين في العلم ليتحدثوا فيها وهي مسألة الحكم على فعل ما بكونه كفر أم لا ومدى الخلاف في ذلك، والحكم على الفاعلين له من بعد ذلك.

وجاء ذلك متجليا في عملية درع الفرات التي قامت بها القوات التركية بالشمال السوري وشاركت بها بعض فصائل الثورة بالشام. وفي سطحية متناهية النظير اشغل الفريقين من المشايخ عموم الأمة داخل سوريا بهل الذهاب لدرع الفرات كفر أم مباح! ثم أخذ الفريقين في تكفير بعضهم وبدأ التلميح بقتال بعضهم!

فمن فريق أجاز المشاركة فيها متعللا بأنه لن يمكنه ترك الشمال أمام انسحابات داعش لملاحدة الكرد، ومتعللًا تارة أخرى بصد صولان خوارج داعش مستعينا عليهم بحكومة تركية تمثل الإسلام المعتدل من وجهة نظره، أو تنزل آراء فقهاء المذاهب من قبل بجواز الاستعانة بالكافر على الخوارج، ويغض الطرف تمامًا ويتعامى عن كون القيادة العسكرية التامة لدرع الفرات تركية ليسهل عليه إصدار فتاوى الاستعانة.

إلى فريق حرم المشاركة متعللًا بأنه يجد حكومة تركية حكومة غير مسلمة ويجد أن القتال بدرع الفرات هو إعانة لها وليس استعانة بها وينزل آراء فقهاء المذاهب الأخرى من قبل بعدم جواز الاستعانة بالكافر على الخوارج، ويغض الطرف تماما ويتعامى عن وجود ملاحدة الكرد كطرف في معادلة الواقع ليسهل عليه إصدار فتاوى التكفير.

وظلت تلك الجدلية الإلهائية التي ترقى إلى أعلى درجات الغفلة تسعر الخلاف بين مجاهدي الساحة وأهلها وتصدر من مشايخ غالبهم خارج الساحة أصلا !! إضافة لأنهم لا يفقهون في الواقع شيء ليتعرضوا للفتوى فيه فتحول الأمر لمجرد تسميع لأحكام شرعية محفوظة وإقحام العامة في خلاف فقهي بحت لا يملكون ما يؤهلهم للدخول فيه.

 

وبالتالي نجح النظام الدولي بقطبيه-وروسيا تحديدا-في تحقيق خطته وغايته من درع الفرات بإفراغ حلب من الناس وتقليل جبهاتها من المجاهدين، ونجحت تركيا في تحقيق مصلحتها وهي ما تسعى له منذ بداية ثورة الشام وتجلي ذلك في حماية شريطها الحدودي من الوجود الكردي وقد كان ولو مؤقتا على حساب الثورة نفسها فكانت تركيا أحد أهم أسباب سقوط حلب.

الخسائر المترتبة على الإلهاء بفتوى درع الفرات

لكن إلهاء هؤلاء العلماء للأمة عن خطة النظام الدولي والواجب تجاه حلب في ذلك الواقع-هذا إن كانوا أدركوا أي منهما أصلا-؛ جعل اتباع الفريقين في الداخل يفرغون حلب فعليا قبل الحصار الثاني، فالفريقين لم يخالف أحدهما الآخر في ترك حلب من عدمه، وإنما كان خلافهم في المكان الذي يذهب إليه بعد تركها-أو الالتهاء عنها لمن كان أصلا خارجها-هل يذهب إلى الريف الشمالي أم إلى غيره بعيدا عن حلب، هذا ما وصل لعامة الناس مقرونا بشحن النفوس والالتهاء الفقهي بمسائل التكفير وغيرها حول درع الفرات، وكأن من ذهب لدرع الفرات فقط هو من ترك حلب!

 وعدم عامة الناس بسوريا في ذلك الوقت من يُعلِّمُهم ما هو واجب عليهم ويوعهم بأهمية التوجه لحلب والتمركز فيها ويحرضهم على الثبات والصبر ويحثهم على عدم تركها إلا بعد تحريرها كاملة وأن يتجنبوا تكرار الحصار الأول ويبين لهم مخطط عدوهم للأمة حينها وأهمية حلب كمركز قوى يغير معادلة الصراع.

وإن كان حال العلماء كذلك فطبيعي أن كان الإلهاء أكبر على مستوى أولئك الذين لم يملوا من تعاملهم العاطفي الساذج مع تركيا في حين تعاملهم هي وفقا لمصالحها فقط، لم يكلف أحدهم نفسه في أن يبين للناس أهمية التمركز بحلب وتحريرها على الأقل من أجل حماية الشمال الحدودي لتركيا بعد ذلك، وكان يمكنهم لمرة واحدة أن يخاطبوا تركيا خطاب من يملك أمر نفسه لا خطاب من تتولى هي نعمته فيحرضوها على أن تساند تحرير حلب كاملة لتكون امتدادًا لها بدلا من شريط شمالي ضيق تتسوله من أمريكا تارة ومن روسيا تارة أخرى.

أو يخاطبوها على الأقل بخطاب من تحمي حمى الشام والإسلام كما يزعمون فيطلبون منها الوقوف بصف الثورة في تحرير حلب وتحويلها لمركز قوى يساندها بعد ذلك في حماية حدودها من المشروع الكردي بدلا من انحيازها للنظام الدولي-التي هي أصلا ممثلة فيه من خلال تواجد جيشها بالناتو-على حساب الأمة فتخسر بذلك دور سعت لإيجاده بينهم ولو بنفاق سياسي، أو يخاطبوها خطاب الحريص على مصالحها بأن امتداد حلب والتعويل عليه خير لها من التعويل على روسيا وأمريكا وهما لا تأمن غدرتهما القريبة بها في ذلك الشمال السوري خصوصا بعد محاولة الانقلاب الأخيرة.

لقد كان ترك حلب هو الجريمة الحقيقية وليس الذهاب لدرع الفرات من عدمه، وكان الذهاب إليها والثبات فيها هو الأمر الذي يجب نشره بين الناس لا غيره، وربما كان هؤلاء العلماء سيتجنبون خلافا فقهيا هم أنفسهم في غنى عنه أصلا لو كانوا يملكون شيئًا من الوعي، لقد كان ينبغي عليهم إشغال الناس بما وجب عليهم بأن يتوجهوا لحلب، لا إلهائهم بجدل فقهي عقيم في كفر من ذهب لدرع الفرات من عدمه وجواز درع الفرات من عدمها، لكن ما حيلة أمة لا يملك حتى علمائها ومن يتصدرون للفتوى فيها الوعي بقضاياها إلا من رحم ربي.

  • الراية والعلم

ومن أبرز سياسات الإلهاء في ساحة الشام، هو ذلك الخلاف بين فريقين تفننوا في إيجاد ما يختلفون فيه إن لم يكن موجودا، أو ربما ألقاه بينهم عدوهم لما التمسه فيهم من غفلة ووقعوا فيه لما فيهم من انعدام وعي، وهو الخلاف على رفع راية يكتب عليها الشهادتين أم رفع علم مثل الثورة منذ بدايتها، ثم دخل العلماء في ذلك الخلاف فأضفوا عليه سياسة إلهاء جديدة لا توجد أي حجة شرعية فيه هذه المرة، وتطور الخلاف بين الفريقين إلى أن وصل حد الاقتتال أحيانا!

الفريق الأول

ففريق يرى وجوب رفع الراية التي كتبت عليها الشهادتان ليصح الجهاد معللين ذلك بأنها راية النبي صل الله عليه وسلم، وهي كذبة قبل أن تكون خطأ شرعي فادح لمن سوقها من علماء الإلهاء، ثم تطور الأمر منهم ليحكم بالعلمانية على كل من اختار رفع علم الثورة في جهاده! معللين ذلك باتخاذ الائتلاف السوري ذلك العلم رمزا له.

وتجاهل هؤلاء أن خامنئي في ثورته بإيران اتخذ من راية الشهادتين رمزا له، وهم أعداء عقديين له، وتجاهلوا كذلك اتخاذ داعش للراية نفسها وهم خوارج عندهم، ولم يحملهم رفع راية الشهادتين لدى الروافض والخوارج على أن يغيروا رايتهم.

ولا أدري هل من ألهاهم بذلك من العلماء يعلم أنه لم يصح أبدا أن النبي صل الله عليه وسلم اتخذ راية مكتوب عليها الشهادتين، بل ما يصح هو خلاف ذلك، وحتى لو صح ذلك فهل يعلمون أن الحكم الشرعي على أي فريق والحكم على جهاده يكون من خلال معرفة القضية التي يقاتل من أجلها وحكم الشرع فيها، وليس من خلال الحكم على قطعة قماشة اتخذوها رمزا لهم!

وهل يعلمون كذلك أن الرايات والأعلام التي يحرم اتخاذها هي ما كان يحوي محرمًا عقائديا كالصلبان وغيرها، وأن ما يُكره اتخاذه من الرايات والأعلام هو ما لا يحوي محرمًا عقائديًا لكن عُلِمَ به عدو بعينه دون غيره لا يشاركه في ذلك أحد فكان رمزا خالصا له كالعلم الأمريكي مثلا، وهذا ما لم يتوفر قطعا في علم الثورة السوري بمجرد اتخاذ الائتلاف له، لأنه كما اتخذه الائتلاف وهو يصرح بعلمانيته دون أن يكون أصلا ممكنا بشبر في سوريا ليحكمه، فكذلك اتخذه ثوار مجاهدين بذلوا مهجهم في سبيل الله وجعلوا قتالهم وثورتهم لله و لإقامة دينه وتحرير بلدهم من تسلط النصيرية عليها، فضلا أنه كان رمزا للثورة منذ بدايتها حتى أصبحت تعرف من خلاله، فلا يستقيم أبدا حمله على الكراهة فضلا عن التحريم فضلا على الحكم على جهاد أحد من خلاله.

بل إن بعض الفقهاء كرهوا أن يتخذ في الجهاد راية أو علم عليها الشهادتين، حفظا لها من إهانة العدو إن هو تمكن منها.

الفريق الثاني

والفريق الآخر في ذلك الإلهاء جعل من العلم الممثل للثورة علم أوحد لا يقبل رفع غيره في تسلط عجيب على غيرهم، معللين ذلك بأنه علم الاستقلال السوري من الاحتلال الفرنسي، وربما لم يعوا أو يعلموا أن ذلك لم يكن إلا استقلال وهميا لا حقيقة له، وانتقال لسياسة النظام الدولي تجاه الدول من الاحتلال المباشر للاحتلال الغير المباشر بنظم وظيفية عميلة.

هذا إن سلمنا أصلا بأن ذلك العلم يمثل الاستقلال وتجاهلنا أن كل ما ورد في تاريخ العلم السوري يقول باعتماد ذلك العلم بهيئته تلك كعلم لسوريا في ظل الاحتلال الفرنسي لها وتحديدا قبل الاستقلال الوهمي ب 14 عام تقريبا.

وتطاول بعضهم-بتسلطه في الأمر-على الشهادتين وقاموا بتمزيقها أو إنزالها أو وضعها تحت أقدامهم، بسفه لا يصدر ممن في قلبه مثقال ذرة من إيمان، معللين ذلك بأنها أعلام ورايات لمشاريع خارجية تمثل القاعدة فقط !!!

في الوقت الذي سكت هؤلاء وربما رضوا في بلاهة ليس لها نظير برفع العلم التركي في جرابلس مع العلم الممثل للثورة !!!

وكان الأجدر بالفريقين أن يبذلوا ذلك الجهد في نشر الوعي بين أهل الشام -الذين ما زال سوادهم الأعظم بين مؤيدين للنظام الأسدي أو معتزلين للثورة-، وتوعيتهم بغاية الثورة وحقيقة النظام النصيري واجبهم في إسقاطه، وربطهم بقضية الثورة والجهاد وتحويلهم لثوار مجاهدين بدلا من زيادة تنفيرهم من الثورة بأفعال لا يفقهونها فضلا عن صحتها، وبدلا من إيجاد سياسة إلهاء جديدة تفرغ فيها الطاقات بعيدا عما يجب فعله وإدراكه.

ختاما:

الأمثلة على سياسة الإلهاء في واقع أمتنا كثيرة، لكن أخطرها على الأمة هو ذلك الإلهاء الذي بدر من علمائها لا من أعدائها، لأن العلماء إن امتلكوا الوعي فستمتلكه الأمة كلها من ورائهم، وإن ظلوا في غفلتهم فستظل الأمة في ذلك التيه.

وأن ما ذكر من أمثلة على إلهاء العلماء ليس تقليلا من وجود أحكام شرعية تخص كل مسألة، وإنما هو نقد لعلماء في غفلة لا يعون بها حقيقة الواقع فضلا أن يكونوا في يقظة لخديعة عدوهم، بل تفننوا في إيجاد الخلاف بين عموم الأمة بدلا من توحيدها وجمع صفها على عدوها الحقيقي في معركتها المصيرية

وتعصب غالبهم لمدرسته وتياره ومنهجه تعصب على حساب الأمة، وانشغل كل واحد منهم بتصفية خلافات مدرسته مع غيرها من المدارس العاملة للإسلام حتى وإن كان ذلك الخصام بعيد كل البعد عما يجب وعيه في الواقع، والذي ربما لو وعاه أي منهم لما كان بأسهم بينهم ولكن على عدوهم، ولصب جهدهم في تحريك عموم الأمة التي تسمع لهم باتجاه ما يجب عليها عمله و وعيه بدلا من إهدار طاقتها و إلهائها بمسائل هي أقرب للترف الفقهي، فضلا أن تكون مما يجوز للعامة الانشغال به والتجرأ فيه وليس مجرد اجتهادات فقهية بين الراسخين في العلم.

 وإن كان هذا الإلهاء هو حال من نظر في الواقع فهناك من ألهى الأمة بمسائل هي هروب من الواقع كله كمن جعل كل قضية الأمة شغلها بأحكام الحجاب واللباس والتعدد والمظهر وغير ذلك من مسائل تدل على جهل مروجيها لأبسط مبادئ فقه الأولويات.

ويروي المؤرخون في حال أسلافهم أن التتار لما حاصروا بغداد كان العلماء فيها منشغلين بحكم حلق اللحية ونسوا أن التتار على الأبواب يحلقون الرؤوس قبل اللحى.

فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ

حياة خطاب

طالبة علم مهتمه بالوعي بقضايا الأمة وجهادها

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. مقال غير موفق، كثير من المغالطات لا يمكن الرد عليها كلها في خانة التعليق! أغلب ما تكلمت عنه ليس إلهاء وإنما صراع طبيعي بين الحق والباطل، وصراع ضروري، هذه من سنة التدافع ، فالحكم على الافعال شيئ طبيعي وضروري لأنه على اساسه تُبنى المواقف!
    – فمثلا يجب معرفة حال “درع الفرات” شرعا حتى يُقرر على اساس الحكم جواز العمل معه ومساندته او العدل عنه وتحذير الناس منه، فغالب الخيانات والانهزامات تحصل بسبب عدم الالتزام بالشرع، فالسياسة الشرعية لبُّها واساس قوامها هو الحراصة على تحري الحلال للالتزام له وتجنب الحرام، فلو امتُنع مثلا عن الذهاب لدرع الفرات وامتُنع عن الخضوع لإملاءات تركيا ما سقطت حلب! فالأمور مرتبطة مع بعضها وإنما الإلهاء الحاصل هو الحاصل عن الإلهاء عن الالتزام بالحلال والاصرار على اتباع سبل الشيطان!
    – ومسألة العَلَم والرايات أخفقت أيضاً في فهم طبيعة وسياق الصراع حولها، ولا يجوز مقارنتها بنوع الرايات التي كانت تُحمل من قِبَل ألوية وقبائل في جيش الرسول، فحتى لو سلَّمنا جدلا ان الرسول لم يحمل راية “التوحيد”، فالرايات في ذلك الوقت لم تكن مفروضة من دول استعمارية ولم يكن لها مغزى استعماري سياسي يرمز للتبعية السياسية والعقدية والولاء للمستعمر، بخلاف رايات سايكس وبيكو اليوم، ومنها ما يُسمى زورا “راية الثورة”، فإن لها معنى واضح ومن يحملها يريد بعث رسالة واضحة للغرب، ومن يجهل هذا فلم يفهم شيئا في حقيقة الصراع في بلاد المسلمين! فحين يعيش المسلمون مرحلة اختلطت فيها الولاءات والحاكمية لم تصبح لله، ساعتها تصبح راية التوحيد واجبة حتى تتضح الصفوف، ولا يهم إن حملت السعودية ايضا راية التوحيد ولا تحكم بالاسلام ولا داعش وتقتل المسلمين ولا الخميني ويدعو للتشيّع، فليس هكذا تُقاس الأمور، وإلا لتركنا الصلاة مثلا والحج الخ لان كل هؤلاء يصلون ويحجون الخ وهم يصدر منهم ما يصدر من هدم للاسلام!
    – وتكرار عبارات “هل هو الهدف الذي ترجوه الأمة أم لا”، و “هل ما حققه يعد هو النجاح الذي ترجوه الأمة أم لا” يجب الحذر منها، فنحن نتكلم اليوم مجازا عن “الامة”، اما الحقيقة فهي بقايا أمة، غالب المسلمين، بحكم سياسات التغريب والترهيب، أصبحوا غرباء على دينهم، فحين تتجاوز الأمور العبادات لا تكاد تجد من يعرف الحلال من الحرام في السياسة ، واختيارات المسلمين يمليه عليهم الاعلام وإرهاب الانظمة المتحكمة فيها وإرهاب النظام الدولي! ولذلك الاولى القول بِ : “الهدف الذي يحدده الشرع” و “النجاح الذي يُحدّده ويهدف اليه الشرع”، يجب ان نعود للعبودية لله، ونحرص على العبارات التي توطد من جديد العبودية لله في قلوب وأذهان المسلمين!

    1. أخي …،
      أولا : سائني جدا قولك عن الأمة المسلمة ، وزعمك أنها بقايا أمة شيء مشين .
      وتعليلك ذلك الوصف بغربة المسلمين عن دينهم تعليل سيء أصلا ويحوي خلل شرعي ، فهم لا يخرجون من مجمل الأمة إلا بخروجهم عن الإسلام ذاته وكفرهم ولعياذ بالله وليس بجهلهم بأمور السياسه كما زعمت ، ولذلك فقول الهدف الذي ترجوه الأمه هو نفسه قول الهدف الذي يحدده الشرع ، وذلك لأن تلك الأمة مسلمه ولا نتحدث عن أمه على غير الملة مثلا ، فمحاولة جعل رغبة الأمة المسلمة شيء غير ما يمليه الشرع هو افتراء على تلك الأمة ورميها بالكفر في عمومها ، وأنا متيقنه أنك لا تقصد هذا ولكن ذلك التنطع اللفظي يحمل ذلك المعنى .
      ثانيا : ارجو أن تعيد قراءة المقال ولن تجده أنكر على فريق ما اختياره ، فان ذهبت لقول ما في مسأله فهذا يعنيك ولم ينكره عليك المقال ، لكن الانكار على إلهاء الأمه بتلك المسائل الخلافيه على حساب مسألة أعظم إدراكها واجب عليها ، والإنكار أيضا في التعصب لما يذهب إليه كل فريق وإنشاء صراع إلهائي مع الفريق الأخر والأمر خلافي بحت .
      ثالثا : زعمت أن عموم الأمه تجهل الحلال والحرام في السياسه ثم وقعت في عين ما زعمته في قولك فيما يخص مسألة الراية والعلم ، وقياسك إياه على الصلاه والحج أمر عجيب الحقيقه وبدعا من القول ، ولو رجعت لأحد أهل العلم أو فتحت باب الجهاد في أي كتب الفقه ، ربما لظهر لك عوار ما أدعيته .
      رابعا : التوحيد ليس هو ما يميز أهل السنه عن غيرهم من الفرق ، فالخوارج والمرجئة مثلا موحدين ، وخلاف أهل السنه معهم إنما هو في الإيمان وليس التوحيد ، لذلك لم يذكر القرآن لفظة الموحدين ولكن ذكر لفظة المؤمنين ، فليس كل موحد صحيح الإيمان ولكن كل مؤمن موحد ، وبالتالي فليس ما يميز أهل السنه والجماعه هو الشهادتين وإنما يقر بهما كل من دخل في مجمل أمة الإسلام على مختلف فرقها الضاله.
      خامسا : تكرارك لذكر أمر الحلال والحرام في السياية الشرعية يدل أيضا على عدم علمك بها أو بتلك الأمور نهائي ، ولو رجعت  لما هو أقل من ذلك لفقه الجهاد فقط وليس للسياسة الشرعية ، لعلمت أن الشرع يرخص للمسلم في حالة الحرب أمور كثيرة هي حرام في حالة السلم .

      سادسا : كلامك بخصوص درع الفرات و أنها السبب الوحيد لسقوط حلب وأنه لولاها لما سقطت ، كلام غير حقيقي ولا يستحق عناء الرد عليه ، من كانوا بداخل حلب يعلمون ذلك جيدا وحسب ، ولكن للنصيحه فقط أحيلك لهذه الكلمة للقائد العسكري العام لحلب أيام السقوط أبو العبد اسمعها لعلها تفيدك في الأمر .
      https://m.youtube.com/watch?v=HKFzwR5w1FE

      وجزاك الله خيرا ….،

      1. الاخت الكريمة،
        استغرب لاستغرابك على قولي ان المسلمين غرباء عن دينهم!!؟؟ هذه حقيقة نعيشها كلنا ونلمسها وندوق ذلها! وكل من يناقش محيطه من المسلمين في غالب الأمور التي تتجاوز العبادات يجد جهلًا عن احكام الاسلام فيها، وإذا كانت له بعض معرفة فلا يرى وجوب الالتزام بها! ومن هنا يأتي ايضا توصيف “بقايا أمة” الذي لم يرق لك ايضا!
        وذهبت بعيدا وخرجت تماما عن سياق الكلام عندما أقحمت مسالة ” التكفير”! وحتى أقرب لك المعنى، اطرح عليك سؤالا: ما رأيك بالدول القائمة في الاراضي الاسلامية؟ أهي دول اسلامية أم غير اسلامية؟ وعلى اي أساس تحكمي على دولة انها اسلامية ام لا؟
        اذا أجبت على هذا السؤال فسيتضح لك مفهوم الامة ايضا!
        فإذا كنتِ تعتبري الامة هي مجموعة أفراد مسلمين فحسب، فساعتها هناك أمة اسلامية حسب تصورك!
        اما اذا كنتِ تعتبري الامة هي مجموعة مسلمين يكونون جسما واحدا موحدا مشاعريا وولائيا وسياسيا، يجمعهم منهج إسلامي ينظم كل شؤون حياتهم، فيتحرك المسلمون لمناصرة اي جزء من جسمهم اصابه اذى ولا يقفون متفرجين الخ …، فساعتها ستدركي اننا اليوم بقايا أمة، مسلمون متناتيرن هنا وهناك لا منهج لهم، مشتتين فكريا وسياسيا ومشاعريا! فالأمة اهم مقوماتها المنهج فلا يكفي وجود مسلمين!

        وأنواع الصراعات التي تعتبرينها “سياسة إلهاء” هي صراعات على عدة مستويات واجب خوضها: على مستوى المصطلحات والاهداف والسياسة والولاء والمواقف والقتال الخ …. ويكفي ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعتبر معركة الدعاية الإعلامية والشعر إلهاء، فيقول عليه الصلاة والسلام للشاعر حسان بن ثابت “اهجهم أو هاجهم وجبريل معك”(صحيح البخاري)، … ويكفي كذلك ان الله لم يسكت على كلمة بسيطة كان يستعملها المسلمون فخلد التعقيب عليها في القرآن قائلا: {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم}(البقرة). فالله، وحاشاه ان يكون شغل المسلمين بكلمة وهم في خضم صراع وجودي ضد المشركين! …

        1. أخي أرجو أن تراجع ردي أيضا ..،
          1- أن لم استغرب من قولك أن المسلمين غرباء عن دينهم بل أقررته تقريبا ، ولكن تعجبت من قولك في حق أمة الإسلام بأنها بقايا أمة !!!
          وكل ما ذكرته حضرتك في كلامك بخصوص تعريف الأمة هو قول عجيب أيضا ، وكذلك ادعائك أن من أهم مقاومات الأمة المنهج ادعاء أشد عجبا ، فليس الأمر مسألة ماهي الأمة في اعتباري أو اعتبار حضرتك ، تستطيع ان ترجع لتعريف مفهوم “الأمة” لغة ، واصطلاحا ، وفي علم الاجتماع ايضا ولدى ابن خلدون .
          فلن تجد أي شيء مما ادعيته حضرتك وستكتشف أن قول حضرتك في التعليق هو بدعا من القول أيضا .
          وستجد أن تعريف الأمة يدور دائما على أنها مجموعة من الناس يرتبطون فيما بينهم بجامع مشترك كاللغة أو الدين أو الاقتصاد إلخ ولهم هدف مشترك ، وتشمل الأموات والأحياء في الآن ذاته ، ويختلف هذا الرابط باختلاف مفهوم الأمة، فأمة الإسلام تربطها عقيدة الإسلام .
           {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} .
          فليس لمعنى الأمة اي شي مما ذكرته حضرتك ، وليس له علاقة بمدى وجود منهج لتلك الجماعه من الناس من عدمه ولا بوجود نظام سياسي لهم من عدمه ، بل اضاف ابن خلدون في تعريفه لأمة العرب قبل الإسلام بأنهم أمة وحشية عندهم ملذوذا لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم , و عدم الانقياد للسياسة و أن هذه الطبيعة فيهم منافية للعمران و مناقضة له ، ولذلك علقت على ادعائك بأن امة الإسلام بقايا أمة بأن في ذلك اخراج لابنائها من الإسلام وتكفيرا لهم ، لأن الرابطة التي تربط ابناء أمة الإسلام داخل مفهوم الأمة هو الإسلام ، وان كنت لا تقصد حضرتك تكفيرهم كما ذكرت في تعليقي نفسه ذلك ، لكن هذا هو ما يفهم من كلام حضرتك وما يدل عليه .

          2-ما ذكرته في تعليقك من موضوع الحرب الإعلامية وقصة حسان رضي الله عنه ، وموضوع لفظة راعنا والنهي عنها (اذا اطلعت حضرتك على سبب نزول الآية) ، فالأمرين هما في صالح المقال وما ذكر فيه من ضرورة اشغال الأمة بما هو واجب عليها (كالحرب الإعلامية ” الموجهة لعدوها الأصلي ” وعدم الإنشغال عنه بأي عدو أقل منه أو باي شيء غيره من اخطاء داخل الأمة الواحده أو غيرها من الأمور كما هو المثال المذكور هنا مثلا ) ، واخراجها من أي شيء قد يلهيها عن مقصدها وقد يشعل القتال داخلها (كما هو في قصة الآية وترسيخ قاعدة بناء الحكم بناء على المعاني والمقاصد وليس بالمظاهر والألفاظ ) .
          3-لا علاقة أصلا للمجتمع الذي يوجد فيه النبي صل الله عليه وسلم ويقوده أو يقوده أحد الصحابه الذين رباهم رسول الله صل الله عليه وسلم بالإلهاء وسياسته ، فضربك للمثالين هما قياس عجيب وفي غير محله .

          1. سأرد على نقطتين فقط، أما رأيي فيما اعتبرتِه “إلهاء” فقد وضحته ولازلت عليه!

            ١) للأسف عدتِ لاستعمال “عصا التكفير” والترهيب بها! هذا سلاح العلمانيين الذين يحاربون الاسلام، يستعملون مصطلحات “التكفير” و”الارهاب” كلما لم يستطيعوا مواجهة أفكار الاسلام وأحكامه، وان كنتِ انت ليس هذا قصدك وحالك، لكن يُفهم من إقحامك مسالة التكفير ما يدل على علمانية المفاهيم!

            ٢) فيما يخص مفهوم الامة، فلو جمعتِ نصوص القرآن كاملة لاتضح لك احد اهم معانيها ومقوماتها، وسأكتفي بذكر بعضها هنا:
            {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٢٠)}(سورة النحل)، فالله وصف هنا ابراهيم بأنه أمة رغم انه لوحده، لأنه كان إماماً للناس يعلمهم منهجا ربانيا!
            وقال الله سبحانه {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ (٢٢)}(سورة الزخرف)، راجعي تفسير أمة في هذه الآية، فهي تعني طريقة عيش ومنهج!
            وقال الله: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٤٨)}(سورة المائدة)، فالأمة هنا هي مجموعة من الناس لهم شرعة و منهج خاص يميزهم عن غيرهم من الأمم!
            فالمسلمون اليوم بقايا أمة، نسميها تجاوزا أمة! ضيعت منهجها الاسلامي ورضيت بحكم الطغاة وتجبر الغرب وقوانين علمانية، انتشرت العصبية الوطنية والعنصرية، ولا تكاد تجد الا قلة تتحرك لنصرة المسلمين المستضعفين في بقاع الارض، …. الخ!
            لا نكذب على أنفسنا! أول الطريق للتغيير هو توصيف الواقع على حقيقته وليس كما نتمناه!

          2. خيرا أخي ، أنا لا افاجىء بعد هذا النقاش بفهمك لمعاني المقال فلا بأس .
            1-استخدام العلمانيين لمصطلح التكفير كعصى لا ينفي وجود التكفير كحقيقة عقائدية وكواقع اجتماعي، كما ان ادعاء الكاذبين للنبوة لا ينفي وجود النبوة والانبياء كحقيقة  وكذلك مصطلح الارهاب له مشتقات لغوية كثيرة ومنها الارهاب الفمري وهو حقيقة لا ينفي وجودها استخدام عدونا لها ، ومن اهم اسبابهما هو عدم الدقه في مصطلحات المحاصرين من المفكرين وبعض من ينسبون للعلم ، والعلمانين لا يستخدموا المصطلحين كعجز منهم عن مواجهة افكار الإسلام كما ذكرت بل هي خطوة من خطوات المواجهة ، وكما ان العقل السوي والبعد عن اليطحية في فهم الامور يجعلاني لا اظن انك تستخدم عصى الإتهام بالعلمانية هنا كنوع من الإرهاب الفكري والتكفير أيضا ، فاظن كذلك أن تلك النقطة لم يكن من اللائق ذكرك لها .

            2-هنا مقال التعريف اللغوي لمصطلح الامة وستجد فيها غالب المعاجم اللغوية المشهورة بالإضافة لمعجم معاني كلمات القرآن وفيها تصحيح لكا ما ذكرته من لغط في فهم الكلمة فبما ذكرته من آيات :
             http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/أمة/

            وبمناسبه معنى وجدنا أبائنا على أمة :اي على دين ☺

            -وهنا مقال للتعريف الشرعي لمصطلح الأمة للشيخ رشيد رضا :
             http://www.alukah.net/culture/0/9330/
            -واما التعريف الاجتماعي للمصطلح فاكتفي بما ذكرته لمؤسس علم الاجتماع ابن خلدون .
            والرجوع للحق فضيلة .
            واظن ان النقاش انتهى لبعده أصلا عن موضوع المقال .
            وجزكم الله خيرا …،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى