كيف تغيرت نظرة الأمريكان للشذوذ في 5 سنوات؟
لنبدأ بالتأكيد على مفهوم المثلية الجنسية أو الشذوذ (بالإنجليزية: Homosexuality) وهو توجه جنسي شاذ عن الفطرة السليمة يتسم بالانجذاب الجنسي بين أشخاص من نفس الجنس، والذي يُعتبر في الشريعة الإسلامية لِّواط وهو من أشنع المعاصي والذنوب وأشدها حرمةً و قُبحاً وهو من الكبائر التي يهتزُّ لها عرش الله جَلَّ جَلالُه، و يستحق مرتكبها سواءً كان فاعلاً أو مفعولاً به القتل، وهو الحد الشرعي لهذه المعصية في الدنيا إذا ثبت ارتكابه لهذه المعصية بالأدلة الشرعية لدى الحاكم الشرعي، وفي الآخرة يُعذَب في نار جهنم إذا لم يتُب مقترف هذا الذنب العظيم من عمله، ووفقًا لأكبر الدراسات في العالم الغربي، الأفراد الذين مارسوا نشاطاً جنسياً مع أشخاص من نفس الجنس خلال حياتهم تتراوح نسبتهم من 2% إلى 10%.
في أوائل القرن العشرين بدأت بعض دول العالم الغربي برفع التجريم عن السلوكيات المثلية أو الشذوذ (بالإنجليزية: Homosexuality)، ومنها بولندا عام 1932، الدنمارك عام 1933، السويد عام 1944، والمملكة المتحدة عام 1967، رغم ذلك في بعض الدول المتقدمة لم يحدث ذلك إلا في منتصف السبعينات. نقطة التحول كانت عام 1973 حين قامت الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين بشطب المثلية الجنسية من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، الأمر الذي ألغى تعريفها كاضطراب نفسي أو شذوذ جنسي. خلال الثمانينات والتسعينات سنَّت معظم الدول المتقدمة قوانين تمنع التمييز ضد المثليين في فرص العمل والإسكان والخدمات.
مسطرة المجتمع المنحرفة
ما كان من الــ”عيب” في أجيال مضت أصبح مقبولا اليوم، لباس الفتاة لملابس تفصل جسدها –مع غطاء الرأس- أصبح “محتشما نسبيا”، صحبة الشاب للفتاة “زمالة”، وهم يرون أنفسهم “زي الناس”، “أحسن من غيرهم” “Okay”، “ما بيعملوا شيء عيب” لأنهم يقيسون أفعالهم إلى مسطرة المجتمع والعادات والتقاليد، والتي تنحرف شيئا فشيئا، والتي وصلت بالمجتمع الأمريكي الآن إلى أن يسمح قانونا بالزواج المثلي بين الشواذ، بينما ليست هناك ولاية واحدة تسمح قانونها بتعدد الزوجات!!
من نعمة الله علينا أنه رسم لنا الصراط المستقيم والمسطرة التي لا تنحرف بوحيه الذي يصلنا به كل يوم ويجدد لنا نقاء فطرتنا ويزيل عنها الأوساخ. تذكر هذا وأنت تدعو في صلاتك: ((اهدنا الصراط المستقيم)).
الحسم باستخدام القانون
وبعد أن كان الشذوذ ممنوع في العديد من الولايات الأمريكية؛ حيث أصدرت في يوليو ١٩٧٣ ولاية ميريلاند قرارًا يحظر زواج المثليين، لتصبح أول ولاية أمريكية تحظر زواج الشواذ في الولايات المتحدة، تبعتها بعدها عدة ولايات أخرى مثل فيرجينيا (١٩٧٥) وفلوريدا وكاليفورنيا ووايومينج (١٩٧٧) ونيوهامبشير (١٩٨٧)، وفي يونيو من العام 2015 أصدرت المحكمة العليا الأميركية قرارا بتشريع زواج الشواذ في كل أنحاء البلاد، في خطوة لاقت ترحيبا من جمعيات الشذوذ ووصفها الرئيس الأميركي باراك أوباما بـ”النصر”.
الرئيس الأمريكي وصف الحكم بأنه انتصار لأمريكا وانتصار للحب
وكتب القاضي أنطوني كينيدي متحدثا باسم غالبية أعضاء المحكمة العليا أنه وباسم المساواة بين الجميع أمام القانون، “ينص التعديل رقم 14 بأن تبرم كل ولاية عقود الزواج بين شخصين مثليي الجنس”
كيف أضحى الشذوذ في أمريكا أمرًا عاديًا ؟!
عدد المثليين في الولايات المتحدة الأمريكية من إجمالي ٣٢٥ مليون بنسبة ٢.٧٪ من إجمالي عدد السكان هو ٩ مليون
في أكتوبر ١٩٩١ أذاعت شبكة فوكس أول زواج بين مثليين في حلقة من مسلسل (روك Roc)، لتكون بالفعل بدايات التمهيد لهذا الاتجاه، وبدأت الأمور بيد شد وجذب حتى العام 2011 وبالتحديد في شهر فبراير ّ إذ أعلنت الحكومة الأمريكية بقيادة باراك أوباما، أنها لا تساند وثيقة (DOMA) التي كان كلينتون قد صدق عليها قبل ١٥ عامًا. كان الانتصار الأكبر كما يدعون هو الاعتراف بحق الشواذ في الزواج في (نيويورك) في يونيو ٢٠١١، قبل أن يعلن (أوباما) دعمه لزواج المثليين في ٩ مايو ٢٠١٢ قبل شهور من الانتخابات الرئاسية.
ووالت الاعترافات بحق المثليين في الزواج في ولايات (ماين) و(ميريلاند) و(واشنطن) و(نيفادا) في ٢٠١٢، ثم (رود ايلاند) و(ديلاوير) و(مينيسوتا) و(كاليفورنيا) و(نيوجيرسي) و(هاواي) و(إلينوي) و(نيومكسيكو) في ٢٠١٣. توالت القوانين التي تمنح المثليين الحق في الزواج في عدة ولايات أمريكية في ٢٠١٤ و٢٠١٥ ليصبح عدد الولايات التي تمنحهم هذا الحق قبل حكم المحكمة الدستورية العليا ٣٧ ولاية مقابل ١٣ ولاية كانت ما تزال تحظر زواج المثليين قبل الحكم.
يؤيد ٥٧٪ من الأمريكيين زواج المثليين بينما يعارضه ٣٩٪ فقط فيما كانت الاحصاء الأول عام 1996 أن 68 % من الأمريكيين يرفضون هذه النوعية من الزواج
• تبهيت القضية : المسألة ليست معقدة، يقول الخبراء والمراقبون الأمريكيون، ثمة اهتمامات وميول غريبة وهؤلاء جزءًا منهم، علينا جميعًا تقبل المسألة.
• أنت عنصري: من يحارب هذا الاتجاه يوسم تمامًا بأنه عنصري ويعيش في مجتمع منغلق، وهو أي الرأي الرافض للمثلية “homophobia” صنفا من صنوف العنصرية “Racism”، وهي النغمة التي عَلا صوتها بشكل كبير سواء مدنيا أو إعلاميا على عكس ما كان معروفا منذ عشر سنوات مثلا من نظرة تحقيرية وتهكمية لتلك الفئة (LGBT).
• البابا يتحدث : في عام 2013 أعلن بابا الفاتيكان موافقته الدينية والروحية على زواج الشواذ بمؤتمر صحفي مصغر أقيم على متن طائرة كانت عائدة به إلى روما وقال فيه:
“إذا كان المثليون يتقبلون الرب ولديهم نية طيبة، فمن أكون أنا ساعتها لأحكم عليهم؟ إذ لا يجب علينا تهميشهم” والسؤل هنا من أكثر علمًا وقربًا من الرب أكثر من البابا.. يسأل الأمريكان؟!
لكن كيف تغيرت نظرتهم خلال سنوات قصيرة؟
بالطبع الإجابة، الإعلام فالعديد من المؤيدين والداعمين لحقوق الشواذ صرحوا بأن هوليوود كان لها الدور الأكبر في تحويل قناعات الشعب الأمريكي لتقبل المثليين. في لقاء له في مايو ٢٠١٢، صرح (جو بايدن) نائب الرئيس الأمريكي بأن مسلسل (Will and Grace) كان له تأثير أكبر من أي شئ آخر في قضية المثليين؛ فقبله لم يكن هناك الكثير من الممثلين المثليين في أدوار البطولة في التليفزيون الأمريكي ولكن الأمر تغير بعده ومن الوسائل التي ساعدت ما كتبه أحد الخبراء الأمريكيون في كتابه حول كيفية تغيير نظرة الأمريكان للشذوذ:
• اعتياد رؤية الشواذ في الإعلام: يعني هؤلاء الأشخاص هم شخصيات عادية مثلنا تمامًا لهم نفس الطعام والشراب والأكل ولهم ميول قد تتشابه مع ميولك أنت، لذا لِمّ تلومهم ؟!! .
• المشاهير يتحدثون: جعل الإعلام الأمريكي يحضر بعض الشخصيات والممثلين والمشاهير لدعم الشذوذ، ولأن هؤلاء يحوزون على قدر كبير من الإعجاب يقتنع الناس بقناعات المشاهير تلقائيًا.
• التكرار: من أهم الشعارات التي يمكن أن يطبقها الإعلاميين لتغيير الرأي العام هو التكرار وهو نفس المبدأ الذي كان يستخدمه جوبلز وزير الدعاية والإعلام النازي اذ قال ” اكذب اكذب حتى يصدقك الناس”.
من وراء ذلك؟
الإمبراطوريات الإعلامية في أمريكا تحكمها يهود، ويتحكم بكل مسار إنفاق كل دولار تقريبًا، وليس من الغريب أن اليهود كان لهم السبق في دعم مثل هذه التوجهات الشاذة عندما صوّت الحاخامات المنتمون لأكبر تجمع يهودي في الولايات المتحدة لصالح الاعتراف بزواج الشواذ، وذلك في المؤتمر المركزي للحاخامات الأمريكيين التابع لحركة الإصلاح اليهودية، حيث صرح رئيس المؤتمر تشارلز كرولوف قائلاً: “إن من حق الشواذ الاعتراف بزواجهم واحترامهم” ومنذ عام 1995م، والحركة توافق على تعيين حاخامات مثليين اعتماداً على مبدأ: أن جميع اليهود متساوون في التدين بغض النظر عن توجهاتهم الجنسية.
سيطرة اليهود على هوليوود معروفة وواضحة للجميع ويمكن باستعراض أسماء رؤساء إدارات عدد من الشركات العاملة في صناعة الإعلام معرفة حجم التأثير اليهودي. براد جراي في بارامونت، روبرت إيجر في والت ديزني، مايكل لينتون في سوني، باري ميير في وارنر بروز، ليسلي مونفز في سي بي إس وجيف زوكر في إن بي سي.
المصادر:
مسطرة المجتمع المنحرفة وسراط الله المستقيم. د. إياد قنيبي.
جزاكم الله خير ونفع بكم، لما بحثت بالانجليزي عن موضوع المثلية ماظهر كان كل ما يؤيد ويدعم هذا السلوك المحرم، فلا يزالون يحاولون تجميل هذا الفعل الشنيع وغسل ادمغة العقلاء و الجهلاء ليتقبلوه
ندعمكم وبقوة لصناعة الوعي وبارك الله في مسعاكم