أفاعي النسوية.. يتسلقن الحرية السورية!!
هذا الكلام الساقط قالته قبل سنوات النسوية (المصرية/الأمريكية) “منى الطحاوي” وفي الوقت الحاضر، وبعد أيام قليلة فقط مرت على تحرير “الثوار الإسلاميين” لسوريا من الحكم الدموي لآل الأسد الذي استمر 54 عامًا، خرجت تنشر الكثير من مثل هذا “الهراء” -بحرف الهاء- مجددًا في صحيفة الجارديان البريطانية ضمن مقال بعنوان: (ما التالي بالنسبة لنساء سوريا؟ ثورة لا تحررهن ليست ثورة على الإطلاق) تطالب فيه السوريات بالثورة على رجالهن ودينهن وثقافتهن!!
ومما جاء فيه: «لا شك أن النساء في سوريا، اللاتي يحتفلن بتدمير السجون والأقبية التي احتجزت لعقود من الزمان آلافًا من المعارضين السياسيين، يتساءلن الآن متى ستُدمر أيضًا سجون “النظام الأبوي” ولماذا لا يمكن تفكيك أصنام “هذه ثقافتنا” أو “هذا ديننا” أو أي عذر آخر يُقدَّم لتحديد ما يجب أن يرتدينَه، أو الحد من قدرتهنّ على التحرك بحرية، أو إجبارهن على الزواج المبكر».
«السوريون المثليون الذين قيل لهم طويلًا أنه من المستحيل أن تصبح رغباتهم ممكنة، يجب أن يتساءلوا الآن: لماذا يظل تحريرهم من رهاب المثلية الجنسية أو رهاب التحول الجنسي مستحيلاً؟»!!
النسوية “منى الطحاوي” التي تبلغ من العمر 57 عامًا، افتتحت مقالها باستشهاد مساند لتوجهها من “نسوية سورية” أخرى وهي “رزان زيتونة” التي تقول إنها اختفت في الأراضي التي تسيطر عليها “المعارضة السورية” في ديسمبر 2013م، وهذا الاستشهاد هو نص رسالة بريد إلكتروني أرسلتها إلى “صديقها” الناشط الحقوقي “نديم حوري” في مايو 2013م تقول فيه “رزان”: «لم نقم بثورة وخسرنا الآلاف من الأرواح ليأتي مثل هؤلاء الوحوش ويعيدوا التاريخ الجائر نفسه، يجب محاسبة هؤلاء الأشخاص تمامًا مثل النظام، فما الفائدة من استبدال ظالم بآخر؟».
كالنباتات المتسلقة والطفيليات الضارة، بدأت تلك النسوية في التغذي على آلام ودماء السوريين، محاولةً غرس مخالب النسوية السامة في جسد منهك من الظلم والظلمات الذي عانت منه المرأة السورية كما بقية الشعب، مصطنعة حالة من البكائية الكاذبة الخاطئة ومظلومية مفتعلة أو مضخمة لحال النساء السوريات وربطها بالدين والأخلاق الإسلامية، فتقول الطحاوي:
«أريدُ أن نزيل “الأسد” ليس فقط من القصر الرئاسي، بل وأيضًا من الشارع، ومن غرفة النوم!! أريد أن تُسقِط كل ثورة ليس فقط تماثيل الطاغية، بل وأيضًا ما أُسميه “ثالوث الهيمنة الذكورية” الطاغية الذي يعيش في “القصر الرئاسي” وفي “الشارع” وفي “المنزل” والثورة الأصعب على الإطلاق هي الثورة التي تقام في المنزل، لأن كل الطغاة يعودون دائمًا إلى المنزل»!!
هذا الكلام كررته سابقًا بصورة مطابقة بعد سقوط “حسني مبارك” حين قالت وقتها: «أزحنا مبارك من قصر الرئاسة، لكن ما زال علينا أن نزيح مبارك الذي يعيش في عقولنا وبيوتنا، نحن النسوة، بحاجة إلى ثورة مزدوجة؛ ثورة على المستبدين الذين حكموا بلداننا، وأخرى على المزيج السام المكون من “الموروث الثقافي والدين” الذي يدمر حياتنا»!!
وفي دعوة بائسة، نافثةً سمومها على المجتمع في محاولة لتمزيقه، وفي الوقت الذي يحتاج المجتمع السوري إلى تكاتف كل أطيافه، تُحرّض على حرب داخلية بين الرجال والنساء، وذلك بدعوة النساء للتمرد على كل ما هو “ذكوري” والثورة عليه، فتقول في مقالها الحديث في الجارديان:
«بالنسبة للنساء، كان هناك دائمًا ثورتان يجب خوضهما: واحدة تقاتل مع الرجال ضد الأنظمة التي تقمع الجميع، والثانية ضد الأنظمة الذكورية في الشارع وفي غرفة النوم التي تقمع أيضًا -مع النظام الحاكم- أي شخص ليس رجلًا متوافقًا مع جنسه أو من جنسين مختلفين».
وتتابع: «كما قالت الأناركية الإسبانية والمقاتلة في المقاومة “لولا إيتوربي” في عام 1935م: كل هؤلاء الرفاق (الذكور) مهما كانوا راديكاليين في المقاهي، أو النقابات، أو حتى في مجموعات التفاهم، يبدو أنهم يخلعون أزياءهم كمناصرين لتحرير النساء على عتبة منازلهم، وفي الداخل، يتصرفون مع رفيقاتهم كرجال عاديين».
ثم تقول: «بالنسبة للنساء.. هذه مواجهة مع “ثقافتنا” و”ديننا” مع “الحكام المستبدين” و”الإسلاميين” فهما وجهان لعملة الاستبداد، ومثل هذه المحاسبة هي في الأساس نسوية، وهي ما سيحررنا في النهاية، وهو ما يجب أن يدفعنا جميعًا إلى ما هو أبعد من الغضب، حيث الخيال الثوري يتوقف دائمًا خارج المنزل.. ولقد كان من الجيد أن نسير معًا، الرجال والنساء، وأن نخاطر بحياتنا لمواجهة النظام، لكن ماذا سيحدث بعد انتهاء الاحتجاج؟ ما الفائدة من الثورة ضد الدولة عندما يبقى المنزل أخطر مكان على النساء والفتيات في العالم، بما في ذلك سوريا؟».
وتختم “الطحاوي” مقالها وتطالب باستغلال الفرصة السانحة الآن في ظل الضغوط الدولية والأجندات التي يمكن فرضها على الثوار في الفترة القادمة فتقول: «لكي تحررنا الثورة جميعًا، يجب أن تعني أكثر من مجرد تغيير النظام، أريد ثورة أكثر طموحًا من ذلك بكثير، صوبوا إلى أعلى! طالبوا بثورة تغيّر الناس، الآن.. لأنه عندما يكون كل شيء معلق في الهواء، نحن من نقرر ما الذي يجب الإمساك به».
النسوية “منى الطحاوي” التي تبلغ من العمر 57 عامًا، هي مؤلفة كتاب: (الحجاب وغشاء البكارة: لماذا يحتاج الشرق الأوسط إلى ثورة جنسية؟)، وهذا يخبرنا بطبيعة التاريخ الثوري والنضالي للكاتبة وأين موقعه بالتحديد!!
المرأة التي قالت: «ثورتي هي أن أعلن في أي منبر يتاح لي: أنني أنا التي أملك جسدي، وليس “الدولة” أو “المسجد” أو “الشارع” أو “عائلتي” ولي الحق في ممارسة الجنس في أي وقت ومع من أختار»، تزوجت لفترة قصيرة في عام 2000م ثم تطلقت، فالتي لم تستطع أن تقيم بيتًا مستقرًا لأشهر قليلة، لن تكون راغبة في بقاء بيوت المسلمين عامرة مستقرة.
تعيش حاليًا في الولايات المتحدة، وتنشر هذه الأفكار في صحف بارزة من بينها “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” الأمريكية، و”جيروزليم بوست” اليهودية، وسبق لها أن عملت في دولة الاحتلال!!
الحدث السوري المزلزل أفرح الكثير من المسلمين، وفي الوقت نفسه أزعج الكثير من المنافقين، وأخرج كذلك الكثير من مثل هذه الأفاعي النسوية السامة من جحورها.. فخذوا حذركم!!