الأزمات الاقتصادية والأهداف العالمية: الإكوادور نموذجًا

منذ كنت صغيرًا، ودائمًا تراودني فكرة أن الأزمات الاقتصادية التي نعيش فيها ما هي ألا مصطنعة ومختلقة لأجل أهداف أكبر من التي تتضح في العلن. الأزمات مثل التي نعيشها هذه الأيام من ارتفاعِ أسعار الدولارِ وارتفاعِ الأسعار للسلع ِوالخدماتِ، لها حلول ولكن إذا أرادت السلطة الحاكمة ذلك، بل وحلول سريعة ومجدية وفعالة ولكنها متوقفة بشرط موافقة الإرادة السياسة التي تصل لدرجة العمالة في كثير من الدول الإسلامية والعربية في وقتنا الحالي.

فكنت كلما كبرت كبرت معي هذه الفكرة أكبر وأكبر، وذلك ليس بغرض إلقاء اللوم وتبرير الأزمات بطرح فكرة المؤامرة وتعويل كل شيء على كاهلها دون تحرك فعلى من جانبنا تجاه المعالجة الحقيقة للأمور.

فنظرية المؤامرة تتجاذبها ثلاثة آراء:

  • الأول يؤمن بها إيمانا كليًا وبالتالي يعولُ كل أموره عليها من أي أزمة كبيرة كانت أو صغيرة.
  • والثاني ينكرُهَا كليًا ويرى أنه من العبث أن نؤمن بمثل هذه الأفكار.
  • والثالث وهو ما نراه ونؤمن به، أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن ننكرَ فكرةَ المؤامرةِ فالله عز وجل قد أقرَّ بها في كتابةِ العزيزِ كما في قولة  «وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏» [i] «وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ» [ii]. فكل هذا وغيره يؤدى بنا إلى نتيجةٍ واحدة أنه لا يمكن إنكار المؤامرة بأي حال.

ولكن كذلك لا يجوز بحالٍ أن نعولَ عليها في كل الأمور، ونتخاذل، ونرتكن إلهيا دون عمل وتحرك فعلى، فلذلك لابد من الوعي بما يحدث حولنا من مؤامراتٍ وأحداثٍ وأفعالٍ وتحالفاتٍ ومعاهداتٍ واتفاقياتٍ في السر والعلن في ضوء التآمرِ على أمة الإسلام والدولِ المسلمةِ خصوصًا. ولكن لا نرتكن بعد ذلك، بل نتحرك بأفعال مضادة لمثل هذه المؤامرات ومثل هذه الاتفاقيات.

TheOsloAccords
اتفاقية أوسلو

فعندما نذكر ما فعله ثيودر هرتزل الصهيوني[iii] وما حدث في المؤتمر الصهيوني الأول [iv]، فإننا إذا علمنا حجم التآمر والمؤامرة على أمة الإسلام وفلسطينَ، ولذلك يجب علينا التحرك الفعلي إزاء كل ذلك، وبدون أسي تخاذل.

ومن قبيل هذا التآمر، المؤامرات الاقتصادية على الشعوب، بطريقة خلق الأزمات الطاحنة التي تطحن الشعب المستنزف إلى أقاصي الدرجاتِ، ويصبُ ذلك كله في مصالحِ الدولِ الكبرى وعلى رأسها أمريكا بيهودها وبرتستانتها (النصارى المتصهينة).

مَن الذي يقومُ بمثل هذه المؤامرات وكيف تتم بل وكيف تبتلعها الشعوبُ؟

  • فأولا من يقوم بمثل هذه المؤامرات؟

فيتنازع إجابة هذا التساؤل عدة أجوبة تدور في فلك شبه واحد، فأولًا يتم ذلك عن طريق أجهزة المخابرات الأمريكية وقراصنة الاقتصاد.

وإذا كانت الأجهزة المخابراتية معلومة، فقد يتساءل البعض من هم قراصنة الاقتصاد؟

فقراصنة الاقتصاد  Economic Hit Men  أو اختصارًا في كلمة  EHM  فهم خبراء مخادعون محترفون ذوو أجور مرتفعة، مهمتهم هي أن يسلبون ملايين الدولارات بالغش والخداع من دول عديدة في سائر أنحاء العالم، ويحولون المال من البنك الدولي، وهيئة المعونة الأمريكية (USAID) وغيرها من مؤسسات المساعدة الدولية، ليصير في خزائن الشركات الكبرى، وجيوب حفنة من العائلات الثرية التي تسيطري على الموارد الطبيعية في الكرة الأرضية.

الشركات متعددة الجنسيات

ووسائلهم لتحقيق ذلك تشمل اصطناع التقارير المالية، وتزوير الانتخابات والرشوة والابتزاز والجنس والقتل، ويلعبون لعبة قديمة قدم عهد الإمبراطوريات لكنها تأخذ أبعادًا جديدة ومخيفة في هذا الزمن… زمن العولمة،[v] وهؤلاء مُسخَّرون من قبل الشركات الكبرى ذات الهيمنة اليهودية أو من قبل الأجهزة المخابراتية، على رأسها ال CIA  وكل ذلك يصب في بوتقة واحدة وهى تدمير الشعوب وسرقة واستنزاف مواردها.

كيف يتم خلق الأزمات؟

وسنحاول أن نأخذ مثالا عمليا لما قد يفعله هؤلاء القراصنة أو أجهزة المخابرات لنوضح فكرة التآمر الاقتصادي وكيف يتم خلق الأزمات لتتم بها السيطرة على زمامِ أمور الدولة كاملة.

  • الإكوادور نموذجًا

فالإكوادور [vi] كانت دولة أو جمهورية حسب التسمية تعيش بهدوء اقتصادي، أو على الأقل شبه مستقرة، إلى أن اكتشفت شركة تكساك[vii] وجود البترول في منطقة الأمازون عام 1968.[viii]

ثم تتبدل الأحداث وتتسارع أكثر وأكثر عندما تحاول أمريكا أن تسيطر على فنزويلا إحدى أهم المصادر البترولية لها، بل تعد ثالث اهم مصدر لها، وخصوصا بعد صعود تشافيز الذي قامت محاولة انقلاب عليه ولكنها فشلت وهذه المحاولة عن طريق الإدارة الأمريكية، نظرا لعداء تشافيز للهيمنة الأميركية، فحاولت أمريكا كعادتها أن تنقلب عليه وتصنع انقلابًا من الداخل، كما يحدث في بلدانا، وبعد الفشل في تحقيق الانقلاب تأزم الوضع بين فنزويلا والسلطة الأمريكية.

Oil lake

 فهنا كان لابد لأمريكا أن تجد مصدر بترولي أخر، فكان العراق بديلا جيداً لذلك ولكن هذا لن يكفي فأُلقيتُ الأنظارُ على الإكوادور في الخطةِ المحكمةِ التي وضعت ونفذت على الجانبين العراقي والإكوادورى.

كيف تخلق الأزمات الثروة والفقر!

ونعود للإكوادور مرة أخرى، حيث انه من عجيب الأمر، رغم اكتشاف البترول ألا أن نسبة الفقر زادت بالإكوادور من 50% إلى 70%، والبطالة من 15% إلى 70 %والديون العامة من 240 مليون دولار إلى 16 مليار دولار فما هو السر وراء ذلك.

فان اكتشاف البترول مع خلق أزمات اقتصادية طاحنة تعجز الدولة على الوقوف أمامها، فتُجبرُ على الخضوع والخنوع للشروط التي تمليها الشركات العالمية ناهيك عن الدول الكبرى، فلذلك لا يجدي ألف ألف بئر بترولي يكتشف لطالما أن خيراته لن تعود على أهله.

 فاذا نظرنا إلى مستخرج البترول فنجد جون بركنز[ix] يوضح ذلك بجلاء كبير قائلا:” للأسف ليست الإكوادور استثناء، فتقريبًا كل بلد وضعناه نحن قراصنة الاقتصاد تحت مظلة الإمبراطورية العالمية واجه المصير نفسه. فمنذ عام 2004 بلغت ديون العالم الثالث اكثر من 2.5 تريلون دولار، كما يمثل عبء خدمة الديون اكثر من 375 مليار سنويًا، وهو أكثر مما يمكن أن ينفقه العالم الثالث على الصحة والتعليم، واكثر عشرين مرة مما تتلقاه البلاد النامية سنويا من معونات أجنبية. فإن أكثر من نصف سكان العامل يعيش على أقل من دولارين في اليوم وهو تقريبًا ما كانوا يعيشون عليه أيام السبعينيات”

ما فعله تسريب البترول بالغابات المطيرة بالإكوادور
ما فعله تسريب البترول بالغابات المطيرة بالإكوادور

ويكمل قائلا “تعد الإكوادور نموذجا للبلاد التي أدخلها قراصنة الاقتصاد إلى حظيرة الاقتصاد السياسي فمن بين كل مائة دولار من عائد المواد الخام المأخوذ من الغابات تتحصل شركات البترول على 75 دولاراً، أما ال 25 المتبقية فتذهب ثلاث أرباعها لسداد الديون الخارجية ومعظم ما تبقى يذهب لتغطية شئون الجيش وغيره من النفقات الحكومية ويتبقى دولارين ونصف الدولار فقط ليغطي نفقات الصحة والتعليم والبرامج التي تهدف إلى مساعدة الفقراء، وهكذا من كل مائة دولار يصل للمواطن أقل من ثلاثة دولارات”

فلذلك لا نعجب من تدنى مستوى التعليم والصحة والانحدار الاقتصادي الشديد الذي حدث بالإكوادور رغم اكتشاف البترول فيها.

كيف يفعلون ذلك؟

 سنجد إجابة هذا التساؤل مختصرة بشدة في التوضيح الذي أوجزه بركنز قائلا “ومثل نظائرنا من رجالِ المافيا نؤدي نحن قراصنة الاقتصاد بعض الخدمات كمنح وقروض لتنمية البنية التحتية وبناء محطات توليد الكهرباء ولكن بشرط أن تتولى إدارة هذه المشروعات شركات إنشائية وهندسية من بلادنا، وجوهر الأمر ألا يخرج القدر الأكبر من أموال القروض من الولايات المتحدة الأمريكية بل تتنقل من مكاتب البنوك في واشنطن إلى مكاتب الشركات الهندسية في نيويورك أو هوستن أو سان فرانسسكو”.

t1larg.us.flag.oil.refinery.gi

وفى هذا انتقالا وهمياً لرؤوسِ الأموال من بنوك أمريكا إلى بنوك أمريكا في خداع كبير يحدث لهذه الدول، ولكن في هذه المرة ينتقل إلى بنوك نيويورك خصوصًا، وذلك لأن أغلب هذه البنوك يُسيْطَرُ عليها من قبل رجالات اليهود.

كيف تجري خطة الاغتيال الاقتصادي؟

ويكمل بركنز قائلاً “ويحقق قرصان الاقتصاد النجاح الكبير عندما تكون القروض كبيرة بالدرجة التي تعجز معها الدولة المستدينة عن سداد الديون في ظرف سنوات قليلة، عندئذ نسلك سلوك المافيا ونطلب رطلًا من اللحم مقابل الدين.[x] وتضمن قائمة طلباتنا واحدة أو اكثر من التالي:

  • السيطرة على الدول في الأمم المتحد من حيث التصويت “وقد رأينا ذلك وخصوصا في قضية سوريا من حيث التصويت لصالح استمرار الضرب عليها والقذف”.
  • أو إنشاء قواعد عسكرية “وكذلك نرى ذلك عيانا بيانا يوميا في دول الشرق الأوسط”.
  • أو الهيمنة على موارد الثروة البترولية أو قناة بنما، وبالطبع يبقى المستدين مثقلاً بالدين وبذلك يضاف بلدٌ أخر إلى إمبراطوريتنا العالمية. -بيركنز مُتحدثًا-
جون بيركنز
جون بيركنز

فهكذا هي الخطة المحكمة، تُخلق الأزمات فتستدين الدولة، فتسيطر الشركات الأمريكية بحجة الاستثمار فستنزف الدولة، وما يتبقى لها يذهب في سداد الديون بحيث لا يبقى إلا الفتات بل أقل من الفتات بقليل.

ثم تعجز الإكوادور على سداد الديون أكثر وأكثر لإرهاقها اقتصاديًا والإلحاح في السداد فيكون المقابل هو بيع الغابات التي تحتوي على أبار البترول، وبذلك تخسر الإكوادور كل شيء دفعة واحدة.

العواصف الاقتصادية كأداة للحصول على الدول وابتلاعها

وعلى هذا نوضح أن الأزمات الاقتصادية وخصوصًا الكبرى منها أو كما أحب أن أسميها العواصف الاقتصادية[xi] ما هي ألا أداة من أدوات الدول الكبرى للحصول على الدول بالكامل إلى حد ابتلاعها، وخصوصًا ونحن اليوم بعد اتفاقية بريتون وودز، حيث أصبح الدولار هو النظام العالمي الجديد وبالتالي يسهل التحكم في اقتصاديات الدول بكل سهولة ويسر.

دور المخابرات في لعبة الاقتصاد

أما عن دور رجال المخابرات فهو واضح وجلى للعيان ولكن سنحاول إيجازه بمثالٍ عملي على أرضِ الواقعِ. إذ نعود للوراء قليلا في إيران تحديدًا، وقبل الانقلاب الذي حدث على محمد مصدق والذي أتى بالدكتاتور الشاه محمد رضا. وسبب هذه الأحداث أن هناك شركة نفط بريطانية كانت تستغل إيران أفضل استغلال الذي يصل إلى الهيمنة النفطية، فقام مصدق بتأميم النفط الإيراني مما كان له التأثير الكبير على بريطانيا التي استعانت بحليفتها أمريكا.

  •  فما الذي فعلته أمريكا لحل هذه الأزمة؟

فبدلًا من إرسال قوات المارينز والاشتباك في حرب يترتب عليها خسائر وفضائح مثل فيتنام، قامت بإرسال شخصية خطيرة كان لها بالغ الأثر في الانقلاب على مصدق، بل ووضع الأسس العملية لما يفعله قراصنة الاقتصاد كما ذكرنا. حيث أَرسلت كيرميت روزفلت رجل المخابرات الأمريكية وهو ابن لثيودر روزفلت أحد رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية.

http://gty.im/138587681

وقد أدى دوره بمهارة عالية وفائقة، حيث استطاع عن طريق الرشاوى وبث الأموال الضخمة من التمكن من مجموعة من الشخصيات الكبيرة والمؤثرة، إضافة إلى أحداث أزمات اقتصادية وغير ذلك من الأزمات. وبالتالي إقامة مظاهرات وتخريبات، وعن طريق الشراء الإعلامي حيث بث الأفكار السامة، وتعزيز فكرة أن مصدق غير صالح وأنه غير مؤهل وغير محبوب وذلك عكس حقيقة الأمر، مما أسقطه في انقلاب بعد ذلك.

فهذا هو باختصار ما تقوم به المخابرات الأمريكية حامية حمى الحريات حول العالم، وهذا ما يقوم به رجال النخبة الاقتصادية، وهذه هي المؤامرة، فانه وبعد ذلك سيبقى التساؤل الهام.

هل ستجد هذه الكلمات آذانًا تعيها وقلوبًا تعتصرُ لأجل إيجاد مخرج مما نحن فيه الآن؟ فما حدث في إيران وفى الإكوادور يحدث الآن في بلدانا، وكل يوم، فهل من عقل رشيد؟

إنه لا سبيل لأن تنتصر هذه الأمة بدون العلم والمعرفة وتحقيق الوعي الكامل وفى شتى العلوم والمعارف وبمعرفة ماذا يخطط الأعداء لنا لنعرف طريق الخروج من الكبوة التي وقعت فيها الأمة الإسلامية، فنسأل الله أن يجعل كاشفته قريبًا.


المصادر

[i] – سورة الأنفال، الآية 30

[ii] – سورة إبراهيم، الآية رقم 46

[iii] – يمكن مراجعة حلقات شخصيات حق علينا معرفتها، حيث قمنا بعمل ثلاث حلقات متصلة على شخصية ثيودر هرتزل، أوضحنا فيها أمورا كثيرة جدا لا يمكن حصرها في هذا المقال.

[iv] – حلقات شخصيات حق علينا معرفتها الحلقة السادسة

 [v] – جون بركنز، الاغتيال الاقتصادي للأمم، ص 17

[vi] – الإكوادور أو رسميا جمهورية الإكوادور (بالإسبانية:Ecuador) هي جمهورية ديمقراطية تمثيلية في أمريكا الجنوبية، وتحدها كولومبيا من الشمال وبيرو في الشرق والجنوب، والمحيط الهادي إلى الغرب. الإكوادور وتشيلي هما البلدان الوحيدان في أمريكا الجنوبية اللذان ليس لديهما حدود مع البرازيل. ويشمل أيضا الإكوادور جزر غالاباغوس في المحيط الهادئ، على بعد حوالي 1،000 كيلومترا (620 ميل) إلى الغرب من البر الرئيسي.

[vii] – تكساك أو “شركة تكساس” هي شركة نفط أمريكية للبيع بالتجزئة لمنتج الوقود، كما أنها تمتلك العلامة التجارية هوفلاين لزيت المحركات.

[viii] – راجع، جون بركنز، الاغتيال الاقتصادي للأمم

[ix] – هو أحد قراصنة الاقتصاد الذي أصدر كتابا تحت اسم الاغتيال الاقتصادي للأمم ليفضح فيه هذه الأعمال وتلك الأفعال

[x] – مقطع من قصة شكسبير في تاجر البندقية، حيث اشترط المرابي اليهودي أن يقطع من لحم المدين عند عدم سداد الدين.

[xi] – ونقصد بذلك الأزمات التي تستطيع أن تعصف باقتصاد الدول، أو التي تهدد السلع الضرورية في البلاد، أو التي يترتب عليها الاقتراض من الخارج، فكل هذه يترتب عليها عواصف قد تصل إلى درجة العصف بالبلاد كاملة

مصطفى محمود زكي

ماجستير قانون عام وباحث دكتوراه، مقدم حلقات شخصيات حق علينا معرفتها وكاتب بموقع الألوكة. نرى… المزيد »

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى