إسهامات سيد قطب في بناء الشخصية القوية وتقدير الذات

مع ما تمر به أمتنا اليوم من أحداث عظام خصوصا تلك السحب التي أظلت بغيومها على كامل المنطقة بل وصل تأثيرها أغلب مناطق العالم، ومع ما حملته ريحها من نسيم ماضي الأمة الواحدة تنشقَّته مساحات عريضة وفئات مختلفة ليتشارك الجميع نفس شعور إخوانهم في أكناف بيت المقدس، ومما ينبغي الاهتمام به في تلك الحوالك هي الجوانب النفسية وأسباب تقوية البأس مع السعي لتوضيح الصورة الصحيحة وفهم الأبعاد متكاملة. لكل المتشوقين لمستقبل يختلف فيه وضع الأمة، لكلِّ من لهج لسانه بدعاء النصر، لكل من أشعلت فيه الأحداث أمنيات نبيلة وبدأ يفكر في السعي ليضع بصمته في مسلسل التاريخ، لشباب الأمة الصاعد… لهؤلاء جميعاً قُطفت هذه الإشارات.

إهداء 

أهدي هذه الأفكار المتناثرة إلى صديقي الذي أحمل له اعترافا بالجميل حيث أجرى الله على يديه نفعا لي في حياتي المهنية والعملية. ولم تكن فكرة هذه الكلمات لتلوح في خاطري لولا نقاشنا تلك الليلة عن أسباب تقدير الذات وعدم تضخيم أحكام الآخرين علينا، ليتفرع بنا الحديث حول مراقبة نظر الله وتقديمه على كيف يرانا الناس، وهو ما يؤدي إلى وزن كلام الناس بالميزان الصحيح من غير إفراط ولا تفريط؛ ونتيجة لذلك تتلاشى رهبة النقد (فوبيا) ويوضع كل كلام في الموضع المناسب له فيختلف وقعه بحسب الشخص الصادر عنه والظروف المحيطة والأسباب المحرضة، فبعض النقد ينبغي أن يُحفر في الذاكرة والبعض الآخر ينبغي ألا يلقى له بال وبعضه يعلَّق حلقة في الأذن وبعضه يُوطأ بالنعال.

مدخل

قد يستغرب القارئ ما علاقة العنوان بهذا الكلام والموضوع المراد عرضه؛ فأقول إن سيد قطب ركز كثيرا على ترسيخ معانٍ مثل الاستعلاء الإيماني والترفع عن عادات الجاهلية وأحكام الجاهلية وعدم مسايرتها أو التأقلم معها وعدم الانجراف مع موجة التيار الغالب والتطبع بطبع المجتمع المحيط.

وهنا قد يطرأ سؤال آخر وما علاقة هذه المعاني بتقدير الذات والشخصية القوية!؟ ولحل هذا الإشكال نأخذ مثالا من كلام سيد: «ثم لا بد من التخلص من ضغط المجتمع الجاهلي والتصورات الجاهلية والتقاليد الجاهلية والقيادة الجاهلية في خاصة نفوسنا، ليست مهمتنا أن نصطلح مع واقع هذا المجتمع الجاهل… إن مهمتنا أن نغير نحن من أنفسنا أولاً لنغير هذا المجتمع أخيراً؛ إن أولى الخطوات في طريقنا أن نستعلي على هذا المجتمع الجاهلي وقيمه وتصوراته وأن لا نعدل نحن في قيمنا و تصوراتنا قليلا أو كثيراً» انتهى كلامه.

يتضح من النقل السابق عدة أمور أهمها أن من يصطدم مع مجتمعه في أكبر قضية -ألا وهي نظام الحياة لهذا المجتمع- ويصبح هدفه تحويل مساره للطريق الصحيح الذي يراه حقاً؛ سيسهل عليه تباعا أن لا يتأثر بمخالفتهم في الأمور الأقل شأنا ولن يعير اهتماما لأي استهزاء أو حط من القدر؛ أو مجرد نقد في جزئية بسيطة إلا عندما يكون مدعوما بالأدلة البينة والحجج الصحيحة منطلقا من أسباب أصيلة وأسس سليمة.

وبعد هذا التوضيح أرجو أن ترخي لي عنان أفكارك لتتمايل بنا أمواج هذه المعاني يمنة ويسرة حتى ترسو بنا سفينة العقل والروح على شاطئ الطمأنينة. 

وستكون أغلب هذه المعاني منتقاة من كتاب (معالم في الطريق)، وقد نجد تلك المعاني بمواضع من كتب أخرى مثل كتاب (في ظلال القرآن) وكتاب (الإسلام ومشكلات الحضارة)، وقد تقصر رحلة تتبع تلك المواضع فتجمع في مقالة وقد تطول بنا فتحتاج لسلاسل. وبالله التوفيق.  

أولا: حقيقة الدنيا ودور الإنسان فيها وعلاقته بالخالق والمخلوقين 

والله سبحانه  لم يخلق الكون ثم يتركه هملا. إنما هو يتصرف فيه بالإصلاح ويرعاه ويربيه، وكل العوالم والخلائق تحفظ وتتعهد برعاية الله رب العالمين. والصلة بين الخالق والخلائق دائمة ممتدة.

وشمول هذه الربوبية للعالمين جميعا، هي مفرق الطريق بين النظام والفوضى في العقيدة. لتتجه العوالم كلها إلى رب واحد، تقر له بالسيادة المطلقة، وتنفض عن كاهلها زحمة الأرباب المتفرقة، وعنَت الحيرة كذلك بين شتى الأرباب. 

ولم يكن مستطاعا أن يستقر الضمير البشري على قرارٍ في أمر هذا الكون، وفي أمر نفسه وفي منهج حياته، قبل أن يستقر على قرار في أمر عقيدته وتصوره لإلهه وصفاته، ومن ثم كانت عناية الإسلام الأولى موجهة إلى تحرير أمر العقيدة، وتحديد التصور الذي يستقر عليه الضمير في أمر الله وصفاته، وعلاقته بالخلائق، وعلاقة الخلائق به على وجه القطع واليقين.  

في الفقرات السابقة يوضح رحمه الله النظرة الصحيحة لهذا الكون وأنه ملك لله يتصرف فيه بحكمته ورحمته وأنه لا تستقيم حياة الإنسان بغير هذا التصور الصحيح وبعد استقرار هذا التصور ننتقل للمحور الثاني في هذه النقطة وهو معرفة الدور المنوط به في نظام هذا الكون والوظيفة التي خلق لأجلها.

الإنسان من منظور الدين

بعد حديثه عن فشل الأفكار والتوجهات المختلفة في إدارة حياة البشرية يقول: ولقد جاء دور «الإسلام» ودور «الأمة» في أشد الساعات حرجًا وحيرة واضطرابًا.. جاء دور الإسلام الذي لا يتنكَّر للإبداع المادي في الأرض، لأنه يعدُّه من وظيفة الإنسان الأولى منذ أن عهد الله إليه بالخلافة في الأرض، ويعتبره -تحت شروط خاصة- عبادة لله، وتحقيقًا لغاية الوجود الإنساني {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: ٣٠] {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: ٥٦].

وجاء دور «الأمة المسلمة» لتحقق ما أراده الله بإخراجها للناس: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: ١١٠]. 

علاقته بالخالق

حول آية {إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ} يقول: وهذه هي الكلية الاعتقادية التي تنشأ عن الكليات السابقة في السورة؛ فلا عبادة إلا لله، ولا استعانة إلا بالله. وإذا كان الله وحده هو الذي يعبد، والله وحده هو الذي يستعان، فقد تخلص الضمير البشري من استذلال النظم والأوضاع والأشخاص، كما تخلص من استذلال الأساطير والأوهام والخرافات.

نظرته للكون ومفارقته لنظرة الآخرين

وأما القوى الطبيعية فموقف المسلم منها هو موقف التعرف والصداقة، لا موقف التخوف والعداء. ولقد درج الغربيون -ورثة الجاهلية الرومانية- على التعبير عن استخدام قوى الطبيعة بقولهم: «قهر الطبيعة»… ولهذا التعبير دلالته الظاهرة على نظرة الجاهلية المقطوعة الصلة بالله، وبروح الكون المستجيب لله. إن عقيدة المسلم توحي إليه أن الله ربه قد خلق هذه القوى كلها لتكون له صديقا مساعدا متعاونا. ويتجه معها إلى الله ربه وربها. وإذا كانت هذه القوى تؤذيه أحيانا، فإنما تؤذيه لأنه لم يتدبرها ولم يتعرف إليها، ولم يهتد إلى الناموس الذي يسيرها. فيؤمن بأن هنالك علاقة أخرى غير علاقة القهر والجفوة. إنه يعتقد أن الله هو مبدع هذه القوى جميعا. وأنه سخرها للإنسان ابتداء ويسر له كشف أسرارها ومعرفة قوانينها. وأن على الإنسان أن يشكر الله كلما هيأ له أن يظفر بمعونة من إحداها. فالله هو الذي يسخرها له، وليس هو الذي يقهرها: سخر لكم ما في الأرض جميعا. وإذن فإن الأوهام لن تملأ حسه تجاه قوى الطبيعة؛ ولن تقوم بينه وبينها المخاوف… إنه يؤمن بالله وحده، ويعبد الله وحده، ويستعين بالله وحده. وهذه القوى من خلق ربه. فيعيش معها في كون مأنوس صديق ودود… وما أروع قول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ينظر إلى جبل أحد: ((هذا جبل يحبنا ونحبه)).

ثانيًا: تعزيز الهوية 

شبهة أن القرآن مقتبس من الكتاب المقدس

مصدر تشكيل القيم

لا بد إذن -في منهج الحركة الإسلامية– أن نتجرد في فترة الحضانة والتكوين من كل مؤثرات الجاهلية التي نعيش فيها ونستمد منها. لا بد أن نرجع ابتداء إلى النبع الخالص (يقصد القرآن) الذي استمد منه أولئك الرجال (يقصد الصحابة) النبع المضمون أنه لم يختلط ولم تشبه شائبة. نرجع إليه نستمد منه تصورنا لحقيقة الوجود كله والوجود الكامل الحق وجود الله سبحانه.. ومن ثم نستمد تصوراتنا للحياة، وقيمنا وأخلاقنا، ومناهجنا للحكم والسياسة والاقتصاد وكل مقومات الحياة. ولا بد أن نرجع إليه -حين نرجع- بشعور التلقي للتنفيذ والعمل لا بشعور الدراسة والمتاع. نرجع إليه لنعرف ماذا يطلب منا أن نكون، لنكون. وفي الطريق سنلتقي بالجمال الفني في القرآن وبالقصص وبمشاهد القيامة في القرآن.. وبالمنطق الوجداني في القرآن.. وبسائر ما يطلبه أصحاب الدراسة والمتاع. ولكننا سنلتقي بهذا كله دون أن يكون هو هدفنا الأول. إن هدفنا الأول أن نعرف: ماذا يريد منا القرآن أن نعمل؟ ما هو التصور الكلي الذي يريد منا أن نتصور؟ كيف يريد القرآن أن يكون شعورنا بالله؟ كيف يريد أن تكون أخلاقنا وأوضاعنا ونظامنا الواقعي في الحياة؟

عدم الانهزام للآخر

بعد استعراضه رحمه الله للنظم الغربية والشرقية من ديمقراطية إلى اشتراكية شيوعية يقول: ولا بد من قيادة للبشرية جديدة! 

إن قيادة الرجل الغربي للبشرية قد أوشكت على الزوال.. لا لأن الحضارة الغربية قد أفلست ماديًا أو ضعفت من ناحية القوة الاقتصادية والعسكرية.. ولكن لأن النظام الغربي قد انتهى دوره لأنه لم يعد يملك رصيدا من «القيم». لا بد من قيادة تملك إبقاء وتنمية الحضارة المادية التي وصلت إليها البشرية، عن طريق العبقرية الأوروبية في الإبداع المادي، وتزود البشرية بقيم جديدة جدَّة كاملة – بالقياس إلى ما عرفته البشرية- وبمنهج أصيل وإيجابي وواقعي في الوقت ذاته. والإسلام -وحده- هو الذي يملك تلك القيم، وهذا المنهج. 

لقد أدَّت النهضة العلمية دورَها.. هذا هو الدور الذي بدأت مطالعه مع عصر النهضة في القرن السادس عشر الميلادي، ووصلت إلى ذروتها خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.. ولم تعد تملك رصيدًا جديدًا. كذلك أدَّت «الوطنية» و«القومية» التي برزت في تلك الفترة، والتجمعات الإقليمية عامة دورها خلال هذه القرون. . ولم تعد تملك هي الأخرى رصيدًا جديدًا. ثم فشلت الأنظمة الفردية والأنظمة الجماعية في نهاية المطاف.

الجذور التاريخية والتأسي بالسلف

عند حديثه رحمه الله عن ماهية المجتمع المسلم برع في إزالة الصورة النمطية العالقة في الأذهان حول تاريخ الرسول والصحابة بوصفها مجرد قصص مضى زمانها نقرأها تبركاً ومحبةً لتلك الحقبة وشوقاً للرموز التي صنعت تلك الأحداث العظام. 

وإن كانت هذه الصورة على ما فيها من سذاجة في الإدراك إلا أن أنها تدل على محبة في القلوب تجاه هذا الدين ولكن هل هذا فقط ما كلفنا الله به لنقف عند هذا الحد لا نتعداه!؟ يجيبك سيد فيقول: وجاء دور «الأمة المسلمة» لتحقق ما أراده الله بإخراجها للناس: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: ١١٠].

فالأمة المسلمة ليست «أرضًا» كان يعيش فيها الإسلام. وليست «قومًا» كان أجدادهم في عصر من عصور التاريخ يعيشون بالنظام الإسلامي.. إنما «الأمة المسلمة» جماعة من البشر تنبثق حياتهم وتصوراتهم وأوضاعهم وأنظمتهم وقيمهم وموازينهم كلها من المنهج الإسلامي… وهذه الأمة -بهذه المواصفات!- قد انقطع وجودها منذ انقطاع الحكم بشريعة الله من فوق ظهر الأرض جميعًا. 

ولا بد من «إعادة»؟وجود هذه «الأمة» لكي يؤدي الإسلام دوره المرتقب في قيادة البشرية مرة أخرى. 

لا بد من «بعث» لتلك الأمة التي واراها ركام الأجيال وركام التصورات، وركام الأوضاع، وركام الأنظمة، التي لا صلة لها بالإسلام، ولا بالمنهج الإسلامي. . وإن كانت ما تزال تزعم أنها قائمة فيما يسمى «العالم الإسلامي»!

ثالثًا: بين اعتزال المجتمع والانغماس فيه 

بعد حديثه رحمه الله عن التصور الصحيح لشكل المجتمع المسلم وضرورة إحياء هذه الصورة من جديد لتوافق العهد الأول للإسلام، بدأ يبرز المرتكزات التي تقوم عليها عملية الإحياء تلك والتكوين النفسي الواجب توافره فيمن يقوم على هذه العملية ومقارنته بالرعيل الأول، وسأدعك مع مقتطفات من كلامه بدون فواصل أو تعليق حتى لا أفسد عليك جمال النظم وتشابك الصورة، سوى حذف ما تكرر. ويبتدئ كلامه رحمه الله بالحديث عن الأشخاص الذين لديهم نية في تصدر المشهد والأخذ بزمام المبادرة فيقول: إنه لا بد من طليعة تعزم هذه العزمة، وتمضي في الطريق. تمضي في خضم الجاهلية الضاربة الأطناب في أرجاء الأرض جميعًا. تمضي وهي تزاول نوعا من العزلة من جانب، ونوعًا من الاتصال من الجانب الآخر بالجاهلية المحيطة.. 

ولا بد لهذه الطليعة من «معالم في الطريق» معالم تعرف منها طبيعة دورها، وحقيقة وظيفتها، وصلب غايتها. ونقطة البدء في الرحلة الطويلة.. كما تعرف منها طبيعة موقفها من الجاهلية، أين تلتقي مع الناس وأين تفترق؟

ما خصائصها هي وما خصائص الجاهلية من حولها؟ كيف تخاطب أهل هذه الجاهلية بلغة الإسلام وفيم تخاطبها؟ ثم تعرف من أين تتلقى -في هذا كله- وكيف تتلقى؟ 

هذه المعالم لا بد أن تقام من المصدر الأول لهذه العقيدة: القرآن.. ومن توجيهاته الأساسية، ومن التصور الذي أنشأه في نفوس الصفوة المختارة، التي صنع الله بها في الأرض ما شاء أن يصنع، والتي حولت خط سير التاريخ مرة إلى حيث شاء الله أن يسير.

كانت هناك عزلة شعورية كاملة بين ماض المسلم في جاهليته وحاضره في إسلامه، تنشأ عنها عزلة كاملة في صِلاته بالمجتمع الجاهلي من حوله وروابطه الاجتماعية، فهو قد انفصل نهائيًا من بيئته الجاهلية واتصل نهائيا ببيئته الإسلامية. حتى ولو كان يأخذ من بعض المشركين ويعطي في عالم التجارة، فالعزلة الشعورية شيء والتعامل اليومي شيء آخر.

وكان هناك انخلاع من البيئة الجاهلية، وعُرْفُها وتصورها وعاداتها وروابطها، ينشأ عن الانخلاع من عقيدة الشرك إلى عقيدة التوحيد، ومن تصور الجاهلية إلى تصور الإسلام عن الحياة والوجود. وينشأ من الانضمام إلى التجمع الإسلامي الجديد، بقيادته الجديدة، ومنح هذا المجتمع وهذه القيادة كل ولائه وكل طاعته بل تبعيته.

وكان هذا مفرق الطريق، وبدء السير الطليق مع التخفف من كل ضغط للتقاليد التي يتواضع عليها المجتمع الجاهلي، ومن كل التصورات والقيم السائدة فيه. ولم يكن هناك إلا ما يلقاه المسلم من أذى وفتنة، ولكنه هو في ذات نفسه قد عزم وانتهى.

 ولم يعد لضغط التصور الجاهلي، ولا لتقاليد المجتمع من سبيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى