مفهوم الاستضعاف والعدل، وكيف يُرفع الأول ويُقام الثاني

يقول حاكم المطيري في مقالته “رؤية حاكم المطيري السياسية الشرعية للثورة السورية“:

[الهدف الرئيس للثورة هو إسقاط نظام الأقلية الطائفي الإجرامي، وإنهاء الطغيان السياسي، وتحرير الشعب السوري من ربقته، ومن نفوذ القوى التي تقف معه، وقد بدأ الجهاد لتحقيق هذا الغرض؛ فهو جهاد دفع؛ كما قال تعالى: وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ. وقال ﷺ: “من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أرضه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد”.

والغاية من جهاد الدفع هو صد العدوان، ودفع الطغيان؛ بتحرير المستضعفين، وتحقيق الأمن والعدل لهم، فإذا تحقق ذلك؛ فثم شرع الله وعدله وحكمه](ا.هـ).

نلاحظ في هذا الخطاب، كما عند الكثير من المسلمين اليوم وعلى رأسهم عدة مشايخ، محاولة لرفع الصبغة العقائدية عن ثورة الشام، والتهرب، خوفا من الغرب، من المصطلحات والأهداف الشرعية، فيعمل كثير من المسلمين جاهدين لتسويق القتال في الشام بدلا من قتال في سبيل الله لإقامة شرع الله في دولة اسلامية الى قتال من أجل شيء إسمه “عدل” و”أمن” و”دفع الطغيان” و”حرية” الخ!

فلا ندري أي نوع من الحرية والعدل يريده حاكم المطيري؟ هل هو عدل وأمن وحرية الديمقراطية؟ وهل يريد حرية وعدل وأمن ديمقراطية أمريكا أو ديمقراطية أوروبا أو ديمقراطية روسيا أو ديمقراطية الصين الخ؟ فالمسلمون في الغرب يتمتعون، الى حد ما، بأمن وعدل وحرية نسبيين، فهل يقبل حاكم المطيري بدويلة علمانية تحكم بغير ما أنزل كدول الغرب وتحقق “العدل” و”الحريّة” والأمن الذي ينعم به الناس في الغرب؟

والذين يرددون كلمات “العدل” و”الحرية” و”الأمن”، لا يحددوا لنا معناها ولا كيف يمكن تحقيقها! فالعدل والحريّة والأمن ليسوا قِيَّمًا ذات معنى وقيمة ذاتيين، بل هم نتيجة لحالة اجتماعية تترتب على إثر تطبيق نظام حكم معين وقوانين محددة. وبالتالي الذي يجب تحديده والصراع من أجله هو نوع نظام الحكم والقوانين ومصدرها، فمن كان يريد عدل الاسلام وأمانه والحريّة التي يمنحها الاسلام والمتمثلة في تحويل الناس من عبادة البشر لعبادة الله، فعليه خوض الحرب لإقامة خِلَافَة على منهاج النبوة تعظم شرع الله، وترفع هيمنة دول الكفر عن بلاد المسلمين وتحرك الجيوش الاسلامية لنصرة المسلمين أينما اعتُدي عليهم وغُزيت ديارهم!

كما أن الدعاة لقلع الطغيان لم يقولوا لنا ما هو الطغيان الذي يريدون قلعه ولا كيف، ولا كيف يُضمن عدم عودته!

فالطغيان اشتق منه مصطلح الطاغوت، وهومجاوزة الحق إلى الباطل، ومجاوزة الإيمان إلى الكفر

{‏أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا‏ (60)}‏(النساء)،

فالحكم بغير ما أنزل الله هو أعظم طغيان وهو كفر بالله عز وجل‏.‏

وبالتالي فالطغيان الأهم والأكبر والأول الذي يجب على المسلمين قلعه هو الحكم بغير ما أنزل الله. فمع تحكيم شرع الله كاملا تزول تلقائيا غالب المظالم. فإقامة شرع الله كاملا هو الوحيد الذي يكفل رفع الظلم!

ثم إن طغيان الغرب المحتل لبلاد المسلمين وعملائه لا يُقلع إلا بمحاربتهم وطردهم، وليس بالجلوس إليهم والتحاكم إليهم والى منظمات النظام الدولي كالأمم المتحدة، وجعل الغرب ومنظماته أوصياء على ثورات المسلمين والخضوع لإملاءاتهم وتمكينهم من إبقاء هيمنتهم على البلاد!

فمحاولة الهروب من تعبير “القتال في سبيل الله” واستبداله بعبارة “القتال من أجل المستضعفين”، يظن أصحابه أنه سيشفع للثوار عند امريكا وسيبارك الغرب قتالهم من أجل “المستضعفين”! فلعلهم تناسوا أن الغرب هو الذي يستضعف المسلمين، يحتل بلادهم ويضع عليهم حكاما عملاء طواغيت ويفرض عليهم قوانين الكفر!؟

ويسَوِّغ المطيري هروبه من استعمال “القتال في سبيل الله” بالاستدلال بقول الله {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَان}، وهنا وجب أولا تحرير معنى الاستضعاف!

فكل الآيات القرآنية حددت معنى الاستضعاف في عدم القدرة على إظهار الاسلام وإقامة شرع الله، فالله يقول مثلا: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}﴿النساء﴾، وقال الله {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ، قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ، وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}﴿سبأ﴾، وقال سبحانه: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ}(غافر).

إذاً القتال من أجل المستضعفين هو لأجل تمكينهم من إظهار شعائر الاسلام والتحاكم لشريعته وتحويلهم من التبعية لحكم الكفار والفساق والمنافقين الى التبعية لحكم المؤمنين بالله المقيمين لشرعه وحدوده، فلا يرفع الاستضعاف وينجي المستضعفين في الدنيا والآخرة إلا العيش تحت نظام حكم الاسلام، ولذلك جعل الله القتال في سبيل المستضعفين تَبَعاً للقتال في سبيل الله {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَان}، وبالرجوع لسياق آية القتال في سبيل المستضعفين يزداد وضوح وتجلي هذا الأمر، ويتضح تمام الوضوح أن القتال في سبيل المستضعفين ليس قتالا مستقلا، وإنما هو قتال في سبيل الله، قتال لجعل الهيمنة والحكم لشرع الله

{فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا، وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا، الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}(النساء).

أما إذا قصد البعض مِنْ قلع الاستضعاف هو أن يعيش المسلم متمتعا بِ”حقوق سياسية” تمكنه من اختيار النَّاس الذين يُشرِّعون له القوانين التي يتحاكم إليها واختيار حكام يحكمون بغير ما أنزل الله، ويشارك في منظومة سياسية كفرية، فهذا هو الطاغوت الذي حرم الله القتال من أجله، {الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ}، وقد سأل أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

يا رسول الله، الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ”(صحيح البخاري).

ولو قَبِلَ المسلمون بترك الاسلام والخضوع لحكم الكفر والكفار لما بقوا “مستضعفين” بالمفهوم العلماني، فاستضعاف العالم لهم سببه تمسكهم بالإسلام {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)}(البروج)، {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)}(سورة البقرة)، …. {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73)}(الإسراء).

وما قلناه عن “القتال في سبيل المستضعفين” ينطبق على حديث (ومن قاتل دون أرضه فهو شهيد، ومن قاتل دون دينه فهو شهيد، ومن قاتل دون أهله فهو شهيد)، فلا شهادة لقتال من أجل أرض ومال وأهل دون إيمان بالله وتسخير الأرض والأهل والمال في سبيل الله، وإلا لكان الكافر والمشرك شهداء إذا قتلوا في سبيل أرضهم وأهلهم! فمكانة الدين فوق الأرض والمال والأهل والنفس، فالله أمر بهجرة الأرض والوطن إذا لم يتحقق فيه إقامة الإسلام {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}﴿النساء﴾.

والرسول عرض على قبيلة غطفان ثلث محصول سنة من ثمار المدينة للحفاظ على دولة الإسلام. والصحابي صهيب بن سنان أبو يحيى الرومي لما اعترضته قريش ومنعته من الهجرة إلى الرسول عرض عليهم أن يترك لهم كل ماله مقابل ان يسمحوا له بالهجرة الى المدينة، فيُروى انه قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: “رَبِحَ الْبَيْعُ  أَبَا يَحْيَى”(سير أعلام النبلاء للذهبي)، وأنزل الله سبحانه وتعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)}(البقرة)، فصهيب ترك ماله لقريش “ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ”! والله عَدَّ متاع الدنيا وجعل مكانتها بعد الدين والقتال في سبيله {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)}(التوبة).

فالقتال في الشام قتال ابتداءً من أجل الدين، فحين تزدحم مصالح الدين والمال والأهل والأرض تُقدَّم قطعا مصلحة الدين!

ثم قد انتشرت ظاهرة غريبة عند كثير من “المشايخ” و”المُنَظِّرين” إذ أصبح كلٌّ منهم يجعل شرع الله تَبَعًا لهواه، يتبنون آراء وأفكاراً ترضي رغبة الأقوياء والطغاة ثم يقولون هنا شرع الله، وهذا عين ما فعله أيضاً حاكم المطيري، إذ قال: [والغاية من جهاد الدفع هو صد العدوان، ودفع الطغيان؛ بتحرير المستضعفين، وتحقيق الأمن والعدل لهم، فإذا تحقق ذلك؛ فثم شرع الله وعدله وحكمه](ا.هـ).

فليعلم الكل أن العدل لا يتحقق حسب ما يتصوره حاكم المطيري ولا أنا ولا كل علماء الأمة ولا الغرب ولا كل عقلاء وحكماء البشرية، بل العدل لا يتحقق إلا بإتباع أوامر الله كلها وتجنب كل نواهيه، يقول ابن كثير في تفسيره لقول الله {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ (115)}(الأنعام): [صِدْقًا فِي الْأَخْبَارِ وَعَدْلًا فِي الطَّلَبِ، فَكُلُّ مَا أَخْبَرَ بِهِ فَحَقٌّ لَا مِرْيَةَ فِيهِ وَلَا شَكَّ، وَكُلُّ مَا أَمَرَ بِهِ فَهُوَ الْعَدْلُ الَّذِي لَا عَدْلَ سِوَاهُ، وَكُلُّ مَا نَهَى عَنْهُ فَبَاطِلٌ، فَإِنَّهُ لَا يَنْهَى إِلَّا عَنْ مَفْسَدَةٍ، كَمَا قَالَ في سورة الْأَعْرَافِ: {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتُ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}(الْآيَةِ 157). (لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ) أَيْ: لَيْسَ أَحَدٌ يُعَقِّبُ حُكْمَهُ تَعَالَى لَا فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ](ا.هـ).

فهل شرع الله وحُكمه يتحقق في “عدل” و”أمن” الديمقراطية العلمانية أم في كنف خِلَافَة على منهاج النبوة؟


للاطلاع على الوثيقة التي أصدرها دكتور حاكم المطيري 

وثيقة (مؤتمر الأمة) “رؤية سياسية شرعية للثورة السورية”

فاروق الدويس

مسلم مُتابع للأحداث في البلدان الإسلامية خاصة، يحاول المساهمة في معركة الأمة المصيرية بأبحاث ومقالات… المزيد »

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أشهد الله ورسوله والمؤمنون
    أني أحببت أخي فاروق الدويس
    وأود أن أكون خادماً في الطريق

    أخوكم محمد عبد المهيمن
    01023096104 مصر

    في حفظ الله ورعايته وأمانه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى