معركة الأحرار.. مراجعة شخصية للكتاب
أوّل يوم في العام الجديد (1-1-2015) ماذا إذًا؟!
مُؤمنة دومًا أنّ أقدار الله وتدبيره يمضي معي بشكل أعجز عن وصف لُطفه، لا أقصد باللطف هنا العيش في عالمٍ مُفرط البَهجة والهُدوء، تملأه الضحكات والبسمات وكل الأمور تمضي على خير ما يرام وفقط!
حسنًا سأخبرك يا صديق، أتخيّل أنّ أقدار الله تأخذني في كلّ خُطواتي صغيرها وعظيمها حيث أمر جَلَل!، أراني ما زلتُ صغيرة وجدًا عنده، مُفَرّطة في الكثير لأكون أهلًا له لكنني أحاول بحقّ، وأقوى ما أملك إيماني وثقتي مع كل خُطوة أنها ليست عَبثًا.. أنها من عند الله.
نعمة تستحقّ الشُكر.. في عالم يضجّ بالهَرج والعَبَث، إحدى هذه النّعم.. أنهُ يَسّر لي أن أدفن رأسي في كتاب كهذا الذي سأحدثك عنه..
الوقت: تمامًا قُبيل بَدء العام الجديد بدقائق.. ورُبما أن تُوفق لهذا الوقت تحديدًا -دُون أي تدبير منك- يُخبركَ بشكل أوضح بعد الانتهاء عن عظمة النعمة التي رُزقتها، فكما أخبر هذا الذي لم ينطق عن الهَوَى أبدًا صلى الله عليه: “عبادة في الهَرج كهجرة إليَّ”.. كهجرة لله!، تَسمو فيها رُوحك وعقلك توفيقًا منه، ليُعلّمك من لدنه شيئًا جديدًا.. كنت غافلًا عنه، علم ورزق طيّب.. تحسب أنهُ لن يُمحى مع الأيام.. أو يأخذ حيّزًا صغيرًا من وعيك، بل ستبني عليه الكثير.. الكثير جدًا.
من أوّل نظرة.. قد تراه “كُتيًّا” لطيفًا صغيرًا.. فهو 114 صفحة لا غير، رُبما في جزء من الثانية، يُخبركَ عقلك أنهُ سيأخذ منكَ ما تأخذ رُواية صغيرة أو كتابًا شيّقًا!، لتجده كتابًا مُبهرًا، جَفَا عيني النوم بمعنى الكلمة بشكل عجيب رُغم نهار شاقّ بعض الشيء، فواصلت القراءة لصلاة الفجر.. لا أدري كيف.. كنت قد شارفت على الانتهاء، وانتهيت فعليًا منهُ بعد الثامنة صباحًا!، لم تغفل عيني كُلّ هذا الوقت.
أخبرني، هل تعلم شيئًا عن حقيقة ما سأخبركَ عنه، أن تقرأ كتابًا فيكون صافعًا لك!! نعم.. صادمًا لكل عَبث فكريّ كنت تحياه.. “الكتاب الجيّد هو الذي يجعلك تشعر أنكَ أسوأ مما كنت تعتقد، أو أفضل مما كنت تعتقد”!
كتاب يُزيل غشاءً ثقيلًا عن عقلك.. ينفض عنك زيف غريب كان يحيطك، ليُحمِّلكَ حملًا ثقيلًا على قلبك.. على كتفك!، وَوَخزًا شديدًا قد لا يُفارقكَ إلّا بعمل حقيقيّ تتلمّس فيه صدقكَ حين تقف أمام نفسك مُحاسبًا. سيترك فيكَ أملًا عاقلًا راشدًا هذه المرّة.. أمل بعيد عن كل تفاؤل ساذج!، لا يخرج عن نطاق الكلمات الهُلامّية المُبتذلة حول اقتراب النّصر والتّمكين وقوّة الأمة!
هل تعلم حقيقة هذا الكتاب الذي يملأ عُيونك بدمعِ مالح يأبى النزول؟!، فالدموع سلاح فاسد الآن.. وإن لم تستطع.. ابكِ كما تشاء.. لكن لا تتوقف لحظة، هل تعلم شيئًا عن كتاب يُخبركَ دون مُواربة بشكلٍ مُبسّط موجز للغاية مع حُجّة قويّة؟!، أننا في زمن حُكم الشيطان!، أو ما يُسمّى بالنظام العالمي أو هيمنة الجاهلية الحديثة، برأسماليتها وديموقراطيتها!!
هل تعلم الحكاية الحقيقيّة القديمة للرأسمالية والديموقراطية التي صدّعوا بها رؤوسنا منذ بدأنا نهتمّ بما يجري حولنا؟ ومن هي أمريكا بحقّ.. بعيدًا عن أيّ تعصّب أو انحياز لشيء؟ ستعلم يا صديقي الكثير الكثير خلال هذه الصفحات، وستصل إلى أننا إن استمرينا على كل هذا الذل والعَفَن، فالقادم أسوأ مما نتخيل!، رُبما تنتشي برضًا عند ختام كل كتاب.. لأنكَ أنجزتَ شيئًا رائعًا، واكتسبت الكثير!
ولكن مع هذا الكتاب كان ختامه مؤلمًا جدًا!، بل كل فقراته وكشفه للحقائق بهذه الروعة والوضوح والقوة والأدلّة والسلاسة في اللغة، بكل تفاصيله.. مُؤلم.. هذا الألم الذي كلما صُفعت منه أيقنت أنه لا بد من هذه الصفعات لتكون راشدًا أكثر!
إن كنتَ تريد أن تستمر حياتك بعبثها، بعناصر جاهليتها.. بغَيّها.. بغموضها وتيهها.. وتخبّطها المرير، فلا أنصحكَ بقراءة هذا الكتاب…! نعم لا أنصحكَ.. لأنه سيحمّلك حِملًا وأمانة ليست بالهيّنة أبدًا، ستُقلق منامك حقيقة.. ستشعر وكأن مِرجلًا في عقلك من شدة التفكير أحيانًا، لن يكون أمامك عُذر بينك وبين نفسك لتدعي أو تبرر التيه والملل من حياتك وظروف وضعنا كمسلمين خاصّة!
اقرأه.. وأثق أنّكَ ستقف ساكنًا متأملًا.. مُفكّرًا.. أمام ضوء الحقيقة الساطع، إنكَ خليفة الله في هذه الأرض يا صديق، ولزم أن تكون حُرًا.. حُرًا.. أتعي هذا؟!!
اقرأ أرجوك.. لتدرك معنى “حُرّ”.
لزَم أن تكونَ مُفكرًا يقظًا في كل لحظة.. كفاكَ دور الحيّ الميّت.. اقرأ.. لِتَحمّل هَمًا وأملًا في كل خُطواتك.. نعم الاثنان معًا!، لتمضي عاملًا، ليس لآخر نَفَس وتَحَرُّر للروح من الجسد في هذه الحياة، بل لتَعمل أفعالك الصّادقة المُتقنة وإن قلّت.. حتى بعدما يتحلل جسدك في الأرض تمامًا.. لتُنبت أفكارك.. في الأرض نفسها لمن بعدك..
ليس ثمة خيار.. أن تَكون حُرًا واعيًا أو حُرًا واعيًا!
من خلال فصول الكتاب الثلاث [الهيمنة – الإسلام – الثورة]، سيُحدّثكَ.. من العدو؟ وما المعركة؟ وكيف نخوضها؟، سيحدّثكَ عن الشرعية الدولية، الهيمنة على العقول، المنهَج.. والمَعرفة، هل للإسلام نظام، القيمة والسلوك، الرأسمالية، وقصّة الدولار، والهيمنة الأمريكيّة، ونظام كامب ديفيد، والمعركة والإسلام، والحزبية مُفبركة الأفكار.. إلخ.
الكتاب من رأيي …رائع وأكثر.. وسأعيد قراءته مرة ثانية وربما ثالثة، حتى أتثبت من الأفكار إن شاء الله.. أتمنى منكم القراءة.. فـثمّة الكثير من الأفكار والتحليلات كنت ألتهمها وأعيدها وأصمت وأفكر وأود لو أصرخ للعقول أن تفيق.. أودّ لو أبكي فأمتنع!
فالحمد لله كما لم يحمده أحد أن وفقني.. وسبّب من أرشدني لقراءة هذا الكتاب.. لهُ جزيل الشُكر ما حييت.
عند نهاية الكتاب.. لن تفهم مجرد فهم أنّ المعركة اليوم هي معركة وَعي.. بل ستؤمن كل خليّة فيكَ أنّك لا بد وأن تخوض غِمار هذه المعركة، على الأقل.. وفي أضعف الإيمان لترفع عن عقلك وعقول من حولك هذه السخافة التي تُحاك لنا في كلّ شيء حولنا..
اضغط هنا لتحميل كتاب معركة الأحرار كاملًا PDF – الطبعة الثانية