
شبهة أن الفتوحات غزوات للأمم وبلادها ونهب لثرواتها
شبهة«كون الفتوح الإسلامية مماثلةً لحملات الغزو والاستيلاء على البلدان» هي شبهة يطرحها الحاقدون على دين الإسلام؛ بهدف زرع الشكِّ في قلوب الجيل الجديد من الشباب، ويجب على الشاب المسلم أن لا يعطي أذنه لهم ولا يصغي إليهم، فما هي حقيقة الفتوح الإسلامية؟ وما هو الفرق بينها وبين حملات الغزو والاحتلال التي اتبعها غير المسلمين كالحملات الصليبية؟
مفاهيم الاستعمار والاحتلال والغزو
للوصول إلى الفهم الصحيح والرد الهادم لهذه الشبهة، لا بد في البداية من تحديد المفاهيم، فما هو مفهوم الاستعمار والاحتلال والغزو؟ وبم تتميز الفتوح الإسلامية عنها؟
مفهوم الاستعمار

الاستعمار هو ظاهرة سياسية اقتصادية وعسكرية تتجسد في قدوم موجات متتالية من سكان البلدان الإمبريالية إلى المستعمرات؛ بقصد استيطانها والإقامة فيها إقامة دائمة، أو الهيمنة على الحياة الاقتصادية والثقافية، واستغلال ثروات البلاد، باختصار الاستعمار هو قدوم قوة عسكرية لدولة ما بهدف تحويلها لمستعمرة لا حق لشعبها، وإنما يُكتفى بأن يستغل شعبها وتنهب ثرواتها وتطمس هويتها.
مفهوم الاحتلال
الاحتلال هو قيام دولة بإسقاط حكومة دولة أخرى؛ لتحكم بدلًا منها، وقد يُبقي الاحتلال على الحكومة المحلية كواجهة أو أداة لتنفيذ أوامر المحتل وتوجيهاته، وبذلك يسيطر الاحتلال على جيش الدولة المحتلة بالقوة والعنف، وقد يكون ذلك بطريقة غير مباشرة، وذلك بالهيمنة على الإدارة المحلية والتنفيذية، وحال الدول المحتلة كحال الدول المستعمرة في عدم نيلها لحقوقها ونهب ثرواتها وخيراتها.
مفهوم الغزو
الغزو باختصار هو قدوم العدو لقتال أهل بلد في عقر ديارهم؛ بهدف الاستيلاء على بلادهم واحتلالهم دون سبب شرعي، كحال الغزو الصهيوني لفلسطين.
مفهوم الفتوح
الفتوح هي ضم البلاد المفتوحة إلى الدولة الفاتحة، باعتبارها ولاية من ولاياتها، وتطبيق النظام الحاكم في البلد الأم على الولاية الجديدة، وقد كانت الفتوح الإسلامية خير مثال لذلك، فبظهور الإسلام ومبادئه الواضحة العادلة حسَّن معاملة البلاد المفتوحة، فلم يتم استغلال أهلها ولا ثرواتها، وإنما أُعطوا حقوقهم كاملة، فكان حال أهلها كحال أي فرد من بلاد المسلمين.
أهداف الفتوح الإسلامية

قد لُخصت أهداف وضوابط الفتوح الإسلامية في كتاب الله تعالى في ثلاثة آيات، وهي:
- قوله تعالى: {لا إكراه في الدين} [البقرة: 256].
لم يكن قتال المسلمين لغيرهم بهدف إكراههم على الدخول إلى الإسلام، وبذلك لم تكن الفتوح كحال الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش التي سعت لإكراه الناس على الخروج من دينهم.
- قوله تعالى: {يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا}.
كما لم تكن الفتوح الإسلامية بهدف نشر العنصرية أو الفوقية، والتي كانت صفة جليةً في الحروب العالمية كحال هتلر.
- قوله تعالى: {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا}.
قد أمر الله تعالى المسلمين على ألا يتخذوا القتال حجةً للاعتداء على الناس، ولا يسرقوا بذلك ثروات غيرهم، فلا يكونون بذلك كحال الاستعمار الأوروبي للبلاد العربية، وقد بيَّن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الهدف الوحيد من الفتوح ليس إلا إعلاء كلمة الله في الأرض، وبذلك قال: ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله))، ومنه لا يتصور أن تقوم حرب في الإسلام من أجل مجد شخصيٍّ لملك أو قائد.
ما الذي ميَّز الفتوح الإسلامية عن مفهوم الاحتلال؟
نجد أن الفرق شاسع بين الفتوح الإسلامية التي كان هدفها الوحيد نشر دين الله دون إكراه أو نهب للبلاد والاحتلال الذي لم يهدف إلا لطمس هوية الشعوب ونهب ثرواتها دون المبالاة لحال أهلها، ولو أردنا تعداد الفروق لمَا انتهينا، ومن ذلك نذكر:
- كون الفتوح الإسلامية لم تهدف إلا لإعلاء كلمة الله، ومن أراد استغلالها في مآربه الشخصية وإزاحتها عن هدفها الأصلي، لم ينل إلا أن يحاربَ بسيوف المسلمين.
- إعطاء غير المسلمين حرية الدخول إلى الإسلام دون أن يكرهوا أو يجبروا على ذلك.
- كون الإسلام يحارب كل أشكال العصبية والعنصرية والتعصب الديني، فمن انضم إليه في أي وقت كان له مثل ما كان لبقية المسلمين، وعليه ما عليهم.
- سيادة العدالة المطلقة في الإسلام، فجميع الناس أمامه حقوقهم متساوية، ليس لفرد أو أسرة أو طبقة حق زائد، وبذلك يقول الله تعالى: {وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى} [الأنعام:152].
- رفع الظلم ودفعه واجب على كل مسلم قادر على ذلك أينما كان الظلم ومن كان صاحبه.
باختصار الفتوح الإسلامية قامت على حرية العقيدة وحرية الدعوة والعدالة المطلقة فأين هي من الاحتلال الذي تسوده العنصرية والتعصب والظلم والفساد في الأرض.
شهادة النصارى في الفتوح الإسلامية!
ولقد امتدح النصارى الفتوح الإسلامية وأثْنوا على الفاتحين، ومن ذلك ما جاء في كتاب (الدعوة إلى الإسلام) تأليف توماس أرنولد ما نصه:
«وقد استطاع ميشيل الأكبر بطريق إنطاكية اليعقوبي أن يحبذ فيما كتبه في النصف الثاني من القرن الثاني عشر-ما كتبه إخوانه في الدين، وأن يرى أصبع الله في الفتوح العربية حتى بعد أن خبرت الكنائس الشرقية الحكم الإسلامي خمسة قرون، وقد كتب يقول بعد أن سرد اضطهادات هرقل: “وهذا هو السبب في أن إله الانتقام ـالذي تفرد بالقوة والجبروت، والذي يزيل دولة البشر كما يشاء فيؤتيها من يشاء، ويرفع الوضيع- لمَّا رأى شرور الرُّوم الذين لجأوا إلى القوة فنهبوا كنائسنا، وسلبوا ديارنا في كافة ممتلكاتهم، وأنزلوا بنا العقاب في غير رحمة ولا شفقة، أرسل أبناء إسماعيل من بلاد الجنوب لتخليصنا على أيديهم من قبضة الروم».
ثم قال:«لم يكن كسبًا هيِّنًا أن نتخلص من قسوة الروم وأذاهم، وحنَقهم العنيف ضدنا، وأن نجد أنفسنا في أمن وسلام» .
ولما بلغ الجيش الإسلامي وادي الأردن، وعسكر أبو عبيدة في فحل، كتب الأهالي المسيحيون في هذه البلاد إلى العرب يقولون:«يا معشر المسلمين! أنتم أحب إلينا من الروم، وإن كانوا على ديننا، أنتم أوفى لنا، وأرْأف بنا، وأكَفُّ عن ظلمنا، وأحسن ولاية علينا، ولكنهم غلبونا على أمرنا وعلى منازلنا» .
الخاتمة
وفي الختام ننقل كلمة كتبها الشيخ عبد الله رشدي عندما وُجِّه له هذا السؤال، وكان من مختصر قوله:
«إن الفتوح الإسلامية لم تكن تهدف إلى الاحتلال أو نهب ثروات الناس، وإنما كان تهدف إلى إزاحة الأنظمة الظالمة التي لا تعرف معنى العدالة، فالإسلام هدف إلى إزالتها ووضع نظام حر عادل يسود مكانها.
وأما الجزية فكانت تعطى مقابلة الحماية والدفاع، وليس رغبة بجمع المال، فلو عجز المسلمون عن حماية البلاد يجب عليهم رد الجزية.
أخي المسلم، لا يجب عليك أن تنخدع بأصوات الضلال التي تريد تحريف دين الله، يريدون أن يزرعوا في قلوبنا البغض والكره للفاتحين الأوائل، ومن ثم يريدون أن نترك أوامر نبينا صلى الله عليه وسلم، ومن بعدها أن نحرف نصوص القرآن، وعندها ذلك نجد أنفسنا قد خرجنا من دين الله تعالى؛ لاتباعنا أهوائهم».ـ
المصادر:
- ص472 – أرشيف ملتقى أهل الحديث – أفيدوني عن مفهوم الفتوحات الاسلامية جزاكم الله خيرا – المكتبة الشاملة الحديثة.
- الفتوحات الإسلامية| للدكتور عبدالله رشدي.
- دراسات إسلامية الكاتب سيد قطب / سيد قطب.
مفهوم الفتوح
الفتوح هي ضم البلاد المفتوحة إلى الدولة الفاتحة، باعتبارها ولاية من ولاياتها، وتطبيق النظام الحاكم في البلد الأم على الولاية الجديدة، وقد كانت الفتوح الإسلامية خير مثال لذلك، فبظهور الإسلام ومبادئه الواضحة العادلة حسَّن معاملة البلاد المفتوحة، فلم يتم استغلال أهلها ولا ثرواتها، وإنما أُعطوا حقوقهم كاملة، فكان حال أهلها كحال أي فرد من بلاد المسلمين.
السؤال الذي تجاهلتم الاجابة عليه هو كيف يتم الفتح ؟اليس بغزو البلدان واحتلالها والحاقها بالدولة المركزية ؟
الاسلام لا يعترف بملكة البشر للبلاد لان الأرض لله وليس للبشر والاسلام هو دين الله الذي يجب أن تخضع لسلطان كل الدنيا معلمهم وكافرهم فالفتوحات هي اخضاع بلاد الله لسلطان الاسلام الذى هو سلطان الله في الأرض لا أحد يملك البلد التي يعيش فيها فيجب ان تخضع كل بلاد الله لسلطان الاسلام لا يوجد شئ يسمي بلاد الناس بل هي بلاد الله والخلافه الاسلاميه تقوم علي مبداء ان البشر عبيد لله يجب أن يخضعوا لسلطان الاسلام