لماذا راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله»؟

الرايات أو الأعلام، قبل أن تتحول لشعارات حيوية للدول، كانت في القِدَم تُرفع في الحروب فقط، كان يحملها قادة الجيش كعلامات يعرف بها الجنود مقرهم وجبهتهم وقيادتهم فينحازوا إليها، فهي كالعلامة على الطريق ترشد المسافر في رحلته. والى جانب الراية، يضع الجنود أيضًا إشارات فوق ملابسهم ويتفقون قبل كل معركة على كلمة “سر” ينطقون بها ليميزوا بين الجندي الصديق والجندي العدو. فلولا كل هذه الإشارات والعلامات لصعب على الجنود التفريق بين أصدقاءهم وأعدائهم حين تختلط الصفوف ويرتفع الغبار.

لكن تحولت مع الوقت، وخصوصا في العصر الحديث، الأعلام والرايات لتصبح جزءا مهما من كيان كل دولة، أهميتها كأهمية دستور الدولة، فأصبحت الأعلام تُرفع على كل مؤسسات الدولة الرسمية والسفارات، وفِي زيارات رؤساء الدول ووزرائها الخ.

فالأعلام أو الرايات عبارة عن قطعة قماش تُرسم عليها رموز وألوان وأحيانا عبارات، ترمز لأهم خاصيات هوية الشعب والدولة التي تميزها عن غيرها من الدول والأمم.

أمام أهمية العَلَمِ اليوم في الإشهار والإعلام بخاصية الدولة والأمة وهويتها، ما هو العَلَم الذي يجب على المسلمين حمله شعارا وتبنيه رمزا لدولة المستقبل؟

قلة الأحاديث الصحيحة التي تفيدنا عن التفاصيل المتعلقة بشكل راية الرسول

كل من يبحث في سُنَّة الرسول يجد عدة روايات تتحدث عن رايات وألوية كانت تُرفع في جيش الرسول، ولعل الشيء المثير للانتباه هو أنه يبدو أن كثيرا من هذه الأحاديث أو غالبيتها ضعيفة، وربما تحتاج لجهد أهل الحديث لإعادة تحري حالها من حيث الصحة.

وربما ترجع قلة الأحاديث الصحيحة عن شكل رايات وأعلام الرسول لقلة اهتمام الرواة بذلك، ولأن الرايات في العصر الذي عاش فيه الرسول لم تكن (على ما يبدو) ذات أهمية، فدورها وهدفها، كما كان عند غالب الدول والقبائل في ذلك العهد، كان يقتصر على استعمالها كعلامات لمعرفة الصفوف والقادة في الحرب لينحاز إليها الجنود ويجتمعوا عليها، فلم تكن تُرفع الرايات في غير الحرب ولم يُعرف لها في ذلك العصر دور خارج المعركة. فالراية واللواء كانت مختصة بأمر الحروب والجهاد.

ولذلك تجد في غالب الروايات عن الرايات والأعلام انصب اهتمام الرواة بمن حمل الراية واللواء، وقَلَّما ذكروا لنا تفاصيل عن شكلها أو ما إذا كان مكتوب عليها كلمات محددة. فمثلا أخرج البخاري في صحيحه عن سَهْل بْن سَعْد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: “لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ”، فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا، فَقَالَ: “أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ”، فَقِيلَ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، قَالَ: “فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ!”، فَأُتِيَ بِهِ، فَبَصَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ، فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ”(صحيح البخاري).

فنجد أن الاهتمام في هذه الرواية، كما في غيرها، انصب على من كان له شرف حمل الراية، فلم يذكر الراوي تفاصيل شكل الراية، وربما لم يُسأل عنها.

والى جانب الرايات ليتعرف الجنود على القائد والصف، كان الرسول يجعل شعارا لهم يميزون به بعضهم عن غيرهم من جند الأعداء، قال ابن القيم في زاد المعاد: [كَانَ يَجْعَلُ (أي الرسول) لِأَصْحَابِهِ شِعَارًا فِي الْحَرْبِ يُعْرَفُونَ بِهِ إِذَا تَكَلَّمُوا، وَكَانَ شِعَارُهُمْ مَرَّةً: (أَمِتْ أَمِتْ) وَمَرَّةً: (يَا مَنْصُورُ) وَمَرَّةً: (حم لَا يُنْصَرُونَ)](ا.هـ).

وتذكر الروايات أنه كان للرسول في معاركه راية ولواء، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: “كَانَتْ رَايَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوْدَاءَ وَلِوَاؤُهُ أَبْيَضَ”(سنن الترمذي وأبي داود والمستدرك على الصحيحين وغيرهم). ويذكر ابن حجر العسقلاني أن [اللِّوَاءُ دُونَ الرَّايَةِ، وَقِيلَ اللِّوَاءُ الْعَلَمُ الضَّخْمُ. وَالْعَلَمُ عَلَامَةٌ لِمَحِلِّ الْأَمِيرِ يَدُورُ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ، وَالرَّايَةُ يَتَوَلَّاهَا صَاحِبُ الْحَرْبِ](ا.هـ). فالراية يحملها أمراء فرق الجيش ويقاتل عليها وإليها تميل المقاتلة، لذلك تتعدد في المعركة حسب تعدد فرق الجيش. أما اللواء فهو العَلَم الذي يكون عند الأمير العام الذي يقود الجيش كله.

وحسب الروايات التي وصلتنا، يبدوا أن الرسول لم يحصر راياته وألويته في ألوان محددة، ولو كان غالبًا لونها أسود وأبيض على التوالي. فمثلا عن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: “كانت رَايَة رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوْدَاءَ مُرَبَّعَةً مِنْ نَمِرَةٍ”(سنن الترمذي وأبي داود والسنن الكبرى للبيهقي). [أَرَادَ بِالسَّوْدَاءِ مَا غَالِبُ لَوْنِهِ سَوَادٌ بِحَيْثُ يَرَى مِنَ الْبَعِيدِ أَسْوَدَ، لَا مَا لَوْنُهُ سَوَادٌ خَالِصٌ. (مِنْ نَمِرَةٍ) وَهِيَ بُرْدَةٌ مِنْ صُوفٍ يَلْبَسُهَا الْأَعْرَابُ، فِيهَا تَخْطِيطٌ مِنْ سَوَادٍ وَبَيَاضٍ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ نَمِرَةً تَشْبِيهًا بِالنَّمِرِ](تحفة الاحوذي شرح جامع الترمذي لأبي العلا عبد الرحمن المباركفورى).

فأمام شُح الأحاديث الصحيحة عن رايات الرسول وعن التفاصيل المتعلقة بشكلها، وأَخْذًا بعين الاعتبار أن غاية الراية اليوم وواقعها يختلف عن وظيفتها وغاية استعمالها في عهد الرسول والذي كان يقتصر على المعارك لمعرفة موقع القيادة، وأمام ضرورة تحديد المسلمين لنوع الراية التي تليق بهم ويجوز لهم حملها، وأهمية ما ترمز إليه الراية وما يجب أن تعبر عنه من خاصيات وهوية حاملها، وأمام واقع فرض الغرب رايات على المسلمين تحمل مدلولات التبعية له وتوطد التفرقة بين المسلمين على أساس حدود جغرافية وتكتلات سياسية وانتماءات عرقية حرمها الله كلها، وأمام جهل كثير من المسلمين بأهمية الراية وما تحمله من رموز، … أمام هذا كله بات من الواجب على المسلمين تقديم أبحاث شرعية تحدد الشروط التي يجب على راية المسلمين مراعاتها، ومن هذا المنطلق أطرح فيما يلي اجتهادا مختصرا متواضعا في هذا الباب.

كيف يتفق المسلمون على راية تجمعهم؟

حتى لا نقع في جدل الخلاف عن الأحاديث المتعلقة برايات الرسول، بسبب ضعف كثير منها أو عدم إفادتها لنا بتفاصيل عن شكل راية الرسول، سأتناول البحث دون الاستناد لتلك الأحاديث، فلنا ما يكفي من قرائن ونصوص شرعية كفيلة بإرشادنا إلى الرأي السديد!

فإذا اعتبرنا أن مسألة الراية، خصوصا بسبب طبيعة واقعها ومدلولاتها اليوم، مسألة مستجدة لم تُطرح بهذا الشكل في عهد الرسول، فكيف يمكننا الاسترشاد إلى رأي بشأنها؟ 

ولعل من بين ما يمكن أن نسترشد به في هذه المسألة، هو كيفية توصل الصحابة في عهد الخلفاء الراشدين لحلول بخصوص مسائل مستجدة لم تطرأ في عهد الرسول، والاسترشاد بالخلفاء الراشدين سُنَّة “مستحبة”، فعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ، وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ، فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ”(مسند احمد و غيره).

فلما طُرحت مثلا مسألة التأريخ في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، دار حوار بين الصحابة، اقترح كلٌّ تاريخًا يُبدأ منه العَدّ، فرجَّح الصحابة أن يُكتب التاريخ ابتداءً من هجرة الرسول ليكون تأريخ المسلمين مرتبط بدينهم وعقيدتهم، فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْد قَالَ: “مَا عَدُّوا مِنْ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا مِنْ وَفَاتِهِ، مَا عَدُّوا إِلَّا مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ (صحيح البخاري). وعن سَعِيد بْن الْمُسَيَّب قال: جَمَعَ عُمَرُ النَّاسَ فَسَأَلَهُمْ: مِنْ أَيِّ يَوْمٍ يُكْتَبُ التَّارِيخُ؟ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: “مِنْ يَوْمِ هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَتَرَكَ أَرْضَ الشِّرْكِ”، فَفَعَلَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (المستدرك على الصحيحين). ونقل ابن حجر العسقلاني: [أَنَّ أَبَا مُوسَى كَتَبَ إِلَى عُمَرَ: إِنَّهُ يَأْتِينَا مِنْكَ كُتُبٌ لَيْسَ لَهَا تَارِيخٌ، فَجَمَعَ عُمَرُ النَّاسَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَرِّخْ بِالْمَبْعَثِ، وَبَعْضُهُمْ أَرِّخْ بِالْهِجْرَةِ، فَقَالَ عُمَرُ: الْهِجْرَةُ فَرَّقَتْ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ فَأَرِّخُوا بِهَا، وَذَلِكَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ. فَلَمَّا اتَّفَقُوا قَالَ بَعْضُهُمْ: ابْدَءُوا بِرَمَضَانَ. فَقَالَ عُمَرُ: بَلْ بِالْمُحَرَّمِ فَإِنَّهُ مُنْصَرَفُ النَّاسِ مِنْ حَجِّهِمْ، فَاتَّفَقُوا عَلَيْهِ](فتح الباري).

فالاَّفت للانتباه هنا هو أن الصحابة حتى في مسألة التأريخ تحَرَّوا بداهة ربطه بالإسلام، فالأَوْلى بِنَا نحن اليوم أن نربط أمرًا مهما كالعَلَم بالإسلام، الأَوْلى أن نبحث في مسألة الراية عن حل مرتبط بالإسلام، وكيف لا والراية، حسب واقعها ودورها اليوم، ترمز لهوية الأمة وخاصيتها التي تميزها عن غيرها من الأمم!

“لا إله إلا الله محمد رسول الله” وحدها تستوفي شروط راية أمة الإسلام

ومن ثم فشكل راية المسلمين يجب أن يستوفي الشروط التالية:

  • تحمل رمزا يميز أمة الإسلام عن غيرها من الأمم.
  • تحمل رمزا يلخص هوية الأمة الإسلامية.
  • لا تحمل أي شيئ يفرق المسلمين على أساس العرق أو البلد (الوطن).
  • تقتصر على حمل رموز توحد المسلمين كافة وتعبر عن العامل المشترك بينهم.
  • لا تحمل أي شيئ يرمز لعهد الاستعمار، يرمز لعهد هيمنة الكفار على المسلمين، بحيث يحدد لهم حتى شعاراتهم.
  • لا تحمل رموزا أو ألوانا معروف عنها ارتباطها بمعتقد الكفار أو المشركين.
  • لا تحمل أي رموز كفر أو شرك.

فما هو الرمز الذي يستوفي كل هذه الشروط؟ ما هو الرمز الذي يجتمع عليه كل المسلمين؟ ما هو الرمز والشعار الذي يلخص هوية الأمة الإسلامية؟ ما هو الرمز الذي يعبر عن الرسالة التي تحملها أمة الإسلام وتعيش وتموت من أجلها؟

إنها بدون أدنى شك عبارة: “لا إله إلا الله محمد رسول الله”!

فلا شك أن الذي يميز أمة محمد عن كل الأمم هو الإسلام، فالإسلام هو دينها وحياتها وسر وجودها، ورسالتها لكل العالم. وباب الإسلام وعنوانه، والدخول فيه في الدنيا، ومفتاح الجنة في الآخرة، هو عبارة “لا إله إلا الله محمد رسول”، بها يدخل الإنسان إلى الإسلام، وبها يدخل الجنة، وإليها يدعو المسلم الناس، ومنها انبثقت الشريعة! “لا إله إلا الله محمد رسول الله” هي التي جعلت أمة محمد مسؤولة على كل الأمم في العالم {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا (143)}(البقرة)، {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)}(آل عمران).

ولا شك أن المسلمين أمة واحدة، ولا يجوز لهم التفرقة إلى دويلات ووطنيات، ولا التمييز على أساس عرقي أو جغرافي {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52)}(المؤمنون)، {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)}(الأنبياء)، وقال الرسول للصحابة “دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ” و في لفظٍ “دَعُوهَا فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ”، قالها رسول الله حين كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ (كسع اي ضرب دُبُرَهُ بيده أو بصدر قدمه)، فَقَالَ الأَنْصَارِىُّ يَا لَلأَنْصَارِ وَقَالَ الْمُهَاجِرِىُّ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَسَمِعَ ذَلك رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: “مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ” (رواه البخاري و غيره)! فالدعوة إلى الوطنية والاحتماء بها ورفع رموز وشعارات الوطنية والعصبية العرقية، هي دعوى إلى الجاهلية التي حرمها الله، و هي مُنْتِنَةٌ أي كريهة الرائحة ومتعفنة، وهي خبيثة، كما قال رسول الله.

والله عصم دم المقاتل بقول “لا إله إلا الله محمد رسول”، لما أُعْطي عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب الراية يوم خَيْبَر سأل الرسولَ: عَلَى مَاذَا أُقَاتِلُ النَّاسَ؟ قَالَ الرسولُ: “قَاتِلْهُمْ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ مَنَعُوا مِنْكَ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ”(صحيح مسلم).

ورسول الله صلى الله عليه وسلم لما أشار عليه الصحابة أن يجعل له خَتْمًا يختم به رسائله لملوك الدول، كما كان متعارفا عليه دوليا، جعل ختمه “محمد رسول الله”! عَنْ أَنَسٍ بن مالك، قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَسْطُرٍ: “مُحَمَّدٌ سَطْرٌ، وَرَسُولُ، سَطْرٌ، وَاللَّهِ سَطْرٌ”(سنن الترمذي). وفِي روايةٍ: كَتَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا أَوْ أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ، فَقِيلَ لَهُ إِنَّهُمْ لَا يَقْرَءُونَ كِتَابًا إِلَّا مَخْتُومًا، فَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ نَقْشُهُ “مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ”(البخاري).

إذًا راية المسلمين الأولى أن تحمل عبارة “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، أما لون الراية فلا يُشترط لونٌ بعينه، لكن يُحرص على أن يكون لون الراية وأي نقوش عليها تَشِعُّ الوقار والهيبة وتليق برسالة التوحيد التي تحملها الراية، ولا يكون خليط مُميع صبياني من الألوان، ولا ألوان تشبه ألوان رايات سايكس وبيكو.

فاروق الدويس

مسلم مُتابع للأحداث في البلدان الإسلامية خاصة، يحاول المساهمة في معركة الأمة المصيرية بأبحاث ومقالات… More »

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اذا خالفت جماعه من المسلمين الشروط التي ألفتها ،
    1-هل تحكم لهم بالإسلام أم لا ،؟؟
    2- وهل يقبل أن يمثلون أمة الإسلام أم لا ؟؟
    3-وهل قولك يعد اجتهاد يجوز لهم مخالفتهم أم لا ؟؟
    4-وهل يطعن في جهادهم ان كانوا مجاهدين ام لا ؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى