لماذا يجب عليك أن تتوقف عن تعريب الأسماء التي لا تملك تعريبًا رسميًا (أو على الأقل أن تُرفق الأصل بالمُعرّب)

إن كنت تُتابع ما أنشره من مقالات على الإنترنت فإنك قد لاحظت – من دون شك – بأنني لا أُعرب الأسماء الأجنبية وأسماء الشركات والمُنتجات، وتتوسط كتاباتي كلمات أجنبية. فعلى سبيل المثال أكتب Google بدل جوجل أو قوقل، وإن صادفت اسم شركة أو مُنتج، أو شخصية مكتوبًا بحروف عربية، فهذا راجع إما لكون الترجمة رسمية، الاسم شائع ومعروف، أو أن الكلمة مُرفقة بأصلها الأجنبي (بحروف لاتينية) في المقال ولو لمرة واحدة.

فعلى سبيل المثال، انتقلت منذ أشهر إلى استخدام «ويكيبيديا» لدى الحديث عن الموسوعة الإلكترونية، أو فيس بوك (وليس فيسبوك) للحديث عن الشبكة الاجتماعية حيث أن الكلمتين آنفتي الذكر هما ترجمتان رسميتان لاسمي الموقعين.

قد تبدو كتابة كلمات بحروف لاتينية وسط فقرة عربية أمرًا غريبًا، لكن هناك ما دفعني إلى ذلك. بداية، ما لم تتوفر ترجمة رسمية، خاصة لما يتعلق الأمر بأسماء المُنتجات والشركات فما الذي يدفع إلى اعتماد ترجمة بدل أخرى، خاصة لما يحتوي الاسم أصواتًا لا تجد ما يُقابلها من حروف عربية. فهل الأصح أن تكتب «جوجل» أو «قوقل» أو «كوكل» (بالمناسبة، لماذا لم تتدخل Google نفسها وتفرض ترجمة رسمية؟).

لكن منذ سنوات وقبل أن ألج عالم التدوين كنت أتابع مُدونة شبايك. أعجبتني مقالاتها ومن بين ما أثار اهتمامي تجربة رءوف شبايك (صاحب المُدونة) في مجال الكتب. في كل مقالات الكاتب كان يتحدث عن موقع يقوم بنشر كتبه عليه وكان يُسميه بـ «لولو». أمضيت ساعات، لكيلا أقول أيامًا (وقد تكون أسابيع أو شهورًا) وأنا أحاول أن أعرف الموقع الذي يتحدث عنه. بحثت على Google وجربت عدة كلمات: loulou، و lolo و lolu وكل ما خطر على بالي من احتمالات، إلا أن Lulu لم تخطر ببالي فنطق Lulu بالفرنسية (اللغة الأجنبية الوحيدة التي كنت أحسنها حينها) بعيد كل البعد عن نطق نفس الكلمة بالإنجليزية ( u في اللغة الفرنسية «رقيق» ويُعد من بين أصعب الأصوات نُطقا إلى جانب e لمن لم يألف الحديث بلغات تحتوي أصواتًا «رقيقة») وباءت كل مُحاولات بحثي بالفشل، فشل كان من المُؤكد تجنبه لو قام صاحب المقال بذكر اسم الموقع بحروف لاتينية lulu ولو لمرة واحدة في كل مقال من مقالاته (أو ربما ذكرها ولم أنتبه لها لعدم ورود الكلمة في الأماكن التي كنت أبحث فيها عنه)..

نفس الأمر حدث معي اليوم، حيث كنت أقرأ مقالًا على موقع ساسة بوست حول «الإلحاد الناعم» حيث استهل كاتب المقال مقاله بذكر أسماء فلاسفة وأساتذة إلحاد واكتفى بذكر أسمائهم بحروف عربية، وإن أردت أن تعرف عن أي فيلسوف/أستاذ يتحدث فإن رحلة البحث على Google لن تكون سهلة، حيث أنه للبحث عن “جاري جاتينج” وبدل أن تبحث عن اسمه لتعرف أكثر عليه ستمضي وقتًا ليس بالقصير في تخمين كيفية كتابة اسمه (هل هي garry gating أم gari gatting أو jerry jetinj )قبل أن تصل صُدفة إلى أي نتيجة تُذكر (اسم المُراد إيجاده هو Gary Gutting).

حدث آخر “أثار حفيظتي” مؤخرًا، حيث كُنت أقرأ كتاب «مبادئ الفلسفة» الذي ترجمه أحمد أمين والذي يُشير الكتاب إلى أن مؤلفه هو «أ. س. رابوبرت». إلى غاية كتابة هذه السطور لم أهتد بعد إلى معرفة من يكون هذا الكاتب، حيث أن البحث عنه باستخدام اسمه المٌعرب تؤدي كلها إلى نتائج مُتعلقة بالكتاب آنف الذكر. أما لو حاولت تخمين اسمه بحروف لاتينية فلا يسعني إلا أن أقول لك good luck

بالمناسبة، إن كنت تعرف اسم هذا الكاتب، أو اهتديت إلى اسمه فرجاء أعلمني بذلك.

لكن ما الحل إذن؟

في رأيي الحل بسيط. اكتف باستخدام الاسم الأصلي واستعمله في كافة كتاباتك على ذلك النحو، إلى أن ترد ترجمة رسمية. أما فيما يخص الأسماء فمن الأفضل استخدام الأسماء الأصلية أيضًا. يُمكن أيضًا الاكتفاء بذكر الاسم الأصلي في بداية المقال مع إرفاقه بتعريبه، ثم الاكتفاء بالاسم المُعرب في باقي المقال، حيث أن ذلك سيُسهّل للباحث معرفة الشخصية التي تتحدث عنها. أما لو شاع استخدام الاسم المُعرّب كـ «أينشتاين» مثلا فيُمكن حينها الاكتفاء بالترجمة مع مُراعاة استخدام أشيعها/أصحها (يُمكن الاستعانة بويكيبيديا مثلًا لمعرفة الطريقة التي يُعرب بها اسم الشخصية).

خلاصة القول، فكر في قارئ كتاباتك الذي لا يعرف عن ماذا تتحدث، والذي قد يرغب في الاستزادة عبر البحث عن الكلمات المفتاحية الموجودة في مقال.

أرشيف المجلة التقنية

نعيد نشر أرشيف المجلة التقنية وهي مدونة شخصية للكاتب والتقني الراحل يوغرطة بن علي (مُبرمج… More »

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. ما قاله الكاتب وما قصده فهِمْناه من مقاله، وهو كلام مردود لِمَا سبق ذكره باختصار في تعليقنا الأول، وفي عدة أبحاث ومقالات ننشرها منذ سنوات، ونرد عليها ضمن حملتنا المتواصلة #لا_للفرنسة #لا_للأنجلزة #نعم_للعربية، والتي للأسف غالبية المنصات الناطقة بالعربية، كمنصتكم، لم تنضم إليها، لا تهمهم معركة اللغة العربية – معركة الهوية والتحرر اللغوي -، بل يعملون ضد الحملة بعدم منع الرطانة في مواقعهم ومنشوراتهم، وبتبريرها!

    لعلكم لم تفهموا لب القضية وأهميتها وعظمها، وأهمية دور مواقع النشر كموقعكم: إنها معركة الهوية، معركة التحرر الشامل من التبعية الثقافية واللغوية للغرب، والتي لا يجوز فصلها عن معركة التحرر العسكري والسياسي، … إنها معركة التخلص من عقدة النقص والانهزام النفسي والثقافي أمام الغرب وحضارته وثقافته ولغاته، حتى أصبح الكثيرون، وعلى رأسهم ما تُسمى “النخبة”، يظنون أن اللغة العربية ليست لغة العلوم التجريبية الحديثة، وغير قادرة على نقل المعلومات ولا تأدية المعنى، فلابد من الاستعانة بلغات الأعاجم لإيصال المعنى. وكل التبريرات التي ذكرها الكاتب وذكرتموها في تعليقكم ويذكرها غيركم، هي عين من يذكرها كل من يراطن (يخلط عربي بأعجمي) في اي مجال، الكل يبرر بنفس التبريرات الواهية التي لا تعبر إلا عن الانهزام النفسي، يبرر حتى من يقول “merci” بدلا من “شكرا، من يطلب “like” بدلا من إعجاب، الخ …. لا تكاد تجد عربيا يتحدث في أي حديث يومي بسيط مع بني جلدته دون خلط كلمات فرنسية أو انجليزية، حسب هل هم من مستعمرات بريطانيا أو فرنسا.

    الترجمة موجودة منذ وُجدت اللغات البشرية، فلستم أنتم ولا كاتب المقال هنا من يضع ضوابطها اليوم، … والمسلمون في قرون العزة، لما كانت لهم عقيدة وهوية واستعلاء وعزة النفس، ترجموا كَمًّا لا يُحصى في كل المجالات (طب، فلك، كيمياء، فلسفة، صناعة، الخ) ومن كل اللغات (لاتينية، يونانية، لغات هندية الخ) الى العربية … ولم نجد في مخطوطات المترجمين المسلمين الأوائل كلمات أعجمية تتنطع وسط النص العربي، بحجة [الإشارة للأسماء الأعجمية ولو مرة واحدة على الأقل بلغته الأصلية حتى لا يقع الناس في حيرة حين قراءة الاسم بالعربية فتجعلهم يخمنون الاسم الأصلي للكاتب أو للشركة أو المنتج عندما يحاولون الوصول لأصل الاسم سواء شخص أو شركة أو منتج، ويجعلهم هذا يقعون في حيرة كبيرة وهدر للوقت]. … هذه بدعة لم تظهر إلا في عصرنا الهابط، عصر الانهزام النفسي والعُجب بلغات الأعاجم الغربيين. العصر الذي أصبحنا نظن فيه أن الكلمات الأعجمية والأحرف الأعجمية، تجلب الانتباه وتثير الإعجاب.

    ثم لماذا لا يُنقل الاسم الأصلي إن كان بالصينية أو الهندية أو التركية أو اليابانية أو الكردية أو الأمازيغية أو أحد اللغات الافريقية الخ، يُكتفي بالترجمة العربية أو الكتابة بالأحرف العربية إن كان اسمًا عَلَمًا؟ لا بل المهزلة، أن البعض يضيف كتابتها بأحرف لاتينية وليس بأحرف لغتها الأصلية إن كانت صينية أو هندية أو يابانية الخ! إذن هو التزام طوعي من المسلمين للغة الانجليزية والفرنسية حصرا، لغة المستعمر.

    ثم إن الله نقل لنا في القرآن أقوال بشرٍ وأسمائهم، ومنهم أنبياء منذ آدم عليه السلام، نقل لنا أقوالهم وأسمائهم باللغة العربية حصرا، وكذلك فعل الرسول في الحديث، مع أن لغاتهم قطعا لم تكن العربية. لن تجد آية واحدة أو حديث نُقِل فيه الكلام أو الاسم باللغة أو الأحرف الأصلية التي تكلم بها المنقول عنهم! فلماذا لا تقتدون بالقرآن والسنة في نقل أقوال الأعاجم وأسمائهم؟ … أسماء الانبياء المذكورين في القرآن والسنة لوحدهم، يحتاج الكثيرون البحث والتنقيب لمعرفة من هم المقصودون عند النصارى واليهود الغربيين، ومع ذلك لم يقل الله والرسول، كيف نترك المسلمين حيارى، لا يعرفون الاسم الأصلي لأولئك الانبياء، فلنكتبها لهم بأحرف اللغات الأصلية للأنبياء!

    ثم إذا كان الكاتب يبرر الرطانة بالفرنسية لأن ثقافته هو فرنسية، من قال له ولكم أننا نحن نفهم الفرنسية أو الانجليزية؟
    ثم مادام لا يهمكم إن كان القارئ لا يفهم الانجليزية، فتصرون مع ذلك على كتابة كلمات بالانجليزية، لماذا إذًا الهلع أن لا يفهم “المتأنجلزون” الكلمات والأسماء العربية؟ ولماذا ترون أنفسكم معنيين بمشكلة أشخاص لم يفهموا العربية ولا ما تشير إليه أسماءٌُ عربية؟ هذه مشلكة أولئك الأشخاص، وليست مشكلة الكاتب بالعربية، فليعنُّوا هم أنفسهم بالبحث عن معناها. …

    هل رأيتم كتاب غربيين، حين يترجمون أسماء عربية أو يكتبونها بأحرف لاتينية، يضيفون الاسم بالأحرف العربية الأصلية؟؟؟؟ هذه بدعة وانحطاط لا نراه إلا عند المسلمين في عصرنا الهابط هذا، عصر الانهزام.

    وهل كل ما تقرأونه بالانجليزية تفهمونه كلمة كلمة، اسمًا اسمًا، جملةً جملةً، أم تستعينون بالترجمة والبحث حتى تصلوا للمعنى المقصود؟ طيب، لماذا لا يجوز أن ينطبق نفس الشيء على اللغة العربية، لماذا العربية عندنا هي أرخص شيء، وهي التي يجب عليها وعلينا التنازل، فبدلا من أن يُعَنِّي القارئ نفسه ليتعلم العربية ويبحث ليفهم معنى الكلمة العربية أو الترجمة العربية، نسارع لإضافة الكتابة بأحرف أعجمية؟؟؟ إنه الانهزام النفسي، مهما حاولنا التبرير.

    ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
    ننقل إليكم بعض بنود شروط النشر في “مجلة التنوير”:

    ◈ لا يجوز البتة للكاتب إدراج أيٍّ كلمات أو مصطلحات أو عبارات وجمل أعجمية، كالفرنسية أو الإنجليزية، حتى لو كانت مكتوبة بأحرف عربية، ولا يجوز حتى إضافتها بين قوسين هلالين ()، يُستثنى من ذلك الأسماء إن كانت عَلَمًا، أي الاسم الذي يدل على مسماه بذاته مطلقا دون قرينة خارجة عن لفظه، فإنها وحدها التي يجوز تعريبها، أي تُكتب بأحرف عربية (ولا تُضاف كتابتها بأحرف لاتينية)، كأسماء الشهور السريانية والرومانية كشهر “كانون الأول” (يناير)، وأسماء الأفراد من الناس كاسم “مايكل” و”ترامب”، وبعض الأسماء التجارية. لكن كل الأسماء التي تستند لمعنى وواقع أو مدلول، فيجب ترجمتها بترجمة المعنى والواقع أو المدلول، وهذا ينطبق مثلا على الغالبية الساحقة من المسميات في العلوم التجريبية والتجارة وغيرها، كترجمة “فيديو” الأعجمية الى أسماء عربية مثل “مرئي” أو “تصوير حي” أو “تسجيل مصور” أو “شريط مرئي” الخ؛ وكترجمة “باي بال” الى “سدد لصديق” أو “ادفع لصديق”، لأن اسم “باي بال” واضح استناده لألفاظ ومعاني خارج المسمى: “باي” = ادفع، “بال” = صديق أو خليل، الخ.

    ما عدا الأعلام، كما بيَّنا فوق، لا يجوز إدراج أي مصطلحات أعجمية حتى في الموضوعات المتعلقة بالعلوم التجريبية كالطب وعلوم الأحياء والفيزياء، الخ. فخلط كلام عربي بأعجمي من علامات الانحطاط والتخلف وعقدة النقص. فإما يُكتب المقال كله باللغة العربية، أو يكتب كله بلغة أعجمية. من اختار الكتابة باللغة العربية، فهي قادرة على التعبير عن أي شيء ووصفه. فعلى الكاتب باللغة العربية أن يجتهد لإيجاد الكلمات العربية، واشتقاقها، إن كان الأمر يتعلق بمصطلحات ومعاني جديدة، خصوصا المتعلقة بالعلوم التجريبية. فاللغة العربية لا تنمو وتتطور، ولا يتحسن اللسان العربي، إلا باستعمال اللغة العربية في كل شؤون حياتنا، واستحداث كلمات عربية لكل ما استجد في العالم من ابتكارات ومصطلحات.
    ومن العادات السيئة أيضا التي درج عليها البعض هو ذكر شيء باللغة العربية، ثم إضافة نفس المعنى باللغة الإنجليزية أو الفرنسية بين قوسين، وكأن اللغة العربية لم تؤدي المعنى، وكأن المصلحات والأفكار لا تكون قوية وجذابة وجميلة إلا إذا تم التعبير عنها بلغة المستعمر. فهذا من التنميق والاختيال، هذا من عقدة النقص أمام ثقافات الغرب ولغاته، لا نقبل به البتة في «مجلة التنوير».

    ◈ فيما يخص الأسماء الأعجمية أو مصطلحات حديثة في العلوم التجريبية، والتي قد يظن الكاتب أنه يستشكل على القارئ فهمها، يمكن له في هذه الحالة إضافة فهرس يلحقه بآخر المقال، يسرد فيه الكلمات العربية المستعملة في المقال، ومرادفاتها باللغة الأعجمية. مثال على ذلك موجود مثلا في الرابط التالي: «مثال لإضافة فهرس الكلمات الأعجمية»

    ◈ من الأخطاء الشائعة الشنيعة، الاستغناء عن مصطلحات وأسماء عربية واستعمال مرادفات بالإنجليزية أو الفرنسية بدلها، مع كتابتها أحيانا بأحرف عربية. موقع «مجلة التنوير» لا يقبل استعمال هذه الكلمات ”المعربة“، ويدعو لاستعمال الكلمات العربية. ونذكر على سبيل المثال لا الحصر الكلمات التالية:
    ”فيديو“ = مرئي، تسجيل مصور، تصوير، مقطع مَرئي. جمع: مَرئيات
    ”مونتاج“ = تركيب، ترتيب، تنسيق، الخ.
    ”بوست“ = منشور، بريد، نشرة، الخ.
    ”شير“ أو “بارتاج” = شارك، وزع، انشر، الخ.
    ”جروب“ = مجموعة، الخ.
    ”لايك“ أو “جيم” = إعجاب.
    “سابسكرايب” = سجل، انضم، اشترك، الخ

  2. وهل انتم يا مجلة “صنع الوعي” تتفقون مع هذا الهراء؟

    شخص متفرنس (كغيره الكثير ين من المتفرنسين والمتأنجلزين)، ثقافته باللغة الفرنسة، فلا يمكنه معرفة المعنى إلا إذا كُتب بأحرف لغات المستعمر، فهل نجعله مقياسا لما يجب أن تكون عليه معايير الكتابة والنشر بالعربية، أم نرد عليه ونصوبه؟

    أنتم يا مجلة “صنع الوعي” متخبطون، نجد على موقعكم مقالات تدعو لمحاربة الرطانة والعامية وتدعوا للعربية الفصحى وللترجمة، وفي نفس الوقت نجد عندكم رطانة هنا وهناك في عدة مقالات تنشروها، ونجد مثل هذا المقال الهراء الذي يجعل اللغات الأعجمية أساس الوصول الى المعرفة!

    ثم كيف ستتوفر ترجمة “رسمية” وتشيع بين الناس، إذا لم يجتهد كل ناطق بالعربية الى ترجمة ما يواجهه من مصطلحات أعجمية في المجال الذي ينشط فيه ويكتب؟ من الذي سيضع هذه الترجمات؟ نتنظرها أن تنزل من السماء؟ ما هذا التواكل والتبرير للرطانة؟ ليست هناك ترجمات “رسمية” في العالم، وإنما كل كاتب محترم، يترجم بداهة المصطلحات الى لغته الأم حين تصادفه فيما يكتب فيه! وقد تكون عدة ترجمات لنفس المصطلح، لا ضير في ذلك، ما دامت الترجمة عربية فصيحة وتؤدي المعنى.

    وألم يخطر ببال الكاتب المتفرنس وببالكم، حفاظا على نقاء النص العربي من التشوه بتنطع كلمات هنا وهناك بالأعجمية، وكما هو متعارف عليه من القدم بين مختلف الحضارات، … ألم يخطر بالبال، إن كان ولابد، إضافة فهرس للكلمات الأعجمية في آخر المقال أو الكتاب، في مساحة منفصلة عن النص العربي، تصنف فيه الكلمات الأعجمية وترجمتها الى العربية التي وردت في المقال أو الكتاب؟
    كالآتي مثلا:
    فهرس الكلمات الأعجمية:
    جوجل = google
    الشابكة أو شابكة الحواسيب = انترنيت
    الخ …..

    والمشكلة هنا أن على الكاتب الاختيار بين الترجمة الفرنسية أو الانجليزية، تيه لغوي

    1. الكاتب يتحدث هنا عن الأسماء الأجنبية فقط ( أسماء الأشخاص والشركات والمنتجات)، ويتحدث من منطلق رأيه الذي له وجاهة ولكن لا يلزم الجميع الالتزام به.

      ونحترم جدًا رأيك ونقدر إضافتك التي نجدها حل ممتاز أيضًا للمشكلة التي استعرضها الكتاب، بإضافة فهرس للكلمات الأعجمية في آخر المقال أو الكتاب، لكن ربما لا يصل له بعض القراء ممن يقرأون المقدمات أو يمرون بشكل سريع على المقالات أو ممن يقتطعون أجزاء من المقالات أو النصوص ويشاركوها، لكن ما استعرضه جيد جدًا، جزاكم الله خيرًا

      رأي الكاتب هنا رحمه الله أن كتابة الأسماء اللاتينية باللغة العربية مباشرة دون الإشارة لها مرة واحدة على الأقل بالاسم بلغته الأصلية أو من وقت لآخر حسب الحاجة في المقال أو النص حسب طوله، يوقع الناس في حيرة بدون أي فائدة، فتجعلهم يخمنون الاسم الأصلى للكاتب أو للشركة أو المنتج عندما يحاولون الوصول لأصل الاسم سواء شخص أو شركة أو منتج، ويجعلهم هذا يقعون في حيرة كبيرة وهدر للوقت.

      ويوصي الكاتب حسب رأيه وضع الكلمة مُرفقة بأصلها الأجنبي (بحروف لاتينية) في المقال ولو لمرة واحدة في بداية النص هذا في حال لم يكن هناك تعريب رسمي أو شائع استخدامه بين الناس أي متدوال ويعرفه الجميع ففي هذه الحالة لا داع للإشارة للاسم اللاتيني.

      يقول الكاتب ” خلاصة القول، فكر في قارئ كتاباتك الذي لا يعرف عن ماذا تتحدث، والذي قد يرغب في الاستزادة عبر البحث عن الكلمات المفتاحية الموجودة في مقال”

      كاتب المقال هنا هو يوغرطة بن علي يرحمه الله من الجزائر، كان مؤسس المجلة التقنية ومديرًا لأكاديمية حسوب والذي تولى الإدارة في وقت اطلاقها وتأسيسها وله عدة مشاريع تقنية أخرى، يعرفه معظم المدونين التقنيين العرب لسبقه في هذا المجال.

      عمل يوغرطة على تطوير المحتوى العربي ودعم اللغة العربية بترجمة العديد من البرمجيات الحرة والمشاريع التقنية مفتوحة المصدر وعلى رأسها متصفح الانترنت موزيلا.
      https://io.hsoub.com/video/105922

      كذلك نشر العديد من الملخصات باللغة العربية لكتب إنجليزية في مختلف المجالات.

      1. ما قاله الكاتب وما قصده فهِمْناه من مقاله، وهو كلام مردود لِمَا سبق ذكره باختصار في تعليقنا الأول، وفي عدة أبحاث ومقالات ننشرها منذ سنوات، ونرد عليها ضمن حملتنا المتواصلة #لا_للفرنسة #لا_للأنجلزة #نعم_للعربية، والتي للأسف غالبية المنصات الناطقة بالعربية، كمنصتكم، لم تنضم إليها، لا تهمهم معركة اللغة العربية – معركة الهوية والتحرر اللغوي -، بل يعملون ضد الحملة بعدم منع الرطانة في مواقعهم ومنشوراتهم، وبتبريرها!

        لعلكم لم تفهموا لب القضية وأهميتها وعظمها، وأهمية دور مواقع النشر كموقعكم: إنها معركة الهوية، معركة التحرر الشامل من التبعية الثقافية واللغوية للغرب، والتي لا يجوز فصلها عن معركة التحرر العسكري والسياسي، … إنها معركة التخلص من عقدة النقص والانهزام النفسي والثقافي أمام الغرب وحضارته وثقافته ولغاته، حتى أصبح الكثيرون، وعلى رأسهم ما تُسمى “النخبة”، يظنون أن اللغة العربية ليست لغة العلوم التجريبية الحديثة، وغير قادرة على نقل المعلومات ولا تأدية المعنى، فلابد من الاستعانة بلغات الأعاجم لإيصال المعنى. وكل التبريرات التي ذكرها الكاتب وذكرتموها في تعليقكم ويذكرها غيركم، هي عين من يذكرها كل من يراطن (يخلط عربي بأعجمي) في اي مجال، الكل يبرر بنفس التبريرات الواهية التي لا تعبر إلا عن الانهزام النفسي، يبرر حتى من يقول “merci” بدلا من “شكرا، من يطلب “like” بدلا من إعجاب، الخ …. لا تكاد تجد عربيا يتحدث في أي حديث يومي بسيط مع بني جلدته دون خلط كلمات فرنسية أو انجليزية، حسب هل هم من مستعمرات بريطانيا أو فرنسا.

        الترجمة موجودة منذ وُجدت اللغات البشرية، فلستم أنتم ولا كاتب المقال هنا من يضع ضوابطها اليوم، … والمسلمون في قرون العزة، لما كانت لهم عقيدة وهوية واستعلاء وعزة النفس، ترجموا كَمًّا لا يُحصى في كل المجالات (طب، فلك، كيمياء، فلسفة، صناعة، الخ) ومن كل اللغات (لاتينية، يونانية، لغات هندية الخ) الى العربية … ولم نجد في مخطوطات المترجمين المسلمين الأوائل كلمات أعجمية تتنطع وسط النص العربي، بحجة [الإشارة للأسماء الأعجمية ولو مرة واحدة على الأقل بلغته الأصلية حتى لا يقع الناس في حيرة حين قراءة الاسم بالعربية فتجعلهم يخمنون الاسم الأصلي للكاتب أو للشركة أو المنتج عندما يحاولون الوصول لأصل الاسم سواء شخص أو شركة أو منتج، ويجعلهم هذا يقعون في حيرة كبيرة وهدر للوقت]. … هذه بدعة لم تظهر إلا في عصرنا الهابط، عصر الانهزام النفسي والعُجب بلغات الأعاجم الغربيين. العصر الذي أصبحنا نظن فيه أن الكلمات الأعجمية والأحرف الأعجمية، تجلب الانتباه وتثير الإعجاب.

        ثم لماذا لا يُنقل الاسم الأصلي إن كان بالصينية أو الهندية أو التركية أو اليابانية أو الكردية أو الأمازيغية أو أحد اللغات الافريقية الخ، يُكتفي بالترجمة العربية أو الكتابة بالأحرف العربية إن كان اسمًا عَلَمًا؟ لا بل المهزلة، أن البعض يضيف كتابتها بأحرف لاتينية وليس بأحرف لغتها الأصلية إن كانت صينية أو هندية أو يابانية الخ! إذن هو التزام طوعي من المسلمين للغة الانجليزية والفرنسية حصرا، لغة المستعمر.

        ثم إن الله نقل لنا في القرآن أقوال بشرٍ وأسمائهم، ومنهم أنبياء منذ آدم عليه السلام، نقل لنا أقوالهم وأسمائهم باللغة العربية حصرا، وكذلك فعل الرسول في الحديث، مع أن لغاتهم قطعا لم تكن العربية. لن تجد آية واحدة أو حديث نُقِل فيه الكلام أو الاسم باللغة أو الأحرف الأصلية التي تكلم بها المنقول عنهم! فلماذا لا تقتدون بالقرآن والسنة في نقل أقوال الأعاجم وأسمائهم؟ … أسماء الانبياء المذكورين في القرآن والسنة لوحدهم، يحتاج الكثيرون البحث والتنقيب لمعرفة من هم المقصودون عند النصارى واليهود الغربيين، ومع ذلك لم يقل الله والرسول، كيف نترك المسلمين حيارى، لا يعرفون الاسم الأصلي لأولئك الانبياء، فلنكتبها لهم بأحرف اللغات الأصلية للأنبياء!

        ثم إذا كان الكاتب يبرر الرطانة بالفرنسية لأن ثقافته هو فرنسية، من قال له ولكم أننا نحن نفهم الفرنسية أو الانجليزية؟
        ثم مادام لا يهمكم إن كان القارئ لا يفهم الانجليزية، فتصرون مع ذلك على كتابة كلمات بالانجليزية، لماذا إذًا الهلع أن لا يفهم “المتأنجلزون” الكلمات والأسماء العربية؟ ولماذا ترون أنفسكم معنيين بمشكلة أشخاص لم يفهموا العربية ولا ما تشير إليه أسماءٌُ عربية؟ هذه مشلكة أولئك الأشخاص، وليست مشكلة الكاتب بالعربية، فليعنُّوا هم أنفسهم بالبحث عن معناها. …

        هل رأيتم كتاب غربيين، حين يترجمون أسماء عربية أو يكتبونها بأحرف لاتينية، يضيفون الاسم بالأحرف العربية الأصلية؟؟؟؟ هذه بدعة وانحطاط لا نراه إلا عند المسلمين في عصرنا الهابط هذا، عصر الانهزام.

        وهل كل ما تقرأونه بالانجليزية تفهمونه كلمة كلمة، اسمًا اسمًا، جملةً جملةً، أم تستعينون بالترجمة والبحث حتى تصلوا للمعنى المقصود؟ طيب، لماذا لا يجوز أن ينطبق نفس الشيء على اللغة العربية، لماذا العربية عندنا هي أرخص شيء، وهي التي يجب عليها وعلينا التنازل، فبدلا من أن يُعَنِّي القارئ نفسه ليتعلم العربية ويبحث ليفهم معنى الكلمة العربية أو الترجمة العربية، نسارع لإضافة الكتابة بأحرف أعجمية؟؟؟ إنه الانهزام النفسي، مهما حاولنا التبرير.

        ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
        ننقل إليكم بعض بنود شروط النشر في “مجلة التنوير”:

        ◈ لا يجوز البتة للكاتب إدراج أيٍّ كلمات أو مصطلحات أو عبارات وجمل أعجمية، كالفرنسية أو الإنجليزية، حتى لو كانت مكتوبة بأحرف عربية، ولا يجوز حتى إضافتها بين قوسين هلالين ()، يُستثنى من ذلك الأسماء إن كانت عَلَمًا، أي الاسم الذي يدل على مسماه بذاته مطلقا دون قرينة خارجة عن لفظه، فإنها وحدها التي يجوز تعريبها، أي تُكتب بأحرف عربية (ولا تُضاف كتابتها بأحرف لاتينية)، كأسماء الشهور السريانية والرومانية كشهر “كانون الأول” (يناير)، وأسماء الأفراد من الناس كاسم “مايكل” و”ترامب”، وبعض الأسماء التجارية. لكن كل الأسماء التي تستند لمعنى وواقع أو مدلول، فيجب ترجمتها بترجمة المعنى والواقع أو المدلول، وهذا ينطبق مثلا على الغالبية الساحقة من المسميات في العلوم التجريبية والتجارة وغيرها، كترجمة “فيديو” الأعجمية الى أسماء عربية مثل “مرئي” أو “تصوير حي” أو “تسجيل مصور” أو “شريط مرئي” الخ؛ وكترجمة “باي بال” الى “سدد لصديق” أو “ادفع لصديق”، لأن اسم “باي بال” واضح استناده لألفاظ ومعاني خارج المسمى: “باي” = ادفع، “بال” = صديق أو خليل، الخ.

        ما عدا الأعلام، كما بيَّنا فوق، لا يجوز إدراج أي مصطلحات أعجمية حتى في الموضوعات المتعلقة بالعلوم التجريبية كالطب وعلوم الأحياء والفيزياء، الخ. فخلط كلام عربي بأعجمي من علامات الانحطاط والتخلف وعقدة النقص. فإما يُكتب المقال كله باللغة العربية، أو يكتب كله بلغة أعجمية. من اختار الكتابة باللغة العربية، فهي قادرة على التعبير عن أي شيء ووصفه. فعلى الكاتب باللغة العربية أن يجتهد لإيجاد الكلمات العربية، واشتقاقها، إن كان الأمر يتعلق بمصطلحات ومعاني جديدة، خصوصا المتعلقة بالعلوم التجريبية. فاللغة العربية لا تنمو وتتطور، ولا يتحسن اللسان العربي، إلا باستعمال اللغة العربية في كل شؤون حياتنا، واستحداث كلمات عربية لكل ما استجد في العالم من ابتكارات ومصطلحات.
        ومن العادات السيئة أيضا التي درج عليها البعض هو ذكر شيء باللغة العربية، ثم إضافة نفس المعنى باللغة الإنجليزية أو الفرنسية بين قوسين، وكأن اللغة العربية لم تؤدي المعنى، وكأن المصلحات والأفكار لا تكون قوية وجذابة وجميلة إلا إذا تم التعبير عنها بلغة المستعمر. فهذا من التنميق والاختيال، هذا من عقدة النقص أمام ثقافات الغرب ولغاته، لا نقبل به البتة في «مجلة التنوير».

        ◈ فيما يخص الأسماء الأعجمية أو مصطلحات حديثة في العلوم التجريبية، والتي قد يظن الكاتب أنه يستشكل على القارئ فهمها، يمكن له في هذه الحالة إضافة فهرس يلحقه بآخر المقال، يسرد فيه الكلمات العربية المستعملة في المقال، ومرادفاتها باللغة الأعجمية. مثال على ذلك موجود مثلا في الرابط التالي: «مثال لإضافة فهرس الكلمات الأعجمية»

        ◈ من الأخطاء الشائعة الشنيعة، الاستغناء عن مصطلحات وأسماء عربية واستعمال مرادفات بالإنجليزية أو الفرنسية بدلها، مع كتابتها أحيانا بأحرف عربية. موقع «مجلة التنوير» لا يقبل استعمال هذه الكلمات ”المعربة“، ويدعو لاستعمال الكلمات العربية. ونذكر على سبيل المثال لا الحصر الكلمات التالية:
        ”فيديو“ = مرئي، تسجيل مصور، تصوير، مقطع مَرئي. جمع: مَرئيات
        ”مونتاج“ = تركيب، ترتيب، تنسيق، الخ.
        ”بوست“ = منشور، بريد، نشرة، الخ.
        ”شير“ أو “بارتاج” = شارك، وزع، انشر، الخ.
        ”جروب“ = مجموعة، الخ.
        ”لايك“ أو “جيم” = إعجاب.
        “سابسكرايب” = سجل، انضم، اشترك، الخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى