لماذا السنوار يُمثّل خطرًا على العالم؟
منذ أهبط الله الإنسان على الأرض؛ ليحمل رسالته وأمانته في عبادته تعالى وحده، وفي عمارة أرضه بالحق والميزان والكتاب المبين، متعاليا على تراب خلقته، مرتفعا إلى نفخة روح ربه، ومتصديا لكيد الشيطان ووسوسته ونفثه وهمزه وكراهيته للإنسان، منذ ذلك اليوم، وإلى لحظات كتابة هذه السطور وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها والحرب سجال بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، لم ولن تتوقف حتى تقوم القيامة ويحكم الله بين العباد.
ولو قرأت التاريخ قديمه وحديثه الذي سطره البشر، بعد أن تقرأ كتاب الله الخاتم والمصدق والمهيمن على ما سبقه من كتب والمحفوظ إلى يوم الدين: القرآن المجيد، لوجدت أن تاريخ البشر يصدق تأريخ القرآن للفريقين المتواجهين على مدى عمر الإنسان على الأرض: أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
قد تختلف المعايير وقد تضيق أو تتسع، وقد تستند لهداية الله أو عقل البشر أو حتى أهوائهم في تعريف من هم أهل الحق ومن هم أهل الباطل، ومن هم الأَولى بقيادة البشرية وتوجيهها ومن هم دون ذلك، لكن لن يختلف أي تاريخ بشري أو إلهي أن على الأرض دائما فريقين متصارعين.
زماننا ليس بدعا من الزمن
وحتى لا نعود للوراء كثيرا فلنكتف بالحاصل في زماننا لنقف من خلاله على ذلك الصراع، فاليوم معسكر واحد مستعلن ومستعلٍ في الأرض وَضَع مقاييس القوة ومعايير التقدم ومؤشرات التحضر: هو المعسكر الغربي بكل تنويعاته في الشمال والجنوب: فالحق لدى هذا المعسكر الشيطاني للقوة، والقوة تعني السلاح والتكنولوجيا والاقتصاد والبحث العلمي والعلمانية بتنويعاتها التي لا حصر لها والتي تعني: -إن أخذنا بمواثيق الأمم المتحدة- الحرية المطلقة لكل فرد التي لا تحدها حدود دين ولا قيود أخلاق ولا اعتبارات عرف، في حين يستكين تماما معسكر أولياء الرحمن فليس لديه سوى قيم سامية مُصادَرٌ مفعولها لأسباب كثيرة، وقلة قليلة تقوده، وموارده قليلة محدودة لا تفي بمتطلبات بعثه ليكون ندا لمعسكر الشيطان وحزبه.
والحياة الطيبة في مفهوم المعسكر الشيطاني تعني كثرة الطيبات من الطعام والشراب والملبس والصحة الجيدة والعمر الأطول والتمتع بذلك كله دون قيود. فللأفراد كما للدول حق الإنتاج بأقصى طاقة ممكنة، وإنتاج أي منتج أو الترويج لأي بضاعة ولو كانت جسد الإنسان، ولا يقف أمامها توجيه ديني أو تحذير إلهي، فالإنسان سيد نفسه وما ينفعه هو معيار ما ينتجه ما دام لم يجرمها قانون. ولهذا المعسكر أن يجوس خلال أي ديار، وينهب أي ثروات، ويغير أي قيم؛ في سبيل بقائه ونمائه، فقد أثبت عبر قرون مضت جدارته بالهيمنة التي مكنته منها قوته وعلمه وأخلاقياته التي لا يردعها رادع ولا يقف في سبيلها دين ولا خلق.
وخلاصة القول أن هذا الفريق بتنويعاته يرى الحياة صراعا: على الموارد من جهة، وعلى النفوذ من جهة ثانية، وعلى القيم من جهة ثالثة، ومن يستطيع توجيه تلك الأمور معا يحوز قصب السبق في قيادة العالم وتوجيهه لصالح ومصالحه.
هكذا فعل الغرب الغازي منذ أكثر من أربعة قرون عندما خرج إلى العالم برؤيته الجديدة للكون: التقدم بالغزو: الغزو العسكري المدجّج بالعلوم الحديثة والمكتشفات المستحدثة؛ يستخدمها في تذليل أي عقبة في سبيل استيلائه على موارد وثروات الأمم الأخرى، وامتلاك النفوذ الشامل فيها وفي أهلها، وإخضاع كل من وقع تحت يديه من أهل الأرض لقيمه التي يدين بها والتي تفتح له القلوب والعقول بعد فتح الأراضي والاستيلاء عليها وحكمها بالحديد والنار. وما زالت تلك دعواهم حتى يومنا هذا مع اختلاف التسميات والمبررات:
فبالأمس كانت ديباجة عبء الرجل الأبيض وتحضير الإنسان الُمتخلّف وتنميته وتطويره وتهيئته ليستطيع حكم نفسه والانتفاع بثرواته هي المدخل لنهب ثروات الأمم واحتلال أراضيها والاستيلاء على كنوزها المادية والمعنوية وتغيير معتقداتها بالقوة، واليوم هي نفس الادعاءات: فالاستعمار القديم والاستعمار الجديد يسعيان اليوم من خلال ديباجة جديدة أكذب من سابقتها هي الأخذ بيد الجنوب الفقير المتأخر ليحقق أهداف الألفية؛ فيُجتثّ الفقر ويرتفع بمستوى شعوبه في التعليم والصحة وحقوق الإنسان، وحتى يتخلص من التعصب البغيض وكراهية الآخرين وازدرائهم سواء كانوا مختلفين عنه في الدين أو النوع أو الميول الجنسية.
ونتائج ذلك كله لا تخطئها عين: ديون وفقر وأمراض وشذوذ ونهب ثروات واصطناع حكام وموجهين ثقافيين في التعليم والإعلام والثقافة بل والدين؛ يخربون قيم المجتمعات: يشيعون فيها قيم الانحلال والدعة والاستهلاك والإخلاد إلى الأرض ويقسمونها شيعا تتناحر؛ حتى تدين لهم بالولاء المطلق وتثاقل إلى الأرض فلا تقوم أبدا.
واليوم أصبح الأمن القومي الأمريكي يتوقف على وجود مُتعصّبٍ في أبعد بقعة في الجنوب يجب القضاء عليه؛ حتى لا تنتقل عدواه لغيره من أبناء آدم ذوي الفطر السليمة، فيكونوا نواة لبعث جديد لأهل الله أولياء الرحمن الذين ولّى زمانهم وتشتت شملهم من قرون، وأي فرد من الجنوب يحاول الهجرة إلى الشمال يُعدّ خطرا على الأمن القومي الأوروبي لذات السبب، وصار الأمن القومي الصيني مرتبطا بالاستثمار في أقصى إفريقيا الاستوائية، وصارت أرض الشام ومجاهل إفريقيا جزءًا من الأمن القومي الروسي للأسباب ذاتها.
أما عن الكيان الصهيوني فهو للعجب؛ وليس ثمة عجب، ولا يعجب من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، فقد صار أمنه القومي ووجوده ونماؤه وقوته وهيمنته في قارتنا العربية جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي لهؤلاء جميعا؛ ومن ورائهم باقي دول ما يسمى بالأمم المتحدة، كلهم جميعا يختلفون في كل شيء ويتقاتلون مواجهة أو بالوكالة وتدور بينهم الحروب الاقتصادية والعلمية والسيبرانية، ويتقاسمون مناطق النفوذ أو يتعاركون عليها، لكنهم يتفقون فقط على خط أحمر لا يتجاوزه أي منهم -على اختلافات شكلية لا قيمة لها- وهو الحفاظ على هذا الكيان واعتبار وجوده جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي لهم جميعا، وشرط رئيس لاستمرار النظام العالمي الذي تقوم عليه حياتهم اليومية، فلماذا ذلك؟
يوم استشهاد السنوار، يوم جيد للعالم!
من هنا نبدأ مناقشة عنوان المقال لنصل إلى ما نريد قوله مع ركاكة المعنى وعدم مطاوعة الكلمات لتعبر عن المعنى المطلوب، لكن نقول وبالله التوفيق:
إن استشهاد السنوار كما وصفه أركان القيادة الأمريكية: الرئيس ونائبته ووزيرا خارجيته ودفاعه، بأنه، والكلام لرئيس الولايات المتحدة: «يوم جيد لإسرائيل وللولايات المتحدة وللعالم»، وكما تحدثت نائبته: «إن الولايات المتحدة وإسرائيل والعالم كله قد أصبح في وضع أفضل نتيجة لذلك»، وكما يدّعي وزير خارجيته اليهودي الصهيوني: «كان يحيى السنوار إرهابيًا شرسًا لم يتوقف عن إرهابه»، وكما أعلن في بيانه وزير الدفاع الأمريكي: «إن قتل القوات الإسرائيلية لزعيم حركة حماس الإرهابية في هذا اليوم يعد إنجازًا كبيرًا في مكافحة الإرهاب وإن موت السنوار يمنحنا جميعا فرصة كبيرة للتقدم نحو المستقبل الأكثر إشراقًا الذي يستحقه كل من الإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة بأكملها، والذي منعه السنوار عمدًا»، وكما كتب دينيس روس وستيفان تيان: «تمامًا كما أدى القضاء على زعيم (حزب الله) حسن نصر الله الشهر الماضي إلى تحفيز فرص جديدة للسلام في الشرق الأوسط، فإن موت زعيم (حماس) يحيى السنوار الذي طالما أفلت من القبض يوم الخميس المنصرم يعزز عملية تحول الشرق الأوسط نحو مستقبل أكثر أمانًا وازدهارًا».
لماذا كل هذه الكلمات وماذا تعني؟ هناك عدة مستويات لحدث الاستشهاد كما يراها هؤلاء وكما ظهرت في الكلمات البغيضة التي خرجت من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر:
«هذا يوم جيد لإسرائيل ولأمريكا والعالم» هي الكلمة الأكثر وضوحًا وتعبيرًا عن معنى موت السنوار بالنسبة لفسطاط الكفر وأولياء الشيطان في زماننا وفي كل زمان. وتكمل نائبته: وإن الولايات المتحدة وإسرائيل والعالم كله قد أصبح في وضع أفضل نتيجة لذلك». ثم يتدرج الأمر ويتم تخصيص الفرحة أكثر بسبب: «إن قتل القوات الإسرائيلية لزعيم حركة حماس الإرهابية في هذا اليوم يعد إنجازا كبيرا في مكافحة الإرهاب». ويتم التخصيص أكثر: «وإن موت السنوار يمنحنا جميعا فرصة كبيرة للتقدم نحو المستقبل الأكثر إشراقا الذي يستحقه كل من الإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة بأكملها، والذي منعه السنوار عمدا»، «إن موت زعيم (حماس) يحيى السنوار الذي طالما أفلت من القبض يوم الخميس المنصرم يعزز عملية تحول الشرق الأوسط نحو مستقبل أكثر أماناً وازدهاراً».
فهنا نجد أن قتل السنوار كان خيرا للعالم أجمع، ولأمريكا القوة الأعظم، ولإسرائيل ربيبتها وابنتها، ولمن يتهددهم الإرهاب، وباعتباره فرصة كبيرة للتقدم نحو المستقبل الأكثر إشراقا الذي يستحقه كل من الإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة بأكملها، «والذي منعه السنوار عمدًا»، «وإن موت زعيم (حماس) يعزز عملية تحول الشرق الأوسط نحو مستقبل أكثر أمانًا وازدهارًا».
لنتوقف أمام كل كلمة من هذه الكلمات ونحللها بقدر ما يتسع له مقال لنرى لماذا قتل السنوار كان خيرا للعالم أجمع؟
الخيرات المتوهمة لمعسكر الباطل من استشهاد السنوار
يقصد بايدن الذي يفيض حمضه النووي بالصهيونية كما وصفه بعضهم، بـ«العالم كله» تلك المليارات من البشر في الشمال والجنوب التي تدين بدين الدولار والزفت والقطران، وتتعبد للسلع الاستهلاكية والمتع العابرة، ولا ترى الدنيا إلا سباقا للعب من هذه الأشياء كلها حتى الامتلاء دون توقف حتى الموت دون حدود دينية تمنعهم عن حرام أو تكف أيديهم عن ظلم أو قتل، ونهب وسلب المستضعفين من أبناء آدم عيال الله.
وعلى الرغم من أن ليس العالم كله يرى في موت السنوار خيرا، فالملايين وربما مليار أو أكثر يرون بخلاف ذلك، لكن بايدن لا يراهم ولا يحب أن يراهم، بل ويتعمد ذلك؛ أملًا أن يكون موت السنوار وأمثاله حافزًا لهؤلاء للتقوقع على أنفسهم، أو تغيير مبادئهم والسير في ركاب أولياء الشيطان ونسيان ما حدث في السابع من أكتوبر الماضي.
لكن المدقق فيما يقصده بايدن بموت السنوار ويعدونه خيرًا لهم؛ والذي يمثل أولياء الشيطان ومعسكرهم المهيمن على عالمنا منذ قرون، سيجد أن هناك مستويات متعددة من الخيرات المتوهمة التي تعود عليهم من ذلك، أهمها:
- أولا: على المستوى الكلي الذي يشترك فيه أولياء الشيطان جميعا في الشمال والجنوب والشرق والغرب من مختلف الديانات السماوية والأرضية فإن موت السنوار وأمثاله يعني انتصارً لمعسكرهم وتأييدًا لرؤيتهم بأن الحق معهم لا مع السنوار وحزبه من أولياء الرحمن.
- ثانيا: أن موت السنوار يعني قدرتهم على هزيمة أخطر ما يواجه حضارتهم ونفوذهم ونعيمهم الذي فيه يرفلون: خطر الجهاد الذي يسمونه إرهابًا، والذي يعني لنا كما يعني لهم تمامًا فضح قيم حضارتهم الفانية التي تمجد حياة التفاهة والاستهلاك والجسد والربح على حساب الإنسان، ويعني التغلب على أخطر قيمة يمكن أن تقوض حضارتهم وما جمعوه من أموال وموارد ونفوذ، وما بثوه من قِيَم مغشوشة وأخلاق ذميمة تنفر منها الحمر الوحشية: قيمة معنى أن تحيا حرًا كريمًا حياة طيبة، أو تموت واقفًا كما الأشجار رافضًا كل حضارتهم البائسة، تاركًا وراءك شجرة لا تتوقف عن النمو والإزهار، وإنبات رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه؛ حتى يجتثوا شجرة حضارة الغرب الفاسدة من الأرض، فتشرق الأرض بنور ربها ويحيا أبناء أدم في أرض ربهم آمنين مطمئنين.
- ثالثا: موت السنوار وأمثاله يعني ضمان أمن الكيان الصهيوني الذي يمنع قيام حضارة الشهود على العالمين في أهم وأخطر منطقة في العالمين؛ بما تحوزه من موقع وموضع وموارد وإمكانات بشرية، والأهم من قيم حضارية يحملها كتاب الزمن الخالد صانع الرجال الذي صدقوا.
- رابعا: موت السنوار؛ بما يعنيه في ظنهم من خمود الجهاد وانطفاء جذوته للأبد أو إلى حين: يعني تفرغ الجميع لمواجهاتهم الأخرى في بقية العالم -حروب أمريكا والغرب الأوروبي مع الصين وروسيا على حيازة الموارد والنفوذ في العالم- مطمئنين أن المارد العربي المسلم سيظل نائمًا أو محاصرًا لا يمكنه الإفلات من قبضة الصهاينة إلى حين.
- خامسا: موت السنوار يعني الاستمرار في متابعة المخططات التي تعبوا عليها عقودًا؛ لتحقيق هيمنة الكيان الصهيوني على قارتنا العربية، لتحقيق كامل الهيمنة بعد النجاح في تحقيق اختراق لقمم القيادة في العواصم العربية وفي الاقتصاد والتجارة والعسكرية، فلم يتبق سوى دمج ما يتبقى من الفلسطينيين في اقتصاد الرخاء والازدهار الممول خليجيًا حتى تموت القضية تماما.
- سادسا: موت السنوار فرصة سانحة لإعلان موت العروبة والإسلام وابتداء عهد السلام العبري ثقافيًا ودينيًا عبر جيوش السلام التي تم اعدادها منذ سنين لتعيد تشكيل العقل العربي المسلم ليفكر كما يفكر الصهيوني، ويسلك كما يسلك الصهيوني فيكون إن استخدمنا تعبير أستاذنا المسيري كائنًا وظيفيًا لا ينتمي إلى قيمة، و((لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا كالكوز مجخيا)) كما في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- سابعا: موت السنوار يعني أن هناك فرصة لا تتكرر كثيرًا لوأد تلك الصحوة العربية والمسلمة والعالمية التي بعثها قيام السنوار وصحبه من الرجال الذين صدقوا؛ لبعث معسكر الحق وفسطاط الإيمان وأولياء الرحمن من جديد ليكونوا قطب الحق من جديد في مواجهة قطب الظلام والإظلام؛ وهو أمر لعمري لو تعلمون عظيم، فالأرض منذ عقود تتهيأ لعودة أولياء الرحمن إلى الواجهة، ورأيناهم يدخلون في امتحانات وابتلاءات وينجحون ويرسبون ويُفتنون ليميز الله الخبيث من الطيب وليمحص الله الذين صدقوا ويعلم الكاذبين، وما عشرية الربيع العربي إلا صورة كاشفة لما كان يعتمل في باطن الأمة من خير يريد الخروج، وما وأده المؤقت إلا رحمة من ربك بالأمة وبرجالها الأبرار تمييزًا وتمحيصًا وتعليمًا وتربية؛ إعدادًا لما هو قادم من مهام وآلام قبل التمكين، ثم جاء الطوفان وفار تَنّور الإيمان برجال صدقوا، فقلبوا موازين القوة ومخططات التخريب وفتحوا أعينًا قاربت على العمى، وآذانًا قد قاربت على الصمم، وزادوا بجهادهم الصادق الذين آمنوا إيمانًا، وصرخوا فيمن فيهم بقية من الفطرة في العالمين أن هُبوا لنصرة فطرتكم، فقاموا جميعًا يلبون النداء كلٌ بما يستطيع كما شهدنا وسمعنا ورأينا، فكان ذلك كله سببًا في هلع أولياء الشيطان فجمعهم بقضهم وقضيضهم وسلاحهم وعتادهم وأموالهم غربًا وعربًا وهنودًا وروسًا وصينين كلهم جميعًا هبوا معًا لإنقاذ معسكرهم مما ينتظره من ويلات إن قام لأولياء الرحمن معسكر وإن ارتفعت لهم راية.
لكل ما سبق كان السنوار وصحبه وكل صاحب فطرة سليمة؛ وفي القلب منهم الرجال من أبناء أمة الإسلام في كل مكان على وجه الأرض، خطرًا لا يدانيه خطر على حضارة الشيطان ومعسكر الفساد وفسطاط الكفر.
السابع من أكتوبر كانت إعلانًا لبداية ظهور أولياء الرحمن، السابع من أكتوبر من إرهاصات البعث الجديد للأمة وعودتها إلى وظيفتها التي أخرجها الله من أجلها شاهدة على العالمين شهودًا حضاريًا يعني رحمة للعالمين وعدلًا وأمنًا: شاء من شاء وأبى من أبى.
والله غالب على أمره؛ فلنعمل واثقين علّنا نكون ممن امتن الله عليهم وجعلهم من طلائع البعث الجديد لحزب الله أولياء الرحمن.