ما لا تعرفه عن دور العثمانيين في الأندلس
كعادتها تلك الفترة من تاريخ الخلافة الإسلامية نجد أنفسنا عند الحديث عنها أمام تزييف متعمد للحقائق؛ فكان لزامًا علينا توضيح الأمر ما استطعنا، واخترنا هنا الحديث عن فترة سقوط الخلافة الإسلامية في الأندلس ودور الدولة العثمانية تجاه أهل الأندلس.
تزامن سقوط الخلافة في الأندلس مع تولي السلطان بايزيد لأمر الدولة العثمانية. فمع فرض إسبانيا أسوأ أنواع التعذيب ضد مسلمي الأندلس وما فعلته محاكم التفتيش هناك؛ لم يكن أمام أهل الأندلس سوى الاستعانة بالدولة العثمانية فبدأوا بإرسال الوفود والسفراء إلى السلطان بايزيد الذي كان يعاني في هذه الفترة من عدة صراعات، سواء مع أخيه “جم” الذي كان يريد الحكم لنفسه أو مع المماليك والبنادقة والصفويين وغيرهم.
مما جعله يجد صعوبة في إرسال أي من مجاهدي الدولة العثمانية إلى الأندلس، إلا أن بايزيد فعل ما بوسعه لمساعدة مسلمي الأندلس؛ فأرسل أسطولاً بحريًا بقيادة كمال رايس لنقل المسلمين من الأندلس إلى شمال إفريقيا حيث بدأت المقاومة حركة الجهاد البحري.
دور العثمانيين في الجهاد البحري
وصلت أعداد كبيرة من أهل الأندلس إلى شمال إفريقيا -وكان معظم سكان الأندلس من البحارة- وبدأت الفرص تظهر أمام الأندلسيين للأخذ بثأرهم من النصارى في إسبانيا والبرتغال وكانت المنحة الأفضل هي وجود الشمال الإفريقي على البحر المتوسط، فشرع هؤلاء البحارة في بناء السفن وبدأت حركة الجهاد البحري هناك.
ولكن حركة الجهاد تلك لم تكن قويةً بما يكفي لمواجهة القوى النظامية للإسبانيين والبرتغاليين؛ فحدث ما يشبه حرب العصابات التي حقق فيها الأخوين عروج وخير الدين -أخويين من الأتراك استطاعا تنظيم حركة الجهاد البحري ضد النصارى وتوحيد المجاهدين في الجزائر- انتصارات ملحوظة ولكنهما امتلكا من الذكاء ما يكفي لفهم ضرورة الاستعانة بالدولة العثمانية واختلف المؤرخون في بداية هذه الفترة من التعاون؛ فبعث خير الدين رسالة إلى السلطان سليم الأول يطلب منه فيها أن تدخل دولة المجاهدين تحت مظلة الحكم العثماني، وكان رد السلطان سليم الأول كالآتي:
- تعيين خير الدين كقائد أعلى للقوات المسلحة في الجزائر ممثل للسلطان.
- إرسال قوة من سلاح المدفعية.
- إرسال ألفين من الجنود الإنكشارية.
- فتح الباب أمام رعايا الدولة العثمانية للانضمام إلى المجاهدين في الجزائر مع منح هؤلاء المرابطين العديد من الامتيازات.
السلطان سليمان القانوني ابن السلطان سليم الأول
نعم، لقد قرأت الاسم بطريقة صحيحة إنه هو الخليفة سليمان القانوني الذي شوهت صورته بتلك الأكذوبة المسماة (حريم السلطان) كما فعلوا مع المجاهدين في حركة الجهاد البحري وأطلقوا عليهم اسم القراصنة.
لقد كان سليمان القانوني من أفضل رجالات المعركة بامتياز؛ فلقد عاون المجاهدين في حركة الجهاد البحري كما ينبغي أن يفعل وأمدهم بما استطاع؛ فشهد عهده:
- إمداد خير الدين بثمانين سفينة وثمانية آلاف جندي.
- القضاء على الدولة الحفصية التي كانت تحكم تونس، وإعلان تبعيتها للدولة العثمانية.
- أسر ستة آلاف من الإسبان ردًا على الحملة التي تعرضت لها تونس.
- الانتصار على أندريا دوريا -أعظم البحارة في أوروبا- في معركة (بروزة) والتي أعدت لها أوروبا 600 سفينة على متنها ما يقرب من ستين ألف جندي.
- ضم مدينتي: مسينة التابعة لصقلية، وريجيو الإيطالية، وميناء أوستيا الإيطالي.
- تنازل فرنسا عن ميناء طولون نتيجة مساعدة الدولة العثمانية لها في معركتها مع الإمبراطور شارل الخامس، فيما اتخذت الدولة العثمانية هذا الميناء في مهاجمة الأهداف العسكرية لإيطاليا وإسبانيا التي كانت تهدد الملاحة في البحر المتوسط كما كانت تهدد دول المغرب العربي.
- الانتصار في معركة باب الوادي ضد شارل الخامس الذي كان يعد العدة للقضاء على الشمال الإفريقي.
السلطان سليم الثاني ابن سليمان القانوني
استمرارًا لما قدمه أبوه وجده من محاولات لنصرة أهل الأندلس؛ قام السلطان سليم الثاني بمحاولاته هو الآخر لمساندة أهل الأندلس وجاءت المحاولات هذه المرة بمساعدة القائد “قلج علي” فقاما بـ :
- إرسال العتاد والسلاح والمؤونة لمسلمي الأندلس.
- التنظيم لقيام ثورة من داخل الأندلس يشارك فيها السكان وعلى أثرها يتم إدخال السفن العثمانية لمهاجمة الإسبان والبرتغاليين. ولكن مع كشف أحد قادة الثورة الأندلسية تنبه الإسبان لهذه المحاولة.
- إرسال عدد من الجنود يقارب 4000 جندي مزودين بكمية كبيرة من الأسلحة بالإضافة إلى عدد من الخبراء العسكريين العثمانيين لتولي مهمة القيادة البرية على الجبهة الأندلسية؛ فكما ذكرنا سابقًا إن معظم أهل الأندلس من البحارة لذلك خبرتهم بالحروب البرية ليست كبيرة.
أعلام في المعركة
عروج وخير الدين بربروسا: بدأت على يديهم حركة الجهاد البحري بعد وصولهما هاربين من الأندلس مع بعض البحارة. استطاعا تأسيس جبهة قوية مكنتهما من مهاجمة الإسبان والبرتغاليين من حين إلى آخر. استعانا بالدولة العثمانية في مواجهة الإسبان والبرتغاليين وقد اختار الله عروج للشهادة -بإذن الله- واختار خير الدين لمواصلة الكفاح خلال عهد السلطان سليم الأول وابنه سليمان القانوني.
رحمة بن جابر الجلهمي: والذي أُخذت عنه صورة القرصان ذو اللحية والرقعة على عينه، وهو في الحقيقة كان أحد أعظم القادة البحريين الذين أرّقوا منام الصليبيين وهاجم ساحل البحر المتوسط الجنوبي.
طورغت رايس (طرغد رايس): حرر مالطا وجزيرة فيها تسمى غوزو، هاجم كورسريكا في فرنسا، وكثيرًا من سواحل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، وفي عام 1563 قام بإعادة فتح أجزاء من الأندلس مثل قرطبة وأخذ منها 4000 أسير.
مراد وسليمان رايس: توسعا في الجهاد فذهبا الى آيسلندا وآيرلندا.
قلج علي: قاد معظم معاركه في فترة حكم السلطان سليم الثاني، وكان الوحيد الذي اهتم بأمر مسلمي الأندلس في هذه الفترة، ويُعد كل ما حدث من مساعدات لأهل الأندلس في عصر سليم الثاني تعتمد بالأساس على قلج علي.
هذا الحديث عن دور الدولة العثمانية في مساندة أهل الأندلس ليس من وحي خيالنا بل هو عبارة عن أحداث دوّن عنها بعض المؤرخين. فقط كنا بحاجة إلى البحث لاستخلاصها وتوضيحها. ومع هذا نجد من يتحدث عن أن الدولة العثمانية لم تهتم لأمر مسلمي الأندلس.
الكاتبة: دينا أحمد
اللهم انصر تركيا وانصر جيشها المظفر وانصر رئيسها المفدى السيد رجب طيب اردوغان حفظه الله.
اللهم انصر قطر وانصر جيشها المظفر وانصر اميرها المفدى الشيخ تميم آل ثاني حفظه الله.
اللهم واخزي الكلاب العرب آل سعود وآل نهيان والسيسي وحفتر.
اللهم العن القردة آل سعود والعن كل من والاهم.
اللهم العن القردة آل نهيان والعن كل من والاهم.
اللهم العن القرد السيسي.
اللهم العن القرد حفتر.
.