حرب تقنية بقيادة ترامب ومساعدة وادي السليكون تستهدف المسلمين!
أعلن دونالد ترامب عزمه إنشاء سجل رقمي للمسلمين المقيمين بأمريكا كخطوة من خطواته التصعيدية ضد المسلمين والعرب، والتي أعلن عنها بوضح أثناء حملته الانتخابية التي وصل على أساسها إلى سدة الحكم. وقبل الانتهاء من مراسم تنصيبه الرسمي شرع ترامب بتوطيد علاقته بشركائه المحتملين الذين من شأنهم معاونته في تنفيذ وعوده. إذ اجتمع بعددٍ من مسئولي الشركات التقنية بوادي السليكون لمساعدته في تنفيذ هذا السجل الرقمي والقضاء على ما أسماه «الإرهاب الإسلامي الراديكالي». وفيما يلي أشهر ممثلي الشركات التي حضرت الاجتماع.
لماذا بدأ ترامب خططه بلقاء مسئولي الشركات التقنية؟
«ليس لدينا خوارزميات أفضل من التي يمتلكها الآخرون، نحن فقط نمتلك المزيد من البيانات»
كَمْ كان بيتر نورفنج Peter Norvig-كبير علماء شركة جوجل-دقيقًا في تصريحه هذا، إذ استطاع تحديد كنزهم الثمين الذي يدور حوله العالم الآن! فلا يخفى علينا ما تملكه تلك الشركات التقنية من المعلومات والبيانات والتي ربما لا نعلمها نحن عن أنفسنا، وهو ما تناوله تقرير «إنهم يراقبون كل ما تقوم به، هل تعلم ذلك؟!». ولكن لماذا وقع الاختيار على هذه الشركات تحديدًا؟ فدعونا نسلط الضوء على أبرز الحضور:
جوجل Google:
جوجل والتي كانت من بين أبرز الحضور متمثلة في Larry Page لاري بيج: أحد مؤسسي الشركة والرئيس التنفيذي لشركة ألفابت-الشركة القابضة لشركة جوجل[1]-، تمتلك معلومات: 1.3 بيليون مستخدم من محرك بحث جوجل، و1 بيليون مستخدم من يوتيوب، ومثلهم في Gmail، وأيضًا [2]Google Earth. كما عبَّر رئيس مجلس إدارتها التنفيذي السابق Eric Schmidt إريك شميت-والذي كان من بين الحضور أيضًا-عبَّر عن الهدف الذي تطمح إليه جوجل قائلًا:
«وفي نهاية المطاف فإن هدفنا في جوجل هو أن نمتلك أقوى شبكة إعلانات، بالإضافة إلى جميع المعلومات في هذا العالم»[3]
أوريكل Oracle:
لم تكن صافرا كاتز لتتخلف عن الاجتماع بكل تأكيد. إما بصفتها التقنية أو لأنها عضوة حالية في الفريق الانتقالي لدونالد ترامب! كيف لا وكاتز يمكنها أن تُقدِّم من المعلومات ما يحلم به ترامب وأكثر. حيث أنَّ داتالوجيكس وبلوكاي وهما من أكبر الشركات التي تعمل في وساطة البيانات مملوكان لشركة أوريكل والتي تشغل صافرا كاتز منصب المدير التنفيذي لها.
مايكروسوفت Microsoft:
مايكروسوفت الشركة الرائدة في مجال تقنيات وبرمجيات الحاسوب، والمتورطة في حالات تجسس لصالح الحكومات لا يمكن أن تكتمل الصورة بدونها. فحسبما نشرت منظمة Privacy International [4]أن شركة مايكروسوفت هي الشركة الوحيدة من شركات مزودي أنظمة التشغيل التي تقبل دعم شهادة الأمان الموثقة محليًا من قبل السلطات التايلاندية root certificate authorities. مما يسمح للسلطات باستغلال هذه الشهادة لوضع مواقع مشبوهة وزائفة دون علم المستخدمين للتجسس عليهم. ولا تعتبر هذه هي المرة الأولى، إذ أن تونس قد استخدمت ذات التقنية للتجسس على المستخدمين قبل الثورة.[5]
بلانتير Plantir
بلانتير الشركة المشبوهة والمرتبطة بوكالات الاستخبارات الأمريكية، كان مديرها التنفيذي أليكس كارب Alex Karp على رأس الحضور، ولم يحضر كارب منفردًا بل كان بصحبته بيتر ثيلPeter Thiel مؤسس ورئيس بلانتير والداعم القوي لدونالد ترامب.
تتمتع شركة Palantir والمُتخصصة في التنبؤ بالتهديدات بمكانة خاصة لدى إدارة ترامب، حيث تعمل الشركة على جمع البيانات ودمجها من خلال برنامج فائق الذكاء تسمح لها خوارزمياته بتوقع التهديدات الطبيعية قبل وقوعها، وهذا هو الجزء المعلن. أما ما تخفيه بلانتير ويطمح ترامب في استغلاله هو ما كشفت عنه شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في تقريرها حول الشركة ومصادر معلوماتها والتهديدات والفزع اللذان تُشكِّلهما بلانتير على المنظمات الحقوقية والإنسانية.
إذ يستطيع البرنامج أن يتصفح البيانات في الوثائق والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وقواعد البيانات، ثم يحول هذه المعلومات إلى أشخاص وأماكن وأحداث وأشياء. كما ذكر التحقيق أن: برنامج تحليل البيانات والخاص ببلانتير لديه تطبيقات أخرى غير حميدة. حيث ترتبط الشركة، والتي كان من بين أول مستثمريها شركة استثمار رأس المال التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية إن كيو تل (In-Q-Tel)، بصلات وثيقة مع الأجهزة الأمنية الأمريكية. إنها في الواقع صلات وثيقة لدرجة أن هذه الشركة الخاصة يُشاع على نطاق واسع أنها كانت وراء تتبع وتقصي أثر أسامة بن لادن.
باي بال PayPal:
وبخصوص باي بال فيكفي أن نعلم أن بيتر ثيل Peter Thiel الشريك المؤسس لشركة باي بال، هو في الوقت ذاته مستشار ترامب وعضو فريقه الانتقالي، ومؤسس ورئيس بلانتير-والتي تحدثنا عن صلاتها الوثيقة بالاستخبارات الأمريكية-، كما أنه كان من بين أكبر الداعمين لترامب أثناء حملته الانتخابية بتبرعه بـ 1.25 مليون دولار لصالح حملة ترامب الانتخابية[6]، مما دفع بعض عملاء باي بال للإعلان عن حملة مقاطعة للشركة.
فيسبوك Facebook:
فيسبوك والتي تناولنا نشاطها في إدارة معلوماتنا وشروط الخدمة الخاصة بها في تقرير خاص بعنوان: «فيسبوك أكثر من شبكة تواصل… حقائق لم تسمع بها من قبل»، وضعت أولى بصماتها مع إدارة ترامب حين أوقفت بث روسيا اليوم RT حتى الانتهاء من تنصيب ترامب. كما أظهرت نيتها في مراقبة المحتوى الخاص بالمستخدمين عبر تطبيقها للتراسل واتس آب، حين اكتشف توبياس بولتر الباحث في مجال الأمن والتشفير في جامعة كاليفورنيا ثغرة من نوع backdoor تسمح للشركة باعتراض الرسائل وإمكانية الاطلاع على محتواها، وهو ما يخالف ما زعمته الشركة في ترويجها للتطبيق ومدى سرية المراسلات فيه، وادِّعاء أنَّ الشركة نفسها لا يمكنها الاطلاع على ما يُرسل من خلاله. وعند سؤال الشركة حول هذه الثغرة أقرَّت بأنها مقصودة، وأن الهدف منها هو الحفاظ على محتوى الرسائل إذا ما حدث عطل أثناء الإرسال، وهو ما اعترض عليه تقنيو أمن المعلومات؛ وطالبوا المستخدمين بالتوقف عن استخدام التطبيق.[7]
هذا ما اتسع المقام لذكره، وإلَّا فالأمثلة كثيرة. بقي فقط أن نذكر بعض الإجراءات الوقائية للحماية من هذه الهجمة التي يشنها ترامب ورجاله، أو للحد من آثارها على أقلِّ تقدير.
بعض القواعد للحماية والأمان
- ماذا سيُسرق منك إن كانت محفظتك خالية؟ لتجعل هذه دومًا هي قاعدتك في التعامل مع الشبكات، وبالأخص مع الشركات التي ذكرناها. فماذا سيأخذون منك إن كان سجلك الرقمي فارغًا، أو بمعنًى آخر لم تقم بملء هذه السجلات وتزويدهم بمعلوماتك وخصوصياتك؟!
- استخدم كلمات مرور قوية: تُعدُّ كلمة المرور هي مفتاح الأمان لحسابتك.
ويمكنك الاطلاع على هذا الموضوع لمعرفة المزيد حول كلمات المرور والكيفية الصحيحة لإنشائها: بهذه العادات أنت فريسة سهلة للمخترقين… كيف يمكنك إصلاح الأمر؟
- كن حذرًا عند استخدام البريد الإلكتروني: إذ أن البريد هو أكثر الوسائل المستخدمة لإجراء هجوم الاصطياد phishing attacks.
- لا ترسل معلوماتٍ خاصة من خلال الرسائل الفورية، إلا إن كان التطبيق موثوقًا وآمنًا يستخدم بروتوكولات تشفير قوية.
- التأكد من تفعيل جدار النار Firewall دائمًا، واستخدام برنامج مضاد للفيروسات، وآخر لتصيد البرمجيات الخبيثة، وتأكد من تحديث هذه البرامج دائمًا.
- تحميل البرامج من مواقعها الرسمية.
- تجنب تمامًا تفعيل حساباتك الاجتماعية ببطاقة الرقم القومي أو أي معلومات خاصة من شأنها أن تضرك إن تم تسريبها، واسأل الدعم الفني إن كانت هناك طريقة أخرى للتفعيل، ولكن تجنب تمامًا إدخال معلوماتك الخاصة حتى لو اضطرت لاستغناء عن حسابك إلى الأبد.
- لا تفعل ما لا تعلم عقباه إن لم تكن لديك خبرة بالمجال الأمني، ولا تُجرِّب كلَّ ما تقرأ من المعلومات الزائفة كالتي تدَّعي تعليمك اختراق الحسابات في 10 ثوانٍ.
يمكنك مراجعة هذه الموضوعات لمزيدٍ من نصائح الحماية والأمان: «كيف تحافظ على أمانك الرقمي: 5 نصائح تضمن لك أفضل حماية» «المزيد من نصائح الأمان والحماية للحفاظ على أمانك الرقمي» «دليلك لحياة رقمية أكثر أمانًا»
لم يعد تعلُّم ولو القليل حول أمن المعلومات رفاهية أو من باب العلم بالشيء، وبطبيعة الحال فمجال أمن المعلومات من الفروض التي لم يحدث فيها الكفاية بعدُ، وليس لنا أن نُهمِل أحد ركائز الإعداد ولا متغيرات وظروف الواقع، وما اختراق NSA ولا الانتخابات الأمريكية عنَّا ببعيد.
المصادر والمراجع:
[2] This Chart Shows The Incredible Opportunity Google Has Before It
[3] Google CEO’s new paradigm: ‘cloud computing and advertising go hand-in-hand
[4] Who’s That Knocking At My Door? Understanding Surveillance In Thailand
[5] شركة_مايكروسوفت تساعد الحكومات للتجسس على المستخدمين
[6] PayPal founder’s £1m Donald Trump campaign donation leads to boycott calls
[7] ثغرة في واتس اب تتيح قراءة الرسائل المرسلة المشفرة
The CIA is getting serious about monitoring social media
How The Government Outsourced Intelligence To Silicon Valley
A former CIA analyst explains how tech companies can help fight terrorism
What Does Microsoft Know About You?
عملاء وكالة الأمن القومي الأمريكية موجودون داخل أجهزة الإنترنت
فيسبوك وجوجل رفضا مساعدته.. هكذا يستطيع ترامب شراء بيانات المسلمين ببساطة… فماذا سيفعل بها؟
فيسبوك يوقف بث “روسيا اليوم” حتى انتهاء تنصيب ترمب
ثغرة في واتس اب تتيح قراءة الرسائل المرسلة المشفرة