فتنة المرأة والإباحية كيف عالجها الإسلام؟
كمُفَكر عِندَما تلاحظ مشكلة في المجتمع فأنت مُطالب أن تبحث عن سببها الرئيسي وتُعَالجَه، لا أن تعالج العرض الظاهر فقط أمامك دون السبب، فحتى لو تحَسنَ الوضعُ ظاهريًا، فسَتعود المشكلة مرة أخرى لأنكَ لم تعالج سببها …
ولنطبق هَذا المثال على واقعنا المعاصِر، في الفترة الأخيرة ظهرت حملة ضِد الإباحِية، نعم هذا أمر مَحمُودٌ لكن ما السبب الذي جعلنا نصل لهذه المرحلة ؟! نحتاج للرجوع خُطوَة للخلف لنلقى نظرة شاملة للموضوع ولنحاول طرح حلول من منظور آخر لنلقى نظرة للشريعة، وكيف عالج الإسلام تلك القضية.
أسباب انتشار الإباحية
في البداية يزيل الإسلام الأسبَابَ المُؤدِيًة للجَريمة، ثم بعد أن تصبح كل الدَوَافِعِ المُلحَة لها غير قائِمة، يصبح أي ارتكاب لها، بلا مبرر، بذلك يتعين الزجَرُ بالحدود والتعذِير. بموضوعنا هنا، يتعين أولاً إزالة الأسباب،ومن أهمهم:
أولًا: عَدَمُ الزوَاجِ أو تأخِيرِهِ
يقول الغزالي رحمه الله في إحياء عُلوم الدين: (فإن النكاح مُعِين على الدين وَمُهِين للشياطين وحِصنٌ دون عدو الله حصين وسبب للتكثير الذي به مُباهَاة سيد المرسلين لسائر النبيين)
قَالَ تَعَالَى فِي وَصْفِ الرُّسُلِ وَمَدْحِهِمْ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً) فَذَكَرَ ذَلِكَ فِي مَعْرِضِ الِامْتِنَانِ وَإِظْهَارِ الْفَضْلِ. وَمَدَحَ أَوْلِيَاءَهُ بِسُؤَالِ ذَلِكَ فِي الدُّعَاءِ فَقَالَ (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ)
وقال الرسول صل الله عليه وسلم في هذا الشأن: {مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لا فليصم فإن الصوم له وجاء}
ثم دعا إلى تيسير الزواج فقال (أعظم النساء بَرَكَة أيسَرُهُن مَئُونَةً) وقال: (إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ)
ويقول الشيخ ابن باز رحمه الله: “نصيحتي لجميع الشباب والفتيات: البدار بالزواج، والمسارعة إليه إذا تيسرت أسبابه، لقوله النبي صل الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم البَاءَة فليَتزوجْ … الحديث)، وقوله صل الله عليه وسلم: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)، وقوله عليه الصلاة والسلام: (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم)، ولما في ذلك من المصالح الكثيرة التي نبهَ عليها النبي صلى الله عليه وسلم، من غَض البَصَرِ، وحفظ الفرج، وتكثير الأمة، والسلامة من فساد كبير، وعواقب وخيمة”
وحق على الله أن يعين من أراد العفة فقال صلى الله عليه وسلم ” ثلاثة حق على الله أن يعينهم: المكاتب الذي يريد الأداء، والمجاهد في سبيل الله، والناكح يريد أن يستعف “.
ثانيا: إِطلاَقُ البَصَرِ
ولما كان إطلاق البصر مُسببًا لذلك قال الله عز وجل {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}
ثالثا: عَدَمُ الالتِزَامِ بالحِجَابِ الشرعِي
المرأة تعتبر مُشارِكَة في الفتنة بزينتها، إذ أن الإسلام لم يكتفي بالأمر بغض البصر بل كذلك بحجاب له مواصفات خاصة.
حيث أنه أمر النساء بالعفة وإخفاء معالم جمالهن عن الأجانب فقال الله تعالى
{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)}
ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺏ ﺍﻹﺳﻼمي ﻫﻮ ﺍﻟﺬي يخفي ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻻ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻓﺘﻨﺔ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ، ﻓﺄي ﺯي ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮﻁ لا يمتّ للإسلام بصلة، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻧﻘﺎﺑﺎً ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ-أﻋﻨي ﻧﻘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﺿﺔ ﺍﻟﺬي ﻇﻬﺮ ﺣﺪﻳﺜﺎً-ﻭﻫﻮ ﻣﻨﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺮﺍﺀ، ﻓﺎﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺍﻹﺳﻼمي ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻫﻮ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ-ﺃي ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺒﺎً في ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺃي ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ-ﻓﻬﻮ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﺸﺮﻉ.
وتحسبونه هينًا وَهُوَ عِندَ الله عَظِيم
ثم كان الزجَرُ لمن لم تنتَهِ من النساء، قال صل الله عليه وسلم: “صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: قوم معهم سياط وأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها”، وفي رواية عند أحمد: “العنوهن فإنهن ملعونات”
وتلك المرأة التي تخرج من بيتها متزينة لجذب أنظار الرجال لتشعر بأنوثتها-ستدعي أنها تتزين من أجل زميلاتها وحتى لا تكون أقل منهن!-وكذبت-ستنجحين في مهمتك ولابد فاتنة أحدهم بكِ، ظنًّا منكِ أنه أمرٌ هيّن! أمَّا في الحقيقة فأنتِ وبال على الأمّة ليس إلا!
وَهَكَذَا عَالجَ الشرعُ الأسبَابَ المُؤَدِيَة للفِتنَة وَقطعَهَا، حَتى لَا يبقَى لمُؤمِنٍ عُذرٌ!
الحدود والأحكام الشرعية
ثم كان من الطبيعي أن تحدث حالات تَشُذ عن الفطرة وتنسَاقُ لهوى النفس فكان لابد بعد أن أزال الإسلام المَوَانِعَ أن يضَعَ العُقُوبات لتزجُرَ كل من جاوز الحلال وأبى إلا مُخالفة شرع الله والفطرة وهَدمِ المجتمع، ولمثل هذا كانت الحدود كحل أخير في الإسلام.
ونصيحتي للنساء: كيف تتمنين زوجاً يتقى الله فيك وأنت لم تتق الله في نفسك! ملابسك لا يُجيزها الشرع، وهدفك الزواج وجلب الأنظار، لنفرض أن ملابسك واختلاطك بالرجال جلبت لك زوجًا، أتريدين من رجل وافق على زوجة مثلك أن يتقى الله فيكِ! ماذا تنتظرين من ديوث ؟!
على النقيض من اتقت الله عز وجل وتيقنت أن الزواج رزق، فلن يتقدم لها فاسق ولا ديوث، بل فقط من يتق الله، ثم كانت الاستخارة والسؤال عن الرجل وأهله.
فأي الفتاتين ربحت وأيهما خسرت !!
بورك الكاتب على المقال!
اسمح أضيف أسبابا أخرى لانتشار الاباحية، منها الاختلاط، والإعلام بكل أصنافه (أفلام، مسلسلات، صور، غناء الخ) الذي ينشر الرذيلة ويشجع عليها، الخ …
ومن الحلول التي وضعها الشرع: منع الاختلاط، منع كل ما يشجع على الرذيلة أو يهيج غريزة الجنس الخ،
…
كما أن إباحة الله للرجل الزواج بأربع نساء من بين حِكمِها منح الإمكانية للرجال الذين لهم رغبة قوية اتجاه النساء أن يشبعوها بطريقة حلال
لعل المقال القادم يعجبك بإذن الله
لو كتبت طل شيء لطال المقال
على كل حال شكرًا لاضافتك
أنظر المقال الجديد، به بعض المشاكل أيضًا