المغالطة الأساسية في الادعاءات التطورية
هذا المقال ترجمة بتصرف لمقال: The Fundamental Fallacy of Evolutionary Arguments لكاتبته: Daniel Haqiqatjou في موقع: muslimskeptic.com. الآراء الواردة أدناه تعبّر عن كاتب المقال الأصلي ولا تعبّر بالضرورة عن تبيان.
معظم الحجج التي يستعملها الملحدون لنقض حقيقة الخلق عن طريق نظرية التطور هي حجج إما غير متسقة منطقيًا أو خاطئة تمامًا، كمثال؛ يدعي ملحدون مثل ريتشارد دوكينز وجيري كوين الادعاء التالي:
“إذا كان هناك خالق للحياة على الأرض، فلماذا جعلها تبدو كما لو أنها على نفس شجرة العائلة؟ لماذا جعلَ -على سبيل المثال- البشرَ والشمبانزي يتشاركان كثيرًا من الخصائص التشريحية للدرجة التي تجعلنا نعتقد أنهما مرتبطان بيولوجيًا، تمامًا كما يخبرنا علم التطور؟ في الحقيقة إذًا، لا سبب لذلك إلا أن تكون الأنواع كلها تنحدرُ فعلًا من نفس شجرة العائلة، وأنه لا يوجد خلق إلهي كما يدعي المؤمنون”.
لماذا يعد هذا ادعاءً خاطئًا؟
لأن الملحدين سيوصلون أنفسهم إلى ذات النتيجة سواء كانت أشكال الحياة تظهر مترابطة أم لا، فإذا كانت مترابطة فسيعزو الملحدون ذلك إلى الطبيعة العشوائية للعمليات التطورية، وإذا لم توجد حيوانات تشابه البشر فسيبرر الملحدون ذلك بأنه نتيجة واضحة لقوةٍ تطوريةٍ عمياء لا واعيةٍ لا غائية، وأنه لربما اختفت كل آثار أشكال الحياة الوسيطة نتيجة لقِدَمِها السحيق، وحينها سيسألون: “لماذا سيخلق الله الحياة بتلك الصورة العشوائية غير المترابطة؟” ففي كلا الحالتين سيظل استنتاج الملحد كما هو.
ونحن نرى ملحدين يستعملون هذا النوع من الادعاء طوال الوقت، على سبيل المثال: الأعضاء الأثرية -وهي الأعضاء أو أجزاء الجسم التي يزعم الداروينيون عدم وجود وظيفة لها في الأنواع الحالية وأنها ببساطة بقايا من الأنواع السابقة؛ مثل عظم العصعص أو ضرس العقل- يُزعم أن الأسلاف التطورية المفترضة للإنسان العاقل (Homo sapiens) كانت تستعمل هذه الهياكل بينما نحن لا نفعل ذلك، ويتخذُ الملحدون هذه النقطة ذريعةً للقول بعدم وجود خالق لأنه لا يمكن أن يخلق عضوًا بلا فائدة.
لكن بالطبع لمجرد أن العلم الحالي لم يكتشف غرضًا لأعضاء معينة، فهذا لا يعني أنها بلا فائدة؛ فأعضاءٌ كانت تعتبر أثرية في وقت ما -مثل الزائدة الدودية- يتم الافتراض الآن أن لها أهدافًا مهمة.
بل نذهب أعمق من ذلك فنقول إن العقل البشري ليس دائمًا في حالة تسمح له باكتشاف الغرض الحقيقي لشيء خلقه الله، فالله يخلق ما يشاء كما يشاء، وهو سبحانه ليس مقيَّدًا بإحساسنا بالغرض والوظيفة العملية.
بدلًا من الإشارة إلى القوى التطورية العمياء تلك التي تنهار عند الفحص الدقيق، لماذا لا يتبنى هؤلاء الملحدون الاستنتاج الأكثر منطقية ووضوحًا؛ أن التنظيم المذهل والتشابه المتبادل المقترن بالتعقيد الغامض اللذان تظهرهما الطبيعة ناتجان عن مصمم خلق الحياة بهذه الطريقة عمدًا؟
إن ادعاء أنّ النظرية التطورية تقدم تفسيرًا مقبولًا أو حتى متماسكًا لأي مما سبق لهو افتراءٌ كبير.
وقبل أن يصرخ أحد قائلًا: “إله الفجوات!” فإن إيماننا بالخالق ليس بسبب فشل نظرية التطور، فهناك العديد من الأسباب المستقلة التي يمكن استنتاجها على نحو مجرد عن طريق النظر في الكون حولنا -وهي متعلقة بالنظام والتعقيد الهائلين للكون- تؤدي إلى تلك النتيجة.