اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون!
سبق وحددنا المرحلة التي تعيشها أمتنا المسلمة في محور زمن نهاية العالم، وتبيّن لنا أننا في آخره وعلى أبواب الملاحم وقريبين من فتنة الدجال كما يؤكدّه حديث رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وتدلُّ عليه أشراط الساعة الصغرى… ولكن قد يغفل الكثير من الناس عن أشراط الساعة الصغرى التي تحقَّق معظمها، لهذا السبب سنلقي نظرة اليوم على أبرز هذه الأشراط حتى نتدبرها ونتفكر في حاضر تنبّأ به نبيّنا قبل قرون طويلة وكثيرة من الزمن يؤكد بكل يقين أننا اقتربنا من ساعة الختام…!
أشراط صغرى مضت وانقضت وأخرى تكررت
1-بعثة النبي-صلى الله عليه وسلم-
لقد سبق وأن ذكرنا أن من أشراط الساعة الصغرى ما مضى وانقضى، كذلك كانت بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ووفاته كما جاء في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسم:”بعثت أنا والسَّاعة كهاتين“. قال: وضم السبابة والوسطى. فأول أشراط السَّاعة كانت بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم، كونه النبي الأخير لا نبي بعده، بل تليه القيامة كما يلي السبابة والوسطى، وليس بينهما إصبع أخرى، أو كما يفضل إحداهما الأخرى.
2-وفاة رسول الله
وكذلك موت النبي صلى الله عليه وسلم من أشراطها التي مضت، ففي صحيح البخاري من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“اعدد ستًا بين يدي السَّاعة: موتي…” إلى آخر الحديث.
3-انشقاق القمر
أشراط أخرى وقعت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وشهدها الصحابة كانشقاق القمر. قال تعالى:
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ )
4-فتنة الصحابة
وأخرى حصلت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كما كان مع خبر فتنة الصحابة التي اشتعلت بعد موت عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
5-نار الحجاز
وكذلك تحقق خبر نار الحجاز في القرن السابع والتي أضاءت أعناق الإبل ببصرى، وهي بلاد حوران بجوار دمشق حيث جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“لا تقوم السَّاعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز؛ تضيء أعناق الإبل ببصرى”.
6-طاعون عمواس
وقد شهد الصحابة طاعون عمواس الذي قضى فيه عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، ووقع كما نبأهم به الصادق المصدوق، حيث جاء في حديث عوف بن مالك السابق قوله صلى الله عليه وسلم:
“اعدد ستًا بين يدي السَّاعة… (فذكر منها:” ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم”.
7-واقعة صفين
وكذلك شهد الصحابة واقعة صفين كما قال صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري ومسلم:
“لا تقوم السَّاعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، يكون بينهما مقتلة عظيمة، دعواهما واحدة”
فالفئتان هما طائفة علي رضي الله عنه ومن معه، وطائفة معاوية رضي الله عنه ومن معه، على ما ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح.
8-الفتوحات والانتصارات
ومن العلامات التي نبّأ بها الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين، الفتوحات والانتصارات وقد فتحت فارس والروم، وزال ملك كسرى وقيصر، وفتحت بيت المقدس في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة ست عشرة من الهجرة؛ وغزا المسلمون الهند، وفتحوا القسطنطينية، كما وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أشراط صغرى وقعت وهي مستمرة أو قد تتكرر
1-قتال الترك والأعاجم التتار
قد وقعت حيث قاتل المسلمون الترك في عصر الصحابة رضي الله عنهم، وذلك في أول خلافة بني أمية، في عهد معاوية، وكذا قتال الأعاجم الذي نبأنا به الرسول صلى الله عليه وسلم وقد يتكرر، كما قاتل المسلمون التتار في عصر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره…
2-توقف الجزية وظهور الخوارج
وكذا توقف الجزية والخراج وهذه وقعت وواقعة في عصرنا اليوم، دون أن ننسى ظهور الخوارج ففي الصحيحين عن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
“سيخرج قوم في آخر الزمان، أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم؛ فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم يوم القيامة”.
ولا يزال الخوارج يَظهرون حتى يدرك آخرهم الدجال، ففي الحديث عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال:
“ينشأ نشء يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيَهُم، كلما خرج قرن؛ قطع (أكثر من عشرين مرة) حتى يخرج في عراضهم الدجال”.
3-خروج الدجالين ومدعي النبوة
وخروج الدجالين والكذابين مدعي النبوة لا زال منذ بداية الإسلام، وقد روي من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه في صحيح مسلم بلفظ:
“إِنَّ بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ فَاحْذَرُوهُمْ”
وقد ظهر مسيلمة الكذاب وظهر كذلك الأسود العنسي في اليمن، وادعى النبوة، فقتله الصحابة قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم. وظهرت سجاح، وادعت النبوة، وتزوجها مسيلمة، ثم لما قتل؛ رجعت إلى الإسلام، وغيرهم الكثير ظهروا ويظهرون وقد يظهرون مستقبلا.
4-الأمن الذي سيعرفه المسلمون
ومما نبأ به النبي صلى الله عليه وسلم الأمن الذي سيعرفه المسلمون، ففي مسند أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“لا تقوم السَّاعة حتى يسير الراكب بين العراق ومكة، لا يخاف إلا ضلال الطريق”.
وقد وقع في زمن الصحابة رضي الله عنهم، وذلك حينما عم الإسلام والعدل البلاد التي فتحها المسلمون وقد تكرر في أزمنة أخرى وعلى الأرجح أنه سيتكرر في عصر المهدي.
كل هذه كانت علامات وقعت وشهدها المسلمون تماما كما نبأهم بها الرسول صلى الله عليه وسلم فمنها التي لن تتكرر أبدًا، ومنها التي رغم ثبوت وقوعها إلا أنها قد تتكرر، فماذا بقي لنعرفه من أشراط الساعة الحاضرة بيننا في زماننا اليوم!؟ هذا ما سنتحدث عنه في البقية القادمة، فكونوا بالقرب…