نورا إيلي: قصة داعية سويسرية بعد أن اعتنقت الإسلام

عاشت حياة قصيرة بمقاييس البشر المحدودة، إلّا أنها قد صنعت تاريخًا وعمرًا طويلًا بمقاييس الإسلام والدعوة إلى الله الخالدة، مذ أن قذف الله نور الحق بقلبها، ووصل النداء إلى مسامعها، سَلّمت إليه قلبها، فلّبت واستجابت لنداء ربها، وخلعت عنها أوثانها وشركها، وأسلمت لله تعالى وجهها، وآمنت به فحسن إسلامها، وظلت متمسكة بالعروة الوثقى دون انفصام عنها حتى لاقت ربها، غير مبدلة أو مُغيّرة، قال تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) فمن هي نورا إيلي تلك الشابة السويسرية الداعية إلى الله، التي رحلت عنا منذ شهور قليلة، وما هي قصتها؟

مولدها ونشأتها

وُلدت نورا إيلي في الرابع من إبريل الموافق عام 1984 ميلادية، في مدينة أوستر التابعة لكانتون زيورخ السويسرية. نشأت نورا في أسرة صغيرة تتكون من ثلاثة أفراد؛ والدها “إيلي فشنتياغيرد” وهو طبيب نفسي سويسري مغمور، ألماني الأصل، ووالدتها المربية الاجتماعية السويسرية، وهي الابنة الوحيدة لهم فحسب، مما عزز من نشأتها في عيشة مترفة تتسم بالرفاهية، والاستمتاع بكل شيء حولها.

فبالرُغم من انفصال والديها، إلا أنها كانت لا تزال طفلة والدها المدللة، لذا فقد كان يسمح لها بتجربة أي شيء تريده أو تسعى لاستكشافه، ما لم يتعارض مع أفكار أسرته اليسارية، وقد سعت لاكتشاف المعتقدات والأفكار الأخرى المغايرة.

سلكت الفتاة مسلك الثورية اللاسلطوية، في مطلع شبابها، وتبنت أفكارها، ودافعت عنها بقوة، كما التحقت أيضًا بمجموعة تُدعى “مثقفي البانك” فترة، والنباتية فترة أخرى، واهتمت بالبوذية وأفكارها كذلك برهة من الزمن.

ظلّت نورا هكذا في شتات وحيرة من أمرها حتى تجلى لها الحق المبين، فهداها الله للإسلام.

قصة إسلامها

كانت نورا -رحمة الله عليها- تبحث بجدية، وتفكر في الأمور والآيات بعقلانية، وتقارن بين هذه الأديان برُويّة، حتى كانت تلك الرحلة الموعودة.

سافرت نورا في رحلة سياحية برفقة والدها إلى دبي، في عام 2003 ميلادية، وهناك سمعت صوت الأذان لأول مرة في حياتها، فوقع ذلك النداء في قلبها موقع الوجل والخشوع، ولامست تلك الكلمات أعماقها، ثم نظرت إلى المصلّين وقد صُفوا صفُا واحدًا فهالها ذلك المنظر المهيب، وقد عبرت عن تلك المشاعر في حوار صحفي، أجرته معها صحيفة الأنباء الكويتية سابقًا فقالت:

شدني صوت الأذان وتغلغل في أعماقي قول الله أكبر وعندما رأيت المسلمين وراء الإمام صفًا واحدًا يصلون في حركة واحدة أيقنت أن هذا الدين هو الدين الحق، وهو الحياة والدين معًا، أما في سويسرا فهو حياة فقط.

عادت بعدها إلى سويسرا مسلمة، لتعلن فيما بعد إسلامها وتشهره بشكل رسمي، بالرُّغم من معارضة والديها لها في بادئ الأمر، ثم ما لبثا أن تركاها لرغبتها وحريتها.

وكما هداها الله فشرح صدرها للإسلام (فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ) هيأ لها من الأسباب ما يعينها على تلك الهداية، فلّما عادت إلى بلدها، وجدت أن صديقها المقرب إليها قبل الإسلام قد أسلم قبلها بأسبوعين، فتزوجا وبدأ حياة جديدة في طاعة الله، وخدمة دينه.

حياتها الاجتماعية والعلمية

الداعية نورا وعائلتها الصغيرة مع الداعية محمد العوضي.

تزوجت نورا من عبد العزيز قاسم إيلي والذي قام بتغيير اسمه بعد إسلامه، وهو مهندس حاسبات ومعلومات، تفرغا معًا بعد إسلامهما لخدمة دين الله، والدعوة إليه، وقاما بالمشاركة في تأسيس منظمة مجلس الشورى الإسلامي بسويسرا، عام 2009 ميلادية، وكانا عضوين بارزين وفاعلين فيها، حيث يعمل قاسم أمين في قسم الإعلام والعلاقات العامة للمجلس، وكانت نورا تترأس قسم شؤون المرأة به.

قاما معًا بإنشاء بيت مسلم، وأنجبا ست من الأبناء، حرصت نورا على تربيتهم وتنشئتهم تنشئة إسلامية خالصة، ليصبحوا بذلك عائلة مسلمة مترابطة.

كما أنها قد أكملت دراستها ومسيرتها التعليمية بعد إسلامها، حتى حصلت على درجة الدكتوراة في مقارنة الأديان من جامعة زيورخ.

سبب ارتدائها للنقاب ودفاعها عنه

قامت نورا إيلي -رحمها الله- بارتداء النقاب بعد إسلامها بحوالي عامين، وقد اكتفت قبلها بالحجاب، والسبب في ذلك كما وضحت من قبل في لقاء تلفزيوني مع الشيخ محمد العوضي قائلة: “أنا قررت ارتداء النقاب لأنه أولًا تشريع الله تعالى، كما أنَّ النقاب يعد حماية للمرأة، فهو يحميها من الناس الذين لا تريد أن ينظروا إليها، أو يفهموا إشارة لها بطريقة خاطئة”.

وأضافت:

بفضل الإسلام، أصبحت أشعر بقيمتي كامرأة وليس سلعة.. قبل أن ألبس النقاب، كان الشباب يعاملونني كسلعة ولم يجذبهم إلي سوى جسدي، أما بعدما لبست النقاب أصبحوا يعاملونني كامرأة!

من حينها، وقد تبنت نورا قضية النقاب باعتباره جزء لا يتجزأ من حياتها، ولم يكن ذلك الأمر سهلًا على الإطلاق، في بلد تقوم على العنصرية، والتمييز بين المسلمين وغيرهم، واضطهادهم والتضييق عليهم، وتشويه ممنهج ومتعمد لصورتهم، بما يعرف بظاهرة الإسلاموفوبيا لدى الغربيين.

دورها في إسقاط قانون حظر ارتداء النقاب

في عام 2009 ميلادية، حدثت هجمة شرسة ضد الإسلام والمسلمين في سويسرا، دعا فيها البرلمان السويسري إلى منع بناء المزيد من المآذن، وحظر ارتداء النقاب، وقد لعبت نورا إيلي -رحمها الله- دورًا بارزًا ومحوريًا في التصدي لهذا الظلم، وإسقاط هذا القرار الجائر بمنع ارتداء النقاب. حيث قامت بالاعتراض السلمي على ذلك القرار، من خلال تجولها في كانتون تيتشينو جنوب سويسرا بالنقاب.

وقد نجحت بالفعل في لفت الانتباه إلى تلك القضية، لتصبح محور حديث ونقاش الأوربيين الأول، ففي وقت قصير تم تداولها في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وأصبحت نورا إيلي وتبنيها لقضية النقاب هي محور حديث الإعلام، حيث دعتها العديد من القنوات الغربية للحوار.

كما حَلّت ضيفة ببرنامج المذيعة الألمانية الشهيرة “آن ويل”، والذي قد آثار ضجة كبيرة في الأوساط الأوروبية والغربية، لظهور امرأة منتقبة على شاشة تلك القناة واصفين إياها بالراديكالية! واتهمت بعدها هي وزوجها بالتطرف والإرهاب، وقدمت للمحاكمات، حتى أصبحت قضيتها قضية رأي عام في سويسرا.

استغلت نورا هذا الزخم الإعلامي في تصحيح الصورة عن النقاب والحجاب للمرأة المسلمة، فكانت دائمًا ما تقول في لقاءاتها وخطاباتها: “إنَّ دين الإسلام حصّن المرأة وثمّنها بالحجاب”، مضيفةً: “ليس عيبًا أن نتراجع عن أفكارنا وتصوراتنا المغلوطة حول الإسلام، فأنا مثلًا كنت أعتقد أن الإسلام يضطهد المرأة إلى جانب الكثير من الاحكام المغلوطة الأخرى، وبعد إسلامي اكتشفت أن هذا الدين يحترم المرأة ويكرمها ويحميها ويجعلها لؤلؤة مصونة” مؤكدة على أنه يوجد الكثير من المفاهيم والمعلومات حول الإسلام، تنتشر بين الناس، وهي مغلوطة مضللة، ومشوهة للإسلام في أكثر الأحيان.

رحلتها في الدعوة إلى الله

قطعت نورا إيلي رحلةً عامرة بالخير والعطاء في سبيل الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فمنذ إعلانها إسلامها لم تألو جهدًا أو تتسع مدخرًا، في الدفاع والذود عن الإسلام والمسلمين، وإظهار كلمة الحق، وتبيان هذا الدين للناس بصورته الصحيحة.

وبالرّغم من ابتلائها بمرض السرطان في عام 2012 ميلادية، وتشخيص حالتها بالمتأخرة، إلّا أنَّ ذلك لم يثنها، أو يثبط من عزمها، نحو إكمال المسير في طريق الدعوة، بل جعلت من ذلك وقودًا لمزيد من البذل والعمل، والسعي في كافة ربوع أوروبا لإخبار الناس عن هذا الدين، محققة بذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم: (بلِّغُوا عَنِّي ولَوْ آيَةً)، وقوله: (إذا قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها).

وقد برز نشاطها الدعوي من خلال بعض المحطات في حياتها أبرزها:

أولًا: تأسيس مجلس الشورى الإسلامي في سويسرا: كانت نورا إيلي هي وزوجها من أوائل الأعضاء النشطين الذين ساهموا في تأسيس منظمة مجلس الشورى الإسلامي السويسرية، وذلك بقيادة صديق زوجها “نيكولا عبد الله بلانشو”، حيث تأسس المجلس وتم إشهاره في أكتوبر عام 2009 ميلادية كمنظمة إسلامية غير هادفة للربح تضم (25 عضوًا) والذي يخدم الآن ويمثل قرابة النصف مليون مسلم، ويضم نحو ما يقرب من ثلاثة آلاف عضو.

ثانيًا: تبني قضايا المرأة المسلمة والدفاع عنها: تبنت نورا إيلي العديد من القضايا التي تخص المسلمات في البلاد الأوروبية والغربية، مثل قضية الحجاب والنقاب، واضطهاد المسلمات الجديدات، ونبذهن، والحث على التحريض والعنف ضدهن، سواء على مستوى الأسر أو الحكومات الأوروبية الموالية لأفكار اليمين المتطرف. كما أنَّها تبنت تحت رؤية وتوجيه المجلس، مشروع بناء مبنى خاص يعد وقفًا لإيواء النساء والفتيات الحديثات عهد بالإسلام وحمايتهن، وتعليمهن مبادئ الإسلام وأحكامه، وقد بذلت جهود مضنية في جمع تبرعات ومساهمات لإقامة هذا المشروع المهم.

ثالثًا: كشف زيف المتشدقين بالحقوق والحريات: سعت نورا إيلي إلى إقامة الحجج الدامغة على أولئك الذين يصدعون رؤوسنا بحقوق الإنسان والحريات، وهم أبعد ما يكونوا عنها، أو بالأحرى يطبقونها وفقًا لأهوائهم الشخصية، بما يخدم أفكارهم ومعتقداتهم، فوضعت تلك الحكومات والمتشدقين في حرج حينما أصرّت على تمسكها بالنقاب، والظهور به في كل مكان، سواء على أرض الواقع أو على شاشات التلفاز، فكيف بهم يكيلون بمكيالين، ويتبعون معيارًا أعوج، ألا ساء ما يحكمون! وكشفت عن حقيقة الوضع المزري الذي تلاقيه المسلمات الحديثات في سويسرا، حيث وضحت في الكثير من لقاءاتها، الظلم الذي تعرضن لها، وأن الحكومة السويسرية تقوم بتسليمهن للكنائس بعد طرد أهلهن لهن وتشريدهن، بسبب إسلامهن.

رابعًا: تصحيح صورة الإسلام في أذهان الأوروبيين: عمدت نورا إيلي إلى تصحيح صورة الإسلام في أذهان الأوروبيين، ودحض الافتراءات الكاذبة، والحجج الواهية التي يبثها مرضى الإسلاموفوبيا في أوروبا، ومحاولتهم قرن الإسلام بالإرهاب. قدمت العديد من المحاضرات واللقاءات والندوات التي توضح فيها المفاهيم المغلوطة عن الإسلام والمرأة، وأنَّ الإسلام برئٌ ومُنّزه عن كل تلك الترّهات الكاذبة، والإشاعات المغرضة. كما ساهمت في تبديد الخوف من الإسلام لدى شريحة كبيرة من الأوروبيين ولا سيما في سويسرا وألمانيا والنمسا.

خامسًا: سبب في هداية وإسلام العديد من النساء: كانت نورا إيلي -رحمها الله- سببًا في دخول الكثير من النساء والفتيات الإسلام، وذلك بسبب مواقفها الشامخة في تمسكها بالحق، فقضيتها عادلة، ودينها هو دين الحق، فلم تداهن أو تفرط في شبرٍ واحد منه، بل كانت دائمًا ما تدعو المسلمين إلى عدم قبول ما يتم تصديره من صور ضعف للإسلام والمسلمين، وتقول:

لا ينبغي على المسلم أن يتقيد بالقوانين التي تسنها الدولة والتي من شأنها أن تبتدع إسلامًا جديدًا يتماشى مع ثقافة المجتمع السائدة، حيث لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نقبل إسلامًا يقر بزواج المثليين، أو الصلاة المختلطة مثلًا وما إلى ذلك مما ليس من الإسلام في شيء!

وعلى إثر ذلك أسلم على يديها العشرات من الأوروبيات، فأي خير بعد هذا يرجوه المسلم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فواللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم)!.

وفاتها

تُوفيت نورا إيلي في 23 مارس الموافق عام 2020 ميلادية، في إحدى مستشفيات العاصمة السويسرية برن، بعد صراع عنيف مع سرطان الثدي، دام طويلًا حتى اشتد عليها المرض، لتوافيها المنية، وتودعنا عن عمر يناهز “36 عامًا” مُخلّفة لنا صفحة مشرقة، ونموذجًا مضيئًا من نماذج الدعوة إلى الله.

رحلت نورا بعد مدة إسلام وجيزة، تضمنت أعمال دعوية كبيرة وعظيمة، لتذكرني بقصة إسلام الصحابي الجليل سعد بن معاذ الذي تُوفي بعد ست سنوات من إسلامه، ومع ذلك اهتز لموته عرش الرحمن، لقاء ما قدمه للأمة الإسلامية من بذل وتضحيات.

رحلت عنا نورا وقد أحيت في قلوبنا عز الإسلام، ومجده التليد، وأيقظت في ضمائرنا أن دين الله يستحق منا البذل والتضحية والعطاء، وأن القرآن يقتضي الإيمان بكل ما جاء فيه، وإلا فمصيرنا الذل والهوان، والخزي والعار، قال تعالى: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) وكي تؤكد لنا أنّ الله سينصر هذا الدين بنا أو بغيرنا (إِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم) وأنه تعالى ينصر من عباده من نصر دينه (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)، وسيرد الله كيد الكافرين والمنافقين لا محالة (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)!

فهنيئًا لك يا نورا الشهادة، فالمبطون شهيد كما أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. كانت آخر ما تطلبه نورا إيلي من المسلمين في شتى بقاع الأرض، أن يدعوا لها بالمغفرة والرحمة، فسلام على روحك الطاهرة ومغفرة ورحمة من الله ورضوان.

المصادر

معتصم علي

كاتب ومنشئ محتوى إبداعي، طالب علم مهتم بشأن الأمة، وقضايا المسلمين

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. الرجاء وضع ازرار المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي ..أريد مشاركة المقال بالضغط على شعار الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى