نيويورك تايمز: دليلك للإبحار عبر الإنترنت بأمان خلال العَقد الجديد

كتب تيم هيريرا في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقالا حول ما يعتقد أنها الطرق الآمنة والسليمة للإبحار عبر الإنترنت في العقد الجديد. 

ويركز الكاتب بشكل خاص على ضرورة  أن يلتزم المرء بآداب السلوك السوي في الفضاء الإلكتروني مثلما يلتزم بها تماما في الحياة الواقعية لأن الناس تكوّن الانطباعات ذاتها عن الأشخاص على الإنترنت كما لو كانوا يرونهم رأي العين.

أما إذا لم تكن تأبه بالبيانات الشخصية التي تتركها خلفك وأنت تبحر عبر الإنترنت، فلا شك أنك لا تكترث لهذا الأمر.

يضيف الكاتب: كنت خائفا، لكنني علمت هذا العام أنني لم أكن خائفا بالقدر الكافي تقريبا. ألهمني هذا المقال  الموحي بشكل كبير – والمخيف أيضا – الذي كتبته  زميلتي كشمير هيل عن بيانات المستهلكين، لكي أغوص أكثر في القضية، غير أن ما وجدته لم يروقني.

ولكن الأمر لا يتعلق فقط بالمراقبة المخيفة وسرقة البيانات. إذ تعلمنا هذا العام أيضا كيف نهتم بسلوكياتنا على الإنترنت، وننظف ما نتركه خلفنا، ونشدد احتياطاتنا الأمنية، ونفعل المزيد من هذا القبيل.

استعِد بعض خصوصيتك

ليس سرا أننا نخضع للتتبع في كل مكان على الإنترنت. كلنا نعرف هذا، فكل واحد منا لديه تجارب عن تلك الإعلانات التي تظهر على موقع فيسبوك بشكل مقلق، أو عن عرض ترويجي من أمازون يستهدفنا مباشرة عبر الإنترنت. 

ولكن مع زيادة انتشار الأجهزة المتصلة بالإنترنت في حياتنا اليومية – على سبيل المثال أجهزة التلفزيون الذكية ومكبرات الصوت الذكية والثلاجات الذكية – ومع زيادة اعتمادنا على الهواتف الذكية، فإننا نقوم بإنشاء بيانات بشكل أكثر مما اعتدنا عليه في السابق.

نظف آثارك على الإنترنت

تجمع شركتا جوجل وفيسبوك معلومات خاصة بنا ثم تبيعان هذه البيانات للمعلنين. 

كما تقوم مواقع الويب بإيداع «ملفات تعريف ارتباط» غير مرئية على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بنا ثم تسجيل الأماكن التي نذهب إليها عبر الإنترنت. 

حتى حكومتنا، الجميع يعرفون أنها تراقبهم. وعندما يتعلق الأمر بمراقبتها لخصوصيتنا الرقمية، يشعر البعض باليأس. نحن مجرد بشر! نحن جزيئات ضئيلة في أجهزتهم! ما هي القوة التي ربما يتعين علينا مواجهتها وصدها؟

لتكن مهذبا

مع انتقال المزيد من أنشطة حياتنا إلى الإنترنت، يعد السلوك الرقمي المهذب أمرا بالغ الأهمية. ومثلما نحكم على الأشخاص من خلال سلوكهم في الواقع الفعلي – أي في الحياة الواقعية – فإننا نولي اهتمامًا للسلوكيات المرغوبة في الفضاء الرقمي.

حاولت الدراسات تحديد المدة التي يستغرقها الشخص لتكوين الانطباع الأول، ويشير البعض إلى أنها قد تكون مجرد جزء من الثانية. 

يقدر روبرت ويسون، مدير أكاديمية شركة «دبريتس» Debrett’s للتدريب المهني وآداب السلوك، أن الوقت الذي نستغرقه لإصدار حكم على شخص ما بعد مقابلته هو سبع ثوانٍ فقط، ويقول إن الشيء ذاته ينطبق على اللقاءات عبر الإنترنت.

تعلم الكفاح بشرف

قال مايك ريبل، المؤلف المشارك في كتاب «دليل المواطنة الرقمية لقادة المدارس» The Digital Citizenship Handbook for School Leaders : «نحن أشخاص اجتماعيون، ولكن على الإنترنت، لا نملك الأدوات اللازمة للتعرف على الآخرين والتعاطف معهم، ومعرفة كيف يشعرون أو كيف يتفاعلون مع الأشياء. 

إقرأ أيضا: بهذه العادات أنت فريسة سهلة للمخترقين… كيف يمكنك إصلاح الأمر؟

نحن نتصور متصيدي الإنترنت، وهو الشخص الذي ينشر محتوى تحريضي ومثير للعداوة على الإنترنت، كوحش يختبئ خلف ستار الأمان الذي يوفره عالم الإنترنت. في الواقع، يمكن أن يكون المتصيدون أصدقاء وجيران وآباء، وحتى نحن أنفسنا.

وحتى إذا كان لا ينطبق عليك تعريف المتصيد، الذي يرتبط بمحاولة متعمدة لإثارة الفتنة، فمن السهل أن تجد نفسك تخوض في المياه العكرة لعالم التصيد. بمعنى آخر، لدينا جميعا القدرة على الانخراط في نقاشات غير مثمرة ولئيمة على الإنترنت لا تعكس طابعنا الشخصي.

اكتب رسائل بريد إلكتروني بشكل أفضل

يحتدم نقاش لا نهاية له عبر المجتمع التكنولوجي: ما الذي يفترض أن تقوله في نهاية رسالتك الإلكترونية؟ هل كلمة «شكرا» المبهجة بريطانية للغاية (ما لم تكن أنت بريطانيا)؟ هل مصطلح «مع تحياتي» يبدو روتينيا وجافا؟ هل يمكنك ببساطة إنهاء الرسالة بعد اسمك إلى أن يحين موعد التفاعل التالي؟ أم هل عليك أن تسرد وظائفك وإنجازاتك وإحصائياتك الحيوية بعد أن تقول «وداعا»؟ ما الذي تحتاج حقا إلى معرفته عند إرسال بريد إلكتروني لشخص آخر؟ يا إلهي، هل ما زال الناس يتصلون ببعضهم بعضا في عالم اليوم؟ (وهل عليك أن تفعل ذلك أيضا؟).

إليك الأخبار الطيبة: إنهاء رسالتك الإلكترونية أسهل بكثير مما كنت تعتقد. إليك ما يجب القيام به.

فكر مرتين قبل إرسال الرسالة المباشرة

الرسالة المباشرة DM هي محادثة فردية مع مستخدم آخر على منصة للتواصل الاجتماعي. معظم الأماكن التي تقضي فيها وقتك عبر الإنترنت – مثل فيسبوك وتويتر وإنستجرام وسناب شات ولينكد إن وما إلى ذلك – تقدم شكلا من أشكال التواصل عبر الرسائل المباشرة.

تقول خبيرة الإعلام الاجتماعي، ناتالي زفات: «في عام 2019، إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي هي سيرتك الذاتية، فإن الرسائل المباشرة هي صندوق البريد الوارد». 

يمكنك أن ترسل رسائل مباشرة إلى شخص، سواء كنت تعرفه أم لا، دون الحاجة إلى معرفة معلومات الاتصال الخاصة به. وخلافا للبريد الإلكتروني، تتيح لك خدمة الرسائل المباشرة معرفة وقت رؤية المرسل إليه لرسالتك».

نظِّف بياناتك

إذا كنا بحاجة إلى عمل فحص لحالتنا الصحية أو مواردنا المالية أو سياراتنا، فيمكننا العثور على أطباء أو محاسبين أو ميكانيكيين. ولكن من الذي يراجع صحة حياتنا الرقمية؟

لا يوجد شيء مثل الصيانة المجدولة كل مسافة عشرة آلاف ميل لمحرك الأقراص الثابت لديك أو تغيير الزيت لهاتفك الذكي. أنت لك مطلق الحرية في هذا الجانب.

إقرأ ايضا: كيف تحافظ على أمانك الرقمي: 5 نصائح تضمن لك أفضل حماية

بعض الناس يقضون سنوات دون أن يمنحوا بياناتهم الكثير من الاهتمام. مع بدء عام جديد، إليك عنصر واحد آخر لتضعه في قائمة اهتماماتك خلال هذا العام ألا وهو الفحص الشامل لبياناتك الخاصة.

يستغرق اتباع هذه الخطوات الأربع بعض الوقت والاهتمام، ولكنها الطريقة الوحيدة المؤكدة لتجنب حدوث كارثة في البيانات في نهاية المطاف.

احمِ بياناتك الصحية

إذا كنت تعمل في شركة لديها تأمين صحي، فهناك فرصة أن تصادفك برامج صحية متنوعة.

يعمل كل برنامج بشكل مشابه للآخر، حيث يقدم نوعا من الخصم أو الحوافز المالية مقابل تحقيق الأهداف، والتي يجري التحقق منها عادة عن طريق طلب البيانات الصحية التي تُجمع عن طريق الهاتف أو أجهزة تتبع اللياقة. 

تقدم شركات التأمين هذه البرامج لتشجيع الناس على البدء في اتباع عادات صحية أو الحفاظ عليها، مثل الأكل بشكل جيد وممارسة الرياضة، وبالتالي تقليل تكاليف الرعاية الصحية. ويقدمها أصحاب العمل كوسيلة لتوفير مكافآت مالية يمكنك استخدامها كإسهام في تكلفة التأمين أو بطاقات الهدايا. 

إن المكافآت المالية وبطاقات الهدايا تثير التطلع إلى الحوافز، لكن لا ينبغي لك اختيار التنازل عن بياناتك الصحية دون النظر في المشكلات المحتملة أولا.

تبيان

تبيان، مجلة رقمية تتناول ما يُهم أمّتنا ومشاكلها وقضاياها الحقيقية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى