مسلمون بلا حدود
كلما تراكم غبار الوهم فوق سطح الحقيقة، أصبحت الحقيقة غريبة زمن استعلاء ذلك الوهم.
قد تبدو بعض المفاهيم غريبة اليوم بينما كانت قبل ثمانين أو مئة سنة فقط أمور بديهية لا يختلف فيها اثنان، فالأمر مرتبط إذن بالطريقة التي يقع بها تشكيل وعي أجيالنا المعاصرة خلال المئة سنة الفارطة عبر المؤسسات الفكرية الرسمية، إلى أن استقر على هذه النسخة الحالية؛ نسخة الحياة داخل تقسيم جغرافي لم يضع حدودَه أهلُ البلد ولا اختاروه، ولا شاركوا في قرار رسمه، لكنهم ولسبب ما ملزمون بالاعتقاد بقدسية تلك الخطوط، وبالالتزام بما تفرضه تلك القدسية…
إن الفكرة القومية التي تحكم عالمنا الإسلامي اليوم قد حولته إلى جزر متفرقة، يتوزع على حدود كل جزيرة عساكر سلاحهم متجه للداخل، لحراسة بقاء هذا الوضع، وحراسة لوازم هذا الوضع من فرقة وضعف وتبعية، بينما تؤجج الشحناء داخل كل جزيرة على سكان بقية الجزر، وتنفخ فيهم النزَعات العنصرية التي تقدم لهم كهوية مصطنعة.
وإن كانت الفكرة القومية تحكم بالجبر حدود البلدان فإنها تتحكم كذلك بالقهر في عقول المسلمين.
نحاول في هذا المقال بيان حقيقة الرابطة التي تجمع بين أفراد الأمة أينما كانوا، وما يترتب على تلك الرابطة، خاصة في ما يتعلق بقضايا المسلمين.
مقتضى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}
إن تلقي الجيل الأول من المسلمين لأمر العقيدة، يختلف كل الاختلاف عن الذي نراه اليوم، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكتف بتدريس الصحابة العقيدة كمفاهيم، لكنه مع ذلك كان يربيهم على المقتضى العملي لتلك المفاهيم. فـ«لا إله إلا الله» ما كانت لتغضب كفار قريش وأعيانها لو أنها كانت كلمة تقال دون مقتضى عملي يعيش في الواقع، ومقتضاها هو إفراد الله بالعبادة -الذي يشمل فيما يشمله التحاكم والاتباع لله وحده والكفر بكل ما سواه- الأمر الذي يقتضي في ما يقتضيه إسقاط التحاكم والاتباع للبشر وتشريعاتهم، وبالتالي إسقاط تلك السطوة التي كان سادة قريش يمارسون من خلالها سلطانهم على الضعفاء، ويعبِّون بها الناس للناس وللوهْم، حتى إذا ما جاءهم الصادق الأمين بكلمة التوحيد كذبوه وحاربوه.
كل مبدأ من مبادئ الإسلام يقابله اذنه أثر واقعي أو مقتضى عملي، ومقتضى عقيدة «إنما المؤمنون إخوة» هو أن تنشأ رابطة عقدية بين المسلمين -كل المسلمين- على أساس العقيدة، وتصبح هذه الرابطة مقدمة على كل الروابط غيرها من عصبيات قبلية أو عرقية… قال الله تعالى {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعبدوني} [سورة الأنبياء: 92].
ونتيجة لهذا وُلدت علاقة ولاء بين رابطة المسلمين، ولاء فريد بين حاملي هذه العقيدة، وحب جامع لوحدتهم، يقابله براء كامل من أعدائهم، ووحدة موقف بين كل المسلمين تجاه هؤلاء الأعداء، قال تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ} [آل عمران:28].
وقال تعالى: {تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُون وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [سورة المائدة: 80 – 81].
وجاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: ((أي عرى الإيمان أوثق؟)) قال: الله ورسوله أعلم، قال: ((الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله))، وجاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ؛ فَقَدْ اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ)) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المسلمُ أخو المسلمِ لا يظلِمُه ولا يُسلِمُه مَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه ومَن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج اللهُ بها عنه كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ ومَن ستَر مسلمًا ستَره اللهُ يومَ القيامةِ)).
صنعت هذه الرابطة -رابطة الولاء بين المسلمين على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وأعراقهم وبلدانهم- حبا شديدا أساسه العقيدة، ووحدة الموقف من الأعداء، ووحدة موقف بين المسلمين تقتضي نصرة بعضهم البعض، انطلاقا من رابطة الإيمان، وبلا اعتبار لمكان المسلم الذي وقع عليه الاعتداء أو لغته أو لونه أو عرقه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى))، وتدبر هذه الكلمة :((تداعى))… وما فيها من وقع لمعنى النصرة، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في رواية في صحيح مسلم، قال: ((المسلمون كرجل واحد، إن اشتكى عينُه اشتكى كلُّه، وإن اشتكى رأسُه اشتكى كلُّه)).
كيف لمسلم بعدها أن يستكين وأخ له أو أخت في مشارق الأرض أو مغاربها يتعرض للإهانة، كيف يهدأ وقد قال النبي ﷺ: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه))، وكيف لا يهزنا قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يقِفنَّ أحدُكم موقفًا يُقتلُ فيه رجلٌ ظلمًا فإنَّ اللَّعنةَ تنزِلُ على كلِّ من حضر حين لم يدفعوا عنه ولا يقِفنَّ أحدُكم موقفًا يُضربُ فيه رجلٌ ظُلمًا فإنَّ اللَّعنةَ تنزِلُ على من حضره حين لم يدفعوا عنه)).
فإذا اعتبرنا عدم مشروعية الحدود الاستعمارية، والتي رسمها أعداؤنا، في اتفاقيات تقسيم الكعكة بينهم، وأن أمتنا أمة واحدة، لا فرق فيها بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى، وأن الولاء يصنع رابطة وثيقة بين المسلمين ووحدة موقف وبراء من أعدائهم، فإنه لا اعتبار لهذه الحدود في حال وقع عدوان على أي مسلم في أي بلد، فالمعتدي على مسلمي بلد قد اعتدى في الواقع على كل المسلمين، وإذا قصفت جهة ما شعبا مسلما أو انتهكت حرماته، فموقف الأمة من عداء هذه الجهة أو الدولة جامع لكل مسلم في كل مكان، وإذا عجز المعتدى عليهم عن الدفع عن أنفسهم، فإن المسؤولية قائمة على بقية الأمة أولها فأولها أفرادا وجماعات، حتى بلوغ الكفاية في دفع العدوان.
مسلمون بلا حدود
وقد كانت هذه الحقيقة -ولا زالت- ماثلة؛ حقيقة أنه لا شرعية للحدود التي تفصل بين المسلمين، ولا شرعية للقيم التي بنيت عليها تلك الحدود، وأن دماء وحرمات المسلمين تتكافأ بمقتضى {إنما المؤمنون إخوة}، وقد كان لتمثُّلها بالغ الأثر قديما وحديثا.
نطرح فيما يلي نماذج لمسلمين بلا حدود، القصد من عرضهم التدليل على الفكرة لا الحصر.
سليمان الحلبي.. السوري الذي حمل لواء الجهاد في مصر
ولد سليمان الحلبي سنة 1777م في عفرين وهي قرية في الشمال الغربي لمدينة حلب السورية، وأرسله والده المحب للعلم إلى مصر، حيث التحق بالأزهر وتتلمذ على الشيخ أحمد الشرقاوي، وقد كان الشيخ الشرقاوي من العلماء الصادعين بالحق المحرضين على جهاد المحتل الفرنسي حينها، والداعين للثورة عليه، فلازم الحلبي شيخه وتأثر به وبروح العزة والثورة التي كانت تتجلى عليه في مواقفه والتي استقاها من إيمانه، وكان الشرقاوي من الداعين لثورة القاهرة الأولى، تلاها إلقاء الفرنسيين القبض على الشيخ وخمسة آخرين وإعدامهم.
كان الحلبي متشبعا بالعزة، مستعدا لفداء دينه في أي مكان من تراب أمته، وقد خطط لكسر شوكة فرنسا التي تحتل أجزاء من بلاد المسلمين وتستذل شعوبها، وقد عاد من حلب إلى مصر سنة 1800 لينفذ ما خطط له، ففي حي الأزبكية رصد الحلبي تحركات الجنرال (جان بابتيست كليبر) قائد الحملة الفرنسية على مصر، ليتسلل إليه داخل قصر الأزبكية عصر يوم 14 يناير سنة 1800، ويوجه له أربع طعنات أردته قتيلا، وحين تدخل كبير المهندسين الفرنسيين بالبستان لنجدته، هاجمه الحلبي وطعنه لكن الطعنات لم تكن قاتلة، ثم اختفى الحلبي بعد تنفيذ بطولته، وألقي القبض عليه بعد وقت قصير من العملية، ثم وقعت محاكمته و تعذيبه وإعدامه.
لقد كانت عملية الحلبي خنجرا في قلب الحملة الفرنسية، التي بدأت عوامل انتهائها من لحظة مقتل (كليبر)، ودماء الحلبي الشريفة التي سقطت في أرض مصر بقيت عنوانا لوحدة أبناء هذه الأمة، ووحدة موقفهم من عدوهم على اختلاف الأمصار.
وبقيت شخصيته ملهمة للمناضلين في وجه الاحتلال حتى يومنا هذا، كما قال الدكتور حسام أبو البخاري «سليمان الحلبي لا بد أن يعود، وكليبر لا بد أن يُقتل!».
الحاج موسى بن الحسن المدني الدرقاوي.. وُلد في مصر واستُشهد في الجزائر
من دلائل بشاعة وعدم آدمية المحتل الفرنسي في الماضي والحاضر، إصرار الفرنسيين على الاحتفاظ بـجماجم ورفات شهداء الحرب في متاحف فرنسا، ولا تزال هذه المتاحف إلى اليوم في عصر التنوير الخادع تستقبل الزوار لكي يشاهدوا الجماجم البشرية معروضة أمام العالم، في ظاهرة تنم عن المستوى الدموي الذي بلغه هؤلاء.
في سنة 2020 سلمت فرنسا للجزائر رفات 24 مجاهدا بعد 174 عاما من الاحتفاظ بجماجمهم، ومن بينها كانت الجمجمة عدد 5942 للبطل الشهيد الحاج موسى الدرقاوي، وما يشد الانتباه في قصة الدرقاوي أنه وإن كان قد أستشهد في الجزائر ذائدا عن دينه وعن دماء وأعراض إخوته المسلمين وأمته المغتصبة، محرضا قائدا للجهاد ضد الغزاة الفرنسيين، إلا أن أصوله تعود إلى مدينة دمياط المصرية.
بعد أن توفي والده، تولى جد الرقاوي تربيته، وفي سنة 1826 انتقل إلى طرابلس الغرب ليزاول فيها دراسة العلوم الشرعية، وسافر بعدها إلى المغرب ومكث فيها سنتين، ليرحل بعدها للجزائر وتحديدا للأغواط، ثم انتقل إلى مدينة مسعد سنة 1832 حيث رحب به سكانها ترحيبا كبيرا.
سنة 1834 وقع الأمير عبد القادر معاهدة ديمشال مع الفرنسيين(وقد عاد الأمير عبد القادر للجهاد في مرحلة لاحقة)، دعا على إثرها الدرقاوي الجزائريين للجهاد ضد فرنسا وضد الأمير عبد القادر، والتف حول الدرقاوي الآلاف من المجاهدين، وفي معركة دامت حوالي أربع ساعات بالقرب من منطقة (ماري مونج) انهزم الدرقاوي أمام قوات الأمير عبد القادر، وتمت مطاردته في مدينة مسعد من قبل جنرال فرنسي يدعى (ماري مونج) ما دفعه إلى مغادرتها سنة 1847 نحو منطقة متليلي الشعانبة.
لم يكف الدرقاوي عن محاولاته الجهادية ضد الجيش الفرنسي، إذ تعاون مع الشيخ أحمد بوزيان وهو أحد أعوان الأمير عبد القادر، لكن الفرنسيين حاصروهم في واحة الزعاطشة التي قام الفرنسيون بإبادة سكانها نساء وأطفالا وشيوخا وحرق منازلها وقطع نخيلها وأشجارها، لكن الدرقاوي ومن معه صمدوا في المقاومة لشهور، حتى نسفت فرنسا بيت الشيخ بوزيان الذي استشهد داخله، ثم جاءت الأوامر الفرنسية بقطع رأس الشيخ بوزيان ورأس ابنه ورأس الدرقاوي وتعليقهم على أبواب مدينة بسكرة، ثم أرسلت فرنسا جماجم الشيخ بوزيان والحاج الدرقاوي إلى متحف باريس مع جماجم أبطال آخرين.
لقد روت دماء الدرقاوي المصري أرض الجزائر، دفاعا عن الدين والحرمات، وعداء للمحتل الغاصب لبلد من بلاد المسلمين، وما كان لفرنسا التي احتفظت كل هذا الوقت بجمجمته إلا أن رسم الفرنسي (فرنسوا جورج بيكو) والبريطاني (مارك سايكس) الحدود التي تفصل اليوم بين بلدان المسلمين، في معاهدة سايكس بيكو، أما دماء الشهداء فهي خير شهيد على بطلان تلك الخطوط.
مولود الطنطاش
في الوقت الذي كانت فيه طائرات الروس تقصف بيوت السوريين، وتوقع المجازر اليومية في حق الأطفال والنساء والشيوخ، وفي وقت صمتت فيه حكومات العالم أمام مشاهد الدماء والأشلاء، بين متواطئ ومساند للغزو الأمريكي والروسي والرافضي على بلاد الشام، كان السفير الروسي على موعد في أحد دور العروض لإلقاء كلمة في مركز الفنون المعاصرة في أنقرة بعنوان: «روسيا في عيون الأتراك»، لكنه لقي مصيره يومها، حيث قام الضابط التركي (مولود مارت الطنطاش) بإلقاء النار عليه داخل القاعة وأرداه قتيلا..
مولود الطنطاش (1994-2016) هو ضابط أمن في السلك العسكري التركي وهو أحد منسوبي ضباط قوات مكافحة فض الشغب التركية الخاصة في الشرطة التركية، ويعمل أيضا في وحدة القوة الجوية بالأمن العام التركي في العاصمة أنقرة، كان قلبه يحترق من قتل إخوته المسلمين في سوريا أمام صمت العالم، ومنتظرا للفرصة التي يمكن فيها أن يثأر لأرواح الأبرياء، حتى جاءت تلك الفرصة، ففي يوم 19 ديسمبر 2016 تمكن مولود من دخول المبنى بعد التعريف بنفسه على أنه شرطي، ثم انتظر اللحظة الحاسمة التي سحب فيها مسدسه ووجهه تجاه (أندريه كارلوف) فأطلق الطلقات وصاح بعدها بآخر كلماته قبل أن تقتله الشرطة التركية:
«الله أكبر الله أكبر
نحن الذين بايعوا محمدًا على الجهاد ما بقينا أبدًا
الله أكبر الله أكبر
لا تنسوا حلب، لا تنسوا سوريا
لا تنسوا حلب، لا تنسوا سوريا
والله لن تذوقوا طعم الأمان إذا كانت بلادنا لا تذوق طعم الأمان
ارجع إلى الوراء، ارجع إلى الوراء
لن أخرج من هذه القاعة إلا ميتا
كل من له يد في هذا الظلم سيدفع الثمن…».(1)
خاتمة
إن الحدود الاستعمارية التي تفصل بين بلادنا اليوم، ما هي إلا خطة عدونا لتفرقتنا، وليس لهذه الحدود ولا المعاهدات التي أقيمت على أساسها أي شرعية، لكننا -ولسنين- نعيش تحت سطوة الاحتلال غير المباشر، والذي تحرص الأنظمة فيه على زرع بذرة القومية في العقول منذ الصغر، ثم تربية النشء على التطبيع مع الحدود، والالتزام بما يترتب على ذلك التطبيع.
وستبقى كل تلك الخطوط على الخريطة مجرد وهم أمام قوله سبحانه وتعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}…
ملحقات:
(1) وقد سارع الساسة إلى محاولة نسبة الطنطاش إلى أحد الأطراف، فقالوا أنه من أنصار حركة فتح الله غولن، مع العلم أن عبد الله غولن توافقي لا اعتبار عنده للواجهة الدينية للصراع، بل هو من أكثر الرموز المرحب بها في الغرب ويعتبرونه نموذج للتسامح والانفتاح.
نعتقد أن دوافع عملية الطنطاش كانت ما نطق به هو نفسه إثر العملية، ثأراً لدماء المسلمين في حلب وغيرها، ووفاء لعهد المسلمين لرسولهم صلى الله عليه وسلم على الجهاد، وتجاوزاً للحدود والقوميات، وانطلاقاً من أن قضية الإسلام قضية أمة لا قضية بلد ولا جماعة.