مع اشتعال أرض الشام «موطن الملاحم» هذه هي العلامات الصغرى التي توشك أن تتحقق!

بعد أن بسطنا أهم أشراط الساعة الصغرى التي انقضت والتي قد تتكرر، وكنا قبلها قد تحدثنا عن المرحلة التي تعيشها أمتنا المسلمة في محور زمن نهاية العالم. ثم سلطنا الضوء على علامات نعيشها واقعًا عيانًا في وقتنا الحاضر، حان الوقت للحديث عن العلامات الصغرى التي توشك أن تتحقق.

لا شك أن هناك علامات صغرى للساعة لم تظهر بعد، إلا أن الوضع الذي تعيشه الأمة باشتعال أرض الشام التي هي موطن الملاحم يوحي بقرب آخر أشراط الساعة التي تختص بهذه الأرض المباركة، ومن هنا نذكّر بالعلامات الصغرى التي توشك أن تتحقق…

بين الروم والمسلمين

في حديث عوف بن ملك رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم  في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم فقال:

“اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِئَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ، فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا”

وخرّجه الطبراني في معجمه الكبير بمعناه، وزاد بعد قوله صلى الله عليه وسلم :

“اثنا عشر ألفا، فسطاط المسلمين يومئذ في أرض يقال لها الغوطة في مدينة يقال لها دمشق”

وأخرج أبو داوود عن ذي مخمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

سَتُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا، فَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِكُمْ، فَتُنْصَرُونَ، وَتَغْنَمُونَ، وَتَسْلَمُونَ، ثُمَّ تَرْجِعُونَ حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ، فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّصْرَانِيَّةِ الصَّلِيبَ فَيَقُولُ: غَلَبَ الصَّلِيبُ، فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَيَدُقُّهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ، وَتَجْمَعُ لِلْمَلْحَمَةِ“. صححه الشيخ الألباني

 وهذه آخر علامة صغرى يأتي في أعقابها وعلى إثرها الملاحم الأخيرة.

عمران بيت المقدس

ويراد به نزول الخلافة فيه في آخر الزمان. ويدل عليه ما رواه أبو داود عن عبد الله بن حَوَالة الأزدي، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنغنم على أقدامنا فرجعنا، فلم نغنم شيئًا، وعرف الجهد في وجوهنا، فقام فينا فقال:

(اللهم لا تكلهم إليّ فأضعف عنهم، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم) ثم وضع يده على رأسي أو قال: على هامتي، ثم قال: (يا ابن حوالة، إذا رأيت الخلافة قد نزلت أرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل [البلابل: الهموم والأحزان] والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك). وصححه الألباني في صحيح أبي داود.

خراب يثرب

وقال ابن كثير عن هذه العلامة في “النهاية”: “وليس المراد أن المدينة تخرب بالكلية قبل خروج الدجال، وإنما ذلك آخر الزمان، بل تكون عمارة بيت المقدس سببا في خراب المدينة النبوية، فإنه قد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الدجال لا يقدر على دخولها، يُمنع من ذلك بما على أبوابها من الملائكة القائمين بأيدهم السيوف المسلطة”

فتح القسطنطينية

فتح القسطنطينية (إسطنبول) وهذه بعد الملحمة الكبرى.

عودة جزيرة العرب جنات وأنهارًا

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله، فلا يجد أحدا يقبلها منه وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا) رواه مسلم

انتفاخ الأهلة

فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا فيقال: لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقا) رواه الطبراني وحسنه الألباني

تكليم السباع والجماد الإنس

روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري، قال: “عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبه الراعي فانتزعها منه فأقعى الذئب على ذنبه، قال: ألا تتقي الله تنزع مني رزقًا ساقه الله إلي فقال يا عجبي ذئب مقع على ذنبه يكلمني كلام الإنس فقال الذئب ألا أخبرك بأعجب من ذلك محمد صلى الله عليه وسلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق قال فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي الصلاة جامعة ثم خرج فقال للراعي: (أخبرهم)، فأخبرهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(صدق والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس ويكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده) رواه أحمد.

انحسار الفرات عن جبل من ذهب

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا)

وفي رواية عند مسلم:

(لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويقول كل رجل منهم لعلي أكون أنا الذي أنجو).

إخراج الأرض كنوزها المخبوءة

روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة، فيجيء القاتل فيقول في هذا قتلت ويجيء القاطع، فيقول في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارق، فيقول في هذا قطعت يدي ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئًا).

محاصرة المسلمين إلى المدينة

من أشراط الساعة أن يُهزم المسلمون، ويحيط بهم أعداؤهم ويحاصروهم في المدينة المنورة. فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(يوشك المسلمون أن يحاصروا إلى المدينة حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح)

رواه أبو داود وصححه الألباني ومسالحهم يعني ثغورهم، والمراد أبعد مواضع المخافة من العدو. وسلاح، موضع قريب من خيبر.

خسف البصرة

أخرج أبو داود في “سننه” في كتاب الملاحم عن أنس بن مالك أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:

“يا أنس! إن الناس يمصِّرون أمصارًا، وإن مصرًا منها يقال لها البصرة أو البصيرة، فإن مررت بها، أو دخلتها، فإياك وسباخها وكلاءها وسوقها وباب أمرائها، وعليك بضواحيها فإنه يكون بها خسف، وقذف، ورجف، وقوم يبيتون يصبحون قردة وخنازير”. والحديث في “الجامع الصحيح”.

كثرة النساء نسبة للرجال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(إن من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل والزنا وشرب الخمر وتقل الرجال وتكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد).

جفاف بحيرة طبرية

وهذه دلالة على قرب خروج الدجال.

ظهور ” الجهجاه ” الملك

والجهجاه رجل من قحطان سيصير إليه الملك، وهو شديد القوة والبطش، ففي الصحيحين عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:

(لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه) رواه البخاري ومسلم

وفي رواية لمسلم:

(لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل يقال له ” الجهجاه “).

ويحتمل أن يكون هذا الذي في الرواية الأخيرة غير الأول. والمراد بكونه يسوق الناس بعصاه أنه يغلب الناس فينقادون له ويطيعونه، والتعبير بالسوق بالعصا للدلالة على غلظته وشدته، وأصل الجهجاه الصياح، وهي صفة تناسب العصا كما يقول ابن حجر، ولم يأتي بيان من الرسول صلى الله عليه وسلم ليوضح إن كان سيسوق الناس إلى الخير أم الشر.

فتنة الأحلاس وفتنة الدهماء، وفتنة الدهيماء

عن عبد الله بن عمر قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قعودًا فذكر الفتن فأكثر ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس، فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الأحلاس؟ قال:

(هي فتنة هرب وحرب، ثم فتنة السراء، دخلها-أو: دخنها-من تحت قدمي، رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني إنما وليي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع، ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة فإذا قيل انقطعت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه إذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من اليوم أو غد) – رواه أبو داود وأحمد وصححه الألباني.

اقتتال بين يدي الساعة

أخرج ابن ماجة ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلًا لم يقتله قوم، فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوًا على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي “.

وأخرجه الحاكم وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وقال ابن كثير هذا إسناد قوي صحيح، وقد صححه الشيخ الألباني بغير لفظ خليفة الله المهدي. والمراد بالكنز هو كنز الكعبة. قاله ابن كثير.

خروج المهدي

ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الله سبحانه يبعث في آخر الزمان خليفة يكون حكمًا عدلًا، يلي أمر هذه الأمة من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي)

رواه الترمذي وأبو داود، وفي رواية لأبي داود  قال:

(لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا منى- أو: من أهل بيتي- يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبى يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا).

غزو جيش من المسلمين الكعبة والخسف بهم

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم)

قالت: يا رسول الله، كيف تخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم، ومن ليس منهم؟

قال: (يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم) (متفق عليه)

الملحمة الكبرى

أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

“لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق أو دابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلث أفضل الشهداء عند الله، ويفتح ثلث لا يفتنون أبدا فيفتتحون القسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذا صاح فيهم الشيطان، إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبينما هم يعدّون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم فأمهم ( أي القتال) فإذا رآه عدوّ الله ذاب كما يذوب الملح فلو تركه لذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته”.

فتوحات عظيمة

أخرج مسلم عن نافع بن عتبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله ثم تغزون الدجال فيفتحه الله “.

الترتيب الزمني

    قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري:” ولابن ماجة من حديث معاذ بن جبل مرفوعًا:

“الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر”

وله من حديث عبد الله بن بسر رفعه:

“بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين ويخرج الدجال في السابعة” وإسناده أصح من إسناد حديث معاذ.

وروى معاذ بن جبل-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

“عمران بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة وخروج الملحمة فتح قسطنطينية وفتح قسطنطينية خروج الدجال”

ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدثه أو منكبه ثم قال:

“إن هذا لحق كما أنك هاهنا أو كما أنك قاعد يعني معاذ بن جبل”– رواه أبو داود في الملاحم وصححه الألباني.

    وهناك أشراط تتخلل الأشراط الكبرى ولكن تأملوا قرب خروج الدجال! وللحديث بقية.

د. ليلى حمدان

كاتبة وباحثة في قضايا الفكر الإسلامي، شغوفة بالإعلام وصناعة الوعي.

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. السلام عليكم
    صدر لي كتاب بعنوان علامات الساعة من منظور علمي يدور في نفس الفلك ن كان لديك رغبة في الاطلاع عليه ابلغيني كي ارسله لك
    مع اطيب التحيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى