
كيف تتحرر من سجن الديون؟
في حياتنا المعاصرة يتزايد فيها الاعتماد على الاقتراض والقروض، أصبحت الديون جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثيرين. ومع أن الديون يمكن أن تكون وسيلة ضرورية للتغلب على التحديات المالية، إلا أنها تتحول في كثير من الأحيان إلى عبء ثقيل يؤثّر على جميع جوانب حياة الفرد. فإن الديون يمكن أن تؤدي إلى أزمات مالية وضغوط نفسية واضطرابات اجتماعية. وقد تتحول إلى سجن يدخله الإنسان ولا يعرف كيف يتحرر منه.
في هذا المقال نستعرض خطورة الدَّين على المسلم في الدنيا والآخرة إذا هو لم يؤده، وأسباب الالتجاء إلى الديون، وكيفية التعامل مع الديون بشكل صحيح، وتجنب الفخاخ التي قد تؤدي إلى تراكمها.
أطول آية في القرآن
«لمّا حث الله تعالى على الصدقات، وحرم الربا، ودعا إلى العفو على المعسر، والتصدّق عليه بإسقاط الدَّين الأمر الذي قد يتبادر الى الذهن أنّ المال لا شأن له ولا قيمة في الحياة، فجاءت هذه الآية، آية الدَّين الكريمة لتعطي للمال حقَّه، وترفع من شأنه، فإنه قِوام الحياة فقررت واجب الحفاظ عليه، وذلك بكتابة الديون، والإشهاد عليها بمن ترضى عدالتهم، وكون الشهود رجلين مسلمين حرّين، فإن انعدم رجل من الاثنين قامت إمرأتان مقامه».1
وهناك شيء مُلفت للانتباه في هذه الآية العظيمة، وهي موضوع التقوى في قول الله سبحانه: {وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا}، وقوله سبحانه: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282].
قال البقاعي في تفسيره: «وختم آيات هذه المعاملات بصفة العلم بعد الأمر بالتقوى في غاية المناسبة لما يفعله المتعاملون من الحيل التي يجتلب كل منهم بها الحظ لنفسه، والترغيب في امتثال ما أمرهم به في هذه الجمل بأنه من علمه وتعليمه. فقال الله سبحانه: {واتقوا الله} أي خافوا الذي له العظمة كلها فيما أمركم به ونهاكم من هذا وغيره».2
خطورة الديون

الديون تشكل عبئًا ثقيلًا على المدينين، وقد تتحول إلى ما يشبه السجن المعنوي والمادي لهم، لأن الدَّين همٌّ بالليل ومذلة بالنهار. قال الإمام القرطبي: «قَالَ عُلَمَاؤُنَا: وَإِنَّمَا كَانَ شَيْنًا وَمَذَلَّةً لِمَا فِيهِ مِنْ شَغْلِ الْقَلْبِ وَالْبَالِ وَالْهَمِّ اللَّازِمِ فِي قَضَائِهِ، وَالتَّذَلُّلِ لِلْغَرِيمِ عِنْدَ لِقَائِهِ، وَتَحَمُّلِ مِنَّتِهِ بِالتَّأْخِيرِ إِلَى حِينِ أَوَانِهِ. وَرُبَّمَا يَعِدُ مِنْ نَفْسِهِ الْقَضَاءَ فَيُخْلِفُ، أَوْ يُحَدِّثُ الْغَرِيمَ بِسَبَبِهِ فَيَكْذِبُ، أَوْ يَحْلِفُ لَهُ فَيَحْنَثُ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وَلِهَذَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَتَعَوَّذُ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ، وَهُوَ الدَّيْنُ. فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَكْثَرَ مَا تَتَعَوَّذُ مِنَ الْمَغْرَمِ؟ فَقَالَ: ((إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ)).3 وَأَيْضًا فَرُبَّمَا قَدْ مَاتَ وَلَمْ يَقْضِ الدَّيْنَ فَيُرْتَهَنُ بِهِ، كَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ((نَسْمَةُ الْمُؤْمِنِ مُرْتَهَنَةٌ فِي قَبْرِهِ بِدَيْنِهِ حتى يقضى عنه))،4 وكل هذه الأسباب مَشَاين فِي الدِّينِ تُذْهِبُ جَمَالَهُ وَتُنْقِصُ كَمَالَهُ».5
وكان النبي ﷺ يستعيذ من الدَّين، عن عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ)) [صحيح البخاري: 6269].
قال ابن حجر في شرح الحديث: «قَوْلُهُ: (وَضَلَعِ الدَّيْنِ) أَصْلُ الضَّلَعِ وَهُوَ بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَاللَّامِ: الِاعْوِجَاجُ، يُقَالُ: ضَلَعَ بِفَتْحِ اللَّامِ يَضْلَعُ، أَيْ: مَالَ، وَالْمُرَادُ بِهِ هُنَا ثِقَلُ الدَّيْنِ وَشِدَّتُهُ، وَذَلِكَ حَيْثُ لَا يَجِدُ مَنْ عَلَيْهِ الدَّيْنُ وَفَاءً، وَلَا سِيَّمَا مَعَ الْمُطَالَبَةِ، وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: مَا دَخَلَ هَمُّ الدَّيْنِ قَلْبًا إِلَّا أَذْهَبَ مِنَ الْعَقْلِ مَا لَا يَعُودُ إِلَيْهِ. قَوْلُهُ: (وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ) أَيْ شِدَّةِ تَسَلُّطِهِمْ، كَاسْتِيلَاءِ الرِّعَاعِ هَرْجًا وَمَرْجًا، قَالَ الْكَرْمَانِيُّ: هَذَا الدُّعَاءُ مِنْ جَوَامِعِ الْكَلِمِ؛ لِأَنَّ أَنْوَاعَ الرَّذَائِلِ ثَلَاثَةٌ؛ نَفْسَانِيَّةٌ، وَبَدَنِيَّةٌ، وَخَارِجِيَّةٌ».6
إن أدلة الشرع تدل على خطورة أمر الاستدانة، فها هو الشهيد الذي يغفر له عند أول قطرة من دمه، ويؤمَّن من عذاب وفتنة القبر، ويشفع في سبعين من أهله، وروحه في حواصل طير خُضر في الجنة تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش، يغفر له كل شيء إلا الدَّين، كما جاءت بذلك السنة الثابتة عن النبي ﷺ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو بن العاص رضي الله عنه؛ أن رسول الله ﷺ قال: ((يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ، إِلَّا الدَّيْنَ)) [صحيح مسلم: 1886].
و«الدُّيونُ حُقوقٌ تكونُ بيْن العِبادِ، وهي نَوعٌ مِن أنواعِ التَّعاملاتِ الماليَّةِ الَّتي أوجَبَ الإسلامُ الوفاءَ بها وَرَدَّها لأهْلِها، وعدَمَ المُماطَلةِ فيها؛ فالمَدِينُ يَنبغي له أنْ يُبْرِئَ ذِمَّتَه مِن الدَّيْنِ المُسْتَحَقِّ عليه، حِفاظًا على حُقوقِ النَّاسِ.
وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ القَتْلَ والشَّهادةَ في سَبيلِ اللهِ يكونُ سببًا لتَكفيرِ كلِّ شَيءٍ مِنَ الخَطايَا عن المقتولِ الشَّهيدِ، إلَّا الدَّيْنَ الَّذي يَبْقى على الشَّهيدِ ولم يَترُكْ ما يُقْضى به عنه؛ وذلك لأنَّ دَيْنَ الآدَمِيِّ لا بُدَّ مِن إيفائِه إمَّا في الدُّنيا وإمَّا في الآخِرَةِ؛ ولا يَنبغِي للإنسانِ أنْ يَتساهَلَ في أمرِ الدَّيْنِ، وما يكونُ في مَعناه مِن حُقوقِ الآدميِّينَ.
وفي الحديثِ: تَنبِيهٌ على جَميعِ حُقوقِ الآدَمِيِّينَ، وأنَّ الجهادَ والشَّهادَةَ وغيرَهما مِن أعمالِ البِرِّ لا يُكفِّر حُقوقَ الآدَمِيِّينَ، وإنَّما يُكفِّر حُقوقَ الله تعالى.
وفيه: التَّشديدُ في أمْرِ الدُّيونِ، وأنَّه يَعلَقُ على المَدينِ بعْدَ مَوتِه حتَّى يُقْضى عنه بأيِّ صُورةٍ.
وفيه: حِمايةُ الإسلامِ لحُقوقِ النَّاسِ الماليَّةِ».7
ومما يدل على خطورة التساهل فيه أن النبي ﷺ كان إذا أُتِي بجنازة وعلى صاحبها دَيْن لم يُصَلِّ عليه حتى تقضى عنه ديونه أو يتحملها أحد الأحياء، فلما فتح الله عليه وجاءه المال كان يقضي عن موتى المسلمين.
وينبغي أن يعلم أن التأخر في سداد الدين عن الميت يعد بلاء عليه، فعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَا يُصَلِّي عَلَى رَجُلٍ مَاتَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، فَأُتِيَ بِمَيِّتٍ، فَقَالَ: أَعَلَيْهِ دَيْنٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ، دِينَارَانِ، قَالَ: صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ، فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ: هُمَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ، فَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا فَعَلَيَّ قَضَاؤُهُ وَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ)) [سنن أبي داود: 3343].
كما حذر النبي ﷺ من التسويف في قضاء الدَّين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال: رسول الله ﷺ: ((مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْم)) [صحيح البخاري: 2288].
وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ النبي ﷺ أنَّ مَطْلَ الغَنيِّ ظُلمٌ، والمَطْلُ: هو التَّسويفُ والتَّأخيرُ في قَضاءِ الدَّينِ، فإذا مَاطَلَ الغنيُّ فهذا يُعَدُّ ظلمًا؛ لأنَّه قادِرٌ على السَّدادِ ورَدِّ المالِ، فلمَّا مَنَعَ المالَ وأخَذَ يُماطِلُ كان ظالِمًا.
قال الإمام النووي: «قَالَ الْقَاضِي عياض وَغَيْرُهُ الْمَطْلُ مَنْعُ قَضَاءِ مَا اسْتُحِقَّ أَدَاؤُهُ فَمَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ وَحَرَامٌ وَمَطْلُ غَيْرِ الْغَنِيِّ لَيْسَ بِظُلْمٍ وَلَا حَرَامٍ، لِمَفْهُومِ الْحَدِيثِ وَلِأَنَّهُ مَعْذُورٌ وَلَوْ كَانَ غَنِيًّا، وَلَكِنَّهُ لَيْسَ مُتَمَكِّنًا مِنَ الْأَدَاءِ لِغَيْبَةِ الْمَالِ أَوْ لِغَيْرِ ذَلِكَ جَازَ لَهُ التَّأْخِيرُ إِلَى الْإِمْكَانِ وَهَذَا مَخْصُوصٌ مِنْ مَطْلِ الْغَنِيِّ».8
وعن عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ أُتِيَ بِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: ((صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ فَإِنَّ عَلَيْهِ دَيْنًا. قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: هُوَ عَلَيَّ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: بِالْوَفَاءِ؟ قَالَ: بِالْوَفَاءِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ)) [سنن النسائي: 1960].
وروى جابر رضي الله عنه قال: ((تُوفيَّ رجل فغسلناه وحنطناه وكفناه ثم أتينا به رسول الله ﷺ يصلي عليه فقلنا: تصلي عليه؟ فخطا خُطًى، ثم قال: أعليه دَيْن؟ قلنا: ديناران، فانصرف، فتحملهما أبو قتادة، فأتيناه فقال أبو قتادة: الديناران عليَّ، فقال رسول الله ﷺ: حقَّ الغريمِ وبَرئَ منهما الميت؟ قال: نعم، فصلى عليه، ثم قال بعد ذلك بيوم: ما فعل الديناران؟ فقال: إنما مات أمس، قال: فعاد إليه من الغد، فقال: قد قضيتهما، فقال رسول الله ﷺ الآن بردت عليه جلده)) [سنن النسائي: 1962]، أي الآن برد جلد ذلك الميت بسبب كونه مرهونًا بالدين قبل ذلك.
النزعة الاستهلاكية وتراكم الديون

النزعة الاستهلاكية تشير إلى الاتجاه أو السلوك الذي يدفع الأفراد أو المجتمعات إلى استهلاك المزيد من السلع والخدمات. يعكس هذا السلوك الرغبة في التمتع بالأشياء المادية واستخدام الموارد بشكل دائم. وهذه النزعة قد تكون مدفوعة بعوامل متعددة، منها:
- التطور الاقتصادي: أدى التقدم التكنولوجي إلى زيادة الإنتاج، مما جعل السلع متوفرة بكميات كبيرة وأسعار منخفضة.
- الإعلانات الجذابة: تستخدم الشركات أساليب تسويقية متطورة لتحفيز الرغبة في الشراء واقتناء مزيد من المنتجات، «فالأشرطة والإعلانات والدعايات وما يصحبها من لوازم الترفيه والتسلية وملء وقت الفراغ مثلًا، تتحول إلى وسائل ناجعة في تسويق أذواق وأساليب غذائية منمطة، واختيارات في الألبسة شبه مستنسخة، كلها تفيض علينا من خزائن ذلك العالم الآخر المذهل، وتعمل بنعومة على ترسيخ إيقاع جديد للحياة، تطغى عليه بشكل متزامن دورات التحفيز والإثارة في الاقتناء والاستهلاك، ويجري في اتجاه واحد مطوق غالبا بطقوس الموضة اللعينة ومواسمها الميكانيكية المتلاحقة».9
- التسويق الرقمي: وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات المستهدفة تسهل الوصول إلى المستهلكين.
- التسوق عبر الإنترنت: سهولة الوصول إلى المنتجات عبر الإنترنت تزيد من الاستهلاك.
- التحديثات المستمرة: الإصدارات الجديدة للأجهزة مثل ظهور ميزات جديدة مثل تحسينات الكاميرا، وسرعة الأداء، وزيادة عمر البطارية، يشجع المستخدمين على الترقية للاستفادة من هذه التحسينات.
- الرغبة في التجديد والتحسين: يمكن أن تدفع رغبة الأفراد في تجديد وتحسين حياتهم إلى زيادة الاستهلاك، سواء كان ذلك من خلال شراء منتجات جديدة أو تحسين الخدمات التي يستخدمونها.
- الضغط الاجتماعي: يمكن أن يكون للضغط الاجتماعي دور كبير في دفع الأفراد إلى مواكبة التطورات الاجتماعية واقتناء الأشياء الجديدة.
- التأثير الاقتصادي: في البعض الأحيان، قد يتزايد الاستهلاك في حالة التحسن الاقتصادي، حيث يشعر الأفراد بالثقة في مستقبلهم المالي ويزيدون من نفقاتهم.
- اقتصاد السوق: يعتمد الاقتصاد الحديث على زيادة الاستهلاك لتحفيز النمو الاقتصادي.
- انتشار الثقافة الاستهلاكية: العولمة ساهمت في نشر نمط الحياة الاستهلاكي عبر الحدود.
- توافر المنتجات العالمية: أصبحت السلع العالمية متاحة في معظم الأسواق.
- الفراغ العاطفي: قد يعوض الأفراد الشعور بالوحدة أو الفراغ العاطفي بالشراء خصوصًا لدى النساء.
«ومن هنا كانت السمة البارزة في عصرنا المسارعة في إشباع الهوى، واسترضاء الغرائز الدنيا حتى تُروى. ورَيّ هذه الغرائز -عن طريق الحرام- لا يزيدها إلا ضراوة، فهي تطلب المزيد دون أن تدرك الشبع. والمجتمع البشرى الذى تدور حركاته على هذا المحور مجتمع طافح الإثم سيء العقبى، تطيش به نوازع الشَرَه والأَثَرَة، وتتولد فيه مشاعر الحسد والبغضاء، وقَلَمَّا ينجو من: إثارة الفساد وسفك الدماء».10
كيف نواجه النزعة الاستهلاكية ونتخلص من الديون؟
إن كثيرًا من الظروف والضرورات التي تدفع الناس للاستدانة والاقتراض، كالظروف الاقتصادية الصعبة، والكوارث الطبيعية، والأزمات الصحية المفاجئة، أو عندما يفقد الفرد وظيفته أو ينخفض دخله، قد يضطر إلى الاقتراض لسداد نفقاته الأساسية أو لتغطية التزاماته المالية. لكن في أحيان كثيرة تكون الظروف غير ضرورية للاستدانة، لذلك وجب:
التحكم في الشهوات وضبطها: أو كلما اشتهيت اشتريت؟
مَرَّ جابر رضي الله عنه على عمر رضي الله عنه بلحم قد اشتراه بدرهم، قال: ((فقال له عمر ما هذا؟ قال: اشتريته بدرهم، قال: كلما اشتهيت شيئا اشتريته؟ لا تكون من أهل هذه الآية {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا} [الأحقاف: 20])) [مصنف أبي شيبة: 3380].
قال البقاعي في تفسير الآية: «(طَيِّبَاتِكُمْ) أيْ: لَذّاتِكم بِاتِّباعِكُمُ الشَّهَواتِ (فِي حَيَاتِكُمُ) ونَفَّرَ مِنها بِقَوْلِهِ تَعالى: (الدُّنْيا) أيِ: القَرِيبَةِ الدَّنِيَّةِ المُؤْذِنُ وصْفُها لِمَن يَعْقِلُ بِحَياةٍ أُخْرى بَعْدَها، فَكانَ سَعْيُكم في حَرَكاتِكم وسَكَناتِكم لِأجْلِها حَتّى نِلْتُمُوها (واسْتَمْتَعْتُمْ) أيْ: طَلَبْتُمْ وأوْجَدْتُمُ انْتِفاعَكم (بِها) وجَعَلْتُمُوها غايَةَ حَظِّكم في رِفْعَتِكم ونِعْمَتِكم».11
المشكلة الرئيسة التي نواجهها تكمن في الإنفاق العشوائي الذي يُحفز بالرغبات والشهوات. عند مراجعة نفقاتنا الشهرية، نتفاجأ غالبًا بحجم الإنفاق غير المبرر. هذا الوعي يدفعنا أحيانًا إلى محاولة تنظيم ميزانيتنا، ولكننا نعود بسرعة إلى عاداتنا القديمة عند مواجهة أول إغراء.
والشهوات والرغبات تحتاج إلى ضبط ومراقبة وتهذيب، «ألا ترى القليل من الماء يتناوله الإنسان فيذهب الظمأ وتبتل العروق، فإذا صار لُجة ووقع الإنسان في مدها كتمت أنفاسه، وزحمت أمعاءه، وأزهقت روحه؟».12
لا تمدن عينيك

«التجار والمصممون والمبدعون والثروات والإعلانات وخطط الشركات وعلم التسويق والدعاية كلهم يبحثون عن لفتة من عينيك. لا شيء في المدينة المتحضرة من الرتابة التي تمنح عينيك فرصة للسأم والإعراض. التجدد والإبهار يجعلك حبيسًا. تبدو فرصة عقولنا للنفاذ من كل ذلك إلى ما وراءه صعبة وقاسية».13
{وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ} [طه: 131]. «أي: لا تمد عينيك معجبًا، ولا تكرر النظر مستحسنًا إلى أحوال الدنيا والممتعين بها، من المآكل والمشارب اللذيذة، والملابس الفاخرة، والبيوت المزخرفة، والنساء المجملة، فإن ذلك كله زهرة الحياة الدنيا، تبتهج بها نفوس المغترين، وتأخذ إعجابًا بأبصار المعرضين، ويتمتع بها -بقطع النظر عن الآخرة- القوم الظالمون، ثم تذهب سريعًا، وتمضي جميعاً، وتقتل محبيها وعشاقها، فيندمون حيث لا تنفع الندامة، ويعلمون ما هم عليه إذا قدموا في القيامة، وإنما جعلها الله فتنة واختبارًا، ليعلم من يقف عندها ويغتر بها، ومن هو أحسن عملًا، كما قال الله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا * وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا} [الكهف: 7-8].14
ومن صفات عباد الرحمان -كما ذكرها الله في سورة الفرقان- {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 6].
قال البقاعي في تفسيره: «(لم يسرفوا) أي يجاوزوا الحد في النفقة بالتبذير، فيضيعوا الأموال في غير حقها فيكونوا إخوان الشياطين الذين هم من النار ففعلهم فعلها (ولم يقتروا) أي يضيقوا فيضيعوا الحقوق؛ ثم بيّن العدل بقوله: (وكان) أي إنفاقهم، (بين ذلك) أي الفعل الذي يجب إبعاده».15
إذن يجب توجيه المسلمين قصد ترشيد سلوكهم الاستهلاكي، وتذكيرهم بأن التبذير حرام، وذلك ما تدل عليه آيات وأحاديث كثيرة.
«وصرف الأموال في الأمور التي يحتاج إليها الفرد. وإحياء روح القيم العليا بين الناس كالصدقات والزكاة والمساعدة التي تحول دون لجوء المحتاجين إلى المعاملات الربوية أو القروض والسلف».16
الاقتصاد نصف المعيشة
«إن العاقل اللبيب لَهُو الذي يستعين بالله تعالى على أموره كلها ولا يلجأ إلى الدَّين ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، وقد أمر الله عباده أن يراعوا في نفقاتهم ما يرزقهم الله تعالى إياه، قال الله عز وجل {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً} [الطلاق:7]. فهذا أمر من الله تعالى بالإنفاق على قدر الرزق، ووعدٌ منه سبحانه للفقير باليُسر بعد العسر إذا أنفق على قدر رزقه، وهو وعد حق؛ لأن من أنفق على قدر رزقه ولم يستدِن ليجاري الأغنياء فإنه سيستغني؛ لأن تدبيره نفقتَه وعدم استدانته تؤول به إلى غناه بكسبه، فينفقه على نفسه وعياله، لا لسداد دينه فيبقى معسرًا».17
«إن القناعة والكفاف والاكتفاء الذاتي مما يعين على عدم الوقوع في براثن الديون، ونزول الإنسان على قانون الاكتفاء الذاتي هو العون الأكبر على ما يأمره به الإسلام من قنوع وعفاف، فإن أكثر متاعب الناس تأتيهم من السرف فوق ما يطيقون، والتطلع إلى حياة لا يملكون أسبابها.
وربما لجؤوا إلى الاستدانة والمطال، أو إلى المسألة والضراعة، أو إلى الرشوة والسرقة، أو إلى النهب والسطو، كي يسدوا أبوابًا من النفقة فتحوها على أنفسهم تَزَيُّدًا وطمعًا.
ولو أنهم عاشوا في حدود ما يملكون لاستراحوا وأراحوا. والاكتفاء الذاتي يلزم الإنسان أن يعرف موارده جيدًا، ثم يضغط شهواته ورغائبه حتى لا تعدو به حدود ما يملك».18
إذا ابتليت بالدَّين فبادر بالقضاء
ينبغي على العبد إذا ابتلي بالحاجة فاستدان أن يجتهد في قضاء دينه سريعًا حتى تبرأ ذمته، ويلقى ربه خاليًا من الديون، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ((لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا يَسُرُّنِي أَنْ لَا يَمُرَّ عَلَيَّ ثَلَاثٌ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ، إِلَّا شَيْءٌ أُرْصِدُهُ لِدَيْنٍ)) [صحيح البخاري: 991].
تقوى الله والإلحاح في الدعاء لقضاء الدَّين

وعد الله عز وجل المتقين بتيسير الأمور فقال سبحانه: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4]، ووعدهم بالرزق فقال سبحانه: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2-3].
كما وردت بعض الأدعية النبوية في قضاء الدَّين منها ما رواه الترمذي في سننه عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ مُكَاتَبَتِي فَأَعِنِّي، قَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ، قَالَ: قُلْ: ((اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ)) [سنن الترمذي: 3563].
«وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ علِيُّ بنُ أبي طالِبٍ رَضِي اللهُ عَنه، (أنَّ مُكاتَبًا)، مِن المُكاتبَةِ، وهي أنْ يتَعاقَدَ العبْدُ مع سيِّدِه على قدْرٍ مِن المالِ إذا أدَّاه له أصبَح حُرًّا، (جاءَه)، أي: جاء هذا العبْدُ المُكاتَبُ إلى علِيِّ بنِ أبي طالِبٍ رَضِي اللهُ عَنه، (فقال) المُكاتَبُ لعلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ رَضِي اللهُ عَنه: (إنِّي قد عَجَزْتُ عن كِتابَتي)، أي: لم أستطِعْ أداءَ مالِ الكِتابَةِ، فليس لي مالٌ، ولا عمَلٌ أكتسِبُ منه المالَ، (فأعِنِّي)؛ بمالٍ أو بدُعاءٍ أو شَفاعَةٍ، حتَّى أقضِيَ كِتابَتي، (قال)، أي: علِيُّ بنُ أبي طالِبٍ رَضِي اللهُ عَنه: (ألَا أُعلِّمُك)، أي: هل أُعلِّمُك، (كلِماتٍ) تَقولُهنَّ لِيَذهَبَ دَيْنُك، ويَقضِيَ اللهُ تعالى حاجَتَك، (علَّمَنيهنَّ)، أي: هذه الكلِماتُ علَّمَها لي، (رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، لو كان علَيك)، أي: مِن الدُّيونِ، (مثْلُ جبَلِ صِيرٍ)، وهو اسْمُ جبَلٍ ببِلادِ طَيِّء، وقيل: باليمَنِ، (دَيْنًا)، أي: لو كان مِقدارُ أو حجْمُ الدَّيْنِ مثْلَ حجْمِ هذا الجبَلِ، (أدَّاه اللهُ عنكَ)، وأعانك علَيه ورَزَقك مالًا أو أحَدًا يَسُدُّ عنك مِن حيثُ لا تَدري، (قال)، أي: علِيُّ بنُ أبي طالِبٍ رَضِي اللهُ عَنه: (قُل)، أي: ادْعُ اللهَ تعالى بقوْلِك: (اللَّهمَّ اكْفِني بحَلالِك عن حَرامِك)، أي: قَنِّعْني بالحَلالِ وسُقْهُ إليَّ منه في كلِّ شيْءٍ؛ حتَّى لا أحتَاجَ معه إلى الحَرامِ، (وأغْنِني بفضْلِك عمَّن سِواكَ)، مِن الخلْقِ؛ حتَّى لا أحتاجَ إليهِم، ولا أُنزِلَ حاجَتي بأحَدٍ منهم.
وفي الحَديثِ: الحَثُّ على ردِّ السَّائلِ ردًّا حسَنًا إذا لم يكُنْ لك ما تُعطِيه.
وفيه: تنبِيهُ العالِمِ للمُتعَلِّمِ، وتَذكِيرُه بما يَحتاجُ إليه.
وفيه: أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى كافٍ عبْدَه المؤمِنَ».19
عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِمُعَاذٍ: ((أَلَا أُعَلِّمُكَ دُعَاءً تَدْعُو بِهِ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ دَيْنًا لَأَدَّى اللَّهُ عَنْكَ؟ قُلْ يَا مُعَاذُ: اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ، تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ، بِيَدِكَ الْخَيْرُ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، رَحْمَنُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تُعْطِيهِمَا مَنْ تَشَاءُ، وَتَمْنَعُ مِنْهُمَا مَنْ تَشَاءُ، ارْحَمْنِي رَحْمَةً تُغْنِينِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ)).20
وخلاصة القول: مما يُعين على التخلص من النزعة الاستهلاكية والتحرر من سجن الديون:
- تعزيز أخلاق الاعتدال والتوسط في الإنفاق، استنادًا إلى المبادئ الإسلامية.
- تغيير النظرة للمال من كونه وسيلة للمتعة إلى اعتباره مال الله، وأنه أمانة ومسؤولية والإنسان مستخلف فيه.
- تنمية أخلاق الشكر والرضا والقناعة، مما يقلل من الرغبة في الاستهلاك المفرط الذي يلجئ إلى الديون.
- تحرير مفهوم المتعة من ارتباطه بالشراء والاستهلاك، والتركيز على المتع الروحية والفكرية.
- تشجيع الإنتاج والادخار، وترشيد التمويل الإسلامي بما يحقق مقاصد الشريعة.
هامش
- أبو بكر الجزائري، أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، ج1/275. ↩︎
- البقاعي برهان الدين، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، ج4/159. ↩︎
- أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (7854)، وإسحاق بن راهويه في ((المسند)) (741) واللفظ لهما، والبخاري (2397) باختلاف يسير، ومسلم (589) بنحوه. ↩︎
- ورد الحديث بلفظ: “نفسُ المؤمنِ معلقةٌ بدَيْنِه حتى يُقضى عنه”، أخرجه الترمذي (1078)، وابن ماجه (2413). ↩︎
- القرطبي، أبو عبد الله، الجامع لأحكام القرآن، ج3/417. ↩︎
- ابن حجر العسقلاني، فتح الباري بشرح صحيح البخاري، المكتبة السلفية – مصر 1390هـ، ج11/174. ↩︎
- موقع الدرر السنية. ↩︎
- شرح النووي على مسلم، دار إحياء التراث العربي – بيروت، الطبعة: الثانية، 1392هـ، ج10/227. ↩︎
- جمال أكاديري، عولمة الثقافة الاستهلاكية. ↩︎
- محمد الغزالي، الجانب العاطفي في الإسلام، دار القلم، دمشق، الطبعة الرابعة، 2005م، ص 108. ↩︎
- برهان الدين البقاعي، نَظم الدرر في تناسب الآيات والسور، دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد – الهند، الطبعة: الأولى 1984، ج18/120. ↩︎
- محمد الغزالي، الجانب العاطفي في الإسلام، ص 108. ↩︎
- قناة عبد الله بن بلقاسم على التليغرام. ↩︎
- عبد الرحمن السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، تحقيق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420هـ، ـ 2000م، ص516. ↩︎
- نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، ج13/424. ↩︎
- فرست عبد الله يحیی الورمیلي وأيمن سعید تتر، مجلة جامعة زاخو، كردستان العراق، المجلد 3، العدد2، 2015م. ↩︎
- موقع إسلام ويب. ↩︎
- محمد الغزالي، الجانب العاطفي في الإسلام، ص 187. ↩︎
- موقع الدرر السَّنية. ↩︎
- الهيثمي أبو الحسن، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، رقم الحديث 17443، ج10/186 رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ. ↩︎